وش صاري في مدارسنا

الروسي

:: عضو مُشارك ::
إنضم
18 ماي 2019
المشاركات
261
نقاط التفاعل
1,058
النقاط
41
محل الإقامة
مكان البقاء فيه للأقوى
الجنس
ذكر
السلام عليكم ورحمة الله

حبيت نطرح موضوع سال فيه الحبر كثيرا هذه الأيام
مانروحوش بعيد فقط قبل
10 سنوات الى 20 سنة كنا نخافو من المدرس و نحترموه وكانت عندو هيبة وكي يخرج فيك برا تخاف يشوفك , واليوم الأمور تبدلت ولينا عايشين في فوضى أخلاقية كبيرة نتج عنها أجيال من الجهلة و المتعصبين. جيل مايعرف الشرق من الغرب ,مايعرف قيمة العلم و لا الأدب ولا الإحترام لأنو تربى في بيوت الإهمال.. الأسر تخلات على واجب تربية أولادها و الدولة لم تقم بدورها في الردع وتوفير الأمن
ظاهرة
الإعتداء في المدارس والمتاجرة بالمخدرات اصبحنا متعايشين معاهم كل يوم نسمعو خبر .. وين رايحين بيها ؟ وإلى متى ؟ وين راكم حاطين يا ناس ,ياك كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
تحوسو حنا نربولكم ولادكم برا ؟ انا واحد من الناس وليت متعصب على هذه الأمور لي نحكمو قدام المدارس يتاجر رايح نستعمل معاه العنف
راكم تتحاسبو على
ولادكم كيفاه ماتسقسوهم وين كانو ماتراقبوهم مايكلكم قلبكم ؟
وفي الأخير نقلكم مزال مافاتش الحال لي عندو خوه
او اخته او ابن او ابنة يراقبهم ويوقف على راسهم ....مش الشارع فقط لي مايرحمش لأن الخطر حتى في البيوت عن طريق الهواتف ماتضيعوش ولادكم.
.
.

الأصدقاء في المنتدى وش هي وجهة نظركم حول الموضوع ؟
 
الي راه صاري فالمجتمعات، إستقالة الأولياء، وعدائية الأبناء، دوام المعلم المرغم على وضيفة لا يراها سوى مصدر دخل، شوارع في قبضة بارونات مخذرات، ومهلوسات، يبيعونها علنا في وضح النهار وإستغلال المراهقين لترويجها، وجعلهم فدية في حال تدخل أمني، مدارس أصبحت وكرا لكل الأشياء القذرة تخرج أجيالا من المنحرفين والمتنمرين سنويا، لا ادري من المسؤول، مراهقات بدون رقابة اولياء، يتسكعن في الشوارع بملابس كنا نخجل من لبسها داخل بيوتنا مع والدينا إحتراما وتقديرا لهم.....،وما خفي أعظم وكل شيء برعاية الطفل المدلل الذي نمسكه يوميا بين أيدينا ولا نستطيع العيش بدونه او مفارقته الذي هو الهاتف المحمول، مع أن الإستثمار في الأبناء اعظم إستثمار، فهو نجاح وإستقرار في الدنيا وأجر ومغفرة في الآخرة حين يرزقك الله برهم وثواب حسن تربيتهم.
 
آخر تعديل:
الي راه صاري فالمجتمعات، إستقالة الأولياء، وعدائية الأبناء، دوام المعلم المرغم على وضيفة لا يراها سوى مصدر دخل، شوارع في قبضة بارونات مخذرات، ومهلوسات، يبيعونها علنا في وضح النهار وإستغلال المراهقين لترويجها، وجعلهم فدية في حال تدخل أمني، مدارس أصبحت وكرا لكل الأشياء القذرة تخرج أجيالا من المنحرفين والمتنمرين سنويا، لا ادري من المسؤول، مراهقات بدون رقابة اولياء، يتسكعن في الشوارع بملابس كنا نخجل من لبسها داخل بيوتنا مع والدينا إحتراما وتقديرا لهم.....،وما خفي أعظم وكل شيء برعاية الطفل المدلل الذي نمسكه يوميا بين أيدينا ولا نستطيع العيش بدونه او مفارقته الذي هو الهاتف المحمول، مع أن الإستثمار في الأبناء اعظم إستثمار، فهو نجاح وإستقرار في الدنيا وأجر ومغفرة في الآخرة حين يرزقك الله برهم وثواب حسن تربيتهم.
الله يجيب الخير ان شاء الله
 
المدارس حالتهم كارثة كارثة بكل المقاييس التربوية الاخلاقية الاجتماعية النفسية ... فسدت الامور بزاف وانجرت الى مالا يحمد عقباه وزادت ظهرت امور خلات التواجد في المدرسة اخطر من التواجد خارجها في بعض الحالات.

الفرق بين بكري واليوم هو الهيبة والقيمة اللي كنا نشوفو فيها المدرسة والمدرس والمراقب والمفتش كانت هناك حدود حمراء لا يمكن تجاوزها لماذا ؟ لانو تربات عليها الاجيال السابقة من داخل البيت الى خارج البيت وختمت عليها كختم مافيهاش لعب او تساهل تخطئ في المدرسة تخلصها في كل مكان. الان تطعن مدرسة ولا تعتدي على مدرس عادي جدا. والاسباب لا يتحملها أحد بدءا من الوزارة الى المؤسسة الى الولي .

المهم انا في رايي بخصوص المدارس كمؤسسة تربوية وتعليمية هو فرض مبدئ عدم التساهل مع التجاوزات من طرف الجميع اولها الولي والطالب ثم يليه المدير والمدرس والمراقب .... لازم قوانين رادعة وقوانين داخلية صارمة في المقابل فرض هيبة هذه المؤسسة على الجميع ماشي اللي جا يدخلها ولا يتدخل فيها حتى ولينا نشوفو اولياء يفرضو على المدرسين امور خارجة عن المألوف ولما ميمشوش مع رغبتهم يستعملوا التهديد والوعيد والاهانة ثم يروح الولي عادي لدارو ويترك ابنو او بنتو تشمت في مدرسيها. والمدير يحط راسو خاطر يعرف السيد .

دخلت مرة لمتوسطة مفهمت المدير من البواب من المدرس من العمال تقول سوق والمدير يجري بالعصا من مكان لاخر والعياط والفوضى , مجرد هذاك المظهر العياط والصراخ والمدير بالعصا داخل المدرسة يعتبر اسقاط من الهيبة والقدر . انا في عمري الدراسي جامي شفت المدير بهذا الشكل نشوفو المدرسين والمراقبين بصح المدير بقدروا مجرد مايوقف الكل يتوقف.
اما مراقبة ومتابعة الاولياء للاولادهم فهاذي مسؤولية قليل اللي راه يقوم بيها تحسبها الناس هينة وهو فيها حساب عسير , البعض يحسبها ساهلة ويقولك مقدرتش لولادي تعبوني والله يسهل عليهم يعملو واش يحبو
ولات طفل صغير يحكم في باباه و الا ماطاعوش كاشما يعملو
عادت الرجال خايفة من النساء والبنات وتشريلها واش تحب وتخرجها كيما تحبها ويلبسهم كيما يحبو
حتى التعامل مع الهواتف اصبح بحد ذاتو معاناة وتحدي وهم كبير ماشافش العالم كيفو من قبل
المشكل فيه انو هو اصبح كيما الراعي اللي يتحكم في الغنم. وخرجلنا نوعية نتاع جيل مستقل لا اراديا.

وربي يجيب الخير
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كي غابت العصا هاذي النتائج
من قانون ممنوع الضرب خليييه يدير واش يحب متضربوش تعقدو نفسيا!!
وصلو للاعتداء على الأساتذة
والضرب ومحاولة القتل
والاولياء لي يوقفو في صف ولادهم وكان قاسو المعلم يروح يجري يدافع على ابنو
علاه بكري مكناش نشوفو هاذ الامور
كان لمعلم يقري ويربي
والولي يساعد المعلم

مازلنا نزيدو نشوفو كثر من هك

مشكور اخي
تحياتي
 
تعريف العنف المدرسي

من المهم النظر إلى العنف في الوسط المدرسي من منظور أن المدرسة هي بعض من المجتمع ، يصيبها ما يصيب المجتمع و ولا يمكنها أن تكون في منأى عن تأثيراته وتفاعلاته " فالعنف المدرسي نمط من السلوك يتسم بالعدوانية يصدر من تلميذ أو مجموعة من التلاميذ ضد تلميذ أو مدرس ويتسبب في إحداث أضرار مادية أو جسمية أو نفسية لهم ويتضمن هذا العنف الهجوم والاعتداء الجسمي واللفظي والعراك بين التلاميذ والتهديد,المطاردة المشاغبة والاعتداء على ممتلكات المدرسة أيضا" [3]

فهو استجابة عامة للإحباط وفيه يعبر الطفل عن غضبه وهو من التصرفات الملاحظة في غرفة الصف ,وبما ان العنف يغضب الآخرين فانه يعطى اهتماما اكبر من باقي ردود الأفعال والعنف ليس دائما موجها نحو الأشخاص فقد يكون موجها نحو الأشياء والممتلكات ,فيعتبر العنف المدرسي كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين,قد يكون الأذى جسميا أو نفسيا ,فالسخرية والاستهزاء من التلميذ أو المدرس وفرض الآراء بالقوة وإسماع الكلمات البذيئة جميعا أشكالا مختلفة لنفس الظاهرة التي تتعدد أسبابها فمنها الأسرية والمدرسية والذاتية وتأثير القنوات الأجنبية والانترنيت.[4]



التفرقة بين اصطلاحي العنف المدرسي والعنف في الوسط المدرسي

تفاديا لأي سوء فهم أو تعمد في تحميل المصطلح فوق ما يتحمله من مقاصد ، فان مصطلح العنف المدرسي غير مصطلح العنف في الوسط المدرسي ، فالمدرسة في مفهومها التربوي والأكاديمي ، هي فضاء تربوي لغرس القيم الاجتماعية والمعرفة العلمية ومناهج التفكير من أجل صناعة مستقبل الأمم والأفراد . فالمدرسة في كل التجارب الإنسانية الحديثة وجدت لأجل تجسيد هذه المقاصد و إحقاق هذه المهام ، و هي دوما كذلك و ستبقى كذلك .

فالمدرسة هي المؤسسة أو هي الفضاء الذي يحارب مظاهر الجهل و التخلف ويحارب العنف أيضا . فلا مجال إذن للربط العضوي بين العنف و المدرسة إلا من خلال كون المدرسة والتلميذ وقبل ذلك المعلم يداهمهم " العنف " كما يداهم الأسرة ، ويداهم الأفراد ، ويداهم القيم جراء ذلك التطرف الدخيل في الخطاب الإعلامي و الخطاب السياسي والخطاب الديني و كل دخيل من ثقافة الغرب .

لذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال افتراض منظومة تربوية تنتج عنفا كما تحاول بعض الكتابات إلصاقه بمنظومتنا التربوية لتبرير سياسات فاشلة أو لفرض تمرير مشاريع مجتمع بديلة . إنما العنف في الوسط المدرسي حقيقة لا ينكرها إلا جاحد ، فهي ظاهرة جلية للعيان في محيط المدرسة وفي أفنيتها وحجراتها الدراسية ،هي ظاهرة تتجسد في شكل علاقة بعض التلاميذ فيما بينهم ، وبينهم وبين المعلمين ، و حتى في علاقة التلميذ العنيف مع إدارة المدرسة . والحقيقة أن قراءتنا للظاهرة بوضعها في سياقها العام ، على خلاف ما يقرأها البعض بشكل سطحي وعرضي ، كمن يستعجل التخلص من عبء يؤرق ذهنه وبدنه ، فيسارعون إلى إلصاق التهمة بالتلميذ أو المدرسة أو المعلم ،وكأنهم الجناة فيما يحدث ، ونحن في ذلك كمن يرحل المشكلة إلى غير سياقها ومسبباتها ، الأمر الذي يجانب التشخيص الحقيقي للمشكلة ، فيكون وصف الدواء بالضرورة خاطئا .
مظاهر العنف في الوسط المدرسي
يشير الأستاذ عز الدين خالد إلى أن السلوك العنيف لدى أطفال المدارس يظهر على شكل سلوك يتضمن مظاهر مختلفة منها :

01_القول البذيء من سب وشتم و منابزة بالألقاب واستخدام كلمات أو جمل للتهديد 02_إحداث فوضى في الصف أو القسم عن طريق الضحك والكلام واللعب وعدم الانتباه . 03_الاحتكاك بالمعلم وعدم احترامه . 04 _التدافع الحاد والقوي بين التلاميذ أثناء الخروج من القسم . 05_تخريب أثاث المدرسة كالمقاعد والطاولات والكتابة على الجدران . 06 _الإهمال المتعمد لنصائح المعلم وتعليماته والأنظمة وقوانين المدرسة . [5]



الواقع أن هذه المظاهر ـــ مظاهر العنف في الوسط المدرسي ـــ لا يمكن قراءتها قراءة مسطحة ، على أنها لصيقة بفضاء المدرسة دون سواها من وحدات المجتمع ومؤسساته ، بل لعل تعمد رصدها ـــ سياسيا أو أكاديميا أو إعلاميا من طرف البعض ـــ في فضاء المدرسة ، فعل ينبئ عن نية مبيتة من أجل إثبات تهمة يتم إلصاقها بالمدرسة ، بهدف إدانة المنظومة التربوية في وجدان المجتمع دون عناء إثبات التهمة بالدليل والحجة العلمية الدامغة ، فهي منظومة دوما كان يريد لها البعض أن تكون على نحو مغاير قيميا و إيديولوجيا . ولعل السؤال الجدير بالبحث والتقصي للحصول على جواب شاف كاف خال من ذاتية التحيز أو العداء، هل المدرسة والتلميذ ضحايا أم جناة ؟ ... هل لا تعتبر المدرسة ضحية فشل المجتمع في إبعاد العنف عن محيطها وأروقتها أم هي من يصنع هذا العنف ؟...

بالتأكيد الجواب هو أن المدرسة لا تصنع العنف و لكنها لا تقوى على مواجهته ، والذين ينتظرون من المدرسة أن تكون الأداة التي تواجه لوحدها العنف المستشري في المجتمع ، الأكيد أنهم لا يدركون حجم العنف المتغلغل في أوساط المجتمع، و لا يدركون أسبابه الحقيقية وعوامل انتشاره ، ولا يدركون تبعا لذلك حجم المؤامرة الإقليمية والدولية التي تستهدف أساسا هوية وثقافات وسيادة دول العالم الثالث .

التفسير السوسيوسيكولوجي لمظاهر العنف لدى التلاميذ

الحقيقة أن السلوك العنيف لدى الطفل في المدرسة و في محيطها ما هو إلا استمرار وتواصل لحالة عنيفة يعيشها التلميذ ـــ الطفل ــــ في العلاقة الأسرية بين أفرادها بتسجيل ألاف القضايا أمام المحاكم فيما يعرف بالعنف ضد المرأة أو بين الأزواج . وهو ذات العنف الذي يعايشه الطفل أمام جهاز التلفزيون وهو يشاهد أزيد من 20 ألف حالة قتل أو عنف دامي عبر القنوات الفضائية قبل بلوغ سن السادسة عشرة بمباركة ورضي الأسرة ، و هو العنف الذي يعايشه الطفل في تعرضه لجهاز الكومبيوتر أمام ألعاب الفيديو الاليكترونية التي تتضمن مشاهد هي اقرب إلى الحقيقة صوتا وصورة .

فالسلوك العنيف للتلميذ في محيط المدرسة وفي علاقته بمعلمه أو بزميل له في الصف الدراسي ،أو سلوكه العنيف إزاء المدرسة كمنشأة كطاولة ، كرسي أو سبورة ،إنما هو ذات المشهد الذي بات أطفالنا يلتقطون تفاصيله من تناقضات و عنف الشارع وعنف الملاعب الرياضية ، و من نقاش الساسة عبر التلفزيونات العمومية والخاصة في تنابز و سباب وصراخ وتراشق بالكلمات النابية ، وهو انعكاس لما دأبت على نشره صحفنا من عنف يتم رصد تفاصيله عبر صحافة الإثارة المترصدة لكل ما يحدث في الجزائر العميقة على منوال " الخبر المرشح للنشر إذا عض رجل كلبا ، وليس الخبر أن نتحدث عن كلب عض رجلا . .." فالمحصلة والوضع على ما تم إيضاحه أن المدرسة إنما هي المشجب الذي تحاول الوحدات و المؤسسات المجتمعية الأخرى تعليق صناعتها عليه الذي هو عنف المجتمع المستورد من ضمن اتاحاتها .

كيف نواجه العنف في الوسط المدرسي ؟​

لاشك أن كثير من المظاهر المشينة أصبحت تهدد المؤسسات التربوية في الجزائر ومنها العنف في الوسط المدرسي ، وقد تم فعلا انجاز عديد الدراسات واقتراح كثير من الحلول لمواجهة هذه المخاطر ، وقد تم محاولة تشخيص المشكلة دوما في اقتصار البحث في العلاقة الجدلية بين التلميذ ومدرسه ، أو التلميذ والمناهج الدراسية ، على اعتبار ان ظاهرة العنف في الوسط المدرسي شأن يخص الأسرة التربوية فيتم الإشارة إلى جملة من الإحصاءات الميدانية " كالاعتداءات المصرح بها لدى مصالح الشرطة منذ بداية سنة 2010 التي تثبت أن نسبة كبيرة من المتسببين في هذه الأفعال هم التلاميذ مع تسجيل نسبة ضئيلة جدا لحالات ضرب تصدر من الأساتذة ... وحتى الأولياء وأضحوا غير قادرين على احتواء العنف الصادر عن أبناءهم سواء اتجاه زملائهم في المدارس أو ضد الأساتذة ... فالقوانين الداخلية ساهمت بنسبة كبيرة في تطاول التلميذ على أستاذه وهذا ما أكدته بعض النقابات الحالية في المؤسسات التربوية لان المربى كان محميا بموجب محتوى القانون المدني الصادر في 1975 الذي ينص في عدد من مواده على أن الدولة تحل محل الأستاذ إذا قام أولياء التلاميذ بتحريك دعوى قضائية ضده’إلا انه بعد صدور القانون التوجيهي لقطاع التربية 2008 ألغيت المواد المشار إليها وأسوأ من هذا فقد حمل المربي ما لا يطيقه عندما جعله مذنبا في جميع الأحوال حتى في حال شجار بين التلاميذ في القسم، وهناك من يرى أن القانون التوجيهي لقطاع التربية يحمي الأستاذ والتلميذ سويا ولكن يركز أكثر على حقوق التلميذ بحكم انه قاصر ." [6]

ولعلي لن أكون مجحفا في حق بعض الدارسين عندما ننتقد حصرهم لمشكل العنف في الوسط المدرسي ، بتركيزهم على البحث عن المذنب " هل هو التلميذ أو المعلم ؟؟ أيهما إحصائيا يقوم بالاعتداء أكثر على الأخر ، التلميذ أم الأستاذ ؟؟ " والجواب لا يحتاج إلى فراسة أو ذكاء ، كما لا يحتاج إلى إحصائيات ولا لسبر أراء المختصين .. فالطفل أكثر تأثرا بمشاهد ومواقف العنف المنتشرة في المجتمع ووسائل الإعلام ،لذلك فعنف التلميذ نحو الأخر أكبر .



فمن جملة القوانين التوجيهية و التعليمات الكثيرة التي أصدرتها وزارة التربية الوطنية لمواجهة ظاهرة العنف في الوسط المدرسي نذكر المنشور رقم 23 المؤرخ في 20 ماي 1984 المتعلق بضرب التلاميذ و المنشور رقم 50 المؤرخ في 10 نوفمبر 1987 المتعلق بمنع العقاب الجسدي ، و في 1 جوان 1992 صدر قرار رقم 171/2 المتعلق بمنع العقاب البدني و العنف تجاه التلاميذ في المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى المنشور رقم 94/26 المؤرخ في 15 جانفي 1994 المتعلق بمنع العقاب البدني و التعليمة رقم 96 المؤرخة في 10 مارس 2009 المتعلقة بمحاربة العنف في الوسط المدرسي، بالإضافة إلى القانون التوجيهي للتربية الوطنية رقم -08-04المؤرخ في 23جانفي 2008 [7]

غير أن كل هذه القوانين والقرارات واللوائح و التعليمات التي جادت بها وزارة التربية الوطنية ، وهي تصدر أوامرها وتوجيهاتها إلى الأسرة التربوية لمواجهة ظاهرة العنف ، لم يكن لها لتحد من تفاقم الظاهرة التي باتت في تزايد باعتراف الجميع ، ذلك لأن مواجهة العنف ليس شأنا يخص المدرسة أو وزارة التربية والتعليم لوحدها ، بل هي واحد من عديد القطاعات معنية بقدر أكبر من المسؤولية إزاء ظاهرة العنف ، فالبطالة ، وأزمة السكن ، والانفصال بين الزوجين ، وغلاء المعيشة وتدني القدرة الشرائية و غياب العدالة ، وسيادة الظلم الاجتماعي ، وغياب الوازع الديني ، و الغزو الثقافي ، الاختلال في سلم القيم ،و انحصار و تخلف الخطاب الديني ألمسجدي وتخلي الأسرة عن دورها التربوي الواعي بمخاطر الثقافة الوافدة ، كل ذلك يحيلنا حتم إلى استحضار عديد الجهات لتحمل وزر العنف في الوسط المدرسي .

ويحيلنا إلى الإقرار بأن التلميذ والمدرسة إنما هما الضحية، أما الجاني، فهو كل من يستورد العنف في لعبة ، أو في فلم ، أو في أغنية ، وفي لا مبالاة الأسرة في رسم الرمز والقدوة في أعين وعقول الأطفال تحت الرعاية كما أن الجاني يختبئ دوما وراء انتهاك القيم الاجتماعية باستيراد قيم أخرى تم إنتاجها لتستهلك آخر في الغرب وليس لأطفالنا . من غير أن نهمل وجوب تطوير المناهج التربوية وفق احدث الطرق .

ومن الجدير هنا التنويه إلى ما صرحت به مؤخرا رئيسة مكتب الإرشاد المدرسي بوزارة التربية الوطنية السيدة الماحي زبيدة خلال الملتقى الجهوي حول تسيير النزاعات داخل المؤسسات التربوية يوم الاثنين 06 افريل 2015 من أن 97 في المائة من حوادث العنف في الوسط المدرسي ناتج عن عوامل خارجة عن نطاق المدرسة مثل الأسرة ورفاق السوء ووسائل الإعلام وغيرها ، وهي الجهات التي لم تقم بدور التنشئة المنوط بها اتجاه " الطفل " مؤكدة أن أسباب حالات العنف من داخل المؤسسات التربوية لا تتعدى نسبة الـ 03 بالمائة علما أن هذا الملتقى الذي نظمته وزارة التربية الوطنية تم بالتنسيق مع المنظمة العالمية لتنمية الشعوب الكائن مقرها بألمانيا بمشاركة مستشاري التوجيه المدرسي من 25 ولاية شارك فيه مختصون وأساتذة متعددي التخصصات ، كعلم النفس وعلم الاجتماع

تحديد المسؤوليات
العنف ظاهرة غير محلية ولا هي وطنية ،بل هي ظاهرة عالمية وكذلك هو العنف في الوسط المدرسي ، لذلك من الصعب تصور حلول جذرية محلية أو وطنية ، غير أن انتظار الحلول الدولية لظاهرة العنف ، قد تدفعنا إلى الانتظار طويلا لتشابك و تعارض المصالح والأهداف بين الدول وهو ما تنشغل منظمة اليونسكو عالميا بالبحث فيه منذ سنوات عديدة دون الوصول إلى حلول وسطى ترضي الدول المتضررة من دول العالم الثالث ولا تغضب الدول الغربية المتقدمة . غير انه من الواجب على مؤسسات الدولة الواحدة من الداخل ، الوعي بمسؤولياتها إزاء ظاهرة العنف والعنف في الوسط المدرسي ، ومنها الأسرة ، المدرسة ، المسجد ، الإعلام ، الشارع ، الإدارة ، السياسيين . رجال المال ، المجتمع المدني ، وهي مسؤوليات على النحو التالي :
 
المدارس حالتهم كارثة كارثة بكل المقاييس التربوية الاخلاقية الاجتماعية النفسية ... فسدت الامور بزاف وانجرت الى مالا يحمد عقباه وزادت ظهرت امور خلات التواجد في المدرسة اخطر من التواجد خارجها في بعض الحالات.

الفرق بين بكري واليوم هو الهيبة والقيمة اللي كنا نشوفو فيها المدرسة والمدرس والمراقب والمفتش كانت هناك حدود حمراء لا يمكن تجاوزها لماذا ؟ لانو تربات عليها الاجيال السابقة من داخل البيت الى خارج البيت وختمت عليها كختم مافيهاش لعب او تساهل تخطئ في المدرسة تخلصها في كل مكان. الان تطعن مدرسة ولا تعتدي على مدرس عادي جدا. والاسباب لا يتحملها أحد بدءا من الوزارة الى المؤسسة الى الولي .

المهم انا في رايي بخصوص المدارس كمؤسسة تربوية وتعليمية هو فرض مبدئ عدم التساهل مع التجاوزات من طرف الجميع اولها الولي والطالب ثم يليه المدير والمدرس والمراقب .... لازم قوانين رادعة وقوانين داخلية صارمة في المقابل فرض هيبة هذه المؤسسة على الجميع ماشي اللي جا يدخلها ولا يتدخل فيها حتى ولينا نشوفو اولياء يفرضو على المدرسين امور خارجة عن المألوف ولما ميمشوش مع رغبتهم يستعملوا التهديد والوعيد والاهانة ثم يروح الولي عادي لدارو ويترك ابنو او بنتو تشمت في مدرسيها. والمدير يحط راسو خاطر يعرف السيد .

دخلت مرة لمتوسطة مفهمت المدير من البواب من المدرس من العمال تقول سوق والمدير يجري بالعصا من مكان لاخر والعياط والفوضى , مجرد هذاك المظهر العياط والصراخ والمدير بالعصا داخل المدرسة يعتبر اسقاط من الهيبة والقدر . انا في عمري الدراسي جامي شفت المدير بهذا الشكل نشوفو المدرسين والمراقبين بصح المدير بقدروا مجرد مايوقف الكل يتوقف.
اما مراقبة ومتابعة الاولياء للاولادهم فهاذي مسؤولية قليل اللي راه يقوم بيها تحسبها الناس هينة وهو فيها حساب عسير , البعض يحسبها ساهلة ويقولك مقدرتش لولادي تعبوني والله يسهل عليهم يعملو واش يحبو
ولات طفل صغير يحكم في باباه و الا ماطاعوش كاشما يعملو
عادت الرجال خايفة من النساء والبنات وتشريلها واش تحب وتخرجها كيما تحبها ويلبسهم كيما يحبو
حتى التعامل مع الهواتف اصبح بحد ذاتو معاناة وتحدي وهم كبير ماشافش العالم كيفو من قبل
المشكل فيه انو هو اصبح كيما الراعي اللي يتحكم في الغنم. وخرجلنا نوعية نتاع جيل مستقل لا اراديا.

وربي يجيب الخير
كفيت ووفيت خويا فريد
وكاين حاجة اخرى اللي هي اصلا منصوصة في وزارة التربية وارسلت لجميع المدارس بمستوياتها الثلاث الا وهي الأجتماع مع اولياء الأمور نهاية الأسبوع او الشهر
وكاين مدارس قالك الأولياء مجاوناش وهنا الكارثة الأكبر تعيطلو على ابنو مايجي مايسقسي عليه ,يقلك مانيش لاهي
الله يجيب الخير وخلاص
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كي غابت العصا هاذي النتائج
من قانون ممنوع الضرب خليييه يدير واش يحب متضربوش تعقدو نفسيا!!
وصلو للاعتداء على الأساتذة
والضرب ومحاولة القتل
والاولياء لي يوقفو في صف ولادهم وكان قاسو المعلم يروح يجري يدافع على ابنو
علاه بكري مكناش نشوفو هاذ الامور
كان لمعلم يقري ويربي
والولي يساعد المعلم

مازلنا نزيدو نشوفو كثر من هك

مشكور اخي
تحياتي
شكرا على مرورك وتعقيبك
صدقتي في ما قلتي وكاين من جهة اخرى الأستاذ متنازل على الهيبة تاعو مع التلاميذ شفت بعيني حالات لأساتذة يداصرو التلاميذ ويعطوهم الدخان ويشاركوهم فيه انحطاط كما هو
مع هذ الحالات التلميذ كفاه يحترم الأستاذ
 
تعريف العنف المدرسي

من المهم النظر إلى العنف في الوسط المدرسي من منظور أن المدرسة هي بعض من المجتمع ، يصيبها ما يصيب المجتمع و ولا يمكنها أن تكون في منأى عن تأثيراته وتفاعلاته " فالعنف المدرسي نمط من السلوك يتسم بالعدوانية يصدر من تلميذ أو مجموعة من التلاميذ ضد تلميذ أو مدرس ويتسبب في إحداث أضرار مادية أو جسمية أو نفسية لهم ويتضمن هذا العنف الهجوم والاعتداء الجسمي واللفظي والعراك بين التلاميذ والتهديد,المطاردة المشاغبة والاعتداء على ممتلكات المدرسة أيضا" [3]

فهو استجابة عامة للإحباط وفيه يعبر الطفل عن غضبه وهو من التصرفات الملاحظة في غرفة الصف ,وبما ان العنف يغضب الآخرين فانه يعطى اهتماما اكبر من باقي ردود الأفعال والعنف ليس دائما موجها نحو الأشخاص فقد يكون موجها نحو الأشياء والممتلكات ,فيعتبر العنف المدرسي كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين,قد يكون الأذى جسميا أو نفسيا ,فالسخرية والاستهزاء من التلميذ أو المدرس وفرض الآراء بالقوة وإسماع الكلمات البذيئة جميعا أشكالا مختلفة لنفس الظاهرة التي تتعدد أسبابها فمنها الأسرية والمدرسية والذاتية وتأثير القنوات الأجنبية والانترنيت.[4]



التفرقة بين اصطلاحي العنف المدرسي والعنف في الوسط المدرسي

تفاديا لأي سوء فهم أو تعمد في تحميل المصطلح فوق ما يتحمله من مقاصد ، فان مصطلح العنف المدرسي غير مصطلح العنف في الوسط المدرسي ، فالمدرسة في مفهومها التربوي والأكاديمي ، هي فضاء تربوي لغرس القيم الاجتماعية والمعرفة العلمية ومناهج التفكير من أجل صناعة مستقبل الأمم والأفراد . فالمدرسة في كل التجارب الإنسانية الحديثة وجدت لأجل تجسيد هذه المقاصد و إحقاق هذه المهام ، و هي دوما كذلك و ستبقى كذلك .

فالمدرسة هي المؤسسة أو هي الفضاء الذي يحارب مظاهر الجهل و التخلف ويحارب العنف أيضا . فلا مجال إذن للربط العضوي بين العنف و المدرسة إلا من خلال كون المدرسة والتلميذ وقبل ذلك المعلم يداهمهم " العنف " كما يداهم الأسرة ، ويداهم الأفراد ، ويداهم القيم جراء ذلك التطرف الدخيل في الخطاب الإعلامي و الخطاب السياسي والخطاب الديني و كل دخيل من ثقافة الغرب .

لذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال افتراض منظومة تربوية تنتج عنفا كما تحاول بعض الكتابات إلصاقه بمنظومتنا التربوية لتبرير سياسات فاشلة أو لفرض تمرير مشاريع مجتمع بديلة . إنما العنف في الوسط المدرسي حقيقة لا ينكرها إلا جاحد ، فهي ظاهرة جلية للعيان في محيط المدرسة وفي أفنيتها وحجراتها الدراسية ،هي ظاهرة تتجسد في شكل علاقة بعض التلاميذ فيما بينهم ، وبينهم وبين المعلمين ، و حتى في علاقة التلميذ العنيف مع إدارة المدرسة . والحقيقة أن قراءتنا للظاهرة بوضعها في سياقها العام ، على خلاف ما يقرأها البعض بشكل سطحي وعرضي ، كمن يستعجل التخلص من عبء يؤرق ذهنه وبدنه ، فيسارعون إلى إلصاق التهمة بالتلميذ أو المدرسة أو المعلم ،وكأنهم الجناة فيما يحدث ، ونحن في ذلك كمن يرحل المشكلة إلى غير سياقها ومسبباتها ، الأمر الذي يجانب التشخيص الحقيقي للمشكلة ، فيكون وصف الدواء بالضرورة خاطئا .
مظاهر العنف في الوسط المدرسي
يشير الأستاذ عز الدين خالد إلى أن السلوك العنيف لدى أطفال المدارس يظهر على شكل سلوك يتضمن مظاهر مختلفة منها :

01_القول البذيء من سب وشتم و منابزة بالألقاب واستخدام كلمات أو جمل للتهديد 02_إحداث فوضى في الصف أو القسم عن طريق الضحك والكلام واللعب وعدم الانتباه . 03_الاحتكاك بالمعلم وعدم احترامه . 04 _التدافع الحاد والقوي بين التلاميذ أثناء الخروج من القسم . 05_تخريب أثاث المدرسة كالمقاعد والطاولات والكتابة على الجدران . 06 _الإهمال المتعمد لنصائح المعلم وتعليماته والأنظمة وقوانين المدرسة . [5]



الواقع أن هذه المظاهر ـــ مظاهر العنف في الوسط المدرسي ـــ لا يمكن قراءتها قراءة مسطحة ، على أنها لصيقة بفضاء المدرسة دون سواها من وحدات المجتمع ومؤسساته ، بل لعل تعمد رصدها ـــ سياسيا أو أكاديميا أو إعلاميا من طرف البعض ـــ في فضاء المدرسة ، فعل ينبئ عن نية مبيتة من أجل إثبات تهمة يتم إلصاقها بالمدرسة ، بهدف إدانة المنظومة التربوية في وجدان المجتمع دون عناء إثبات التهمة بالدليل والحجة العلمية الدامغة ، فهي منظومة دوما كان يريد لها البعض أن تكون على نحو مغاير قيميا و إيديولوجيا . ولعل السؤال الجدير بالبحث والتقصي للحصول على جواب شاف كاف خال من ذاتية التحيز أو العداء، هل المدرسة والتلميذ ضحايا أم جناة ؟ ... هل لا تعتبر المدرسة ضحية فشل المجتمع في إبعاد العنف عن محيطها وأروقتها أم هي من يصنع هذا العنف ؟...

بالتأكيد الجواب هو أن المدرسة لا تصنع العنف و لكنها لا تقوى على مواجهته ، والذين ينتظرون من المدرسة أن تكون الأداة التي تواجه لوحدها العنف المستشري في المجتمع ، الأكيد أنهم لا يدركون حجم العنف المتغلغل في أوساط المجتمع، و لا يدركون أسبابه الحقيقية وعوامل انتشاره ، ولا يدركون تبعا لذلك حجم المؤامرة الإقليمية والدولية التي تستهدف أساسا هوية وثقافات وسيادة دول العالم الثالث .

التفسير السوسيوسيكولوجي لمظاهر العنف لدى التلاميذ

الحقيقة أن السلوك العنيف لدى الطفل في المدرسة و في محيطها ما هو إلا استمرار وتواصل لحالة عنيفة يعيشها التلميذ ـــ الطفل ــــ في العلاقة الأسرية بين أفرادها بتسجيل ألاف القضايا أمام المحاكم فيما يعرف بالعنف ضد المرأة أو بين الأزواج . وهو ذات العنف الذي يعايشه الطفل أمام جهاز التلفزيون وهو يشاهد أزيد من 20 ألف حالة قتل أو عنف دامي عبر القنوات الفضائية قبل بلوغ سن السادسة عشرة بمباركة ورضي الأسرة ، و هو العنف الذي يعايشه الطفل في تعرضه لجهاز الكومبيوتر أمام ألعاب الفيديو الاليكترونية التي تتضمن مشاهد هي اقرب إلى الحقيقة صوتا وصورة .

فالسلوك العنيف للتلميذ في محيط المدرسة وفي علاقته بمعلمه أو بزميل له في الصف الدراسي ،أو سلوكه العنيف إزاء المدرسة كمنشأة كطاولة ، كرسي أو سبورة ،إنما هو ذات المشهد الذي بات أطفالنا يلتقطون تفاصيله من تناقضات و عنف الشارع وعنف الملاعب الرياضية ، و من نقاش الساسة عبر التلفزيونات العمومية والخاصة في تنابز و سباب وصراخ وتراشق بالكلمات النابية ، وهو انعكاس لما دأبت على نشره صحفنا من عنف يتم رصد تفاصيله عبر صحافة الإثارة المترصدة لكل ما يحدث في الجزائر العميقة على منوال " الخبر المرشح للنشر إذا عض رجل كلبا ، وليس الخبر أن نتحدث عن كلب عض رجلا . .." فالمحصلة والوضع على ما تم إيضاحه أن المدرسة إنما هي المشجب الذي تحاول الوحدات و المؤسسات المجتمعية الأخرى تعليق صناعتها عليه الذي هو عنف المجتمع المستورد من ضمن اتاحاتها .

كيف نواجه العنف في الوسط المدرسي ؟​

لاشك أن كثير من المظاهر المشينة أصبحت تهدد المؤسسات التربوية في الجزائر ومنها العنف في الوسط المدرسي ، وقد تم فعلا انجاز عديد الدراسات واقتراح كثير من الحلول لمواجهة هذه المخاطر ، وقد تم محاولة تشخيص المشكلة دوما في اقتصار البحث في العلاقة الجدلية بين التلميذ ومدرسه ، أو التلميذ والمناهج الدراسية ، على اعتبار ان ظاهرة العنف في الوسط المدرسي شأن يخص الأسرة التربوية فيتم الإشارة إلى جملة من الإحصاءات الميدانية " كالاعتداءات المصرح بها لدى مصالح الشرطة منذ بداية سنة 2010 التي تثبت أن نسبة كبيرة من المتسببين في هذه الأفعال هم التلاميذ مع تسجيل نسبة ضئيلة جدا لحالات ضرب تصدر من الأساتذة ... وحتى الأولياء وأضحوا غير قادرين على احتواء العنف الصادر عن أبناءهم سواء اتجاه زملائهم في المدارس أو ضد الأساتذة ... فالقوانين الداخلية ساهمت بنسبة كبيرة في تطاول التلميذ على أستاذه وهذا ما أكدته بعض النقابات الحالية في المؤسسات التربوية لان المربى كان محميا بموجب محتوى القانون المدني الصادر في 1975 الذي ينص في عدد من مواده على أن الدولة تحل محل الأستاذ إذا قام أولياء التلاميذ بتحريك دعوى قضائية ضده’إلا انه بعد صدور القانون التوجيهي لقطاع التربية 2008 ألغيت المواد المشار إليها وأسوأ من هذا فقد حمل المربي ما لا يطيقه عندما جعله مذنبا في جميع الأحوال حتى في حال شجار بين التلاميذ في القسم، وهناك من يرى أن القانون التوجيهي لقطاع التربية يحمي الأستاذ والتلميذ سويا ولكن يركز أكثر على حقوق التلميذ بحكم انه قاصر ." [6]

ولعلي لن أكون مجحفا في حق بعض الدارسين عندما ننتقد حصرهم لمشكل العنف في الوسط المدرسي ، بتركيزهم على البحث عن المذنب " هل هو التلميذ أو المعلم ؟؟ أيهما إحصائيا يقوم بالاعتداء أكثر على الأخر ، التلميذ أم الأستاذ ؟؟ " والجواب لا يحتاج إلى فراسة أو ذكاء ، كما لا يحتاج إلى إحصائيات ولا لسبر أراء المختصين .. فالطفل أكثر تأثرا بمشاهد ومواقف العنف المنتشرة في المجتمع ووسائل الإعلام ،لذلك فعنف التلميذ نحو الأخر أكبر .



فمن جملة القوانين التوجيهية و التعليمات الكثيرة التي أصدرتها وزارة التربية الوطنية لمواجهة ظاهرة العنف في الوسط المدرسي نذكر المنشور رقم 23 المؤرخ في 20 ماي 1984 المتعلق بضرب التلاميذ و المنشور رقم 50 المؤرخ في 10 نوفمبر 1987 المتعلق بمنع العقاب الجسدي ، و في 1 جوان 1992 صدر قرار رقم 171/2 المتعلق بمنع العقاب البدني و العنف تجاه التلاميذ في المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى المنشور رقم 94/26 المؤرخ في 15 جانفي 1994 المتعلق بمنع العقاب البدني و التعليمة رقم 96 المؤرخة في 10 مارس 2009 المتعلقة بمحاربة العنف في الوسط المدرسي، بالإضافة إلى القانون التوجيهي للتربية الوطنية رقم -08-04المؤرخ في 23جانفي 2008 [7]

غير أن كل هذه القوانين والقرارات واللوائح و التعليمات التي جادت بها وزارة التربية الوطنية ، وهي تصدر أوامرها وتوجيهاتها إلى الأسرة التربوية لمواجهة ظاهرة العنف ، لم يكن لها لتحد من تفاقم الظاهرة التي باتت في تزايد باعتراف الجميع ، ذلك لأن مواجهة العنف ليس شأنا يخص المدرسة أو وزارة التربية والتعليم لوحدها ، بل هي واحد من عديد القطاعات معنية بقدر أكبر من المسؤولية إزاء ظاهرة العنف ، فالبطالة ، وأزمة السكن ، والانفصال بين الزوجين ، وغلاء المعيشة وتدني القدرة الشرائية و غياب العدالة ، وسيادة الظلم الاجتماعي ، وغياب الوازع الديني ، و الغزو الثقافي ، الاختلال في سلم القيم ،و انحصار و تخلف الخطاب الديني ألمسجدي وتخلي الأسرة عن دورها التربوي الواعي بمخاطر الثقافة الوافدة ، كل ذلك يحيلنا حتم إلى استحضار عديد الجهات لتحمل وزر العنف في الوسط المدرسي .

ويحيلنا إلى الإقرار بأن التلميذ والمدرسة إنما هما الضحية، أما الجاني، فهو كل من يستورد العنف في لعبة ، أو في فلم ، أو في أغنية ، وفي لا مبالاة الأسرة في رسم الرمز والقدوة في أعين وعقول الأطفال تحت الرعاية كما أن الجاني يختبئ دوما وراء انتهاك القيم الاجتماعية باستيراد قيم أخرى تم إنتاجها لتستهلك آخر في الغرب وليس لأطفالنا . من غير أن نهمل وجوب تطوير المناهج التربوية وفق احدث الطرق .

ومن الجدير هنا التنويه إلى ما صرحت به مؤخرا رئيسة مكتب الإرشاد المدرسي بوزارة التربية الوطنية السيدة الماحي زبيدة خلال الملتقى الجهوي حول تسيير النزاعات داخل المؤسسات التربوية يوم الاثنين 06 افريل 2015 من أن 97 في المائة من حوادث العنف في الوسط المدرسي ناتج عن عوامل خارجة عن نطاق المدرسة مثل الأسرة ورفاق السوء ووسائل الإعلام وغيرها ، وهي الجهات التي لم تقم بدور التنشئة المنوط بها اتجاه " الطفل " مؤكدة أن أسباب حالات العنف من داخل المؤسسات التربوية لا تتعدى نسبة الـ 03 بالمائة علما أن هذا الملتقى الذي نظمته وزارة التربية الوطنية تم بالتنسيق مع المنظمة العالمية لتنمية الشعوب الكائن مقرها بألمانيا بمشاركة مستشاري التوجيه المدرسي من 25 ولاية شارك فيه مختصون وأساتذة متعددي التخصصات ، كعلم النفس وعلم الاجتماع

تحديد المسؤوليات
العنف ظاهرة غير محلية ولا هي وطنية ،بل هي ظاهرة عالمية وكذلك هو العنف في الوسط المدرسي ، لذلك من الصعب تصور حلول جذرية محلية أو وطنية ، غير أن انتظار الحلول الدولية لظاهرة العنف ، قد تدفعنا إلى الانتظار طويلا لتشابك و تعارض المصالح والأهداف بين الدول وهو ما تنشغل منظمة اليونسكو عالميا بالبحث فيه منذ سنوات عديدة دون الوصول إلى حلول وسطى ترضي الدول المتضررة من دول العالم الثالث ولا تغضب الدول الغربية المتقدمة . غير انه من الواجب على مؤسسات الدولة الواحدة من الداخل ، الوعي بمسؤولياتها إزاء ظاهرة العنف والعنف في الوسط المدرسي ، ومنها الأسرة ، المدرسة ، المسجد ، الإعلام ، الشارع ، الإدارة ، السياسيين . رجال المال ، المجتمع المدني ، وهي مسؤوليات على النحو التالي :
شكرا اخي الياس على التعقيب
انا لا ارى في هذا المقال حلا ناجعا الذي في فحواه ان للحد من العنف وجب انتظار حلول دولية للحد منه , فأنا مخالف لما ورد فيه
المشكل يكمن في كافة اطياف المجتمع من المحيط المدرسي الى خارجه لوكان كل واحد يخدم خدمتو ويقوم بواجباتو كما ينبغي لما وصلنا لهذه الحالات
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top