أم وليد، المرأة اللغز التي حيرت المهتمين بمجالها، وأبهرتهم بنجاحها، فلم تنافس سحر إطلالة الأجنبيات ولا جمال وأناقة العربيات المهتمات بمجال الطبخ، فكانت فخرا لكل إمرأة عربية، وبرهنت للجميع أن مقاييس الجمال والأناقة، أو الظهور علنا أمام الجماهير ليست معايير للنجاح.
سر نجاح أم وليد
بدأت مشوارها تزامنا مع الشيف هشام وكانت بدايتهما متشابهة في فيديوهاته الأولى التي لم يظهر فيها، كان له جمهوره الخاص الذي أحب وصفاته ويتابعه لحد الساعة، إلا أن معظم وصفاته الحالية تعتمد على اللحوم الحمراء بنسبة كبيرة، وفيديوهاته تعتبر دعاية لمطعمه الفاخر وتبقى إنطلاقتها أقوى وأعظم من حيث عدد المتابعين ونسبة المشاهدة، فمعظم جمهور الشيف هشام المعروف بهشام كوك(hicham cook) يعلقون على وصفاته بتعليقات غريبة ومظحكة، كون وصفات هذا الأخير موجهة لطبقة معينة من المجتمع فلا يستطيع جمهور ومتتبعي أم وليد مجاراته وتجربة وصفاته الفخمة التي قد تكلف في بعض الأحيان راتبا شهريا بالنسبة للأسر المحدودة الدخل.
الطباخة أم وليد، قبلة البسطاء
إكتسحت عالم الطبخ بوصفات ناجحة إعتمدت على البساطة ومكونات إقتصادية في متناول الجميع، المرأة التي لا نعرف عنها سوى جدية صوتها ولم نلمح منها غير كفيها، إستفزت العالم حتى باتوا يحاولون إخراجها من زاوية مطبخها البسيط، فما نشر عنها من طرائف لم تفي بالغرض، فأحدثوا بلبلة على حساب إيراداتها من اليوتيوب، نحسبها مؤامرة منافسين لم يلقو النجاح الذي حققته كونها قبلة رائدات الأنترنت ممن يبحثون على وصفات بسيطة وناجحة تجعلها تتصدر أولى صفحات البحث، وتغني الباحث عن قنوات أخرى منافسة، كما أغنت ربات البيوت على البقاء أمام التلفاز لساعات طويلة من أجل التفرج وتجربة وصفات قد لا تنجحن فيها بالمرة.
إيرادات أم وليد من اليوتيوب
كتب المهتمون بمجال الأرباح في الجزائر أن النطاق السعري المتوسط هو في حدود 0٫1 على 1000مشاهدة ونصيب صاحب المحتوى هو 0,05 ويكون المدخول الإجمالي على مليون مشاهدة بين 40 و 120 دولار أي بين
5.492,56 دينار جزائري و 16.477,68 دينار جزائري إذا أخذنا بعين الإعتبار ان %10من المشاهدات تكون من خارج البلاد من الجالية أو دول عربية أخرى، وهذا دليل على تقديرات مبنية على معطيات خاطئة، وإجمالي المشاهدات لقناتها وصل لحد2,4مليار مشاهدة في سبع سنوات، أي بمتوسط 28مليون مشاهدة في الشهر، ويقدر متوسط الدخل ب120دولار شهريا يعني إجمالي الدخل منذ فتح القناة يكون في حدود 100ألف 200ألف دولار ويقدر ب13.731,40 دينار جزائري و27,462.80 دينار جزائري.
هو رقم ممتاز لصاحبة قناة جزائرية، يدل على صبرها وتعبها، خاصة أنها بدأت من الصفر وبمدخول شهري بسيط، الله يباركلها وعندنا مثل جزائري يقول (عاند وما تحسدش).
معروف ان الربح من اليوتيوب يقوم على أساس طبيعة المحتوى المقدم ومشاهدة كامل الإعلان أو جزء منه، وكذلك الفرق بين الجمهور المحلي والأجنبي، ومعظم زوار قناة أم وليد أناس بسطاء تفتقر موائدهم للمأكولات الفخمة، فلا أظنهم يشاهدون كامل الإعلان أو يشتروا المنتجات المعلن عنها؟
الطباخة أم وليد في كل بيت جزائري
أم وليد كلنا جربنا وصفاتها، وتذوقنا طعمها اللذيذ، المرأة الغامضةالتي إكتسحت مجال الطبخ في الشبكة العنكبوتية، فكانت لغزا يحاول كل شخص إكتشافه، أما عن جمهورها الذي أحبها ودعمها فيكفيه أنها كانت سندا حقيقيا في أوقات عصيبة من أزمات إقتصادية وأفضل معينة ومرشدة للمبتدئات في المطبخ، وقد ساعدت ربات البيوت كما أربابها على تذوق أحلى الوصفات الناجحة بمكونات بسيطة خاصة في شهر رمضان الفضيل، فمع إرتفاع ثمن السلع، كانت المنفذ الوحيد لطاولات مزينة بحلويات إقتصادية ومملحات بالجبن والخضر وأطباق بسيطة أحبها الكبار والصغار، كما كانت دافعا وقدوة لنساء كثيرات ممن إتبعو نهجها وتتبعوا خطواتها في نفس مجال العمل.
مدخول أم وليد يفوق الإحصاءات من الإمتنان والدعوات والتشكرات الموصولة من نساء بسيطات واكبن تطور الموائد والأطعمة المغرية بأثمان معقولة، حتى وإن رأينا فقط كفيها فيكفينا شرفا وفخرا أنها كفوف إمرأة جزائرية، فتحية إحترام وتقدير لحرة لم تغريها الشهرة وتجعلها تزلزل إستقرار عائلتها