للذكرى تعود..

Tama Aliche

:: الصحافية الساخرة ::
صُنّآع آلمُحْتَوَى
إنضم
6 سبتمبر 2021
المشاركات
604
نقاط التفاعل
1,353
النقاط
51
محل الإقامة
أسوأ بلاصة
الجنس
أنثى
rzz-ojl.gif

مرت الدقيقة حين قالت : " سأعود .."
تركت في المكان كل شيء عليه رائحته التي كساها البرد و الغبار ,, لا يمكن أن يبقى من الذكرى رائحة ..؟ , لكنه بقي قصة يمكن قراءتها كلما أحسست بقوة ألم الفقدان ,, و حين شعرت ببرودة اللحظات وضعت أناملها بين الصفحات :" كيف نشتاق و لا يجدك هذا الحنين المتألم ..؟
كل شيء عاد لمكانه , كان يا ما كان لقد كسرت يدها حتى لا تلمس من بقاياه ذلك التراب ,, تجلس عند ذلك القرب على حين السنوات التي مرت و صمتها الذي يبحث عن ملامح عينيه و الا صوتا منه, القلب يطمع و العين لم تشبع بعد يسأل " هل هكذا يكون الفناء ..؟ " , يديها لم تعد نظيفة فكلها تتسخ باللمس المشتاق تقلب قبل الصفحات ترابا قد غطى ما تحتاج لوجوده يبعده الأجل بعد الاعتياد .. ؟
لقد بدأت هكذا من دوامة كانت تبدو أكبر الألم تملكه , فجأة كل المعتقدات و القناعات تغيرها لحظة واحدة , لقد اطلق ذلك المحرك يركب سيارة و ليس برقا حتى تتوقع أن تلحق بكل شيء ,, الأم تملك في قلبها الكثير من الأمنيات و ذلك الالحاح الذي لم تعهد منه الا هذه اللحظة و بين ذلك الزجاج و الحركة تسمع قولها :" ما لحقتش بيك وليدي , يا العزيز تاعي شحال وانا صااابرة .. " تأخذ وقتا للكلام ثم تتعب فيتبعه البكاء هكذا رأيت معنى السقوط على جسد لا يتحرك , لا يملك ملامح الحياة , هكذا تكتب الكلمة قصة بلا خيال يجتهد , حين تملك حقيقة الألم تملك كل الاحساس بلا ملل ..
حملتها بين يدين لا تملك قوة لتمسك أحدا يتألم , جميع الاشياء كما تركها , ليس هنالك الا اللحظات السابقة تأخذني لغرفة كانت تضم الكثير منه ,, في اليوم الأول الكل يحملون مشاعر المواساة , و لكلمات من الصبر صدقت كل شيء ,, لحين تغير كل شيء في لحظة يملكون الخراب في كل الأشياء , حول قطعة من الخشب يتركونك لأجل تلك اللحظات التي لا يوقفها الألم الموجود لديك ,, ولحين فضول فرصة للسمع , لرؤية واقع كهذا , كان خيالي يستمع حينها للكلمات , على تلك القطعة الخشبية و هي تضرب بكف يدها و تلحقها الضحكات , صرخة بقلة أدب هكذا كانت :" ياااااااااااه هاهاهاهاهاهاها الرجال كامل هكذا .. "
" انا نظل نلبسلو القصير باش واحد ما يجي معاي هاهاهاهاها " كفة يد تضرب كفة يد أخرى .. للحظة وقفت بجسدي نحو المساعدة ,, لابد أن يكون هناك قهوة للشرب وهكذا رايت من تجمعهم لحظات فيها تعبث بالكلمات على ذلك الفقدان , تخبرها بلا وجع :" كان يضرب الدوا باش يولي عنده العضلات .. رجعلو مرض " .. لقد أخبرت الوالدة بالشائعة لتزيد من بكائها هي تريده أن يكون بين يديها يعيش بالمرض وليس بالموت و كلمات لا تعيد شيئا منه :" ياا ابني العزيز خليتني و ذرع عليا نصبر .. يا الزين تاعي " و البكاء لا يشبه أي بكاء أنت اماه لا تنساه مهما تغيرت الايام و اشتدت اللحظات ..
ينام الجسد و القلب ينبض بالألم , لقد بدأ صباح العودة للحياة بأي معاناة ..؟ يبجثون عني ليسألوا أكثر ,, هذا يحترمه يقول : "كان صاحبي كان انسان زين , كامل يحبوه "
و هذه تختار بعض الألفاظ التي تظن أنها مناسبة للحديث لكنها العكس :" كان يلبس الحطة و شباب ,, ....." قاطعتها :" ما تزوجش قصدك ,, بلاك عندك شوية معاني تاع حقد ما تحكيش هكذا قدام الوالدة .." تركتها مع تلك الكلمات لا أريد التوقف الان امضي اتمنى أن تبعدني الخطوات بسرعة ,, و كلما ابتعدت أكثر يذكرني هذا في البعد الذي لا يعيد ما فقدته..


Tama Aliche
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
ذكرياتي انا اخيتي السمراء اللمة
نوع اخر لا يقل ألما عن هته الأم
ذكرياتي او بالاحرى بعضها جميل يجعل قلبي يخفق و يدايا ترتجف
لا اعلم هل خوفا ام خوفا من الطمع الذي قد يعود و يتجدد
فقلوب الرجال احيانا بل كثيرا ما تسبق العقل و تفكر بدلا عنه
لا اريد العودة الى تلك الذكريات خوفا على حاضري
فتلك الذكريات كالسلاح النووري يفسد الحاضر و لا يعيد الماضي
بل تلك الذكريات اريدها و لا اريدها فيا ريت و لا اريد بكل هذا التناقض اخيتي
 
عبارات حزينه نابعة من واقع مرير ...جميل ما قرات
مودتي🌷
 
والله عزيزتي وانا اقرا لم أفهم المعنى لكن من جهة الأحاسيس يظهر انها مواقف محزنة ومؤلمة
لو رتبتي قليلا الأحداث لكانت القصة واضحة واجمل
شكرا لك على المجهود

تحياتي لك
 
وللفراق والموت ذائقة مريرة، تقتلع زينة الأرض بقسوة، لتجردها من حلتها، فتصبح كنفوس البشر لحظة الوداع كل واحد يسترجع ذكرياته مع الفقيد، لحظات إكتشاف الذات، حين لا تتجمل المشاعر وتتعرى أمام الحقيقة الوحيدة في الحياة.
 
وتبقى الذكريات عالقة في القلب مهما مر الزمن

أحسنتِ يامبدعة 🌷🌷
+ختم التميز
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top