- إنضم
- 25 جانفي 2010
- المشاركات
- 1,290
- نقاط التفاعل
- 2,534
- النقاط
- 71
- العمر
- 30
- محل الإقامة
- فلسطين
- الجنس
- ذكر
في ليلة من ليالي الشتاء علم 2013 . اتصل ابن خالتي القادم من الجزائر بعد اربعة شهور فقط من ذهابه للجزائر لنيل منحة الطب في جامعة الحج لاخضر في باتنة
كان قدومه امرا مفرحا لي ف انا كنت شاب مراهق متحمسا بكل ما هو جديد . كما انه ايقظ في نفسي ذلك الحدث قبل سنة عندما قدمت اوراقي لنيل منحة دراسية بالجزائر ورفضت من الوزارة لتدني المعدل .. وما ان وصل ابن الخالة حتى بدا بالحديث عن الجزائر وبدأت الاسئلة تنهال عليه . منها المهمة ومنها الغير مهمة اطلاقا
وكأننا نتحدث ونطمئن عن اقاارب لنا في الكويت ! او كندا مثل حال الجزائريين عندما يسألو عن اقارب لهم بفرنسا انكلترا وغيرها من دول المهجر
الامر مختلف هنا . فليس لنا اقارب ولكننا نعلم متن العلاقة بين الشعبين . قالت لي امي ( افرش لابن خالتك الدكتور ورتب الغرفة لا تفضحنا ) وبعد تناول وجبة العشاء دخل غرفتي لينام . لكن شغفي مجددا منعه من النوم فبقيت اسأل واسأل حتى ذقت ذرعا منه ..تحديدا في الساعة الثالثة ليلا قبيل الفجر
غضبت منه وقد ارتفع صوتي قائلا ( ياا رجل تروح الجزائر وما تصل وهران وقسنطينة على الاقل .معتوه انت ؟؟ يعني قلنا اليزي بعيدة وعلى حدود ليبيا سامحتك جيجل ؟ القصبة بالعاصمة . تمنغاست! بومرادس يخي .. اما قسنطينة ما تروحها ) وهو يقول لي ( قلتلك انا طالب طب و مشاان الله خليني انام ) ودخلت الوالدة غاضبة لتمسك أذني وتسحبني لخارج الغرفة قائلة ( خلي الدكتور ينام ) هو نال قسطا طويلا من النوم والراحة اما انا فلم تغمض لي جفن حتى في نهار اليوم التالي بقيت مستيقظا كاتما للحسرة والنار المشتعلة في داخلي ناقما للواقع الذي امر به ..وعندما يفتج جرح قديم تفتح معه ابواب الحزن . وفاة جدتي واستشهاد صدبق لي قبل بضعة سنين كان لها اثر سلبي في مسيرة حياتي اذ لا يمكن تجاهل الواقع والركض وراء الحلم و الشغف اي الجزائر
عام 2015 ومع كثرة الهموم وانشغال الحياة وفقدان الكثير من الاحباب (الاقارب وبعض الاصدقاء ) حدث امر غير مسيرة العائلة كلها
استشهد ابن عمي باشتباك مسلح مع الاحتلال . لتقوم قوات الاحتلال بمضايقتنا واعتقال عدة افراد من العائلة الكبيرة اي ( العشيرة ) والجيران وهدم بيت ( منفذ العملية ) وكان علينا ان نتماسك ونعمل مع بعضنا البعض لبناء البيت مجددا ومساعدة اهل الشهيد والاسير . عندها وجب علي العمل وتأجيل اخر سنة لي بالجامعة .. كما حاولو مصادرة بعض من اراضينا .. ف وجب علينا اعمارها وزراعتها يوميا خوفا من سرقتها من المستوطنين .. عندها رميت حلم الجزائر الى اسفل الواد .
وبدأت بالنقم على نفسي ومقاطعة الوثائقيات المتعلقة بالجزائر وكل رواية ومقالة مرتبطة بذاك البلد وحتى منتدى اللمة محاولا لتناسي التأثير النفسي الذي اصابني منذ ان تعارفنا !!. وهذه حالة احباط اصابت الشباب الجزائري ايضا . لكن الشارع الفلسطيني بذلك الوقت كان مخالفا لي ! حيث ازدادت حالات رفع العلم الجزائري ابتداءا من ال 2015 الى حد الان ودخلت الجزائر المشهد الفلسطيني في السياسة والرياضة والفعاليات والمناسبات المختلفة . وكنت متفاجئا سعيدا لكن غاضب قليلا . ف انا اذكر انه لم يكن هذا كله عندما رسمت علم الجزائر بكتبي المدرسية عام 2008 . ورسمت افضل تشكيلة للمنتخب الجزائري قيبل ام درمان الشهيرة . كما اني اذكر بسبب قرائتي لتاريخ الشاوية اني رسمت شعار الامازيغ بجانبه الهلال على حائط .....فسبحان الله كيف قلب الوضع راسا على عقب ! .
الحقيقة ان الجزائر حاضرة في الشارع الفلسطيني لكنها كحالي اصيبت بمرحلة احباط بالتسعينات عدة مرات تغيبت مؤقتا لتنهض مجددا
شاهدت فلم سنين الجمر اول مرة عام 2011 وكانت الترجمة الانكليزية وبعض الكلمات من اللهجة الجزائرية كافية لفهم الاحداث وقارنتها بواقعنا في فلسطين عدة مرات كما اني ملم بالتاريخ الثوري الفلسطيني وسمعت عدة شهادات عن دور الجزائر الرائد والمتميز في تاريخنا
عندها ادركت ان الجزائر ليست حلما او شغف لمراهق هنا او هناك فقط . بل انها اكبر من هذا . انها المعشوقة والحبيبة انها السند الذي نرتكز عليه تلك البلاد مثلها مثل الاخ الكبير . انها ماضينا ومستقبلنا . جمعنا الاسلام فيها والروح المفعمة بالوطنية والحيوية . انها الجزائر
والسلام عليكم ورحمة الله
كان قدومه امرا مفرحا لي ف انا كنت شاب مراهق متحمسا بكل ما هو جديد . كما انه ايقظ في نفسي ذلك الحدث قبل سنة عندما قدمت اوراقي لنيل منحة دراسية بالجزائر ورفضت من الوزارة لتدني المعدل .. وما ان وصل ابن الخالة حتى بدا بالحديث عن الجزائر وبدأت الاسئلة تنهال عليه . منها المهمة ومنها الغير مهمة اطلاقا
وكأننا نتحدث ونطمئن عن اقاارب لنا في الكويت ! او كندا مثل حال الجزائريين عندما يسألو عن اقارب لهم بفرنسا انكلترا وغيرها من دول المهجر
الامر مختلف هنا . فليس لنا اقارب ولكننا نعلم متن العلاقة بين الشعبين . قالت لي امي ( افرش لابن خالتك الدكتور ورتب الغرفة لا تفضحنا ) وبعد تناول وجبة العشاء دخل غرفتي لينام . لكن شغفي مجددا منعه من النوم فبقيت اسأل واسأل حتى ذقت ذرعا منه ..تحديدا في الساعة الثالثة ليلا قبيل الفجر
غضبت منه وقد ارتفع صوتي قائلا ( ياا رجل تروح الجزائر وما تصل وهران وقسنطينة على الاقل .معتوه انت ؟؟ يعني قلنا اليزي بعيدة وعلى حدود ليبيا سامحتك جيجل ؟ القصبة بالعاصمة . تمنغاست! بومرادس يخي .. اما قسنطينة ما تروحها ) وهو يقول لي ( قلتلك انا طالب طب و مشاان الله خليني انام ) ودخلت الوالدة غاضبة لتمسك أذني وتسحبني لخارج الغرفة قائلة ( خلي الدكتور ينام ) هو نال قسطا طويلا من النوم والراحة اما انا فلم تغمض لي جفن حتى في نهار اليوم التالي بقيت مستيقظا كاتما للحسرة والنار المشتعلة في داخلي ناقما للواقع الذي امر به ..وعندما يفتج جرح قديم تفتح معه ابواب الحزن . وفاة جدتي واستشهاد صدبق لي قبل بضعة سنين كان لها اثر سلبي في مسيرة حياتي اذ لا يمكن تجاهل الواقع والركض وراء الحلم و الشغف اي الجزائر
عام 2015 ومع كثرة الهموم وانشغال الحياة وفقدان الكثير من الاحباب (الاقارب وبعض الاصدقاء ) حدث امر غير مسيرة العائلة كلها
استشهد ابن عمي باشتباك مسلح مع الاحتلال . لتقوم قوات الاحتلال بمضايقتنا واعتقال عدة افراد من العائلة الكبيرة اي ( العشيرة ) والجيران وهدم بيت ( منفذ العملية ) وكان علينا ان نتماسك ونعمل مع بعضنا البعض لبناء البيت مجددا ومساعدة اهل الشهيد والاسير . عندها وجب علي العمل وتأجيل اخر سنة لي بالجامعة .. كما حاولو مصادرة بعض من اراضينا .. ف وجب علينا اعمارها وزراعتها يوميا خوفا من سرقتها من المستوطنين .. عندها رميت حلم الجزائر الى اسفل الواد .
وبدأت بالنقم على نفسي ومقاطعة الوثائقيات المتعلقة بالجزائر وكل رواية ومقالة مرتبطة بذاك البلد وحتى منتدى اللمة محاولا لتناسي التأثير النفسي الذي اصابني منذ ان تعارفنا !!. وهذه حالة احباط اصابت الشباب الجزائري ايضا . لكن الشارع الفلسطيني بذلك الوقت كان مخالفا لي ! حيث ازدادت حالات رفع العلم الجزائري ابتداءا من ال 2015 الى حد الان ودخلت الجزائر المشهد الفلسطيني في السياسة والرياضة والفعاليات والمناسبات المختلفة . وكنت متفاجئا سعيدا لكن غاضب قليلا . ف انا اذكر انه لم يكن هذا كله عندما رسمت علم الجزائر بكتبي المدرسية عام 2008 . ورسمت افضل تشكيلة للمنتخب الجزائري قيبل ام درمان الشهيرة . كما اني اذكر بسبب قرائتي لتاريخ الشاوية اني رسمت شعار الامازيغ بجانبه الهلال على حائط .....فسبحان الله كيف قلب الوضع راسا على عقب ! .
الحقيقة ان الجزائر حاضرة في الشارع الفلسطيني لكنها كحالي اصيبت بمرحلة احباط بالتسعينات عدة مرات تغيبت مؤقتا لتنهض مجددا
شاهدت فلم سنين الجمر اول مرة عام 2011 وكانت الترجمة الانكليزية وبعض الكلمات من اللهجة الجزائرية كافية لفهم الاحداث وقارنتها بواقعنا في فلسطين عدة مرات كما اني ملم بالتاريخ الثوري الفلسطيني وسمعت عدة شهادات عن دور الجزائر الرائد والمتميز في تاريخنا
عندها ادركت ان الجزائر ليست حلما او شغف لمراهق هنا او هناك فقط . بل انها اكبر من هذا . انها المعشوقة والحبيبة انها السند الذي نرتكز عليه تلك البلاد مثلها مثل الاخ الكبير . انها ماضينا ومستقبلنا . جمعنا الاسلام فيها والروح المفعمة بالوطنية والحيوية . انها الجزائر
والسلام عليكم ورحمة الله