منذ أن تركت عادة الجريدة والقهوة الصباحية وعكفت على قراءة كتب في مجال اختصاصي تغيرت تماما وازدهرت أعمالي وطورتها نحو الافضل.
مانيش أنا للأسف ،،، ههه
السلام عليكم ورحمة الله.
هذا حديث لأحد رجال الاعمال تابعت حديثه منذ فترة في وثائقي يحكي عن نماذج ناجحين استطاعوا تغيير نمط تفكيرهم وعاداتهم اليومية البسيطة ونجحو في مشاريعهم وحققوا أمنياتهم وحتى فيهم من غير ارتباطه الوثيق بفكرته الأساس إلى فكرة مغايرة تماما ونجح فيها.
نظرة سريعة نسبية بين فئات مجتمعنا الجزائري المختلف عاداته وطبائعه اليومية وأساليب تفكيره وطرق تسيير واستغلال أوقاته و نقاط تركز اهتماماته و فحوى مواضيع أحاديثه وتجاذباته تعطيك لمحة عن مجتمع غالبية أفراده مستنزفون ذهنيا وجسديا في أمور لا تهمه ولاتمس واقعه ولا تغير في حياته ومعيشته إنشا واحدا ولا تضيف له فائدة عملية حقيقية يُستفاد منها او يغير بها موقعه الخاطئ..
شاهدنا ناس تتجادل في مباريات كرة قدم وامتد لتلاسن وعراك بسبب بطاقة حمراء للاعب ممكن هذا اللاعب يغط في نوم هانئ بمدخول نقدي مريح. اين هي فائدتك.
شخص يتحدث عن الاستيراد والتصدير والعائدات والمداخيل السنوية بإسهاب وتفصيل و حتى منحنى بياني لمؤشرات الدولار وهو لايستطيع توفير شكارة حليب في كل صباح.
حدثني أجير في أرض فلاحية افضل من اي خبير عن بوادر حرب عالمية وحدد جبهات الصراع وحتى عتاد الامكانيات العسكرية لكل طرف بينما كنت أشاهد أغنامه ترعى في مكان عفن يعود عليها بالامراض والاوبئة والمكان كله مهمل.
أوضح لي شاب أين تذهب السلع المهربة وكيف تتم المضاربة في المواد الاستهلاكية وعلمه بكل التفاصيل الخفية بينما البطالة تلتهم سنوات عمره ولا يبذل جهدا لاكتشاف ذلك وتغييره.
أخبرني جاري عن زيارة رحالة أجنبي لمنطقتنا السياحية الواعدة وكل يوم أجد نفاياته المزلية مشتتة أمام بيته.
وغيرها من الأمثلة التي تحقق المثل القائل ( فتات خاطي قصعة ) مثل يقال في الشيء الذي لا يكون في مكانه الاصلي.
الكلام والتفسير والتحليل والجدال والاكتشاف و الاهتمام بأخبار في أمور لاتعود بنفع حقيقي.
من التعليقات التي بتنا نتندر عليها ( الشعب الجزائري في الصباح خبير اقتصادي العشية خبير رياضي ) أصبحت واقعية ولم تعد طرفة واقع سخيف مزعج حقا حين تكون الاهتمامات ومواضيع الحديث و النقاشات عن كل مباح وغير مباح لا يفيد ولا يغني من جوع.
الجميع يحسن الكلام ويجيد الاقناع والاندفاع ، الجميع يحمل المعلومات ويحوز على آخر الأخبار بطقسها واخبارها العاجلة ويفهم الظاهر والمخفي لكن واقعه الشخصي فقر فكري ومادي مدقع وحياة بائسة .
عندما تتكلم مع شخص عن مجال تخصصه او عمله ينزعج ويرد متذمرا بالقول ( خلينا كرهت هذا السوجي وكرهت هاذ الخدمة ) بينما يمكنه الاخذ والرد لساعات طويلة في مواضيع لا تنقذه فعليا من الكرهة ولا تفتح ذهنه لافكار اخرى او افكار تنمية وتطوير عمله أو تغيير للأفضل.
يمكن سرد حلول الدول والقارات في ثواني ويعدها باصابع يده بينما حلول واقعه مفقودة ومعقدة.
يمكنه متابعة عشرات مقاطع الفيديو والمقالات والاخبار المزيفة غالبا والغوص في نقاشات وأحاديث واسعة لن تزيح في واقعه عبئا أو تبني له فكرا أو تمهد له طريقا او تضيف له فهما في مجال تخصصه أو عمله.
وقف متطفل مرة بيني وبين شخص كنا نتحدث في مجال عمله وبعض الافكار حوله فغير مجرى الحديث الى احاديث عن امريكا والشرق الاوسط ومخططات الدول الكبرى والطاقة والصواريخ الباليستية وفياضانات هنا وهناك حتى أخذ كل وقتنا و أثقلني حديثه فقلت له " أنت رئيس وشمن دولة سيلفوبلي ؟ فانصرف.
لم أرى النجاح الا في أشخاص وجدتهم فعلا يطالعون ويقرأون لتخصصهم ومجال حرفهم وأعمالهم وأفكارهم وتطلعاتهم.
وجدت النجاح في أشخاص إختارو طريقهم وبرنامجهم وسارو في دربهم لايهتمون الا بماهم فيه وما يصبون اليه.
لم أرى شخصا ناجحا إلا وقد أخذ بسبل النجاح ومن سبل النجاح الاهتمام بما ينفعه فعليا والباقي ثقافة عامة وليست شؤون خاصة نتقاتل عليها بالقيل والقال وتخصيص كم هائل من الأوقات والانشغال.
.
آخر تعديل بواسطة المشرف: