عاد أبي ،،، ثم مات

أبو عاتكة

فُـ,ـريڊ أبـٌـٌٌـٌٌٌـٌٌـٌوُفُـ,ـيصُـ,ـلُـِـِِـِِِـِِـِـ
طاقم الإدارة
إنضم
1 أوت 2008
المشاركات
8,732
الحلول
4
نقاط التفاعل
14,529
النقاط
2,156
الجنس
ذكر
vintage-old-photography-photos.jpg




كان أبي من بين المهاجرين الأوائل نحو أوروبا (1963) بحثا عن لقمة العيش وما يكفل به حياة كريمة لعائلته التي أودعها الله بعد معاناة كأغلب الجزائريين سجن و تعذيب ومغرم وتضييق من الحركى وعسكر فرانسا ومعيشة مقفرة صعبة سنوات الاحتلال و حتى مشارف الاستقلال لا شيء واضح لا فرق سوى في الملامح القافز احتال على الجايح و الأحرار ورثوا الدمار والحركى ورثوا الاستعمار.
المهم

عاد شيخا أنهكته رطوبة ومشقة العمل في المناجم والبنايات و أعياه حفر الأنفاق و سحق صقيع وثلج أوروبا المسعور من على الطرقات البرد القارص لايرحم عربيا تربى بين كثبان الرمال الدافئة الوحدة والوحشة تضحية لا يستطيعها سوى الآباء ، يعود أبي أخيرا في ( 1994) ليجد ذلك الولد قد صار كهلا وأحدثهم سنا شابا يافعا وبينهما سبعة آخرون يرعاهم وراء حجب حجب وأسوار التغرب والبعد والعزلة عاش أبي مناضلا مكافحا قبل وبعد الاحتلال ولم يفكر لحظة في الاستسلام أو الكف عن التضحية حتى وافته المنية بعد ست سنوات لم تكن صبورة .
المواجهة الوحيدة التي لم يقاوم فيها هذه المرة استسلم للقدر واستقبل بالشهادة خاتمة الأجل.
كنت أراقبه برهبة من بين الجمع المحيط به جاره المقرّب ، أخوه، أخته ، أبنائه زوجته التائهة في الذكريات والحاضر والمستقبل ،، الكل متمسك به حتى الملائكة حتى أنا استسلمت بانزعاج وخشوع لهذا الموقف الجلل الحركات تتوقف الأنفاس تسكن الأحزان تحاصر المكان كل المشاعر والمواجع كانت تزدحم في صدري الضيق ،، الشوق ،، الحرمان ،،الرغبة ،، الخوف ،، الذكريات ،، الأمل ،، الأجل ،، السفر ،، العودة ،، الزمن ،، الوحشة ،، الغضب ،، الفرصة ،، الخيبة ،، العجز ،، الوعي ،، التيه ،، أسئلة عالقة أجوبة منقوصة ، النهاية التي لم تبدئ والبداية التي لم تنتهي ، الخطابات التي لم أسمعها ، الاسئلة التي لم أطرحها ، الزمن الذي لم يكن منصفا ، الذكريات التي لم تكن ، الفرص التي اكتملت ولمّا تحن ، الانتظار الذي بقي عالقا في اللاأمل ، الشوق الذي لم يمت في الاحضان، الصور المشوشة الابيض الضبابي الاسود المعتم ، الاحداث الباهتة المواعيد التي لم تحن ، الذهاب والإياب الفراغ المختفي بينهما، الصمت المطبق على الحكايات ، الرسائل بلا كلمات ، الطفولة المبتورة الشباب وحتى الكهولة كل شيء مبتور حين لا يكون للأب وجود حتى الذكريات لم تعد تتشكّل أو ربما لم يكن لها شكل من الأساس.

حين يأتي الأجل لانملك سوى الصمت في حضرته.

رحم الله موتى الجميع وأسكنهم فسيح جناته.
 
التيه هو الاحساس الطاغي شيء ما بداخلي ميت منذ وفاته طيلة هذه العشرة ايام لا اريد شيئا سوى العودة الى منزل ابي و البقاء هناك في احدى زوايا المنزل منطوية على نفسي ابكيه محتضنة احد بدلاته لكني لا املك الان سوى ان اعيش بعقل تائه
لا اعلم هل سيبقى هذا الاحساس يرافقني ما حييت ام سينجلي لكن على حسب كلامك انه احساس سيسكنني لآخر يوم بحياتي
 
إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم ارحمه
 
😭😭وكأنك تتحدث عن جدي رحمه الله
عاش متغربا من أجل ابنائه وحين عاد توفاه الله
رحم الله والدك وكل موتى المسلمين
 
الوالدين مثل الجناحان تحلق بهما عاليا في السماء وفقدانهما هو إنكسار يحني الظهر، ويشقي المرء، وهو غربة في الحياة وشوق لآخر العمر، وقل ربي إرحمهما كما ربياني صغيرا🤲
 
السلام عليكم اخي فريد رحم الله والدك وأسكته فسيح جناته ...
جميل جدا ما خخططته عشنا معاك مشاعرك وذكرياتك بين طيات أحرفك الثقيلة ثقل ما تحمله من مشاعر الأب كنز
اقول لأبي رحمه الله كنت سند الصديق الأخ الكتف الذي ارتاح عليه اليد التي تطبطب علي وتمسح دمعتي وانا صغيرة يشتكون من شقاوتي وردي لاذع تقول اتركوها صغيىتي مدللة والدها تكبر لتدافع عن نفسها وتعتمد عليها كأنك كنت تعلم انك لن تكون معيفرحلتب مرضية لسنوات عدة. كنت عندما اهاف ظلام تقول لي فكري الظلام مس كل البيون اذن لا تغضبي او تخافي وعندما يأتي نور ينير كل البيوت لست وحدك بقيت عالقة في ذهني لليوم ...وعندكا رحلت بكيتك ولكيت سنة كاملة وانا كل ايام الاسبوع لا اذهب للمدرسة قبل ان اتي لقبرك كا يوم مل صباح شتاء صيف ربيع خريف اجلسبجانب قبرم واخبرك تفاصيليةمي واخرج من مزرسة اركض للمقبرة حتى تعود الحارس على وجودي ...ومرا الايام وشهور وسنوات وبقيت في فراش مرض في المستشفيات اتمنى دخولك علي للزيارة اتمنى وجودك لتعالجني لتركض بيا لتفعل مستحيل من اجلي لكن مشيئة الله كانت اكبر مني. لن اقول سوى مشتاقة لك جدا ومحتاجة لك فوق ما تتصور الي حبيبي كتبت اسمك غالهاتف لانك اشتقت ان انادي ابي لانخيل انك تتصل بي
 
فراقهم صعيب والدار تصماط بلا بيهم وبلاصتهم تبقا فارغة ومايعوضها حتى واحد. . ربي يرحمه ويرحم جميع اموات المسلمين وربي يجمعنا بيهم في الجنه ان شاء الله
 
السلام عليكم اخي فريد رحم الله والدك وأسكته فسيح جناته
اللهم اكتبه عندك من الصالحين والصديقين والشهداء والاخيار والابرار
اللهم انقله من ضيق اللحود ومن مراتع الدود الى جناتك جنات الخلود
لا اله الا انت يا حنان يا منان يا بديع السموات والارض تغمده برحمتك يا ارحم الراحمين
 
مشاهدة المرفق 152827




كان أبي من بين المهاجرين الأوائل نحو أوروبا (1963) بحثا عن لقمة العيش وما يكفل به حياة كريمة لعائلته التي أودعها الله بعد معاناة كأغلب الجزائريين سجن و تعذيب ومغرم وتضييق من الحركى وعسكر فرانسا ومعيشة مقفرة صعبة سنوات الاحتلال و حتى مشارف الاستقلال لا شيء واضح لا فرق سوى في الملامح القافز احتال على الجايح و الأحرار ورثوا الدمار والحركى ورثوا الاستعمار.
المهم

عاد شيخا أنهكته رطوبة ومشقة العمل في المناجم والبنايات و أعياه حفر الأنفاق و سحق صقيع وثلج أوروبا المسعور من على الطرقات البرد القارص لايرحم عربيا تربى بين كثبان الرمال الدافئة الوحدة والوحشة تضحية لا يستطيعها سوى الآباء ، يعود أبي أخيرا في ( 1994) ليجد ذلك الولد قد صار كهلا وأحدثهم سنا شابا يافعا وبينهما سبعة آخرون يرعاهم وراء حجب حجب وأسوار التغرب والبعد والعزلة عاش أبي مناضلا مكافحا قبل وبعد الاحتلال ولم يفكر لحظة في الاستسلام أو الكف عن التضحية حتى وافته المنية بعد ست سنوات لم تكن صبورة .
المواجهة الوحيدة التي لم يقاوم فيها هذه المرة استسلم للقدر واستقبل بالشهادة خاتمة الأجل.
كنت أراقبه برهبة من بين الجمع المحيط به جاره المقرّب ، أخوه، أخته ، أبنائه زوجته التائهة في الذكريات والحاضر والمستقبل ،، الكل متمسك به حتى الملائكة حتى أنا استسلمت بانزعاج وخشوع لهذا الموقف الجلل الحركات تتوقف الأنفاس تسكن الأحزان تحاصر المكان كل المشاعر والمواجع كانت تزدحم في صدري الضيق ،، الشوق ،، الحرمان ،،الرغبة ،، الخوف ،، الذكريات ،، الأمل ،، الأجل ،، السفر ،، العودة ،، الزمن ،، الوحشة ،، الغضب ،، الفرصة ،، الخيبة ،، العجز ،، الوعي ،، التيه ،، أسئلة عالقة أجوبة منقوصة ، النهاية التي لم تبدئ والبداية التي لم تنتهي ، الخطابات التي لم أسمعها ، الاسئلة التي لم أطرحها ، الزمن الذي لم يكن منصفا ، الذكريات التي لم تكن ، الفرص التي اكتملت ولمّا تحن ، الانتظار الذي بقي عالقا في اللاأمل ، الشوق الذي لم يمت في الاحضان، الصور المشوشة الابيض الضبابي الاسود المعتم ، الاحداث الباهتة المواعيد التي لم تحن ، الذهاب والإياب الفراغ المختفي بينهما، الصمت المطبق على الحكايات ، الرسائل بلا كلمات ، الطفولة المبتورة الشباب وحتى الكهولة كل شيء مبتور حين لا يكون للأب وجود حتى الذكريات لم تعد تتشكّل أو ربما لم يكن لها شكل من الأساس.

حين يأتي الأجل لانملك سوى الصمت في حضرته.

رحم الله موتى الجميع وأسكنهم فسيح جناته.
جعلتني اعيش تفاصيل الالم ...و احيا عمرا مر في لحظات مشحونة بذكريات جارحة لجمالها لن يفهم المعنى الا من عايش تلك المشاعر ...رحم الله موتانا و اسكنهم فسيح جنانه
 
رحم الله أناس فرحت بهم الدنيا حين زينوها واستقبلتهم الأرض بالبشرى من الرحمن نسأل الله أن يجعل قبره نزلاً فسيحًا من الجنة يسكنها إلى حين الموعد الأكبر
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top