إكرام ضيوف الرحمن
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله: «اعلموا رحمكم الله أن من أفضل الأعمال وأشرفها مقابلة الحجاج بكل خلق جميل، ومعاملتهم بكل معاملة طيبة، واغتنام الإحسان إليهم على اختلاف مراتبهم، فإنهم ضيوف الله ثم ضيوفكم «ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه». فكيف بمثل هؤلاء الضيوف الكرام الذين تغتنم أدعيتهم، ويرجى ما عمله العبد معهم من الإحسان القولي والإحسان الفعلي يرجو ثوابه من الله، ويرجون أن ينصرفوا عنكم راضين ولمعروفكم شاكرين ويحسن أفعالكم ومكارم أخلاقكم مقتدين.
يا سكان بيت الله ما أحسن الإحسان من كل أحد وخصوصا الإحسان الصادر منكم، وما أقبح الإساءة فيه من كل أحد، لا سيما إذا حصلت على الحجاج منكم، وكم في هذا البلد الحرام من البررة الأخيار، وكم فيها من التجار الصادقين الحائزين الشرف والاعتبار؛ الذين يرون من أعظم الفرص الثمينة مراعاة حجاج بيت الله والقيام بحقوقهم طلبا للثواب من الله، كم فيهم من يرعونهم عند البيع والشراء، والأخذ والإعطاء؟ كم فيهم من يبذل للفقراء منهم الإحسان والصدقات، وييسر على الموسرين عند المعاملات؟ كم فيهم من يحترمهم عند المشاعر الكريمة، ويعتقد أن الإساءة إليهم من أقبح الخصال الذميمة، اعلموا أن الإسلام يحث على هذه الخصال وخير منها، وأن كل بر وإحسان يقابل به الحجاج فإنه مما حث عليه الدين، ومما يتقرب به إلى رب العالمين، إن من أكرم أضياف الله أكرمه الله، والله يحب المحسنين ويجزي الصادقين.» مجموع مؤلفاته ٢٨/٤٣٣
المصدر موقع الشيخ الدكتور عبد الرزاق البدر حفظه الله