- إنضم
- 24 نوفمبر 2015
- المشاركات
- 13,687
- الحلول
- 1
- نقاط التفاعل
- 25,919
- النقاط
- 2,306
- محل الإقامة
- تركيا - إسطنبول
- الجنس
- أنثى
السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
نقدم لكم مقالة فلسفية بعنوان :
هل تعتقد أن الحياة النفسية حياة شعورية فقط؟
طرح المشكلة: إذا اعتبرنا أن الإنسان كائن حي يشترك مع غيره من الكائنات الحية في مجمل الوظائف
الحيوية، فان هذا الأخير يمتلك قدرة المعرفة، حيث يطلع على جميع جوانبه داخليا أو خارجيا. مما يجعله
يضيف على سلوكه طابع من المعقولية نتيجة الوعي، وهذا ما ي ُ عرف بالشعور. إلا أنه في بعض الحالات
تحصل له حوادث لا يمكن معرفتها لأنها خارجة عن نطاق الشعور. وهوما جعل الظاهرة النفسية تحتل
موضع الخلاف بين السيكولوجيين، فمنهم من ردها إلى الحياة الشعورية في حين ردها البعض الآخر إلى
الحياة اللاشعورية باعتبار أنها عماد الحياة النفسية. وبناء على هذا يمكننا أن نتساءل: هل ي ُ فهم من ذلك
أن الوعي هو عماد الحياة النفسية؟ هل الإنسان دائم الوعي، أم أن هناك جانب عميق ينطلق من حياتنا
النفسية لا يمكن وعيه؟ بعبارة أوضح ألا يمكن الحديث عن اللاشعور في حالة التسليم بمطلقيه الشعور في
حياتنا؟
محاولة حل المشكلة:
الأطروحة الأولى: رأي أنصار المدارس النفسية التقليدية: اعتقد ال كثير من الفلاسفة ومن بعدهم علماء النفس أن الشعور قوام الحياة الإنسانية ولعل أوضح اتجاه فلسفي أكد هذه الحقيقة وبشكل قطعي هو الاتجاه العقلاني الذي أرسي دعائمه "ديكارت "من خلال "ال كوجيتو" " أنا أفكر إذن أنا موجود" غير أن الفكرة أخذت عمقها مع علم النفس التقليدي خاصة مع برغسون مؤسس علم النفس الاستبطاني مع وليام جيمس الذي كتب يقول: "إن علم النفس هو وصف وتفسير للأحوال الشعورية من حيث هي كذلك". كما اعتبر "ديكارت" الحياة النفسية حياة شعورية، حيث بي ّن أن النفس لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعدم وجودها ومن هذا استطاع أن يميز بين الجسم والروح، واكد على أن نشاط الجسم نشاط بيولوجي غير واعي، بينما نشاط النفس فينصب من التفكير الذي هو شعوري، هذا وقد أعطت المدرسة الظواهرية تعزيزا لفكرة الشعور كأساس للحياة النفسية مع إدموند هوسرل الذي اعطى بعدا جديدا للمبدأ الديكارتي"انا أفكر إذن أنا موجود" وحوله إلى مبدا جديد سماه: "ال كوجيتاتوم" ونصه " أنا
أفكر في شيء ما، فذاتي المفكرة إذن موجودة". ومعناه أن الشعور لا يقوم بذاته وإنما يتجه بطبعه نحو
موضوعاته، أما هيجل فقد قال: " أن الإنسان شعوري فقط". في حين رأى برغسون أن الشعور مستديم لا يمكن أن يتوقف إلا مع توقف الروح الإنساني. يقول كوفكَة: " أن جوهر الوجود هو الشعور وان الظاهرة النفسية اللاشعورية لا توجد إلا بال كف عن هذا الوجود، فالشعور والوجود مفهومان
مترادفان". وفي نفس الاتجاه ذهب ابن سينا إلى التدليل برايه حيث اعتبر الإنسان السوي إذا ما تأمل في نفسه شعر أن ما تتضمنه من أحوال في الحاضر هو امتداد لما كان عليه في الماضي. فالشعور بالذات لا يتوقف أبدا. إذ أنّ أهم ما تؤكد عليه هذه المدرسة هو أن الحياة النفسية للإنسان قوامها الشعور، فهو كالوعاء الذي يحوي جميع النشطات النفسية أي أن الشعور شرط ضروري في كافة الفعاليات الذهنية على حد تعبير ميندوبران.
النقد: ل كن نلاحظ أن هذا الموقف يفسر بعض الجوانب فقط ويعجز عن تفسير ال كثير من الحالات الأخرى التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته فلا يوجد شيء يؤكد أن الحياة النفسية حياة شعورية، وهذا ما توصل إليه علم النفس المعاصر. حيث اثبت العكس وبين أن الحياة النفسية أوسع بكثير من الحياة الشعورية، إذ لو كانت الحياة النفسية حياة شعورية فقط وواعية. فكيف نفسر قيامنا ببعض السلوكيات التي لا نفهمها حيث تخرج عن إرادتنا؟
الأطروحة الثانية: يرى أنصار المدرسة المادية "السلوكية" بزعامة واطسون أن الشعور مجرد خرافة ميتافيزيقية لا وجود لها، وفي مقابل ذلك اعتقد بعض الأطباء ذوي النزعة النفسية إن الاضطرابات النفسية تعود إلى علل نفسية مخبئة، وهذا راجع إلى الاعتقاد بوجود قوة مغناطيسية تحكم النفس، حيث أن المرض ينتج عن اختلال في هذه القوة ومن ثمة كان جهد الطبيب ينصب على إعادة التوازن لهذه القوة، ومن أشهر الأطباء الذين استخدموا التنويم المغناطيسي في علاج الأمراض فرويد، شاركو،
بروير، برنهايم. كما يؤكد أيضا مودلسي أن الشعور يشهد الحالة النفسية ل كنه لا يحدثها، فاذا كنا نعي بعض
النشاطات التي تصدر عنا فإننا نستغرب البعض الآخر لجهلنا بأسباب حدوثها أو عدم شعورنا بها. ولعل
هذا ما دفع ببعض المدارس النفسية إلى التأكيد على وجود جانب واسع من الحياة النفسية متمثلا في
اللاشعور. إذ يؤكد " ليبنتز" أن هناك دلالات كثيرة تثبت وتأكد بان إدراكات ن ُقلت منا لا حصر لها
أما ل كونها متناهية في الصغر أو ل كثرتها، كما أن بعض العلماء قد اثبتوا عن طريق بعض التجارب
إمكان حدوث نشاطات وأفعال من الإنسان دون أن يكون واعيا بها فلقد بينت أعمال بيار جاني و شاركو وجود بعض الاضطرابات الذهنية التي مردها إلى أسباب نفسية بحتة وي ُضاف إلى هذا أعمال فرويد وملاحظاته التي مفادها أن فتاة في الثالثة والعشرين "23 "من عمرها كانت تعاني من اضطرابات
في الحنجرة والحدقتين وعند إخضاعها للتنويم المغناطيسي صرحت بما حدث لها عن مرض والدها
وبمجرد أن استفاقت زالت عنها تلك الأعراض، هذه الملاحظة فتحت المجال واسعا أمام "سيغموند
فرويد" إلى التحليل النفسي والتداعي الحر وما كان لفرويد أن يبدع النظرية اللاشعورية لولا شعوره بعجز التفسير العضوي للاضطرابات النفسية. وكذا عجز النظرية الروحية، ويمكن تبيين وجهة النظر
اللاشعورية وصحتها من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية: بحسب فرويد إذا كان هناك لاشعور ما
الدليل على وجوده؟ كيف يمكن أن يتكون ويشتغل؟ وكيف يمكن النفاذ إليه لهذا حرص "فرويد" على
بيان المظاهر المختلفة لوجوده " الأحلام، فلتات اللسان، زلات القلم النسيان. .. الخ " التي يبدو من خلالها البعد اللاشعوري للسلوك والتي ت ُعطي المشروعية التامة لفرضية اللاشعور إذ يقول فرويد: "أن فرضية اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة ولنا عدة أدلة على وجود اللاشعور". ومن الأمثلة التي يستشهد بها "فرويد" افتتاح رئيس المجلس النيابي الجلسة بقوله: " أيها السادة أعلن عن رفع الجلسة، وبذلك
يكون قد عبر لا شعوريا عن عدم ارتياحه أثناء الجلسة. وهو ما مكن فرويد من الوقوف على حوادث
نفسية متصلة باللاوعي ففي حالة النوم يكون الرقيب اقل تحكما مما يتيح الفرصة للمكبوتات لتغشى المجال
الشعوري.
النقد: ل كن نلاحظ أن فرضية اللاشعور وبالرغم من أنها تعتبر اكتشاف أقام ثورة في علم النفس
الحديث إلا انه واجه رفضا من قبل بعض العلماء، على أساس انه لا يملك الأدلة القطعية على وجوده،
كما أن طغيان فكرة الجنس عند "فرويد" فكرة سلبية "إن سيكولوجية فرويد هي سيكولوجية الرجل
العاطل عن العمل، ولهذا غلبت فيها الدوافع الجنسية ثم إن تعميم اللاشعور تعميم غير مبرر. كما انه يضل
فرضية لا يمكن التحقق منها وخاصة إذا علمنا أن أعمال "فرويد" شملت غير الأسوياء وبالتالي لا يمكن تعميمها.
التركيب: وعموما ورغم الانتقادات الموجهة إلى التحليل النفسي، فان علم النفس اليوم يسلم بان حياتنا النفسية تتقاسمها تفسيرات كثيرة، منها النفسية الشعورية واللاشعورية، ومنها العضوية السلو كية، ومنها
الاجتماعية الثقافية. كما يجب أيضا أن نعتبر النفس كثنائية متناقضة تتكون من الشعور واللاشعور،
لانهما متكاملان وجهان لشيء واحد وهو الإنسان لان شخصية الإنسان مرآة عاكسة تحكم فيها جميع الوظائف العقلية والبيولوجية والنفسية.
حل المشكلة: وختاما لهذه المقالة نقول أنّ حياتنا النفسية حياة شعورية ولا شعورية فالشعور يجعل الإنسان يتصل بالعالم الخارجي، بحيث اللاشعور يستطيع تبريد لهيب المكبوتات التي تحرق أناه، فاللاشعور عبارة عن سراب لا يطفئ نار العطش ول كنه يصور الحقيقة وبدقة التي يمكنها أن تطفئ نار
العطش. وكجواب على سؤالنا نقول: أن الحياة النفسية حياة شعورية قوامها الشعور الواعي الذي ينظم
الحياة النفسية، ل كن على الرغم من ذلك يبقى فينا جانب هام من النفس البشرية خفيا ولا يمكن تفسيره إلا باللاوعي واللاشعور والنتيجة الصحيحة أن القول باللاشعور يبقى مجرد فرضية وان بدت لها
ال كثير من الدلالات النفسية.
مقالات فلفسية
الاستاذ رحموني عمر
نقدم لكم مقالة فلسفية بعنوان :
هل تعتقد أن الحياة النفسية حياة شعورية فقط؟
طرح المشكلة: إذا اعتبرنا أن الإنسان كائن حي يشترك مع غيره من الكائنات الحية في مجمل الوظائف
الحيوية، فان هذا الأخير يمتلك قدرة المعرفة، حيث يطلع على جميع جوانبه داخليا أو خارجيا. مما يجعله
يضيف على سلوكه طابع من المعقولية نتيجة الوعي، وهذا ما ي ُ عرف بالشعور. إلا أنه في بعض الحالات
تحصل له حوادث لا يمكن معرفتها لأنها خارجة عن نطاق الشعور. وهوما جعل الظاهرة النفسية تحتل
موضع الخلاف بين السيكولوجيين، فمنهم من ردها إلى الحياة الشعورية في حين ردها البعض الآخر إلى
الحياة اللاشعورية باعتبار أنها عماد الحياة النفسية. وبناء على هذا يمكننا أن نتساءل: هل ي ُ فهم من ذلك
أن الوعي هو عماد الحياة النفسية؟ هل الإنسان دائم الوعي، أم أن هناك جانب عميق ينطلق من حياتنا
النفسية لا يمكن وعيه؟ بعبارة أوضح ألا يمكن الحديث عن اللاشعور في حالة التسليم بمطلقيه الشعور في
حياتنا؟
محاولة حل المشكلة:
الأطروحة الأولى: رأي أنصار المدارس النفسية التقليدية: اعتقد ال كثير من الفلاسفة ومن بعدهم علماء النفس أن الشعور قوام الحياة الإنسانية ولعل أوضح اتجاه فلسفي أكد هذه الحقيقة وبشكل قطعي هو الاتجاه العقلاني الذي أرسي دعائمه "ديكارت "من خلال "ال كوجيتو" " أنا أفكر إذن أنا موجود" غير أن الفكرة أخذت عمقها مع علم النفس التقليدي خاصة مع برغسون مؤسس علم النفس الاستبطاني مع وليام جيمس الذي كتب يقول: "إن علم النفس هو وصف وتفسير للأحوال الشعورية من حيث هي كذلك". كما اعتبر "ديكارت" الحياة النفسية حياة شعورية، حيث بي ّن أن النفس لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعدم وجودها ومن هذا استطاع أن يميز بين الجسم والروح، واكد على أن نشاط الجسم نشاط بيولوجي غير واعي، بينما نشاط النفس فينصب من التفكير الذي هو شعوري، هذا وقد أعطت المدرسة الظواهرية تعزيزا لفكرة الشعور كأساس للحياة النفسية مع إدموند هوسرل الذي اعطى بعدا جديدا للمبدأ الديكارتي"انا أفكر إذن أنا موجود" وحوله إلى مبدا جديد سماه: "ال كوجيتاتوم" ونصه " أنا
أفكر في شيء ما، فذاتي المفكرة إذن موجودة". ومعناه أن الشعور لا يقوم بذاته وإنما يتجه بطبعه نحو
موضوعاته، أما هيجل فقد قال: " أن الإنسان شعوري فقط". في حين رأى برغسون أن الشعور مستديم لا يمكن أن يتوقف إلا مع توقف الروح الإنساني. يقول كوفكَة: " أن جوهر الوجود هو الشعور وان الظاهرة النفسية اللاشعورية لا توجد إلا بال كف عن هذا الوجود، فالشعور والوجود مفهومان
مترادفان". وفي نفس الاتجاه ذهب ابن سينا إلى التدليل برايه حيث اعتبر الإنسان السوي إذا ما تأمل في نفسه شعر أن ما تتضمنه من أحوال في الحاضر هو امتداد لما كان عليه في الماضي. فالشعور بالذات لا يتوقف أبدا. إذ أنّ أهم ما تؤكد عليه هذه المدرسة هو أن الحياة النفسية للإنسان قوامها الشعور، فهو كالوعاء الذي يحوي جميع النشطات النفسية أي أن الشعور شرط ضروري في كافة الفعاليات الذهنية على حد تعبير ميندوبران.
النقد: ل كن نلاحظ أن هذا الموقف يفسر بعض الجوانب فقط ويعجز عن تفسير ال كثير من الحالات الأخرى التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته فلا يوجد شيء يؤكد أن الحياة النفسية حياة شعورية، وهذا ما توصل إليه علم النفس المعاصر. حيث اثبت العكس وبين أن الحياة النفسية أوسع بكثير من الحياة الشعورية، إذ لو كانت الحياة النفسية حياة شعورية فقط وواعية. فكيف نفسر قيامنا ببعض السلوكيات التي لا نفهمها حيث تخرج عن إرادتنا؟
الأطروحة الثانية: يرى أنصار المدرسة المادية "السلوكية" بزعامة واطسون أن الشعور مجرد خرافة ميتافيزيقية لا وجود لها، وفي مقابل ذلك اعتقد بعض الأطباء ذوي النزعة النفسية إن الاضطرابات النفسية تعود إلى علل نفسية مخبئة، وهذا راجع إلى الاعتقاد بوجود قوة مغناطيسية تحكم النفس، حيث أن المرض ينتج عن اختلال في هذه القوة ومن ثمة كان جهد الطبيب ينصب على إعادة التوازن لهذه القوة، ومن أشهر الأطباء الذين استخدموا التنويم المغناطيسي في علاج الأمراض فرويد، شاركو،
بروير، برنهايم. كما يؤكد أيضا مودلسي أن الشعور يشهد الحالة النفسية ل كنه لا يحدثها، فاذا كنا نعي بعض
النشاطات التي تصدر عنا فإننا نستغرب البعض الآخر لجهلنا بأسباب حدوثها أو عدم شعورنا بها. ولعل
هذا ما دفع ببعض المدارس النفسية إلى التأكيد على وجود جانب واسع من الحياة النفسية متمثلا في
اللاشعور. إذ يؤكد " ليبنتز" أن هناك دلالات كثيرة تثبت وتأكد بان إدراكات ن ُقلت منا لا حصر لها
أما ل كونها متناهية في الصغر أو ل كثرتها، كما أن بعض العلماء قد اثبتوا عن طريق بعض التجارب
إمكان حدوث نشاطات وأفعال من الإنسان دون أن يكون واعيا بها فلقد بينت أعمال بيار جاني و شاركو وجود بعض الاضطرابات الذهنية التي مردها إلى أسباب نفسية بحتة وي ُضاف إلى هذا أعمال فرويد وملاحظاته التي مفادها أن فتاة في الثالثة والعشرين "23 "من عمرها كانت تعاني من اضطرابات
في الحنجرة والحدقتين وعند إخضاعها للتنويم المغناطيسي صرحت بما حدث لها عن مرض والدها
وبمجرد أن استفاقت زالت عنها تلك الأعراض، هذه الملاحظة فتحت المجال واسعا أمام "سيغموند
فرويد" إلى التحليل النفسي والتداعي الحر وما كان لفرويد أن يبدع النظرية اللاشعورية لولا شعوره بعجز التفسير العضوي للاضطرابات النفسية. وكذا عجز النظرية الروحية، ويمكن تبيين وجهة النظر
اللاشعورية وصحتها من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية: بحسب فرويد إذا كان هناك لاشعور ما
الدليل على وجوده؟ كيف يمكن أن يتكون ويشتغل؟ وكيف يمكن النفاذ إليه لهذا حرص "فرويد" على
بيان المظاهر المختلفة لوجوده " الأحلام، فلتات اللسان، زلات القلم النسيان. .. الخ " التي يبدو من خلالها البعد اللاشعوري للسلوك والتي ت ُعطي المشروعية التامة لفرضية اللاشعور إذ يقول فرويد: "أن فرضية اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة ولنا عدة أدلة على وجود اللاشعور". ومن الأمثلة التي يستشهد بها "فرويد" افتتاح رئيس المجلس النيابي الجلسة بقوله: " أيها السادة أعلن عن رفع الجلسة، وبذلك
يكون قد عبر لا شعوريا عن عدم ارتياحه أثناء الجلسة. وهو ما مكن فرويد من الوقوف على حوادث
نفسية متصلة باللاوعي ففي حالة النوم يكون الرقيب اقل تحكما مما يتيح الفرصة للمكبوتات لتغشى المجال
الشعوري.
النقد: ل كن نلاحظ أن فرضية اللاشعور وبالرغم من أنها تعتبر اكتشاف أقام ثورة في علم النفس
الحديث إلا انه واجه رفضا من قبل بعض العلماء، على أساس انه لا يملك الأدلة القطعية على وجوده،
كما أن طغيان فكرة الجنس عند "فرويد" فكرة سلبية "إن سيكولوجية فرويد هي سيكولوجية الرجل
العاطل عن العمل، ولهذا غلبت فيها الدوافع الجنسية ثم إن تعميم اللاشعور تعميم غير مبرر. كما انه يضل
فرضية لا يمكن التحقق منها وخاصة إذا علمنا أن أعمال "فرويد" شملت غير الأسوياء وبالتالي لا يمكن تعميمها.
التركيب: وعموما ورغم الانتقادات الموجهة إلى التحليل النفسي، فان علم النفس اليوم يسلم بان حياتنا النفسية تتقاسمها تفسيرات كثيرة، منها النفسية الشعورية واللاشعورية، ومنها العضوية السلو كية، ومنها
الاجتماعية الثقافية. كما يجب أيضا أن نعتبر النفس كثنائية متناقضة تتكون من الشعور واللاشعور،
لانهما متكاملان وجهان لشيء واحد وهو الإنسان لان شخصية الإنسان مرآة عاكسة تحكم فيها جميع الوظائف العقلية والبيولوجية والنفسية.
حل المشكلة: وختاما لهذه المقالة نقول أنّ حياتنا النفسية حياة شعورية ولا شعورية فالشعور يجعل الإنسان يتصل بالعالم الخارجي، بحيث اللاشعور يستطيع تبريد لهيب المكبوتات التي تحرق أناه، فاللاشعور عبارة عن سراب لا يطفئ نار العطش ول كنه يصور الحقيقة وبدقة التي يمكنها أن تطفئ نار
العطش. وكجواب على سؤالنا نقول: أن الحياة النفسية حياة شعورية قوامها الشعور الواعي الذي ينظم
الحياة النفسية، ل كن على الرغم من ذلك يبقى فينا جانب هام من النفس البشرية خفيا ولا يمكن تفسيره إلا باللاوعي واللاشعور والنتيجة الصحيحة أن القول باللاشعور يبقى مجرد فرضية وان بدت لها
ال كثير من الدلالات النفسية.
مقالات فلفسية
الاستاذ رحموني عمر