هل الأخلاق من طبيعة نسبية أم من طبيعة موضوعية؟

ريحـان

:: أمينة اللمة الجزائرية ::
طاقم الإدارة
إنضم
24 نوفمبر 2015
المشاركات
13,688
الحلول
1
نقاط التفاعل
25,921
النقاط
2,306
محل الإقامة
تركيا - إسطنبول
الجنس
أنثى


السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ







مقالة بعنـــــــــوان :



هل الأخلاق من طبيعة نسبية أم من طبيعة موضوعية؟




ملاحظة: يمكن أن يطرح السؤال الخاص بدرس الأخلاق استقصاء


موقف العقل يقابله موقف المنفعة

موقف المنفعة يقابله موقف العقل

موقف المجتمع يقابله موقف العقل







طرح المشكلة: تحرك الإنسان دوافع كثيرة ومتنوعة "عضوية، نفسية اجتماعية " يحاول إشباعها مناجل تحقيق التوازن مع ذاته ومع الأخرين، ل كن حقيقة الإنسان لا تتجلى في إشباع الدوافع فقط، بل في قدرته على التمييز بين الخ ير والشر بحثا عن السلوك الأفضل وهذا ما ي ُعرف في الفلسفة بموضوع

الأخلاق، غير أن أساس القيمة الأخلاقية مسالة تحتاج إلى تحليل من اجل تحديد مصدر الإلزام الخلقي وهي مسالة تعددت فيها الآراء بتعدد أبعاد الشخصية وهذا ما يدفعنا إلى طرح التساؤل التالي:

هل يمكننا إقامة أخلاق على اعتبار المنافع؟ أم أن الأخلاق من أساس عقلي؟

محاولة حل المشكلة:

الأطروحة الأولى: " العقل أساسا للأخلاق" يرى أنصار النظرية العقلية بان الأخلاق الحقة هي التي يجب أن تؤسس على العقل باعتباره هو من يميز الإنسان عن غيره من الكائنات، إذ العقل هو مصدرالإلزام الخلقي في نظرهم وهو القاسم المشترك بين جميع الناس، والعقل يستطيع تصور مضمون الفعلثم الحكم عليه، فعلامة الخ ير عند "سقراط" انه فعل يتضمن فضائل وعلامة الشر انه فعل يتضمن رذائل، ورأى أفلاطون أن محور الأخلاق هو الفعل فقال: " يكفي أن يحكم الإنسان جيدا ليتصرفجيدا". وفي العصر الحديث ارجع "كانط " الإلزام الخلقي إلى العقل وقسم فلسفته إلى ثلاثة أقسام " فلسفة العقل النظري الذي يدرس المعرفة وطرق بنائها، وفلسفة العقل العملي الذي يشتمل على " الدين

والأخلاق "لان في ذلك سلب لحرية الإنسان ورفض المنفعة لأنها متغيرة والأخلاق عنده تأتي استجابة لسلطة العقل أي أداء العقل احتراما للقانون العقلي في ذاته، فيظهر الفعل الأخلاقي عنحرية ويصبح كليا، وهذا ما أكد عليه " كانط " حين قال: " اعمل بحيث يكون عملك قانونا كليا".ويتميز بالمثالية ويكون دائما مطلوبا لذاته لذا قيل: " عامل الناس كغاية لا كوسيلة ".





النقد: ل كن نلاحظ أن هذه الأخلاق يصعب تطبيقها على ارض الواقع، كما أنها مرتبطة دوما بالإرادة

الخ يرة وهذا ما لا يتوفر عند بني البشر، وإذا كان العقل هو المقياس الوحيد للأخلاف. فكيف نفسر اختلاف الأفراد حول القيم الأخلاقية مادام العقل هو اعدل قسمة بينهم؟

الأطروحة الثانية: الأخلاق أساسها المجتمع والمنافع يرى أنصار المنفعة "النظرية النفعية" أن مصدر

الإلزام الخلقي يكمن في طبيعة الإنسان التي تدفعه إلى طلب اللذة والتمسك بها والنفور من الألم، " فاللذةهي الخ ير والألم هو الشر ". والإنسان برائيهم أناني يبحث دائما عن مصلحته والقيم التي يؤمن بها هي التيتتوافق مع هذه المصلحة، وهو ما ذهب إليه الفيلسوف اليوناني "ارستيب القور نائي". حين كتب قائلا:" اللذة هي الخ ير الأعظم هذا هو صوت الطبيعة فلا خجل ولا حياء". حيث يؤكد أن اللذة الفردية هيأساس العمل الخلقي، غير أن "ابيقور" فضل اللذات المعنوية عن اللذات الحسية مثل التأمل الفلسفيومحور حياة الإنسان هو اللذة، فهي شرط السعادة وهي مقياس الأفعال. وهذا ما تجلى من خلالالعبارة الشهيرة " اللذة هي بداية الحياة السعيدة وغايتها، هي ما ننطلق منه لنحدد ما ينبغي تجنبه". وفي

العصر الحديث ظهر ما يسمى مذهب " المنفعة العامة" على يد الإنجليز ومنهم "جريمي بنتام" الذي نقلموضوع الأخلاق من المجال الفلسفي التأملي إلى المجال التجريبي وهذا ما يتجلى في مقياس حسابالذات، حيث وضع مجموعة من الشروط وقال: " اللذة إذا اتحدت شروطها كانت واحدة لدى جميعالناس". وهكذا الإنسان عندما يطلب منفعة بطريقة عفوية فهو يطلب منفعة غيره. كما أننا نجد المجتمعهو المشرع لها وهذا بحسب إميل دوركايم: " إذا تكلم الضمير فينا فانا المجتمع هو الذي تكلم".

النقد: لكن نلاحظ انه لا يمكننا إقامة أخلاق على أساس المنفعة لان منافع ومصالح الناس مختلفةومتضاربة، وما يحقق منفعة لي قد يكون مضرة لغيري، ولهذا قيل: " مصائب قوم عند قوم فوائد". كماأن ربط القيم الأخلاقية باللذة والألم يحط من قيمة الإنسان وينزله منزلة الحيوانية. كما أن المجتمع لايستطيع أن يمل على الفرد كل ما يحتاجه.


التركيب: يطرح المشكل الاخلاقي في المقام الاول اشكالية المعيار والاساس. لذا قال جون ديوي: " لاتظهر المشكلة الأخلاقية إلا حين تتعارض الغايات ويحتار المرء ايها يختار". ومن هذا المنطلق نرى أنالمذهب العقلي اخذ صورة مثالية متطرفة من خلال الاكتفاء بالعقل وحده وإهماله لعنصر الدين وهناتظهر مقولة فخت: " الأخلاق بلا دين عبث" وبيان ذلك أن جوهر الأخلاق هو الإلزام وحسن الخلقوهو ما أشار إليه أبو حامد الغزالي " حسن الخلق يرجع إلى اعتدال قوة العقل وكمال الحكمة وإلىاعتدال قوة الغضب والشهوة كونها للعقل وللشرع مطيعة".







حل المشكلة: وختاما لما سبق نقول انه رغم الاختلاف الظاهر حول الأسس التي يقوم عليها الفعل الخلقي إلا أنها تبقى في حقيقة الأمر كل الأسس متكاملة ومتداخلة يصعب فصل بعضها عن بعض،ويمكن القول: أن الفعل الخلقي الحسن هو ما يأمر به الشرع، ويتقبله العقل ويحقق منافع مشتركة للبشر























 
الخلق هو مكتسب من الشخص حسب تربية والديه له
 

المواضيع المشابهة

لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top