الحديقة الساحرة🌿

ذكريات

:: عضو مُتميز ::
صُنّآع آلمُحْتَوَى
إنضم
14 أوت 2010
المشاركات
1,168
نقاط التفاعل
3,046
النقاط
176
محل الإقامة
تلمسان
الجنس
أنثى
rzz-ojl.gif


محاولة جديدة في كتابة قصة أطفال، كنت قد نشرتها سابقا في أحد المواقع، قراءة ممتعة وأنتظر رأيكم فيها بصراحة.

في منزل صغير ،له حديقة واسعة ساحرة ،كان يعيش يوسف و سندس رفقة والداهما ،كانا يحبان بعضعها كثيرا.

ذات يوم و فور عودتهما من المدرسة ،تعالى صوت صراخهما في الغرفة يتشاجران،

أسرع والداهما لمعرفة السبب ؛كانت سندس تبكي بحرقة شديدة و قالت لوالدها : لقد أوهمني بأنه سيشتري لي دمية!

الأب:و لما تحتاجينها أنت تملكين واحدة جديدة؟

سندس:لأهديها لصديقتي شيماء, إنها حزينة منذ وفاة والدها، أنا أشفق عليها، و أردتها أن تشعر بقليل من السعادة، أخبرني يوسف أنه من خلال ألعابه الإلكترونية يستطيع أن يشتري لي واحدة، لقد كذب علي!

يوسف: نعم أخبرتها بذلك،و لقد إشتريت لها واحدا، أنظري يا أمي ها هي, ويشير لها في لوحه الإلكتروني.

الأم :أتسخر منها يا يوسف! دمية أسيرة لعبة؟ ما هذا الهراء؟ لقد تماديت في تخيلاتك .

أخذ الأب سندس للحديقة لتهدأ، و بقيت الأم تحاور إبنهاو توصيه بأن لا يخلط بين الواقع و عالم الألعاب.

يوسف:أنا أيضا أشفق على شيماء و أخواها تامر صديقي و الصغير ريان،و لكني ضننتها تمزح يا أمي .

الأم :و هل المزاح يكون في معانات الآخرين؟

أطفأت الأم جهاز الألعاب و خرجت من الغرفة غاضبة.

بعد أن هدأت سندس جلست على أرجوحتها،كان القلق باديا على وجه والديها.

الأب:إبننا كثير الأحلام و بمجرد عودته من المدرسة يلقي محفظته, ويشغل جهاز الألعاب ،يتقمص شخصياتها و يغوص فيها، يتهيأ له أنه يعمل و يجمع المال، يبيع و يشتري من عالمه الإفتراضي.

بدأ يهمل واجباته و تركيزه في الأمور المهمة، و تراجع مستواه الدراسي، إنه أمر مقلق.

الأم:و ما الحل برأيك؟ جربنا معه كل الطرق، إنه في سن حساس يفصل بين الطفولة و المراهقة، و أخشى أن يتعود جسمه عل الكسل .

باتا والداه يفكران في حل للأمر، و في صبيحة اليوم الموالي و قد صادف عطلة نهاية الأسبوع، أيقض الوالد إبنته و قال لها :أتريدين أن تدخلي الفرحة على قلب صديقتك اليتيمة شيماء؟ سندس:نعم يا أبي.

الأب : إذن اغسلي وجهك، و ٱشربي حليبك، و إتبعيني إلى الحديقة، سنعلم أخاك يوسف كيف يكون العمل الخيري؟ وكيف يفرق بين الجد و اللعب؟

سندس :كيف ذلك يا أبي؟

الأب :أشجار الزيتون التي غرسناها أنا و أنت و شقيقك

سندس : نعم يا أبي لقد كبرت و صارت محملة بالزيتون الناضج, لقد إعتنينا بها جيدا.

الأب :سنجني ثمار الزيتون و نبيعها و سيكون لك نصيب شجرتك أنت، وأنت حرة بنقودك إشتري ما تشائين لصديقتك.

قفزت سندس من سريرها بسرعة من شدة الفرح، وقبلت والدها، وجهزت نفسها بسرعة و لحقت والدها للحديقة .

أحظر لها والدها سلما صغيرا وقفة، و علمها كيف تجني الزيتون من دون أن تكسر لأغصان أو تأذي نفسها.

في هذه الأثناء توجهت الأم لتوقظ إبنها فوجدته مستيقظا و يلعب بجهازه اللوحي، فتنهدت بتذمر، فقال لها أعرف ما ستقولين:

- مضيعة الوقت.

-تعب العينين.

-تشوش الدماغ.

-تكاسل البدن.

لقد حفظتها فأنت تعيدينها يوميا.

الأم :لا بل جئت أخبرك بأن والدك و أختك يجمعان الزيتون إن كنت تريد المساعدة.

نهض من فراشه بسرعة ،وقال يسعدني ذلك وإنطلق بسرعة، ما إن رأته سندس حتى أخبرته بخطة والدها وفرحة شديدة تغمرها.

