مرت الدقيقة حين قالت : " سأعود .."
تركت في المكان كل شيء عليه رائحته التي كساها البرد و الغبار ,, لا يمكن أن يبقى من الذكرى رائحة ..؟ , لكنه بقي قصة يمكن قراءتها كلما أحسست بقوة ألم الفقدان ,, و حين شعرت ببرودة اللحظات وضعت أناملها بين الصفحات :" كيف نشتاق و لا يجدك هذا الحنين المتألم ..؟
كل شيء عاد لمكانه , كان يا ما كان لقد كسرت يدها حتى لا تلمس من بقاياه ذلك التراب ,, تجلس عند ذلك القرب على حين السنوات التي مرت و صمتها الذي يبحث عن ملامح عينيه و الا صوتا منه, القلب يطمع و العين لم تشبع بعد يسأل " هل هكذا يكون الفناء ..؟ " , يديها لم تعد نظيفة فكلها تتسخ باللمس المشتاق تقلب قبل الصفحات ترابا قد غطى ما تحتاج لوجوده يبعده الأجل بعد الاعتياد .. ؟
لقد بدأت هكذا من دوامة كانت تبدو أكبر الألم تملكه , فجأة كل المعتقدات و القناعات تغيرها لحظة واحدة , لقد اطلق ذلك المحرك يركب سيارة و ليس برقا حتى تتوقع أن تلحق بكل شيء ,, الأم تملك في قلبها الكثير من الأمنيات و ذلك الالحاح الذي لم تعهد منه الا هذه اللحظة و بين ذلك الزجاج و الحركة تسمع قولها :" ما لحقتش بيك وليدي , يا العزيز تاعي شحال وانا صااابرة .. " تأخذ وقتا للكلام ثم تتعب فيتبعه البكاء هكذا رأيت معنى السقوط على جسد لا يتحرك , لا يملك ملامح الحياة , هكذا تكتب الكلمة قصة بلا خيال يجتهد , حين تملك حقيقة الألم تملك كل الاحساس بلا ملل ..
حملتها بين يدين لا تملك قوة لتمسك أحدا يتألم , جميع الاشياء كما تركها , ليس هنالك الا اللحظات السابقة تأخذني لغرفة كانت تضم الكثير منه ,, في اليوم الأول الكل يحملون مشاعر المواساة , و لكلمات من الصبر صدقت كل شيء ,, لحين تغير كل شيء في لحظة يملكون الخراب في كل الأشياء , حول قطعة من الخشب يتركونك لأجل تلك اللحظات التي لا يوقفها الألم الموجود لديك ,, ولحين فضول فرصة للسمع , لرؤية واقع كهذا , كان خيالي يستمع حينها للكلمات , على تلك القطعة الخشبية و هي تضرب بكف يدها و تلحقها الضحكات , صرخة بقلة أدب هكذا كانت :" ياااااااااااه هاهاهاهاهاهاها الرجال كامل هكذا .. "
" انا نظل نلبسلو القصير باش واحد ما يجي معاي هاهاهاهاها " كفة يد تضرب كفة يد أخرى .. للحظة وقفت بجسدي نحو المساعدة ,, لابد أن يكون هناك قهوة للشرب وهكذا رايت من تجمعهم لحظات فيها تعبث بالكلمات على ذلك الفقدان , تخبرها بلا وجع :" كان يضرب الدوا باش يولي عنده العضلات .. رجعلو مرض " .. لقد أخبرت الوالدة بالشائعة لتزيد من بكائها هي تريده أن يكون بين يديها يعيش بالمرض وليس بالموت و كلمات لا تعيد شيئا منه :" ياا ابني العزيز خليتني و ذرع عليا نصبر .. يا الزين تاعي " و البكاء لا يشبه أي بكاء أنت اماه لا تنساه مهما تغيرت الايام و اشتدت اللحظات ..
ينام الجسد و القلب ينبض بالألم , لقد بدأ صباح العودة للحياة بأي معاناة ..؟ يبجثون عني ليسألوا أكثر ,, هذا يحترمه يقول : "كان صاحبي كان انسان زين , كامل يحبوه "
و هذه تختار بعض الألفاظ التي تظن أنها مناسبة للحديث لكنها العكس :" كان يلبس الحطة و شباب ,, ....." قاطعتها :" ما تزوجش قصدك ,, بلاك عندك شوية معاني تاع حقد ما تحكيش هكذا قدام الوالدة .." تركتها مع تلك الكلمات لا أريد التوقف الان امضي اتمنى أن تبعدني الخطوات بسرعة ,, و كلما ابتعدت أكثر يذكرني هذا في البعد الذي لا يعيد ما فقدته..
Tama Aliche
آخر تعديل بواسطة المشرف: