سبعة أنواع من الغموض

A-Boudjema

:: طاقم عمل اللمة الجزائرية ::
طاقم العمل
إنضم
18 أفريل 2021
المشاركات
1,343
نقاط التفاعل
4,506
النقاط
76
العمر
17
محل الإقامة
No Place
الجنس
ذكر
سبعة أنواع من الغموض

قصة: شيرلي جاكسون

ترجمة: مريم ناجي


نُشرت هذه القصة أول مرة عام 1948 في مجلة ستوري، ثم نُشرت ثانيةً ضمن مجموعة قصصية بعنوان «اليانصيب أو مغامرات جميس هاريس»، عام 1949.

1660737344536.png

بَدا سرداب المكتبة هائلًا؛ اِمتد في صفوفٍ طويلةٍ من الكتب تصل إلى العتمة عند نهاية كل صف، مع كتبٍ مرصوصة على أرففٍ طويلةٍ على امتداد الجدران، وكتب مجمَّعة في أكوامٍ على الأرض. عند الطرف السُفلي من السُلم اللولبي المُمتد من المتجر الصغير الأنيق في الأعلى، كان لدى السيد هاريس، مالكُ المكتبة والبائع فيها، مكتبًا صغيرًا مزدحمًا بالفهارس، ومُضاءً بمصباحٍ علوي وقذر. يُضيءُ المصباح نفسه الأرفف المُكتظة للغاية حول مكتب السيد هاريس، وبعيدًا عنه، على طول صفوف طاولات الكُتب، هناك مصابيح علويَّة متسخة أخرى، وتُضاء بأن يسحب الزبون خيطًا، ثم يُغلقها حين يكون مستعدًا لتَلَّمسُ طريق عودته إلى مكتب السيد هاريس، ويدفع حساب مشترياته ويُغلفها. كان لدى السيد هاريس، الخبير بمكان كل مؤلِف أوكل عنوان كتاب على كل الأرفف الثقيلة، زبونٌ واحد في تلك اللحظة؛ صبيٌ في الثامنة عشرة من عُمره تقريبًا، كان يقف بعيدًا في نهاية الغرفة الطويلة، أسفل أحد المصابيح مُباشرةً، يَتصفحُ كِتابًا اِختاره من على الأرفف. كان الجو باردًا في السرداب الشاسع؛ اِرتدى كلٌ من الفتى والسيد هاريس معطفيهما. كان السيد هاريس ينهضُ من على مكتبه من حينٍ لآخر ليَضع مقدارًا ضئيلًا بمِلءِ مِجرفَةٍ من الفحم في الموقد الحديدي الصغير الموضوع في مُنعرج السُلم. باستثناء نهوض السيد هاريس، أو اِلتفات الفتى ليُعيد كِتبًا على الرف أو ليتناول آخر، عمَّ الهدوء الغرفة، ووقفتْ الكتب صامتةً في الضوء الخافت.

ثم انكسر الصمت بصوتِ فَتحِ باب متجر الكتب في الأعلى، حيثما وضع السيد هاريس الكتب الأعلى مبيعًا وكتب الفن في فترينة العرض. اِنهمرَ هديرٌ من الأصوات، أطرقَ السيد هاريس والفتى السَّمعَ، ثم أتت الفتاة التي تهتمُ بشؤون متجر الكُتب في الأعلى وقالت: «ها هنا أسفل السُلم؛ سيُساعدكم السيد هاريس».

نهَض السيد هاريس وسار حتى نهاية السُلم، مُضيئًا مصباحًا آخر من المصابيح العلوية ليتمكن زبونه الجديد من رؤية طريقه للأسفل. أعادَ الفتى كِتابه على الرف ووقف واضعًا يده على ظهر الكتاب ولا يزال مُنصتًا.

حين رأى السيد هاريس أن نازل الدَرج كان اِمرأةً، خَطى للوراء خطوةً بأدبٍ وقال: «حذاري عند السُلَّمة الأخيرة؛ هناك واحدةٌ أخرى زيادةً عما يظن الناس». خَطت المرأةُ بحرصٍ ثم وقفتْ تنظر لما حولها. وبينما وقفت هناك، تقدمَ رجلٌ بحذر من منعطف الدَرج، مُطأطئًا رأسه فلمستْ قُبعته السقف المنخفض. «اِحذر السُلَّمة الأخيرة»، قالت المرأة بصوتٍ ناعمٍ واضح. وقف الرجل بجانبها ورفع رأسه ناظرًا لما حوله كما فعلت هي.

قال: «لديكَ كتبٌ كثيرةٌ هنا».

ابتسم السيد هاريس اِبتسامته الاحترافية، «كيف لي أن أُساعدكما؟».

تطَلعتْ المرأة ببصرها إلى الرجل، وتردد الأخيرُ لحظةً ثم قال: «نريدُ شراء بعض الكُتب. عددٌ لا بأس به منها». لوَح بيده مُعمَّمًا، «كتبٌ كثيرة».

«حسنٌ، إن كانت الكتبُ هي ما تُريد»، قال السيد هاريس وابتسم ثانيةً. «ربما ستُفضل المدام أن تتفضلَ هنا وتستريح»، ثم دَلها على الطريق إلى مكتبه وتَبِعته، بينما تَمشَّى الرجل باضطرابٍ بين طاولات الكُتب، ويداه ملتصقتان بجنبيه كما لو أنه خائفٌ من كسرِ شيءٍ ما. أعطى السيد هاريس السيدة كرسي مكتبه ثم جلسَ على حافة مكتبهِ وأزاح كومةً من الفهارس.

قالت المرأة بنفس الصوت الناعم الذي تحدثتْ به من قبل: «إنه مكانٌ مثير للاهتمام للغاية». كانت امرأةً في منتصف عُمرها ومُتأنقة؛ كل ملابسها جديدة إلى حدٍ ما لكن هادئة ومُعَدَّة بحرص مناسبٍ لسِنها وخَجلها. كان الرجل ضخمًا وودودًا، اِحمَّرَ وجهه جِراء الهواء البارد وأمسكت يداه الضخمتان زوجًا من القفازات الصوفية بارتباك.

قال الرجل: «نرغبُ في شراء بعض من كتبكَ، بعض الكُتب الجيدة».

سأل السيد هاريس: «أفي بالكَ شيءٌ مُحدد؟»

قهقهه الرجل بصخبٍ يعلوه الإحراج، وقال: «قُلِ الحقيقة، ألا أبدو أحمق نوعًا ما. لكنِّي لا أعرفُ الكثير عن تلك الأشياء؛ الكُتب». بدا، في المتجر الواسع الهادئ، وكأن لصوتهِ صدىً، تحديدًا بعد صوت زوجته الناعم وصوت السيد هاريس. قال: «كنا نأملُ أن تخبرنا أنت. لكن لا أريد شيئًا من القرف الذي يَصدُر هذه الأيام». ثم تنحنح واسترسل، «شيءٌ مثل ديكنز».

قال السيد هاريس: «ديكنز».

قال الرجل: «تعودتُ قراءة ديكنز في صغري. كتبٌ كتلك، في وقتنا هذا، هي بالطبع كتبٌ جيدة». نظرَ إلى الأعلى بينما سار ناحيتهم الفتى الذي كان واقفًا بين الكتب. قال الرجل الضخم: «أودُ أن أقرأ أعمال ديكنز ثانيةً».

نادى الفتى بهدوء: «سيد هاريس».

رفع السيد هاريس بصرهُ للأعلى وقال: «نعم يا سيد كلارك؟».

اقترب الفتى من المكتب، كما لو أنه غير راغبٍ في مقاطعة السيد هاريس وزبائنه وقال: «أريدُ أن أُلقي نظرةً أخرى على إمبسون».

التفت السيد هاريس إلى خزانة الكُتب المُغلقة ببابٍ زجاجي خلف مكتبه مباشرةً وتناول كتابًا، ثم قال: «ها هو. بهذا المُعدل ستُنهي قراءته كله قبل أن تشتريه». ابتسم للرجل الضخم وزوجته وقال: «سيأتي يومًا ما إلى هنا وسيشتري هذا الكتاب، وسأعتزلُ أنا العمل من وَقعِ الصدمة».