تراجع عن فكرة المساعدة ،ودخل غرفته ،أمسك جهازه اللوحي، ولكنه فقد متعة اللعب، فتح النافذة و بقي يراقب أخته و هي مسرورة و ينظر لجهازه وأحلامه المسجونة بداخله، ناداه والده: هيا يا يوسف ألا تريد المساعدة.

يوسف: بلى يا أبي" .

خرج بسرعة وبدأ يجمع الزيتون و ينظر لشجرته بين الحين و الآخر .

أحس والده بما يود قوله، و أخبره بأنه يمكنه أن يجني زيتون شجرته هو أيضا وأنه سيسامحه هذه المرة على عدم إعتنائه بالشجرة و ستكون أول وآخر مرة يعطيه ثمن الغلة بدون تعب، و عليه أن يعتني بشجرته كل العام لتعطيه مردود جيد.

سندس: ما رأيك يا أبي أن أنادي صديقتي شيماء لتتسلى معي قليلا؟

الأب :لا بأس يا إبنتي فلتناديها هي و أخواها يرافقان أخاك يوسف

يوسف : رائع! سنتسلى جميعا اليوم،

ترافق الأصدقاء في الحديقة، جمعوا الزيتون بجد و نشاط ومرح، وتناولو الغذاء معا في جو أسري، كم كانت فرحة شيماء و أخواها كبيرة في هذا اليوم .

و في صبيحة اليوم الموالي توجه يوسف و سندس رفقة والدهما عند صديقه، باعه ثمار الزيتون ،و توجهوا لمحل الألعاب أين إبتاعت سندس أحلى دمية لصديقتها شيماء ،أما يوسف فٱشترى لنفسه كرة سلة ليلعب بها في حديقة المنزل ،و إشترى كرة طاولة لصديقه تامر، و إختار سيارة شرطة للصغير ريان لأنه يحب ذلك .

و كم كانت فرحة الأصدقاء كبيرة بالهدايا وإتفقوا أن يلتقوا في الحديقة ليمرحوا و يلعبوا كلما سنحت الفرصة.

وعند عودتهم للمنزل أخرج يوسف طاولة صغيرة ووضعها تحت شجرته، أخرج كراسه، و بدأ يراجع دروسه ،ووالداه يراقبانه من النافذة و الفرحة بادية عليهما لما رأوا من تغير في تصرفات ولدهم، قال الزوج لزوجته: ما رأيك أن نغرس المزيد من الأشجار في حديقتنا الساحرة و يكون لشيماء و تامر و ريان نصيب منها؟ هكذا يكون بإمكانهم تحقيق أحلامهم الصغيرة البسيطة، و إستثمار وقت فراغهم في أشياء مفيدة .

الأم : فكرة رائعة سأناقشها مع جارتنا والدة الصغار و أعرف أنها لن تمانع، هي أيظا تخاف على أبنائها، و تخشى عليهم من الضياع، فهم بحاجة للرفقة الطيبة والقدوة الحسنة، فاليتم صعب عليهم.

في هذه الأثناء صاح يوسف: أبي! أحضر المبيد! حشرة على الشجرة تريد أن تقرض أمنياتي، ضحك والداه عليه فيوسف يخشى الحشرات.

بقلمي ذكريات
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
لديك موهبه جميله لا تتوقفي حاولي تنميتها قصه جميله وصياغتها جيده اتمنى لك التوفيق
 
لديك موهبه جميله لا تتوقفي حاولي تنميتها قصه جميله وصياغتها جيده اتمنى لك التوفيق
شكرا لك سيدي الكريم على الإطراء🥰 سعيدة لأن قصتي أعجبتك
 
قصة جميلة طرحت المشكلة و تمت معالجتها اعجبتني الفكرة حظ موفق في فنيات القص القصير 🥰
 
شكرا عزيزتي على المرور والأثر الطيب🥰سعيدة جدا لأن القصة اعجبتك
 
رائعة 🌷فقد قدمتي لنا نصيحة وطريقة للخروج بالطفل من عالم النت الذي يقيده اليوم يمارس هواية أو فكرة ما كهذه الفكرة التي قدمها الأبوان لابنهما ونجحت
والفائدة الأخرى كانت حب البنت لفعل الخير والعطف على صديقتها التي فقدت والدها واسعادها بهدية.

مشكورة 🌹🌹🌹

+ختم التميز
 
رائعة 🌷فقد قدمتي لنا نصيحة وطريقة للخروج بالطفل من عالم النت الذي يقيده اليوم يمارس هواية أو فكرة ما كهذه الفكرة التي قدمها الأبوان لابنهما ونجحت
والفائدة الأخرى كانت حب البنت لفعل الخير والعطف على صديقتها التي فقدت والدها واسعادها بهدية.

مشكورة 🌹🌹🌹

+ختم التميز
شكرا عزيزتي على ختم التميز، وسعيدة لأن القصة نالت إعجابك، بالفعل رسالة القصة هي ما ذكرتي فنحتاج تعليم أبناءنا حب الأعمال التطوعية الخيرية، وهي تجعلهم يتغيرون نحو الأفضل🌹❤️🌹❤️
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top