استيقظ الأولاد صبييحة اليوم في غير وقتهم المعتاد أصوات المنبهات الرنانة تزعج هدوء المكان و ترغم الارواح الساكنة على القيام ليوم الميعاد نداءات الأولياء الصاخبة تنبؤهم بانتهاء أحلام الراحة والفراغ والاستجمام وتزيح عنهم غفلة الاوهام ، أزقة المنازل وغرفها وساحاتها تعج بالمتسابقين والمتزاحمين على الحماّم قبل فوات الأوان، الدقائق معدودة والحركات محدودة والافئدة معقودة اغتسال وارتداء ثوب ثم فطور وضبط لتسريحة شعر تنصبهم أمام الملئ أمراء وأميرات نجوم فن وبطلات أفلام ، تأخذ المهمة جل الزمن المتبقي على موعد الدخول و دق أجراس المدارس والثغور، مدّ البساط و شدّت السياط فراغب او مغتاظ.
بعض الامهات الباكيات متحمسات ومرتعبات أول يوم لفراق فلذات أكبادهم كتاكيت وجراء وفراخ عصافير وحمام بعضهم على أهبة الاستعداد وآخرون في صراخ ونفور واحجام ، ياهل ترى كيف سيؤول مصيرهم وكيف سيواجهون قادم الأيام ، تمد يدها أم ليعرج دعاءها نحو السماء " ياربي ويقرى وليدي ويوليلي طبيب ولا مهندس ولا إمام .." وأخرى عاكفة على توجيه صغيرها وتزويده بمعلومات وأفكار لكيفية اختيار طاولة و أداب التصرف مع المعلمة والاستئذان لدخول الحمّام.
يرافق الاولياء أطفالهم الى اول يوم يبعثون فيه للاقسام ومناهم وغايتهم ان يمر هذا اليوم في أمان وهدوء وسلام.
وفقكم الله أبنائي وطبع على قلوب أوليائكم السكينة والرضا بما قدره الله والاطمئنان.