الهيكل العظمي للطيور :
الطيور حيوانات ثابتة الحرارة ، قادرة على الطيران الحقيقي . والمقصود من عبارة الطيران الحقيقي أنها لاتكتفي بمجرد الإنزلاق في الهواء مثلما تفعل بعض الحيوانات ، بل تشق طريقها في الهواء مستعينة بقوتها الذاتية من لما كانت الطيور ثابتة الحرارة، فهي قادرة على البقاء نشيطة في كل الظروف المناخية . فكم من. الطيور ، مثلاً ، اتخذت من الأقاليم المتجمدة أو من التندرة مأوى لها، في حين أن طيوراً أخرى تعيش في الصحاري الجافة الحارة
ويبدو أن الطيور قد اكتست بالريش قبل أن تطير بمدة طويلة جداً ، منذ ملايين السنين ، وكان الريش يؤدي الوظيفة نفسها التي يؤديها الفرو ، فبه كان يحافظ الحيوان على الدفء . غير أنه بمرور الزمن طرأت تغيرات على أجسام الطيور فغدت قادرة على الطيران الحقيقي . فقد أصبحت العظام الرئيسية في الطير أكثر فراغاً وأخف وزناً ، ولكنها تعززت بهيكل من دعائم متصالبة . واستحالت بعض العظام إلى صفائح رقيقة معقوفة قوية، على الرغم من وزنها الخفيف وحلت المناقير محل الأسنان وهي أيضاً خفيفة الوزن وكذلك فإن ظهور أكياس هوائية ساعد الطيور على التنفس جيدا وهي في الهواء . ولما كان الطيران يتطلب قدراً كبيراً من الطاقة ، لذلك كان لابد للطيور من تناول قدر كبير من الغذاء يزيد عما تتناوله الحيوانات الأخرى التي تساويها في الحجم .
كيف تطير الطيور
يؤدي الريش وظائف متعددة ، فثمة ريش كفافي
( ريش الطير الخارجي ) يجعل الجسم انسيابياً ، وهناك ريش أزغب ناعم للمحافظة على حرارة الجسم وريش جناحي طويل لمنح الطائر القدرة على الطيران في الهواء . ويتراكب الريش على جسم الطائر ، أو ينطبق عليه انطباقاً مريحاً ، ويمنح الطائر كذلك شكلاً انسيابياً وبذلك يتمكن من شق طريقه في الهواء بسهولة مثلما يشق السمك طريقه في الماء . ولكل ريشة عسيب متوسط تبرز مئات من الأهداب على كل جانب من جانبيه ، وتؤلف هذه الأهداب الجزء العريض اللين من ريشة الطائر من وتبرز من الأهداب هديبات ، ولكل هديبة سلسلة الكلابات تضم الأهـداب وتحافظ على شكل الطائر . فعندما يهندم الطائر نفسه فإنه يتحقق من أن كافة الأهداب والهديبات في مكانها الصحيح .الأجنحة من ريش ابتدائي وثانوي ويتألف ريش فضلاً عن الكواسي ( الصغيرات من ريش الطائر التي تكسو أصول الكبيرات منه) التي تساعده على
الانسياب . وتؤلف الرياش الابتدائية والثانوية معاً مساحة عريضة مكسوة بالريش تمكن الطائر من الارتفاع عن الأرض والتحرك في الهواء
والسطح الأعلى من جناح الطائر معقوف بدرجة أكبر من السطح السفلي منه . ويعني ذلك أن الهواء الذي ينساب فوق الجناح أقل كثافة من الهواء الذي ينساب تحته ، وبهذا يتكون ضغط هواء أكبر تحت الجناح. وهذا الضغط هو الذي يدفع الطائر إلى أعلى فيرفعه في الهواء وأجنحة الطائرات تعمل وفق المبدأ
نفسه تماماً ، غير أن الطيور ينبغي أن ترفرف بأجنحتها للحصول على القوة ففي أثناء الطيران يرفرف جناحا الطائر على شكل سلسلة من حركات علوية وسفلية ، فيتحرك الجناحان أولاً نحو الأسفل وإلى الأمام ، وكذلك فإن حركة الرياش فضلاً عن حركة الجناح كله تولد دفعاً إلى الأمام . ثم يتحرك الجناحان نحو
الأعلى وإلى الخلف وينتشر ريش الأجنحة وينفتح ، ويلتوي الجناح
من الجنب أثناء الحركة العلوية فلا يندفع الطائر إلى الأسفل .
ولبعض الطيور البحرية كالقطرس أجنحة طويلة ونحيلة . ويستخدم القطرس هذه الأجنحة للانزلاق في تيارات الهواء . والقطرس قلما يرفرف بجناحيه وربما وقع فارتطم بالأرض في الأيام التي تسكن الريح فيها .
يتبع .....في الموضوع القادم
كونوا بالقرب