إنّ رابطة الإخوة بين الأبناء تقوم على أساس المحبة والتفاهم ، وعلاقة العيش في ظلال الأبوين في بيت واحد.. وبذلك فهي رابطة قويّة متينة ، وتعميقها وترسيخها دليل على تفهّم الإخوان لمعنى الإخوة ، ودليل على رقيّ وضعهم الأخلاقي.
ومن آداب التعامل مع الإخوة:
- إفشاء السلام: إن مقدمة الأعمال التي تحقِّق الحبّ والانسجام في العلاقة اليومية هي التحيّة ..فالتحيّة هي مفتاح القلوب؛ ذلك لأنها تُعبِّر عن الحب والاحترام والعلاقة الودِّيّة .. وهي تزيل ما في النفوس من غموض، أو أذى وعدم الرضا.
إن إشاعة التحية بين أفراد الأسرة تشيع المودّة والاحترام، ولأهمِّية التحيّة في العلاقات البشرية، نجد الرسول(ص وآله) يحثّنا على إفشاء السّلام، وأداء التحية، لأنها الطريق إلى القلوب، والكلمة التي تزرع الحب في النفس، قال الرسول (ص وآله): «لا تدخلوا الجنة حتى تحابوا، ولا تحابوا حتى تؤمنوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السّلام بينكم ويعلِّمنا الرّسول ص أدب التحيّة بقوله: "خيركم مَن يبدأ صاحبه بالسلام".
المشاركة:
إن مأدبة الطعام الواحدة التي يجتمع من حولها الوالدان والإخوة.. إنما هي مشاركة فعلية في الحياة.. إنهم يتناولون الطعام، ويتبادلون الأحاديث الودية من حول المائدة .. بل ويشاركون في إعدادها برحابة صدر وسرور إنّها ليست مشاركة في تناول الطعام فحسب ، بل ومشاركة في العواطف فالجلوس المشترك عنصر أساس من العناصر التي توفِّر السّعادة،وجوّ الانسجام في الأسرة، وتجلب بركة الرّحمن للجميع.
التعاون:
إن بعض الإخوة قد يكون متفوِّقاً في دراسته، أو متقدِّماً على أخته أو أخيه في هذا المجال.. فمن حق الأخ على أخيه أن يساعده على تعلّم بعض الدروس، أو يعلِّمه خبرة أو فنّاً، أو يرشده إلى تجاوز المشاكل والتغلب على الصّعوبات.. إن ذلك يُساعد الأخ على شقِّ طريقه في الحياة، وقد يكون أحد الإخوة قد توفّرت له فرص العمل، والحصول على دخل مناسب، ولم يزل أخوه، أو أخته بحاجة إلى مساعدته الماليّة فمن حق الإخوة، ومن الإحسان الذي يحبه الله سبحانه، أن يساعد إخوانه وأخواته فيخفِّف عنهم، ويُشعِر إخوانه بالإحسان والمحبة.
العفو والتسامح:
إن الحياة في داخل الأسرة، هي حياة محبّة وتعاون وإيثار، ويتحقّق ذلك بالكلمة والمشاعر الطّيِّبة، وبالمال، وبالتعاون في المجالات الأخرى، إن العفو والتسامح والسيطرة على النفس عند الغضب، موقف أخلاقي يكشف عن قوة الشخصية، وسلامة النفس من الحقد والروح العدوانية، لقد امتدح القرآن الكاظِمين الغيظ والعافين عن الناس، واعتبر ذلك إحساناً منهم وعطفاً على الآخرين، قال تعالى
الَّذِينَ يُنْفِقونَ في السَّرّاءِ والضَّرّاءِ والكاظِمينَ الغَيْظَ والعافِينَ عَنِ النّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المحسِنِين ). (آل عمران / 134)
الهدايا:
الهدايا بين أفراد الأسرة تجلب المحبة وتوطد العلاقة ، فالهدية تعبر عن شعورك تجاه الآخر، كما تعبر عن الاهتمام والتكريم، والرغبة في الود، لذا نجد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «تهادوا تحابّوا»، فهديتك كتاباً مناسباً، أو محفظة صور، أو ساعة ... الخ ، لأختك، أو أخيك تترك أثرها النفسي فيه.
الأحاديث الودية:
الإنسان خلق ناطقاً، وبالنطق يعبِّر عن أحاسيسه ومشاعره، وللحديث العائلي أثره النفسي الكبير؛ فأفراد العائلة عندما يجتمعون، ويتبادلون الأحاديث الودِية، أو المفاهيم الثقافية أو يتداولون في شؤون الأسرة، أو أخبار العلم والاكتشافات، أو الشؤون الشخصية والعائلية التي تتعلق بأقربائهم وذويهم، إن هذه الأحاديث تزيد في ثقافة الفرد، وتعوِّده على حياة الانفتاح، والاهتمام بشؤون المجتمع والثقافة، وتُبعِده عن الكآبة والانطواء، وتكوِّن جوّاً من التفاهم، وإزالة حواجز الانغلاق والتوتّر النفسي، وتوفر حالة من الانسجام والمودة .. كما تُساهم تلك الأحاديث في توحيد ثقافة العائلة ، والتقارب الفكري بين أفرادها، وللحديث أصوله وآدابه، فلا يصحّ أن تُقاطِع المتحدِث حتّى يتم حديثه، ولا تحتكر
الحديث وحدك، وتأكّد من نقل الأخبار والمعلومات التي سمعتها، قبل أن تتحدّث بها فإن ذلك يعبر عن احترامك لكلمتك وشخصيتك.