عزة النفس

إلياس

:: أستاذ ::
أحباب اللمة
إنضم
24 ديسمبر 2011
المشاركات
24,499
نقاط التفاعل
27,871
النقاط
976
محل الإقامة
فار إلى الله
الجنس
ذكر
اقرأ صمت أخيك .. فلعل عزة النفس أسكتته.
دخل رجلٌ غريبٌ على مجلس أحد الحكماء الأثرياء .. فجلس يستمع إلى الحكيم وهو يُعلّم تلامذته وجُلساءه ، ولا يبدو على الرجل الغريب ملامح طالب العلم، ولكنه بدا للوهلة الأولى كأنه عزيزُ قومٍ أذلّتهُ الحياة!! دخل وسلّم، وجلس حيث انتهى به المجلس، وأخذ يستمع للشيخ بأدبٍ وإنصات، وفي يده قارورةُ فيها ما يشبه الماء لا تفارقه.
قطع الشيخ العالمُ الحكيم حديثه، والتفت إلى الرجل الغريب، وتفرّس في وجهه، ثم سأله: ألك حاجةٌ نقضيها لك؟! أم لك سؤال فنجيبك؟! فقال الضيف الغريب: لا هذا ولا ذاك، وإنما أنا تاجر، سمعتُ عن علمك وخُلُقك ومروءتك، فجئتُ أبيعك هذه القارورةَ التي أقسمتُ ألّا أبيعَها إلا لمن يقدّر قيمتها، وأنت -دون ريبٍ- حقيقٌ بها وجدير...
قال الشيخ: ناولنيها، فناوله إياها، فأخذ الشيخ يتأملها ويحرك رأسه إعجاباً بها، ثم التفت إلى الضيف: فقال له: بكم تبيعها؟
قال: بمئة دينار، فرد عليه الشيخ: هذا قليل عليها، سأعطيك مئةً وخمسين!! فقال الضيف: بل مئةٌ كاملةٌ لا تزيد ولا تنقص.
فقال الشيخ لابنه: ادخل عند أمك وأحضر منها مئةَ دينار..
وفعلاً استلم الضيف المبلغ، ومضى في حال سبيله حامداً شاكراً، ثم انفضَّ المجلسُ وخرج الحاضرون، وجميعهم متعجبون من هذا الماء الذي اشتراه شيخُهم بمئة دينار!!!
دخل الشيخ إلى مخدعه للنوم، ولكنّ الفضول دعا ولده إلى فحص القارورة ومعرفةِ ما فيها، حتى تأكد -بما لا يترك للشك مجالاً- أنه ماءٌ عاديّ!! فدخل إلى والده مسرعاً مندهشاً صارخاً: يا حكيم الحكماء، لقد خدعك الغريب، فوالله ما زاد على أن باعك ماءً عادياً بمئة دينار، ولا أدري أأعجبُ من دهائه وخبثه، أم من طيبتك وتسرعك؟؟!! فابتسم الشيخ الحكيم ضاحكاً، وقال لولده: يا بني، لقد نظرتَ ببصرك فرأيتَه ماءً عاديّاً، أما أنا، فقد نظرتُ ببصيرتي وخبرتي فرأيتُ الرجل جاء يحمل في القارورة ماءَ وجهه الذي أبَتْ عليه عزَّةُ نفسه أن يُريقَه أمام الحاضرين بالتذلُّل والسؤال، وكانت له حاجةٌ إلى مبلغٍ يقضي به حاجته لا يريد أكثر منه. والحمد لله الذي وفقني لإجابته وفَهْم مراده وحِفْظِ ماء وجهه أمام الحاضرين. ولو أقسمتُ ألفَ مرّةٍ أنّ ما دفعتُه له فيه لقليل، لما حَنَثْتُ في يميني. إن استطعتَ أن تفهم حاجةَ أخيك قبل أن يتكلم بها فافعل، فذلك هو الأجملُ والأمثل... تفقَّدْ على الدوام أهلك وجيرانك وأحبابك، فربما هم في ضيقٍ وحاجةٍ وعَوَزٍ، ولكن الحياء والعفاف وحفظَهم لماء وجوههم قد منعهم من مذلة السؤال!! فاقرأ حاجتهم قبل أن يتكلموا... وما أجملَ قولَ من قال: إذا لم تستطع أن تقرأ صمْتَ أخيك، فلن تستطيع أن تسمع كلامه.​
عرض الصورة
 
كثر المتسولون في هذه الأيام فمن تعطيه مرة يعبد المجلس وهو فلان أعطى لي ويبدى يسمي فيهم
 
رائعة القصة والحكمة منها أروع، شكرا للنقل الطيب، بالفعل إذا لم تستطع أن تقرأ صمْتَ أخيك، فلن تستطيع أن تسمع كلامه، وكم نحن بحاجة لمن يقرأ صمتنا بحكمة في سائر أمور الحياة
 
كثر المتسولون في هذه الأيام فمن تعطيه مرة يعبد المجلس وهو فلان أعطى لي ويبدى يسمي فيهم
1670399070478.png
رائعة القصة والحكمة منها أروع، شكرا للنقل الطيب، بالفعل إذا لم تستطع أن تقرأ صمْتَ أخيك، فلن تستطيع أن تسمع كلامه، وكم نحن بحاجة لمن يقرأ صمتنا بحكمة في سائر أمور الحياة
1670399082453.png
رائع ما نقلته اخي الياس
1670399093989.png
 
السلام عليكم
عزة النفس هي الشيء الوحيد الذي إن خسره الإنسان لن يقوى بعدها على تحدي أي شيء، ولا حتى نفسه، فيجب على كل إنسان أن يكون من ذوي الشخصية القوية المتصفة بعزة النفس، والقوة في اتخاذ القرارات.
بارك الله فيك اخي الفاضل على الموضوع القيم

 
قصة جميلة ورائعة اخي الفاضل
"أَبَت عِزةً أن تَقبلَ الضيمَ نفسُهُ.. وَذُو الْعِزَّةِ القعسَاءِ كَيفَ يُضامُ؟“
عزة النفس أن تسمو، وتبتعد عن كل من يقلل من قيمتك.
الاعتماد على الآخرين ضعف، والاعتماد على النّفس قوة، والاعتماد المتبادل هو قمّة القوة.
 
السلام عليكم
عزة النفس هي الشيء الوحيد الذي إن خسره الإنسان لن يقوى بعدها على تحدي أي شيء، ولا حتى نفسه، فيجب على كل إنسان أن يكون من ذوي الشخصية القوية المتصفة بعزة النفس، والقوة في اتخاذ القرارات.
بارك الله فيك اخي الفاضل على الموضوع القيم


قصة جميلة ورائعة اخي الفاضل
"أَبَت عِزةً أن تَقبلَ الضيمَ نفسُهُ.. وَذُو الْعِزَّةِ القعسَاءِ كَيفَ يُضامُ؟“
عزة النفس أن تسمو، وتبتعد عن كل من يقلل من قيمتك.
الاعتماد على الآخرين ضعف، والاعتماد على النّفس قوة، والاعتماد المتبادل هو قمّة القوة.

جميل جدا وأكثر اخي موضوع قيم

تحياتي
جزاكم الله خيرا على الردود القيمة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top