مسرحية الأصهب
المشهد الأول
يظهر على خشبة المسرح ديكور غرفة صغيرة تحتوي على سرير تنام فيه صبية تجلس الأم بجانبها......نراها تداعب شعر ابنتها تدعوها إلى النوم بصوت حنون تتخلله نغمات موسيقية هادئة.
الأم: نامي يا صغيرتي........لقد رقصت النجوم في السماء و حل القمر بالضياء و نام الأشقياء و الأصدقاء ليصحوا من جديد إلى يوم سعيد.
تبتسم الصبية ثم تكلم والدتها بطريقة تهكمية.
البنت: سأرقص مع النجوم كملاك طائر حالم يقودني إلى القمر و يبعد عني الضجر واذهب مع الأصدقاء لنوقض الأشقياء فيكبر بهم العدد ثم نلعب و نلعب........و نلعب إلى الأبد
تضحك الأم
إلام: أنت لا تنامين و للأمر لا تسمعين......... فما العمل الحين؟
تمسك البنت بيد أمها متوسلة لها بدلال
البنت: أريد يا أمي الغالية إن اسمع منك حكاية فالوقت مبكر والنوم لم يثقل بعد جفنايا
تبتسم الام من جديد
الأم:حسنا سأقص عليك حكاية لكن عيها من البداية و خذي العبر منها فكلها من خصال التربية.
تستعد البنت و تفتح عينيها محملقة بوالدتها
البنت: إن آذاني صاغية وكلي لكي واعية فهيا ابدئى يا أمي الغالية.
تطفئ كل الأضواء التي تبرز أركان و جوانب المسرح و لا يبقى سوى حلقة ضوئية كثيفة تركز على الام وابنتها ثم تسمع موسيقى هادئة مواتية لطريقة السرد
المشهد الثاني
الام: في غابة بعيدة تحيطها الوديان كأنها روضة من رياض الجنان، زقزقة طيرها وخضرة أشجارها وزهرها المبعثر بكل الألوان , تعمها المحبة بالرفق و الأمان, و يكبر صغارها في الدفء و الحنان, و يهتدي كبارها إلى نشر السلام
في هذه اللحظة يخيم الظلام نهائيا استعدادا إلى المشهد الجديد و تتابع الأم حديثها على نفس الموسيقى
يحكمها الزعيم بالعقل والسياسة ,لأنه حكيم و يكره الدناسة, يدعونه الأصهب به الكل يعجب للشر يتجنب للسلم يتحبب
مع زقزقة العصافير تنار الأضواء، نرى الطيف ينبعث من منظر طبيعي غاية في الروعة والجاذبية ،خضرة طاغية ممزوجة بألوان مختلفة لأزهار عمت المكان’ صوت الحياة تضخه عبر ربوعها حيوانات غابة السلام
الأصهب على عرشه و على جانبيه فهد و تيس
الأصهب: أنا هنا الزعيم في الموضع الحكيم.........احكم باللين والرفق بالكريم, يسود بي السلام في غابة السلام, أحقق التآلف واكره التحالف بالحب و التوافق نجدد الوئام.
الفهد: إنني الفهد القوي, بالمحبة غني, وتحت راية الأمان كلنا طوع الأبي.
الحكيم: وأنا تيس حكيم, في حكمتي هدف سليم, القوة في عقولنا ليس في الجسم العظيم, الطب و النصح مهنتي ففيهما أنا عليم, تحت إمرة الزعيم.
يرفع الأصهب يده معلنا بداية الجلسة ومن بين الحضور يقول الحمار
الحمار: يا سيدي الهمام, أهديك السلام ........أتيتك عليل من الفقر ذليل أسالك الإعانة يا منبع الحنان .
الأصهب: اطلب ما تريد لك و للوليد.
الحمار: لقد نفد الزاد بالبيت, لم يبق لنا سوى القت........فهل ساعدتنا و أبعدت جوعنا؟
الأصهب: سيبعد إلى الأبد, بالعمل و التعب لأنه خير سند, للكبير و للولد
يسكت قليلا ثم يمعن بالحمار و يكمل كلامه
ستعمل عندي هنا عمل بقدر طاقتك, و تأخذ منه رضاك و حاجة كل أسرتك
ثم يسكت مرة أخرى وبعد برهة يكمل
ما قولك في نصيحتي ان كنت مستمعا إليها, أتقبل بصدقتي أم ترضى بما يغنيك عنها........هيا يا حمار, أتوافق على القرار؟
يرد الحمار متأثرا بما سمعه من الأصهب
الحمار: انه يوم سعيد, لحمار مثلي بليد, قد نال شرف النصيحة, و رأيا صائبا مريحا, يبعد عني المهانة, و يعطي لأسرتي الأمان.
نرى تسابق باقي الحيوانات لمحادثة الأصهب يتدخل الفهد لتهدئتهم
الفهد: النظام........النظام حتى لا يأتي الخصام .
المشهد الثالث
ينطفئ الضوء من جديد استعدادا للمشهد القادم و يسمع صوت الأم مع أنغام الموسيقى
الأم: في غابة بعيدة عن غابة السلام, يسكنها الحقد و الشر و الخصام خراب دمار لا همس ولا كلام, فيها الذئب الجائع و الضعيف الضائع و الأسد الجائر بالظلم و الطغيان له وزير ماكر يحكمانها معا بالشر و العدوان.
تنار الأضواء...........ديكور معاكس لغابة السلام...
نرى أسد شرس الملامح بجانبه ثعلب شديد الخبث.........ينهض الأسد من على عرشه يمشي إلى الأمام و هو يصف نفسه بفخر و كبرياء
الأسد: أنا هنا الزعيم في الموضع الحكيم ........أدمر الكريم و انشر الخصام اقرب اللئام ....أحطم من صدني لو كان لي حميم.
الثعلب: أنا هنا بجانبه أؤيده بحكمة و انجح بفطنة لأنني الوزير ثعلب خطير تفوق حنكتي كل
المقادير.
الاسد__ (يزأر بقوة )انا جوعان.. جوعان انا... معدتي تحك وانيابي تصطك (ينظر الى الثعلب) و ما ترى عينايا غيرك هنا
الثعلب (بخوف يكلم نفسه) اني ارى مولاي جائع و الهلاك بدا ناصع وان لم تفكن حيلتي كنت بين الانياب قابع.......
الاسد- امممممممم يا ثعلب ؟
في هذه الأثناء يلمح الثعلب ارنبة
الثعلب قلت انا؟؟؟؟؟؟؟؟؟....كيف يا مولاي أن أكون ألذ من هذه المأذبة ؟
الاسد من؟
الثعلب الارنبه...(يقولها ثم يهرع مسرعا لافتكاكها لكنها تسرع بالاختباء داخل احدى الجحور الخاوية )
الثعلب: يا أرنبة.........يا أرنبة مالي أراك هاربة؟
ترد الارنبة بنفس المكر
الارنبة: هاربة............لا أبدا يا ثعلبة وكيف لي ان اهرب وأنا بك معجبة.
الثعلب: كاذبة يا أرنبة, أنا لااراك صائبة في أخذك للمهربة.........أتخشيني يا أرنبة؟..........آه هذا يؤلمني.
الارنبة: إنني لا أخشاك, بل يموت قلبي في هواك, و لكن يا ثعلبة, يا مرتصدي المعذبة إنما ارأف بك من شيء مرير, فقد قال لي جدي الكبير, ان بيي مرض خطير .......يصيب العين بالورم و الجسم كله بالسقم و نشاطنا بالهبوط و الشعر بالسقوط و قد يصيب بالسعار أو يفقد به البصر.........فمن قربني أصابه الأذى و من بعد عني فبالخير قد اهتدى...أما من أكلني................
يظهر الثعلب غضبا شديدا من مراوغة الارنبة فيلتحق بالأسد حينها تغتنم الارنبة الفرصة و تلوذ بالفرار.......يصيح الأسد بالثعلب
الأسد: أصغي أليا يا وزير, أو كنت لبطني أسير, أريد غزو غابة كبيرة جميلة, قليلة الخراب كثيرة الدواب, فالخير قل عندنا ودمرنا كل ما لنا ولم يبق إلا القليل.
يجلس الأسد على عرشه بينما الوزير يذهب ويجيء باحثا عن جواب وفجأة يقف وبمكر كالعادة يقول
الثعلب: ان أرشدتك إليها ........أ سيكون لي نصيبا منها؟
يرد الأسد غاضبا
الأسد: أتساومني يا ثعلب النحس........هلا أفصحت قبل لن يطير عقلي من راسي؟
يتراجع الثعلب إلى الوراء قليلا ثم يرد بخوف......( يتبع ان اردتم)
بقلمي ( حجايجي سها)
بقلمي ( حجايجي سها)
آخر تعديل بواسطة المشرف: