التنمر ظاهرة مستفحلة ليس لها سن محدد، ومصطلح غريب عن البشر مشتق من حيوان شرس، ومدلوله الوحيد انه يخرج المرء من دائرة التصرفات الإنسانية العقلانية للتصرفات الحيوانية الغير مسؤولة.
ما هو التنمر؟
التنمر, سلوك عدواني مكتسب من محيط الشخص نفسه، وحسب ظروف نشأته، ربما تربى في جو مشحون بالقسوة او إمتصها من المحيط المدرسي أو الخارجي فيصبح بذلك شخصا متنمرا يعامل الآخرين بنفس الطريقة التي عومل بها.
أسباب التنمر
_ طفل تربى في محيط تغلب عليه العصبية أو السخرية من الآخرين.
_نشأته في أسرة تعتمد على الصراع في تلبية حاجات أبنائها، عن طريق العنف اللفظي أو الجسدي.
_بيئة مهملة لا تُقَوِّمُ السلوك الغير مهذب.
_العيش وسط جو مكتئب مع والدين غير متفاهمين وعدم القدرة على التعايش مع المشاكل.
_نزاع الأبوين عن تربية الطفل وعدم التفاهم بينهما تجعله ضحية قيم متضاربة عند غياب القدوة.
_ضغط الأهل ومطالبتهم بتحصيل دراسي يفوق إمكانيات الطفل، تؤدي به للإنطواء أو الخجل وَتَدَنِّ مستوى التحصيل والتنمر على زملائه، أو تنمرهم عليه.
_عدم الرضى على الشكل واللباس، وعدم تقدير الذات.
أخطر أنواع التنمر
أخطر أنواع التنمر، المدرسي بعد البيتي على المدى البعيد، والمشكلة الحقيقية أن هذا السلوك أصبح ثقافة تشعر الشخص بالعظمة، وأنها أحد صفات قوة الشخصية مما يجبر الطرف الآخر على الرد بالمثل، أو الإنسحاب والإنطواء والضعف، و يمكن تطور الوضع للأسوء إن لم يتدخل شخص راشد لفك النزاع.
وكل هذا سببه غياب دور الأهل في معالجة الأسباب والعلامات الأولى بذكاء منذ بدايتها، أدى ذلك لنتاج بيئة عدوانية بلا قيم ولا مبادىء، فاشلة في الحوار الإيجابي تحمل شعار الغلبة للأقوى، وكذلك غياب دور المعلم المربي القدوة منذ السنوات الأولى للطفل.
الأسباب المؤدية للتنمر
_تسليع التعليم، وتبعاته الإقتصادية والإجتماعية.
_تغير نمط الحياة، وغلاء المعيشة، وضغوطات الحياة
_إنشغال الأولياء بالعمل لأجل تغذية البطون وتلبية حاجيات الأبناء المتزايدة، إستنزف كل طاقاتهم وأيامهم فإنشغلوا بذلك عن تغذية الروح بالقيم والمباديء، وتغذية العقل بالعلم النافع.
_الإدمان على الحياة الإفتراضية والبحث عن حلول بعيدة عن الواقع والتباعد الأسري بسبب مواقع التواصل الإجتماعي فأصبح لكل فرد من الأسرة الواحدة حياة خاصة.
_ضياع الطفل في متاهة التكنولوجيا يطبق في واقعه الثقافة التي إكتسبها من الكرتون أو الألعاب الالكترونية أو الأفلام وغيرها من الاشياء التي باتت في متناول الطفل منذ عامه الأول.
_غياب دور المربي في الأسرة وفي المدرسة.
كل هذا نتج عنه, أطفال متعصبون، وَتَدَنِّ في المستوى الدراسي، والإلتحاق برفقاء السوء، إنتشار الآفات الإجتماعية والرذيلة، إدمان مواقع التواصل الإجتماعي وإقتراف أخطاء فاذحة، الإدمان على المهلوسات والترويج لها وصراعات يومية تصل لحد الإعتداء العنيف.
البحث عن حلول للحد من ظاهرة التنمر المدرسي
معالجة التنمر لا تكون بين يوم وليلة، فهي نتاج تراكمات من السلوكات العنيفة والغير مسؤولة.
فالتغاضي عن الأخطاء الصغيرة للأبناء أو التلاميذ في القسم وتجاوزها بدون عقاب وتنبيه، قد يوحي لهم أن الآخرين أغبياء ويتعاملون معهم على أساس ذلك ويتمادون في أخطائهم وتكبر معهم كما تتقزم كلمات ونصائح وكذلك صورة الآخرين في أعينهم، والعقاب ليس بالضرب والتجريح، لكن يكون بالحزم والحرمان وتقويم السلوك.
بعض الحلول للحد من ظاهرة التنمر
(للمتنمر)
_تعليمه أن القوة ليست إستقواء على الضعيف.
_إستغلال قوة شخصية المتنمر ونفوذه بين أقرانه من خلال مسؤولي المؤسسة التعليمية وتوجيهها وجهة صحيحة, كجعلهم مدربين في صفوفهم الرياضية ومسؤولون عن حماية أصدقاءهم الضعفاء.
_الإنتباه للتنمر في بدايته وتسليط الوعي والإدراك ومحاولة إحتواء المتنمر وفهمه وترويض أفكاره العدوانية.
(للمتنمر عليهم)
يقلق الأولياء تجاه أبناءهم المتنمر عليهم ولكن العنف يولد العنف، والرد بالإساءة ليس حلا ولذك عليهم
_ ضبط النفس لإستقبال الحديث، وخلق بيئة إيجابية للحوار وإيجاد حلول واقعية.
مساعدة الطفل في تقوية شخصيته وتدريبه على الكلام القوي الفصيح وتنمية قدراته في الحوار وتعليمه الرد بطريقة ذكية وتجنب الصراخ الذي سيزيد من الأمر سوء.
_دفع الأذى عن النفس، أو الإنسحاب وطلب الدعم، وعدم الخوف لأن المتنمر شخص جبان خائف أمام الأكبر والأقوى منه.
رفع تقدير الذات، وحب وتقبل الشكل، والإشتراك في النوادي الرياضية لتعزيز قوة البدن.
وفي الأخير
كلنا معرض للمؤثرات الخارجية أيا كان شكلها أو نوعها، وهي لا تؤثر في الإنسان، ولكن تُظْهِر ما بداخله.
التنمر، العصبية، الغضب، أشجار شوك وأعشاب ضارة إن تجاهلناها ولم نسقها بالمثل يبست وإندثرت وإن سقيناها بالمثل كبرت وإلتهمت كل جميل في الحياة فإزرع الحب والود ليعم في كل مكان بدل القسوة والعنف.