ابتعد الفتى حاملًا الكتاب، ثم اِنحنى الرجل الضخم ناحية السيد هاريس وقال: «أظنُ أنني أريدُ مجموعتين من الكتب، مجموعةٌ من الكتب الضخمة مثل أعمال ديكنز، وأخرى أصغرُ حجمًا».

قالت زوجتُه بصوتها الناعم: «ونسخةً من جين إير». ثمَّ قالت موجهةً حديثها إلى السيد هاريس: «كنتُ أحبُ ذاك الكتاب».

قال السيد هاريس: «بإمكاني إعدادِ مجموعة غايةً في اللطف لأعمال الأخوات برونتي… وذات أغلفةٍ جميلة».

قال الرجل: «أريدُ أن يكون شكلها لطيفًا. لكن متينةٌ أيضًا، لأجل القراءة. سأقرأُ أعمال ديكنز كلها ثانيةً».

عادَ الفتى إلى المكتب، وناول الكتاب إلى السيد هاريس، ثم قال: «ما يزال عظيمًا».

قال السيد هاريس وهو يستدير إلى خزانة الكتب: «إنه ها هنا متى ما أردتَه… كتابٌ شديد النُدرة».

قال الفتى: «أظنُ أنه سيظل هنا وقتًا أطول».

سأل الرجل الضخم بفضول: «ما اسم هذا الكتاب؟».

أجاب الفتى: «سبعة أنواعٍ من الغموض. إنه كتابٍ جيد».

قال الرجل الضخم إلى السيد هاريس: «يا له من عنوان ذكي. إنكَ شابٌ ذكيٌ جدًا؛ تقرأ كُتبًا هذه عناوينها».

كرر الفتى: «إنه كتابٍ جيد».

قال الرجل الضخم إلى الفتى: «إنني أحاول شراء بعض الكتب أيضًا؛ أريدُ تعويض بعضًا مما فاتني. ديكنز مثلًا، لطالما أحببتُ كُتبه».

قال الفتى: «ميريديث رائعٌ، هل جربتَ أن تقرأ أعمال ميريديث من قبل؟».

كرر الرجل الضخم: «ميريديث». ثم قال إلى السيد هاريس: «دعني أرى بعضًا من كُتبكَ. سأُحب أن أنتقيَّ بعضًا مما أريد».

قال الفتى إلى السيد هاريس: «هل لي ان أصطحب الجنتلمان لأسفل؟ عليَّ أن أعود لأُحضرَ قُبعتي على أي حالٍ».

قال الرجل الضخم إلى زوجته: «سأرافق الشاب وأُلقي نظرةً على الكُتب يا مَاذَر.. استريحي أنتِ هنا واستدفئي».

قال السيد هاريس إلى الرجل الضخم: «حسنًا، إنه يعرف أماكن الكُتب مثلي تمامًا».

مشى الفتى في الممر بين طاولات الكتب، وتَبِعه الرجل الضخم، ولا زال يمشي بحذرٍ مُحاولًا ألا يلمسَ أي شيء. مرا بالمصباح الذي لا يزال مُشتعلًا حيثما ترك الفتى قُفازه، ثم أضاء الفتى مصباحًا آخر في الأسفل. قال الفتى: «يُبقي السيد هاريس معظم مجموعاته هنا، لنرى ما يُمكننا إيجادُه». ورَبَض أمام الأرفف، مُتلمسًا بخفةٍ ظُهور صفوف الكُتب بأصابعه، وسأل: «ما رأيك في الأسعار؟».

قال الرجل الضخم: «أنوي دفعَ مبلغٍ معقول من أجل الكتب التي في بالي». تلَمَّس الكتب التي أمامهُ، بإصبعٍ واحدة، على سبيل التجربة. «مئةً وخمسين، مئتا دولار بالتَمام».

نظر الفتى لهُ وضحك، ثم قال: «سيوفر لكَ هذا مجموعة كتبٍ جيدة».

قال الرجل الضخم: «لم أرَ كُتبًا بهذا العدد في حياتي كلها. لم يخطر ببالي مطلقًا أنني سأشهد اليوم الذي أدخلُ فيه مكتبةً واشتري كل الكتب التي أردتُ دائمًا قراءتها».

«إنه شعورٌ جميل».

قال الرجل الضخم: «لم أحظَ أبدًا بالفرصة كي أقرأ الكثير. توجهت فورًا للعمل في ورشة الميكانيكا حيثما عمِلَ أبي حين كنتُ أصغر منكَ بكثير، وعملتُ هناك مُنذئِذ. وفجأةً الآن، وجدتُ أنني امتلكَ مالًا أكثر من المُعتاد، فقررتُ أنا ومَاذَر أن نشتري شيئًا من الأشياء التي رَغبنا فيها وقتًا طويلًا».

قال الفتى: «زوجتكَ مُهتمةٌ بالأخوات برونتي. هاكَ مجموعةٌ حَسَنة للغاية».

اِنحنى الرجل ونظر إلى الكُتب التي أشار لها الفتى ثم قال: «لا أعرفُ الكثير عن تلك الأشياء. إنها جميلة، كلها على حدٍ سواء، ما التالي؟»

قال الفتى: «كارلايل، يُمكنكَ تخطيه. إنه ليس ما تبحثُ عنه تمامًا. ميرديث رائع. وثاكِرَي، أظنكَ سترغب في القراءة لثاكِرَي؛ إنه كاتبٌ عظيم».

تناول الرجل كِتابًا من الكتب التي ناولها الفتى له وفَتَحه بحرص، بإصبعين فحسب من كلٍ يد من يديه الضخمتين. قال: «يبدو هذا حسنًا».

قال الفتى: «سأدوَّنهم من أجلكَ»، ثم أخرجَ قلمًا ومُذكَّرةً من جيب مِعطفه، وقال: «الأخوات برونتي، ديكنز، ميريديث، ثاكِرَي». مررَ يده على كلِ مجموعةٍ بينما يقرأ الأسماء من الورقة.

ضيقَ الرجل الضخم عيناه وقال: «عليّ أن آخذ مجموعةً أخرى؛ هذه لن تملأ المكتبة التي اشتريتها لهم بالكامل».

قال الفتى: «جين أوستن، ستَسعدُ زوجتُكَ بهذا».

سأل الرجل: «قرأتَ كل هذه الكتب؟».

أجاب الفتى: «معظمها».

كان الرجل هادئًا للحظة، ثم استرسل في حديثه، «لم أحظَ بفرصةٍ أبدًا لقراءة أي شيء وأنا أذهبُ للعمل في الصباح الباكر. لديَّ الكثير لاستدركه».

قال الفتى: «ستحظى بوقتٍ طيب».

قال الرجل: «ذاك الكتاب الذي كان بحوزتكَ قبل قليل، ما كان هذا؟»

قال الفتى: «إنه عن علم الجمال. عن الآداب. كتابٌ شديد النُدرة. أحاول شراءه منذ فترة لكني ليس معي مالًا».

سأل الرجل: «أنت تدرسُ في الكلية؟».

«نعم».

قال الرجل: «ها هو كتابٌ آخر يجدر بي قراءتُه مرةً ثانية. مارك توين؛ قرأتُ كتابين له وأنا صغير. لكن أظنُ أن هذا يكفي كبداية»، ثمَ توقف.

نهض الفتى أيضًا، مُبتسمًا. «سيكون لديكَ الكثير من القراءات لتُنجزها».

قال الرجل،«أحب القراءة، فعلًا أحبُ أن أقرأ».

ثم عاد أدراجه بين الممرات متجهًا إلى مكتب السيد هاريس مباشرةً. أغلق الفتى المصابيح وتبعه، وتوقف ليحضر قبعته وقفازه. حين وصل الرجل الضخم إلى مكتب السيد هاريس، قال لزوجته: «يا له من ولدٍ ذكي؛ يعرفُ كل تلك الكتب».

سألته زوجته: «هل اخترتَ ما تريد؟».

«أعدَّ الفتى قائمةً جيدةً من أجلي». التفتَ إلى السيد هاريس وأكمل كلامه، «يا لها من تجربة؛ مقابلة ولدٍ مثله يحبُ الكتب بهذه الطريقة. حين كنتُ في عمره، كنتُ مُنخرطًا في العمل من أربع أو خمس سنوات».

أتى الفتى وفي يده قُصاصة الورق. قال إلى السيد هاريس: «ستُبقيه مشغولًا هذه لفترة».

