- إنضم
- 15 أوت 2009
- المشاركات
- 1,565
- نقاط التفاعل
- 3,549
- النقاط
- 76
- محل الإقامة
- الجزائر العاصمة
- الجنس
- أنثى
فجأة وجدتني في الستين.
لم أكن أتصور ان اصل الى الستين وانا مازال الشباب يحتلني ويحيلني مراهقا..عاشقا..ذائبا في "دباديب"اي امرأة جميلة.لقد غافلني الزمن واسرعت بي الايام نحو بداية "ارذل العمر".
بدأت حكاية الستين مع مرض السكر واصبحت عضوا في "نادي السكر"غير المبهج ولا الرياضي وبعد ذلك اصبحت عضواًفي "نادي المتقاعدين"نظريا لأنه لا نادي للمتقاعدين رغم أهمية وجوده في تعويض الإنسان دفق المشاركة وحنان المعاملة ونعمة الإنصات.
اسرع بي الزمن وانا مازلت ارتحل هنا وهناك ومازالت أمامي عشرات بل مئات من المدن المدهشة لم ادخلها .ومازال أمامي العديد من المشاهد الجميلة التي وعدتُ عيني برؤيتها ومازالت أمامي امالٌ عراض بأن الصحة سوف تلازمني على الاقل لعشرين سنة مقبلة.
جرني السكر إلى الكولسترول ومن ثم الى الضعف بكل جوانبه حيث كبت كل خيولي الجامحة. اجلس انتظر المغيب لعل صباحا جميلا يشرق في الغد فيذكرني الأصدقاء وزملاء العمل الذين لا يكلفون انفسهم دقيقة واحدة للاتصال بي والاطمئنان عن أحوالي بعد أن كانوا يبدون لي الاحترام والانحتاءات كل صباح عندما كنت في الوظيفة.
كلما مر وجه حسناء أو تنشر عطرها في باريس أو لندن تذكرت أنني في الستين ولا يجوز أن اتابع تفاصيل جسدها لأنني حتما "شيبة"ولن يلتفت الي احد.
حتى أصدقائي الذين كنت اسهر معهم منذ عشرين عاما وحتى ما قبل الخمسين بدأو يسهرون من دوني ويقيمون الموائد دون دعوتي ويسافرون دون أن يشعروني بعد أن كنت رقما مهما في تجمعاتهم وسفراتهم لقد أصبحت وحيدا تتقاذفني الأسئلة وتسهر معي النظرات والرؤى التي لم أكن اتوقعها قبل هذا التاريخ.
مجتمع وحشي لا يرحم وخطوات مسرعة نحو نهاية العمر ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
هكذا إذا الستون..تحاصرك الوحدة ويناى عنك أولادك تفتقد الحوار المنزلي.يغيب عنك أولادك لأيام طويلة يسافرون ويرجعون دون أن تعلم يسهرون ويتهامسون وانت مثل تمثال من خشب تسمع وتكتم الملاحظات في صدرك و"تتعوذ"من الشيطان وتقنع نفسك بأنك "لن تاخذ زمانك وزمان غيرك".
كنت أقرأ يوميا في الصحف والانترنت عن عقار يعيدني عشرين عاما إلى الوراء لكنني لن أجد الا صدى صوت ام العيال:"قم تغدا..صارت الساعة ثلاث".
أنهض كي اتغدى .ثم أنهض كي اتعشى.وغدا سانهض كي افطر.ماذا يفيدني الطعام وانا أشعر بموسم صيام طويل عن اللذة والليالي الوردية التي صامت عن ولادةاقمارجديدة؟
لم أكن أتصور ان اصل الى الستين وانا مازال الشباب يحتلني ويحيلني مراهقا..عاشقا..ذائبا في "دباديب"اي امرأة جميلة.لقد غافلني الزمن واسرعت بي الايام نحو بداية "ارذل العمر".
بدأت حكاية الستين مع مرض السكر واصبحت عضوا في "نادي السكر"غير المبهج ولا الرياضي وبعد ذلك اصبحت عضواًفي "نادي المتقاعدين"نظريا لأنه لا نادي للمتقاعدين رغم أهمية وجوده في تعويض الإنسان دفق المشاركة وحنان المعاملة ونعمة الإنصات.
اسرع بي الزمن وانا مازلت ارتحل هنا وهناك ومازالت أمامي عشرات بل مئات من المدن المدهشة لم ادخلها .ومازال أمامي العديد من المشاهد الجميلة التي وعدتُ عيني برؤيتها ومازالت أمامي امالٌ عراض بأن الصحة سوف تلازمني على الاقل لعشرين سنة مقبلة.
جرني السكر إلى الكولسترول ومن ثم الى الضعف بكل جوانبه حيث كبت كل خيولي الجامحة. اجلس انتظر المغيب لعل صباحا جميلا يشرق في الغد فيذكرني الأصدقاء وزملاء العمل الذين لا يكلفون انفسهم دقيقة واحدة للاتصال بي والاطمئنان عن أحوالي بعد أن كانوا يبدون لي الاحترام والانحتاءات كل صباح عندما كنت في الوظيفة.
كلما مر وجه حسناء أو تنشر عطرها في باريس أو لندن تذكرت أنني في الستين ولا يجوز أن اتابع تفاصيل جسدها لأنني حتما "شيبة"ولن يلتفت الي احد.
حتى أصدقائي الذين كنت اسهر معهم منذ عشرين عاما وحتى ما قبل الخمسين بدأو يسهرون من دوني ويقيمون الموائد دون دعوتي ويسافرون دون أن يشعروني بعد أن كنت رقما مهما في تجمعاتهم وسفراتهم لقد أصبحت وحيدا تتقاذفني الأسئلة وتسهر معي النظرات والرؤى التي لم أكن اتوقعها قبل هذا التاريخ.
مجتمع وحشي لا يرحم وخطوات مسرعة نحو نهاية العمر ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
هكذا إذا الستون..تحاصرك الوحدة ويناى عنك أولادك تفتقد الحوار المنزلي.يغيب عنك أولادك لأيام طويلة يسافرون ويرجعون دون أن تعلم يسهرون ويتهامسون وانت مثل تمثال من خشب تسمع وتكتم الملاحظات في صدرك و"تتعوذ"من الشيطان وتقنع نفسك بأنك "لن تاخذ زمانك وزمان غيرك".
كنت أقرأ يوميا في الصحف والانترنت عن عقار يعيدني عشرين عاما إلى الوراء لكنني لن أجد الا صدى صوت ام العيال:"قم تغدا..صارت الساعة ثلاث".
أنهض كي اتغدى .ثم أنهض كي اتعشى.وغدا سانهض كي افطر.ماذا يفيدني الطعام وانا أشعر بموسم صيام طويل عن اللذة والليالي الوردية التي صامت عن ولادةاقمارجديدة؟