- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,462
- نقاط التفاعل
- 27,827
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
في الصحيحين واللفظ لمسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة فلما رآني قال: “هم الأخسرون ورب الكعبة” قال: فجئت حتى جلست فلم أتَقَارَّ (لم ألبث طويلا) أن قمت فقلت: يا رسول الله فداك أبي وأمي من هم؟ قال: “هم الأكثرون أموالا، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وقليل ما هم”.
الغالب على حال الإنسان الخسران، وهو واقع به على مر العصور وتتابع الدهور، والخسارة العظمى ما كانت في دين المرء، فخسارة الدين هي الخسارة الحقيقية والمصيبة العظمى، والجرح الذي لا يندمل: {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا ذلك هو الخسران المبين}، {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون}. فيا لخسارة من فقد الهدى وضل الطريق، ويا حسرة من كان في إيمانه دخن، وفي إسلامه خلل، وفي يقينه خدش؛ ولذلك فإن من دعاء المعصوم: “... ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا”.
إن أعظم وأخطر منحدر نحو هاوية الخسران الشرك بالله: {والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون}، {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين}، ولفداحة الشرك وبشاعته حذر المولى نبيه منه فقال له: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}، ومن أسباب الخسران التكذيب بالوحي: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به، ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون}، فالقرآن مصباح نجاة، ومشعل هداية، إلا أن الكفرة والفجرة هو عليهم بلاء، يتضايقون من تعاليمه وهديه: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}.
والتكذيب بالبعث والنشور وبلقاء الله طريق للخسران {قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين}، ومن ذلك سوء الظن بالله: {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين}، أحيانا تجد المرء عاملا مجدا، لكنه على غير بصيرة: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}.
ومن أعظم الناس خسرانا أيضا من يكيف التكاليف الشرع حسب مآربه وغاياته ونزواته وهواه، فدينه يدور مع مصلحته وأهدافه: {ومن الناس من يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه، خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين}، قال حبر الأمة ابن عباس في هذه الآية: “كان الرجل يقدم المدينة، فإن ولدت امرأته غلاما ونتجت خيله قال: هذا دين صالح، وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال هذا دين سوء”.
فالرعيل الأول من الأنبياء والأصفياء خافوا من هذه الخسارة، فقاموا ليلهم أرقا، وتبادرت دموعهم فرقا، ولم يهنئوا بمنام، ولم يستلذوا بطعام، حتى ضنيت منهم الأبدان؛ فها هو آدم وحواء يتضرعان إلى الله قائلين: {ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}، وهذا نوح عليه السلام يقول: {رب أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم، وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين}، وهذا صالح عليه السلام يعاتب قومه قائلا: {فمن ينصرني من الله إن عصيته، فما تزيدونني غير تخسير}، ونحن بدورنا نقول كما قال قوم موسى عليه السلام: {لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين}. والله ولي التوفيق.
الغالب على حال الإنسان الخسران، وهو واقع به على مر العصور وتتابع الدهور، والخسارة العظمى ما كانت في دين المرء، فخسارة الدين هي الخسارة الحقيقية والمصيبة العظمى، والجرح الذي لا يندمل: {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا ذلك هو الخسران المبين}، {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون}. فيا لخسارة من فقد الهدى وضل الطريق، ويا حسرة من كان في إيمانه دخن، وفي إسلامه خلل، وفي يقينه خدش؛ ولذلك فإن من دعاء المعصوم: “... ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا”.
إن أعظم وأخطر منحدر نحو هاوية الخسران الشرك بالله: {والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون}، {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين}، ولفداحة الشرك وبشاعته حذر المولى نبيه منه فقال له: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}، ومن أسباب الخسران التكذيب بالوحي: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به، ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون}، فالقرآن مصباح نجاة، ومشعل هداية، إلا أن الكفرة والفجرة هو عليهم بلاء، يتضايقون من تعاليمه وهديه: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}.
والتكذيب بالبعث والنشور وبلقاء الله طريق للخسران {قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين}، ومن ذلك سوء الظن بالله: {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين}، أحيانا تجد المرء عاملا مجدا، لكنه على غير بصيرة: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}.
ومن أعظم الناس خسرانا أيضا من يكيف التكاليف الشرع حسب مآربه وغاياته ونزواته وهواه، فدينه يدور مع مصلحته وأهدافه: {ومن الناس من يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه، خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين}، قال حبر الأمة ابن عباس في هذه الآية: “كان الرجل يقدم المدينة، فإن ولدت امرأته غلاما ونتجت خيله قال: هذا دين صالح، وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال هذا دين سوء”.
فالرعيل الأول من الأنبياء والأصفياء خافوا من هذه الخسارة، فقاموا ليلهم أرقا، وتبادرت دموعهم فرقا، ولم يهنئوا بمنام، ولم يستلذوا بطعام، حتى ضنيت منهم الأبدان؛ فها هو آدم وحواء يتضرعان إلى الله قائلين: {ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}، وهذا نوح عليه السلام يقول: {رب أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم، وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين}، وهذا صالح عليه السلام يعاتب قومه قائلا: {فمن ينصرني من الله إن عصيته، فما تزيدونني غير تخسير}، ونحن بدورنا نقول كما قال قوم موسى عليه السلام: {لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين}. والله ولي التوفيق.