ألقى السيد هاريس نظرةً سريعةً على القائمة وأومأ. ثم قال: «هذه مجموعةٌ جيدة من أعمال ثاكري».

اعتمر الفتى قُبعته ووقف عند أسفل السلم وقال: «آمُل أن تستمع بهم. سأعودُ لاحقًا كي ألقي نظرةً أخرى على كتاب إمبسون يا سيد هاريس».

قال السيد هاريس: «سأحاول أن أُبقيه في المكان لأجلكَ، لكن لا أعدكَ ببقائه، أنت تعرف».

قال الفتى: «سأعتمدُ على أن يكون موجودًا هنا فحسب».

قال الرجل الضخم بصوتٍ عالٍ والفتى يصعد الفتى السُلَّم: «شكرًا يا بُني. إنني ممتنٌ لمساعدتك».

قال الفتى: «لا عليك».

قال الرجل إلى السيد هاريس: «ولدٌ ذكيٌ بحق، لديهِ فرصةٌ كبيرة بتعليمٍ كالذي يتلقاه».

قال السيد هاريس: «إنه شابٌ لطيف، ويرغب في هذا الكتاب بشدة».

سأل الرجل الضخم: «أتظنُ أنه سيشتريه يومًا ما؟».

قال السيد هاريس: «أشكُ في هذا، دوَّن اسمك وعنوانكَ، وأنا سأسجل هذه الأسعار».

شرع السيد هاريس في كتابة أسعار الكتب، ناسخًا من قائمة الفتى الأنيقة. بعدما كتب الرجل اسمه وعنوانه، وقف لحظةً يطرقُ بأصابعه على المكتب، ثم قال: «هَلّ لي أن أُلقي نظرةً على ذاك الكتاب أيضًا؟».

قال السيد هاريس وهو ينظر إلى أعلى: «كتاب إمبسون؟».

«الكتاب الذي كان الفتى مهتمًا به للغاية». التفتَ السيد هاريس ووصل إلى خزانة الكتب من خلفهِ وتناول الكتاب. أمسكهُ الرجل الضخم برقة، تمامًا كما أمسك الكتب الأخرى، عَبس بينما يقلبُ صفحاته. ثم وضع الكتاب على مكتب السيد هاريس.

سأل: «إن لم يكن سيشتريه هو، أسيكونُ مناسبًا أن تَضعهُ مع البقية؟».

رفع السيد هاريس رأسه من على أرقامه للحظة، ثم أدرجَ الإدخال على القائمة. جَمعَ بسرعة، وكتبَ المجموع ودفَع بالورقة إلى الرجل الضخم عبر المكتب. وحين كان الرجل يتفحص الأرقام، استدار السيد هاريس إلى المرأة وقال: «اشترى زوجكِ كتبًا كثيرةً ممتعةً للغاية!».

قالت: «يُسعدني هذا، كنا نتَطلعُ لهذا منذ وقتٍ طويل».

أحصى الرجل الضخم المال بعنايةٍ وسَلَم النقود إلى السيد هاريس. وضع المال في الدُرج العلوي ثم قال: «يُمكننا توصيلها إليكَ بحلول نهاية الأسبوع، إن كان هذا مناسبًا».

قال الرجل الضخم: «نعم، مناسب. جاهزة يا مَاذَر؟».

نهضتْ المرأة وخطى الرجل إلى الوراء كي تتقدمه. تَبعهُ السيد هاريس، وتوقف قُرب الدرج ليقول إلى المرأة: «حذاري السُلَّمة الأخيرة».

صعدا السلم ووقف السيد هاريس يُراقبهما حتى وصلا إلى المنعرج. ثم أغلق المصباح العلوي القذر وعاد إلى مكتبه.
 
بورك فيك اخي
كم احب الكتابة التي تاتي في شكل حوار
تذكرني دوما
بمحاورات افلاطون لسقراط في كتبه
 
- لاشيء أوضح ممّا يحاولُ المرء إِخفُاءه .
 
تصرف جشع وغير اخلاقي من الرجل الضخم.
 
ما فعله الرجل الضخم غير لائق
بورق فيك على القصة اخي
 
بارك الله فيك اخي على هذه القصة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top