- إنضم
- 24 نوفمبر 2015
- المشاركات
- 13,705
- الحلول
- 1
- نقاط التفاعل
- 25,944
- النقاط
- 2,306
- محل الإقامة
- تركيا - إسطنبول
- الجنس
- أنثى
السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
اهلا وسهلا بكم نقدم لكم مقالة فلسفية بعنوان :
هل تقتصر وظيفة الشغل على المطالب البيولوجية فحسب؟
طرح المشكلة: إن الإنسان يسعى جاهدا ل كسب قوته والعمل من اجل الحفاظ على بقائه ذلك لان
الحيات لا تستقيم دون وجود اقتصاد، وإنتاج ولعل ما يدفع الإنسان إلى ذلك هو الاستهلاك، ومن
اجل مراعاته وما يقتضيه. كان لزاما عليه أن يشتغل لان الشغل وسيلة إبداعية أي: عملية إنسانية تمتاز
بالفاعلية والإلزام، فهو يحقق التكيف ويجلب المنفعة. هذا ما جعل الجدل والخلاف بين الفلاسفة
حول ما إذا كان الشغل ضرورة بيولوجية فحسب، أم انه يتعدى ذلك إلى أبعاد أخرى لذا طرحت
عدة تساؤلات أولها: هل يشتغل الإنسان من اجل المكاسب البيولوجية فقط؟ ألا يمكن للشغل أن يعبر
عن مختلف الأبعاد الإنسانية؟
محاولة حل المشكلة:
الأطروحة الأولى: "ضرورة الشغل من الناحية الاقتصادية " البعد البيولوجي: " إن الإنسان ومنذ
أن ُخلق وهو يسعى جاهدا لنيل المطالب البيولوجية، وإشباع حاجياته المادية، فهو هلوع من اجل
الوصول إلى ذلك. حيث وصفه المولى عز وجل في القرآن بالهلوع المنوع: " خلق الإنسان هلوعا إذا
مسه الخ ير منوعا وإذا مسه الشر جزوعا " فهذه الآية وان دلت فإنما تدل على سعيه وراء الماديات
والملذات. ذلك لان الإنسان مخلوق بيولوجي والأشياء المادية من أولوياته فهو يجد نفسه مضطرا للعمل
عليها وفق ما تمليه الضرورة البيولوجية وإلا كان مصيره الفناء وقد وفق مشال فوكو حين قال: " لم
تعمل الإنسانية إلا تحت تهديد فكرة الموت ". فحب البقاء كان دافعا لذلك وجدلية هجل خير دليل
وهي أن العبد يج بر سيده على الاعتراف به من خلال العمل أما بيار جنيه. فيرى بان الشغل يخرج
الإنسان من دائرة القلق. أما فلاسفة اليونان والرمان فلقد نظروا إلى الشغل نظرة مادية حيث اعتبر
شيشرون بان اهتمامات العامل وتفكيره يغلب عليها الطابع الحسي. فلو استقرانا التاريخ لوجدنا أن
البشرية مرت بمرحلتين: مرحلة الإنسان الذي يجمع الغذاء والإنسان صانع الغذاء ولعل هذه النظرية
مستوحاة من فلسفة أرسطو الذي حصر الشغل في ثلاثة وظائف المأكل، الملبس، المسكن "ومن جملة
الأنظمة التي ترتكز على البعد المادي من وراء الشغل النظام الرأسمالي لأنه يهدف إلى أكبر قدر من
الربح والحرية.
النقد: ل كن لو نظرنا إلى الشغل من زاوية مادية، فإننا نلغي القيم الإنسانية الأخرى كالأخلاقية
والنفسية والاجتماعية ذلك لان الإنسان لا يعد كائنا بيولوجيا فحسب، بل هو كائن واعي "اجتماعي
وأخلاقي وسياسي " فلو سلمنا بان الإنسان مخلوق بيولوجي لكان باستطاعته التوقف عن العمل بمجرد أن يلبي مطالبه البيولوجية ل كن الإنسان لا يعمل فقط من اجل العيش فهو يأكل ليعيش وليس يعيش
ليأكل. والواقع يثبت أن عمل الإنسان يهدف إلى ما وراء ذلك فهو يهدف إلى التحرر وأثبات الذات.
الأطروحة الثانية: يرى أنصار هذا الموقف أن الشغل ظاهرة إنسانية والإنسان كائن عاقل مميز لذا فقد
ي ُعبر الشغل عن عدت أبعاد مثل البعد الأخلاقي والبعد النفسي والبعد الاجتماعي وهذا الموقف تبنته
مجموعة من الفلاسفة. حيث اعتبروا الشغل وسيلة للعيش ال كريم والحفاظ على كرامة الإنسان. فهو يعبر
عن الشرف والواجب والصبر أما على المستوى النفسي فقد أكدت البحوث الحديثة في ميدان علم
النفس أن الشغل ي ُعد وسيلة للقضاء على القلق والانحراف والمشاكل النفسية والبطالة. إذ الإنسان
العاطل عن العمل هو الأكثر عرضة للمشاكل النفسية كالاضطرابات والأمراض العقلية، فالشغل
يؤدي إلى التوازن النفسي. فمثلا: في أمريكا نجد أن أصحاب المصحات يكلفون أحيانا ببعض الأعمال
البسيطة ل كي ُتبعدهم عن التوتر والكآبة لذا قيل:" الشغل ينزع الإنسان من نفسه ويحرره من الدائرة
الذاتية " وصدق رسولنا "صلى الله عليه وسلم حين قال:" أطيب ال كسب كسب الرجل من عمل يديه".
أما أبعاده على المستوى الاجتماعي: فان الشغل ي ُعد وسيلة للتعارف وصرحًا لبناء الصدقات الجديدة،
وفرصة من فرص التكافل الاجتماعي لذا رأى ابن خلدون: أن للإنسان مطالب كثيرة. ل كن قدراته
محدودة، فالشغل يولد ظواهر اجتماعية يشعر الفرد من خلالها بأهميته كعضو "فرد" في المجتمع. يقول
جان لا كروا:" ليس الشغل علاقة بين الإنسان والطبيعة فحسب، وإنما هو علاقة بين الإنسان والإنسانية
."
النقد: حقيقة لا يجب أن ننفي أبعاد الشغل ل كن في بعض الأوقات يتحول الشغل عن غايته وأهدافه
السامية إلى إذلال وعبودية من طرف البعض ضد البعض، وهو ما افرز ما يعرف بالاشتراكية ضد
الرأسمالية.
التركيب: مما سبق نستنتج: أن الشغل وان بدا ظاهرة مادية إلا انه تاريخيا قد ارتبط في بادئ الأمر
بالجانب البيولوجي فالغريزي إلى أن وصل بالإنسان إلى مرحلة الوعي أي: عملية التلاحم بين العقل
والمادة. لذا قال موني:" يهدف كل عمل إلى أن يصنع في نفس الوقت إنسانا وشيئا". أما المار كسية فترى بأنه وسيلة للتحرر من الطبيعة
حل المشكلة: وفي الخ ير يمكن القول بان الشغل خاصية إنسانية. فالحيوان يبذل جهدا ول كنه لا يعمل ولا يشتغل، لأنه لا يعي الغايات التي يقوم بالجهد من أجلها لان الشغل ظاهرة مرتبطة بالتفكير والحيوان لا يفكر، كما انه قديما كان عنوانا للعبودية في الفلسفات القديمة "اليونانية والرمانية "وبتأثي الإسلام أصبح مصدرا للتحرر، ولذا ُطرحت عدت إشكاليات بغرض التوصل إلى طبيعته وتحديد أهدافه. ولعل الإشكالية الأساسية في مقالنا هذا والتي بحثنا من خلالها أبعاد الشغل فكان استنتاجنا حقيقة الشغل تكمن في مختلف أبعاد الإنسان. البيولوجية والاجتماعية والنفسية والأخلاقية.
اهلا وسهلا بكم نقدم لكم مقالة فلسفية بعنوان :
هل تقتصر وظيفة الشغل على المطالب البيولوجية فحسب؟
طرح المشكلة: إن الإنسان يسعى جاهدا ل كسب قوته والعمل من اجل الحفاظ على بقائه ذلك لان
الحيات لا تستقيم دون وجود اقتصاد، وإنتاج ولعل ما يدفع الإنسان إلى ذلك هو الاستهلاك، ومن
اجل مراعاته وما يقتضيه. كان لزاما عليه أن يشتغل لان الشغل وسيلة إبداعية أي: عملية إنسانية تمتاز
بالفاعلية والإلزام، فهو يحقق التكيف ويجلب المنفعة. هذا ما جعل الجدل والخلاف بين الفلاسفة
حول ما إذا كان الشغل ضرورة بيولوجية فحسب، أم انه يتعدى ذلك إلى أبعاد أخرى لذا طرحت
عدة تساؤلات أولها: هل يشتغل الإنسان من اجل المكاسب البيولوجية فقط؟ ألا يمكن للشغل أن يعبر
عن مختلف الأبعاد الإنسانية؟
محاولة حل المشكلة:
الأطروحة الأولى: "ضرورة الشغل من الناحية الاقتصادية " البعد البيولوجي: " إن الإنسان ومنذ
أن ُخلق وهو يسعى جاهدا لنيل المطالب البيولوجية، وإشباع حاجياته المادية، فهو هلوع من اجل
الوصول إلى ذلك. حيث وصفه المولى عز وجل في القرآن بالهلوع المنوع: " خلق الإنسان هلوعا إذا
مسه الخ ير منوعا وإذا مسه الشر جزوعا " فهذه الآية وان دلت فإنما تدل على سعيه وراء الماديات
والملذات. ذلك لان الإنسان مخلوق بيولوجي والأشياء المادية من أولوياته فهو يجد نفسه مضطرا للعمل
عليها وفق ما تمليه الضرورة البيولوجية وإلا كان مصيره الفناء وقد وفق مشال فوكو حين قال: " لم
تعمل الإنسانية إلا تحت تهديد فكرة الموت ". فحب البقاء كان دافعا لذلك وجدلية هجل خير دليل
وهي أن العبد يج بر سيده على الاعتراف به من خلال العمل أما بيار جنيه. فيرى بان الشغل يخرج
الإنسان من دائرة القلق. أما فلاسفة اليونان والرمان فلقد نظروا إلى الشغل نظرة مادية حيث اعتبر
شيشرون بان اهتمامات العامل وتفكيره يغلب عليها الطابع الحسي. فلو استقرانا التاريخ لوجدنا أن
البشرية مرت بمرحلتين: مرحلة الإنسان الذي يجمع الغذاء والإنسان صانع الغذاء ولعل هذه النظرية
مستوحاة من فلسفة أرسطو الذي حصر الشغل في ثلاثة وظائف المأكل، الملبس، المسكن "ومن جملة
الأنظمة التي ترتكز على البعد المادي من وراء الشغل النظام الرأسمالي لأنه يهدف إلى أكبر قدر من
الربح والحرية.
النقد: ل كن لو نظرنا إلى الشغل من زاوية مادية، فإننا نلغي القيم الإنسانية الأخرى كالأخلاقية
والنفسية والاجتماعية ذلك لان الإنسان لا يعد كائنا بيولوجيا فحسب، بل هو كائن واعي "اجتماعي
وأخلاقي وسياسي " فلو سلمنا بان الإنسان مخلوق بيولوجي لكان باستطاعته التوقف عن العمل بمجرد أن يلبي مطالبه البيولوجية ل كن الإنسان لا يعمل فقط من اجل العيش فهو يأكل ليعيش وليس يعيش
ليأكل. والواقع يثبت أن عمل الإنسان يهدف إلى ما وراء ذلك فهو يهدف إلى التحرر وأثبات الذات.
الأطروحة الثانية: يرى أنصار هذا الموقف أن الشغل ظاهرة إنسانية والإنسان كائن عاقل مميز لذا فقد
ي ُعبر الشغل عن عدت أبعاد مثل البعد الأخلاقي والبعد النفسي والبعد الاجتماعي وهذا الموقف تبنته
مجموعة من الفلاسفة. حيث اعتبروا الشغل وسيلة للعيش ال كريم والحفاظ على كرامة الإنسان. فهو يعبر
عن الشرف والواجب والصبر أما على المستوى النفسي فقد أكدت البحوث الحديثة في ميدان علم
النفس أن الشغل ي ُعد وسيلة للقضاء على القلق والانحراف والمشاكل النفسية والبطالة. إذ الإنسان
العاطل عن العمل هو الأكثر عرضة للمشاكل النفسية كالاضطرابات والأمراض العقلية، فالشغل
يؤدي إلى التوازن النفسي. فمثلا: في أمريكا نجد أن أصحاب المصحات يكلفون أحيانا ببعض الأعمال
البسيطة ل كي ُتبعدهم عن التوتر والكآبة لذا قيل:" الشغل ينزع الإنسان من نفسه ويحرره من الدائرة
الذاتية " وصدق رسولنا "صلى الله عليه وسلم حين قال:" أطيب ال كسب كسب الرجل من عمل يديه".
أما أبعاده على المستوى الاجتماعي: فان الشغل ي ُعد وسيلة للتعارف وصرحًا لبناء الصدقات الجديدة،
وفرصة من فرص التكافل الاجتماعي لذا رأى ابن خلدون: أن للإنسان مطالب كثيرة. ل كن قدراته
محدودة، فالشغل يولد ظواهر اجتماعية يشعر الفرد من خلالها بأهميته كعضو "فرد" في المجتمع. يقول
جان لا كروا:" ليس الشغل علاقة بين الإنسان والطبيعة فحسب، وإنما هو علاقة بين الإنسان والإنسانية
."
النقد: حقيقة لا يجب أن ننفي أبعاد الشغل ل كن في بعض الأوقات يتحول الشغل عن غايته وأهدافه
السامية إلى إذلال وعبودية من طرف البعض ضد البعض، وهو ما افرز ما يعرف بالاشتراكية ضد
الرأسمالية.
التركيب: مما سبق نستنتج: أن الشغل وان بدا ظاهرة مادية إلا انه تاريخيا قد ارتبط في بادئ الأمر
بالجانب البيولوجي فالغريزي إلى أن وصل بالإنسان إلى مرحلة الوعي أي: عملية التلاحم بين العقل
والمادة. لذا قال موني:" يهدف كل عمل إلى أن يصنع في نفس الوقت إنسانا وشيئا". أما المار كسية فترى بأنه وسيلة للتحرر من الطبيعة
حل المشكلة: وفي الخ ير يمكن القول بان الشغل خاصية إنسانية. فالحيوان يبذل جهدا ول كنه لا يعمل ولا يشتغل، لأنه لا يعي الغايات التي يقوم بالجهد من أجلها لان الشغل ظاهرة مرتبطة بالتفكير والحيوان لا يفكر، كما انه قديما كان عنوانا للعبودية في الفلسفات القديمة "اليونانية والرمانية "وبتأثي الإسلام أصبح مصدرا للتحرر، ولذا ُطرحت عدت إشكاليات بغرض التوصل إلى طبيعته وتحديد أهدافه. ولعل الإشكالية الأساسية في مقالنا هذا والتي بحثنا من خلالها أبعاد الشغل فكان استنتاجنا حقيقة الشغل تكمن في مختلف أبعاد الإنسان. البيولوجية والاجتماعية والنفسية والأخلاقية.
مقالات فلسفية
للاستاذ رحموني عمر
للاستاذ رحموني عمر