يمثل الإطلاق غير المأهول أول ظهور لأقوى صاروخ تم تجميعه على الإطلاق
تخطط وكالة ناسا الأميركية، لإطلاق مهمة Artemis I يوم الاثنين من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا، وإرسال صاروخ الإطلاق الفضائي (SLS) وكبسولة أوريون في رحلة تستمر أكثر من شهر حول القمر.
ويمثل الإطلاق غير المأهول أول ظهور لأقوى صاروخ تم تجميعه على الإطلاق ويبدأ رحلات عودة ناسا التي طال انتظارها إلى سطح القمر. إذ تعد المهمة الأولى في برنامج Artemis القمري التابع لناسا، والذي من المتوقع أن يحمل رواد فضاء الوكالة إلى القمر في مهمتها الثالثة في عام 2025.
وفي حين أن Artemis I لن تحمل رواد فضاء، ولن تهبط على القمر، فإن المهمة حاسمة لإثبات أن صاروخ "وحش" NASA وكبسولة الفضاء السحيق يمكن أن تفي بقدراتها الموعودة. يذكر رحلة Artemis I تأخرت لسنوات، إذ تجاوز البرنامج المليارات من الميزانية.
وتمثل مهمة Artemis I نقطة تحول حاسمة في خطط القمر الخاصة بوكالة ناسا.
وعلى الرغم من التأخيرات، واستيعاب الكثير من ميزانية ناسا الصغيرة نسبياً وفقاً لمعايير الوكالة الفيدرالية، فقد تمتع برنامج Artemis بدعم سياسي قوي من الحزبين.
وقدر المسؤولون في عام 2012 أن صاروخ SLS سيكلف 6 مليارات دولار لتطويره، وظهوره لأول مرة في عام 2017 على أن تبلغ تكلفة كل رحلة للصاروخ مبلغ 500 مليون دولار. لكن الصاروخ بدأ رحلاته للتو، بعد أن كلف تطويره أكثر من 20 مليار دولار، وتضخم سعره لكل مرة إطلاق إلى 4.1 مليار دولار.
وقال المفتش العام لوكالة ناسا، والمدقق الداخلي، في وقت سابق من هذا العام، إن أرتميس ليس برنامج القمر "المستدام" الذي يقول مسؤولو الوكالة إنه كذلك. وجدت الوكالة أن أكثر من 40 مليار دولار قد تم إنفاقها بالفعل على البرنامج، وتوقعت أن تنفق ناسا 93 مليار دولار على هذا الجهد حتى عام 2025 - عندما يتم التخطيط لأول هبوط.
سبيس إكس
ولكن حتى تاريخ 2025 مشكوك فيه، وفقاً للمفتش العام لوكالة ناسا، الذي قال إن تقنيات التطوير اللازمة للهبوط على سطح القمر من غير المرجح أن تكون جاهزة قبل عام 2026 على أقرب تقدير.
وتعتمد خطة أرتميس التابعة لناسا على نجاح صاروخ وحش آخر أيضاً وهو ستارشيب التابع لشركة سبيس إكس، إذ منحت الوكالة العام الماضي سبيس إكس عقداً بقيمة 2.9 مليار دولار لتطوير نسخة خاصة بالقمر من الصاروخ لتكون بمثابة طاقم هبوط على سطح القمر في مهمة Artemis III.
وبدأت شركة سبيس إكس اختبار المركبة الفضائية ستارشيب بشكل جدي في عام 2019، لكن هذا الصاروخ لم يصل إلى المدار بعد.
وتدعم مجموعة من مقاولي الطيران في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأجهزة والبنية التحتية والبرامج الخاصة بناسا Artemis I - تقود هذه الجهود بوينغ ولوكهيد مارتن ونورثروب غرومان وإيروجيت روكيتدين وجاكوبس.
ووفقاً لوكالة ناسا، يدعم برنامج Artemis حوالي 70000 وظيفة في جميع أنحاء البلاد.
وتشارك العديد من مراكز ناسا أيضاً، بخلاف موقع كينيدي كموقع الإطلاق - بما في ذلك مقر DC، ومارشال في ألاباما، وستينيس في ميسيسيبي، وأميس في كاليفورنيا، ولانغلي في فيرجينيا.
وفي حالة تأخير الإطلاق بسبب المشكلات الفنية أو الطقس في 29 أغسطس، فإن لدى ناسا مواعيد إطلاق احتياطية مقررة في 2 سبتمبر و5 سبتمبر.
وما يجب معرفته عن الإطلاق:
الصاروخ: SLS
يقف صاروخ SLS على ارتفاع ناطحة سحاب بارتفاع 322 قدماً، وهو مركبة معقدة مبنية على التقنيات المستخدمة والمُحسّنة من مكوك الفضاء التابع لناسا وبرامج أبولو.
يزن صاروخ SLS، الذي يعمل بالوقود بالكامل، 5.7 مليون رطل أو 2850 طن، وينتج ما يصل إلى 8.8 مليون رطل من الدفع – 15% أكثر من صواريخ Saturn V في القرن الماضي. ويستخدم SLS أربع محركات RS-25 تعمل بالوقود السائل، بالإضافة إلى زوج من معززات الصواريخ الصلبة.
الكبسولة: أوريون
يمكن أن تحمل كبسولة أوريون التابعة لوكالة ناسا 4 رواد فضاء في مهام تصل مدتها إلى 21 يوماً دون الالتحام بمركبة فضائية أخرى. وفي جوهرها وحدة الطاقم، المصممة لتحمل الظروف القاسية للطيران في الفضاء السحيق.
وبعد الإطلاق، يتم تزويد أوريون بالوقود والدفع بواسطة وحدة الخدمة الأوروبية، التي بنتها وكالة الفضاء الأوروبية وإيرباص.
بالنسبة إلى Artemis I، سيكون هناك ثلاث نماذج داخل كبسولة أوريون لجمع البيانات عبر أجهزة استشعار حول ما سيختبره رواد الفضاء في الرحلة من وإلى القمر. وستكون العودة إلى الأرض مهمة بشكل خاص، حيث سيعود Orion إلى الغلاف الجوي للأرض بسرعة 25000 ميل في الساعة. يحمي الدرع الواقي من الحرارة الجزء الخارجي من Orion، وستعمل مجموعة من المظلات على إبطائه من أجل هبوط أخف في المحيط.
المهمة حول القمر
أرتميس 1 سوف يسافر حوالي 1.3 مليون ميل على مدار 42 يوماً، ويمتد على عدة مراحل. بعد الانفصال عن SLS، ستنشر الكبسولة مصفوفات شمسية وتبدأ رحلة متعددة الأيام إلى القمر - مغادرة من مدار الأرض فيما يُعرف باسم "الحقن عبر القمر".
وتخطط ناسا لتحليق أوريون على مسافة 60 ميلاً فوق سطح القمر، قبل الانتقال إلى مدار عريض حول جسم القمر. للعودة، سيستخدم أوريون جاذبية القمر لمساعدته في إعادة مساره إلى مدار الأرض.