فاطمة الزهراء٠١
:: عضو منتسِب ::
لَيْسَ الإنتحار فِي الحياةِ أن تشربَ سامًا أو تحطَ من عالٍ أو تشرئبَ من طالٍ أو تُفنيِنَ ظَالاً أو تدسَ حادٍ أو تُخنجر و تُقبر أو تطوي ضالاً أو على موجٍ هطول جارفٍ تُرمى السِنون العواجفُ أو تنحدرَ على نطحِ المتاني أو المباني أو على شرارة النارِ الثارِ.
لَيْسَ الإِنتحار في الحياةِ أن تحاول الهُروبَ من مشاكلِ الدنيا وتنزوي على ارضيةٍ هشةٍ، ملساء، عوجاء او على بطحاء، عجفاء، رخوة ليس لها غطاء.
ليس الإِنتحار عزيزي القارئ ان تحاول سندة المهلوسات المهلكات المحرمات القاتلات و تجاور الفارغات الناخرات الباليات و البيتوتات المتشردات.
ليس الانتحار أن تهرب من واقعك المر إنسلاخ الضعيف و تَنبذَ ما كتب الله لك في هذه الدنيا المَتعى الغرْرَى.
ليس الانتحار أن تذرف دمع البكاء لأن البكاء سلاح الضعفاء.
ليس الانتحار عزيزي ان تحاول قتل نفسك التي حرم الله فيها إلا بالحق وإن فعلت ليس لك حق.
ولكن الانتحار الحقيقي الذي له طعم تشعر به فعلا
الانتحار الذي يقدم لك على طبق مصدي ربما تكون انت نن اخترته بوعي أو غير وعي و تتذوقه فعلا ،لكن على مضض وعذاب الذي يدوم طويلا إن اردته و أنت حي ترزق تصنف مع جمرة المنتحرين.
إن الانتحار الحقيقي في الحياة عزيزي القارئ هو أن تعيش و تعاشر إنسان جاهل هذا هو الانتحار الحقيقي
يقدم لك الانتحار في الدقيقة مرتين أو أكثر
إنتحر و أنت تخاطبه .. إنتحر و أنت تعاشره
إنتحر و أنت تحاول أن توصل له فكرة ما أو معلومة أو تشاركه حوارا.. إنتحر و أنت تعبر أمامه على مشاعرك الخاصة أو العامة .. إنتحر و أنت تحاول إقناعه بالدليل و البرهان صدك كالجدار.. إنتحر و انت تطالع كتابا لأديبك او شاعرك غائصا في يم أفكاره ليقاطعك بالتفاهة ..إنتحر و انت ترافقه في سفر أو عزومة أو فرح ..إنتحر وأنت تقف على غليان عواطفك ليبادلك ببرودة صماء ..يقدم لك الانتحار على طبق هادئ كجلمدة الصخور.. إنتحر وهو يغص حلقك بهشاشة عبارات في مواقف حرجة ..ويقطع شهيتك بطرقه صامدا جادا لا حوار لك .. إنتحر وهو يرسل عليك ركام شكوكه وإن تأثرت كدس عليك بالحق الذي لا تجد له حلا.
أليس هذا هو الانتحار الحقيقي؟
آخر تعديل بواسطة المشرف: