يلحظ المسلم نفسه يخرج من رمضان صافي الذهن خالي البال، وقد جمع من الطاقة الكثير ومن الهمة الوفير، ويكون بعد رمضان أكثر همة في أداء العبادات، والالتحاق بركب الطاعات، فنراه أكثر ما يكون حرصًا على السنن الرواتب، وعلى صيام النوافل، وعلى التحلي بالأخلاق الحسنة، فقد تزود في رمضان من كل تلك المعاني، وأخذ منها رصيدًا حقيقيًّا يدخره لباقي شهور السنة. لا يكاد رمضان يقترب، حتى يكون المسلم أحوج ما يكون إلى ما يتزود به، وإلى محطة يلقي فيها عن كاهله عناء التعب في السنة كلها، ويتزود منها ما يكفيه ويعيله في باقي السنة، لذلك فإننا نكون أحوج ما نكون إلى رمضان في الوقت الذي يجيء فيه من كل سنة، ونجد أنفسنا في الشهور التي تسبقه أكثر توقًا إليه، وأكبر حاجة للتزود منه، وأقل طاقة لمواجهة الحياة دونه