المشهد الاول
( الخشبة فارغة من أي أثاث صور لبنايات و أزقة ،تدخل من الجهة اليمنى للخشبة عجوز تحمل سلة مملوءة بالورود البيضاء الملفوفه بقطع من قماش احمر اللون تغني)
-الورد الابيض، بغصانو الخضرا..ملفوف بالاحمر، في العيون قرّة
لا كسبوه نذال و لا شمّو واطي اماليه ارجال الراس لا يطاطي
يا نسمه هبي ،على وريقاتو و ادي للعربي ،كل عبيقاتو
خليه يتفكر الي كان و كان في كل لمضارب من ذاك الزمان
علّم ولادوا و ولاد ولادوا يشمك يا ورد بنيف فلذاتو
الورد الابيض بغصانوا الخضرا ..يانع في حضن الارض الحرّة....
(تكرر الأغنية مرة أخرى ثم تنظر العجوز إلى البنايات العالية ،تتنهد و تهم بالمغادرة و هي تدندن الأغنية يفاجئها ولد يناديها )( يسرد الحوار)
الولد (يشم الولد رائحة الورد العطرة)..خاله يا خاله....يا لي عديتي بالخف و مشيتي
الخالة تلتفت ..نعم يا حبيب خالتك
الولد..( و هو يستنشق المكان) هذ لعبق منين يا خاله ما ظنيت يكون من والا
(تضحك الخاله تتجه اليه و هي تجر العربة ثم تضغط على ارنبة انفه)ايه يا ولد...بصح الفايده والمهم ... كل خشم و واش يشم...
الولد .. قوليلي يا خاله ؟في عز الصيف و عز البرد و عز الريح تدي و تشد
في نفس الوقت من ماضي و آن نفس العطر يعم لمكان
صوتك بألغاز ينشد، وقوالك معاني تغرد
لكن!!
لاحد سمع ولاحد شاف و لاحد فهم هاذ لوصاف
وش القصد يا خاله؟
2
الخاله : مصمم تفهم يا ولد؟
الولد. : ايه...امصمم يا خاله
الخاله :نديك بصح ما تقول لحد
الولد.(بخوف) تديني؟..لوين يا خاله.......انروح نسأل أمي و نعاود النرد
الخاله: مادام انت الي طلبت ، ما ترجعش اتقول بطلت...هيا نروحوا يا ولد ما بقالناش وقت ...(ثم تدثر العجوز الولد ببرنوسها و تردد) لف يا برنوسي هذا القد و طير مع وريقات الورد تسردنا حكاية ارض
( تمتلئ الخشبة بالدخان حيث تختفي العجوز و الولد)
المشهد الثاني
(ديكور قاعة الباي..... يدخل من الجهة اليمنى للخشبة الباي ومن اليسرى ديوانه ..في تلك الآونه تدخل وسط دخان كثيف العجوز و الصبي )
الولد... (بخوف ).... وين رحنا و ين طرنا وش من مكان حطينا ، خايف يعدي الوقت و يروح الحال علينا (متوسلا) خليني نرجع لامي يا خاله
الخاله : مادام انت الي طلبت ،ما ترجعش اتقول بطلت ، اثبت شويا و شوف معايا هذي لحكايا....
(أغنية قصيرة بلحن مناسب للحقبة و رقصات على انغامها تعبر عن مكانة الجزائر بين الدول )
صنديده شامخه بكل مكان
تحلف بعز ونيف وشان
اظلها عاليا ما تنهان
بعيده عن كل صيادي
واقفا مع الموت الند بالند
وتقلو خود ادّي ما ترد
روحي لولادي هدية ود
شنانه في الاعادي
صدّت ردت في الكون دوات
في الاسم حروف زعزع كلمات
ركّعت الذل وعليه عدّات
حرقت قلوب الحسّادي
صنديده هي الي اعلات
بولادها وزادت علاّت
انجوم في سماها لالات
كل من قال هادي بلادي
الجزائر ام الاجيال
ام النخوه والرجال
وحبها في الروح خبّال
نفديها بالدم والمال
هي دوايا قلبي وزادي
(.يسمع صوت من الخارج)
-القنصل الفرنسي...(يدخل القنصل بزي عسكري فرنسي الموافق للقرن17، يبتسم الداي حسين )
-القنصل : Bonjourعيد فطركم مبارك
- الداي :.لكل مكان سلامو و كل حديث مقامو
و حديثك عاد ما ينفع يكثر غير في خصامو
قلي..!! وين راهو دينك و لا جيوبكم سقامو ؟
القنصل : إن بلادي لا تتنازل للإجابة لرجل مثلكم
الداي :انفذ صبري و تورّع .. يخبي ثورتي و ملامو
هو يعمر في سحنك و أنت تمص في عضامو !!! (بغضب شديد يلوّح بالمروحة التي كانت بيده)
اخرج
(ينظر اليه القنصل الفرنسي ثم يخرج مسرعا )
4
(يتحاور الجيش الفرنسي مع مجموعة غربية محاولا طرح الأسباب التي جعلته يحاصر الجزائر)
المجموعة1 -قادمون قابعون عازمون
قاتلون سافكون ناحرون
المجموعة 2-لسنا نفهم كيف جئتم من ديار
تسألون الموت لهذي الديار
حيث كانوا في رزاياكم كبار
و صغار انتم بخلع العذار
-المجموعة 1 : بلغطكم هذا نُضَام لسنا لنشر الخصام
قد قدمنا لعقاب من تطاول
و تمادى لؤمه حين تداوُل
قابعون حتى تحرير الجزائر
من وصايا و نظام و تعامل
المجموعة 2 :حشودكم هنا تعزز قريحة أمر مقزز
المجموعة 1 :بلغطكم هذا نُضام لسنا لنشر الخصام
حين تلاقينا في ساحات الوغى
غُنمت النصارى في هذا الجوار
و استبد الداي عندها و طغى
أوصدوا السجن عليهم بافتخار
فظاعة في حقنا ما قد جرى
عازمون عتقهم دون انتظار
المجموعة2 : اذن ..لستم انتم من تجبّر و بغى
إنما كانوا أول من تجاسر
حقكم سخط اليهم قد سرى
يركب الأمواج نيل للمظافر
و في 1828
5
مجموعه1 -جات الشدايد تتوالا و الحزن فيها يتبدل
مرّه سكران يتمالا ومره في الدموع يتخبل
مجموعه 2..جات الشدايد تتوالا و الليل جاب رحالو
في مواج فرج يتهادى و بليس طرّز فعالو
-صوت 05 /جويلية / 1830
مجموعه3... جات الشدايد رزينه و الوردة ذبلوا وراقها
لكن اغصانها متينه ولبد يصمد ساقها
المجموعات...وعروق الساق ممدوده تشرب من دم الويل
نبتت تمرات محمودة شدت بحزام الخيل
عبد القادر بومعزة و زعاطشه وبوبغلة
نسومر سيدي الشيخ و المقراني ،بوعمامه
ثورات اكثار منشوده كالت لفرنسا الكيل
فرسان حرار مرصوده لشر من جيل للجيل
في كل الربوع موجودة تبنّات الموت خليل
سلت السيوف موعودة تضمن للحق وكيل
تلمع كي البرق موقودة تضوي في عز الليل
(خلف الكورال هناك لوحة متحركة لصراع بين الجيش الفرنسي و ابطال المقاوات الجزائرية كل حسب شخصيته و زمانه)
المجموعة( بصوت حزين تكرر هذا المقطع ) ... لكن... للشمس أوقات معدودة حتى تغرب و تميل.(3)
(تدخل الخالة و الولد من جديد)
الخالة(سرد ) شفت و فهمت و تيقنت؟
الولد : شفت يا خاله و فهمت الي يرخي لحبال تتلوى عليه و الي حبك عالفايده لا تمن فيه...لكن خايف يعدي الوقت و يروح الحال علينا خليني نرجع لامي يا خاله
الخالة : حتى تكمل لحكاية... هيا معايا (ثم تدثره من جديد و تقول) لف يا برنوسي هذا القد و طير مع وريقات الورد تنشدنا حكاية ارض....يتبع
بقلمي ( حجايجي سها)
آخر تعديل بواسطة المشرف: