أحيانا ينادونها زرافة وأحيانا أمهم، أحيانا يقولون أنها معلمتهم ولكن أمرها لا يهمهم، أطفال صغار لا يعرفون أن هذا النوع من التنمر سيدمرها ويحطم قلبها البريء، كل ما يشغلهم الضحك والسخرية وصناعة المتعة في صفهم الدراسي على حساب تعاسة صديقتهم الطويلة، شيء محزن ومؤسف ولكن لا أحد يستطيع ردعهم، حتى لو وبختهم المعلمة فعلو نفس الشيء من وراء ظهرها، أما المسكينة فقد عرف الغبن الطريق لوجهها البائس، المتشبع بنضرات الساخرين الصغار، فقد كانت ثالث مدرسة تحول عليها لنفس السبب، السخرية من قامتها الطويلة، مع أنها جميلة وأنيقة، وبعد مرور فصل دراسي متعب وشاق تجدت نفسها راسبة، وجملة تعيد السنة، قاسية عليها تتجرع مرارتها كلما وبخها أحد المعلمين أو والدها، الأمر محزن ولكن صاحبة القامة الطويلة وبعد يومين من ظهور النتيجة كانت سعيدة، قالت أن حياتها ستتغير فهناك من جاءها خاطبا، وربما تنجح في حياة أخرى