ماتَتِ القَصائِدُ
ماتَتِ الكَلماتُ
فَرائِحَةُ المَوْت تَفوحُ
عَبْرَ الأسْطُرِ والفَواصِلِ
والنِقاطِ
وتُبَعْثِرُ أوراقَ الزَمانِ
ماتَتِ العِباراتُ
مُضَرَّجَةً بالدماءِ
مُتهاويةً
على أرْوِقَةِ الشُطآنِ
تَحتَ قِبَبِ السماءِ
تَحتَ سابعِ اﻷتْرابِ
ماتَتْ كُلُّ المعاني
واكتَسَى الكونُ صَقيعاً
لَفَّ كُلَّ الأجسادِ
جَليداً بالأرواحِ
جَمَّدَ صَخَّرَ
عَقلَ وقَلْبَ الأنامِ
رَبَّاهُ ... هَلْ
اسْتَفاقَ الكاسِرُ فينا
وأحْيَيْنا ذِكرى قايينَ
ونَسَيْنا
أنَّكَ مِنَ العُلى تُقاضينا
فَحتَّى المَوتُ ماتَ فينا
والارضُ تَضُّجُ بالدماءِ
أنينُها يَعلو يَسمو
مُرنِّماً مُتأرجِحاً ذَرَّاتٍ
هاجِراً مَسْكَنَهُ
مُتَّصِلاً بسماءٍ قَدْ
أرخَتْ مَباكيها
فأغْرقَتِ الأثيرَ
وَسحَّتْ نُواحيها
وصَوتُ هابيلَ
يصْرخُ مُتضَرِعاً :
كَفى ظُلماً أيُّها العِبادُ
فالكونُ للموْتِ باتَ فَضاءْ
والمَوتُ للكَونِ باتَ قَضاءْ .
رَقَتْ لِيٍ