- إنضم
- 25 جانفي 2010
- المشاركات
- 1,290
- نقاط التفاعل
- 2,534
- النقاط
- 71
- العمر
- 30
- محل الإقامة
- فلسطين
- الجنس
- ذكر
اعلى النافذة في غرفة الاستقبال . تمعنت في صورة لسلم مهني مرسوم بشكل جميل في القمة مكتوب مجلس الادارة ثم النائب ثم المدير التنفيذي وافرع اخرى مثل مدير المخزون و الواردات والمدير المالي . كانت الرسمة جميلة جدا وكنت انا في اسفلها ! لا
كنت بالخارج . وما ان سمعت اسمي من السكرتيرة وهي تقول لي اوراقك جاهزة تستطيع ان تحصل على المخالصة واستلام اتعابك في بداية الشهر القادم
شكرتها وسألتها لماذا الموظفين ليسو في الرسمة او الصورة اعلاه ؟
ضحكت وقالت هذه الصورة توضح اقسام الادارات .. اخبرتها انه من الواجب كتابة اسماء الموظفين في لوحة على مدخل الشركة . لان الزبائن لا يعرفون الادرات
الزبائن والعملاء يتعاملون فقط مع الموظفين . ورحلت وانا اتفلسف
بعدها ركبت دراجتي البسيطة وهي بحاجة لاصلاحات وبالحقيقة انني اقسم من راتبي شهريا مبلغا لامور الصيانة .
لكن الدراجة جيدة وتستطيع ان تعمل لشهرا اضافيا . وانا بطبيعتي بخيل قليلا
ذهبت الى السوق وتبضعت قليلا هنا وهناك .
لم اشعر اني املك وقتا للثرثرة مثل هذا اليوم الجميل
كما اني لا اشعر بقلق حيال عملي او البحث عن عمل جديد .
ولا اريد الذهاب الى جارنا في مدخل الحي . فهو ممل ويزعجمي دائما بأسئلته الغريبة . متى تتزوج ؟ ولما لا تسافر ؟
تناولت وجبة غداء فخمة . اردت ان اعطي لنفسي مكافأة لتقديمي الاستقالة والجدالات العقيمة مع مدرائي والزملاء المزعجين والذين لم يعد يمت لي علاقة معهم البتة
غادرت مبنى الشركة وكتبت على الحائط الخارجي ( اكرهكم ايها الاوغاد )
وما ان وصلت منزلي مساءا ورغم ساعات التأخير الا انني لم اشعر بتعب مثل ايام العمل .
وشاهدت الوثائقيات وارتديت ملابس النوم في سهرتي حتىى الصباح
عنجها استقيظت الوالدة وبدأ اليوم التالي
من بدايته اسمع العتب واللوم حتى المساء . لم اخرج من المنزل اطلاقا ولم اجيب على من بعاتبني فهم مملين .
كما انني اكلت الدجاجة المشوية بيدي وانا اتمشى في المنزل . هذا ما اغضب العائلة فطردوني بأدب .
ذهبت الى عمل خاص كنت اعمل به منذ فترة . عملا في الحديقة . فهذه المزروعات جيدة واستطعت بيع منتجاتها بفترة وجيزة وتفي بالمصروفات الشخصية. وقد لاحظت التغير الجذري في المعاملة من عامة الناس بعد الاستقالة . ومعرفتهم بعملي الخاص هذا رغم بساطته !
وهنا نعود الى السلم المهني مرة اخرى . طوال تلك السنين لم اكن في الصورة وانا موظف كما انه من الطبيعي ان لا تجالس من اعلى منك رتبة
فالمدراء يتناولون وجبتهم لوحدهم والعمال لوحدهم وحتى لو صدف ان كانو مع بعضهم . فهي صدفة وليس روتين يومي
حتى من هم اعلى منك بمرتبة واحدة او اقدم منك . فهم لا يعاملونك كشخص مثلهم .
ان الطبقية المهنية متأصلة في مجتمعنا وقد لا تسطتيع تغييره بالاساليب المعروفة تاريخيا كالثورة والاضرابات والشغب .. لكن تستطيع تجاوزه باساليب اخرى
منها ان تثمر علاقاتك خارج اطار العمل ولا تفصح عنه . فهذا يعد تهديدا للشركة فقد يخسرو موظفا او عاملا
ومنها ايضا التواصل مع راس السلم دون ان تطلب اي توصية .ودون اذلال نفسك . التعامل مع صاحب العمل بشكل طبيعي كأي انسان . هذه لوحدها تهدد مدير قسمك
فالثقة بالنفس وعدم المبالاة بالمراكز من سمات الشخصية القوية .
وكوني الان اصبحت عاطلا عن العمل بنطر الدولة والمجتمع
فقد قررت ان اضع ترسيمات واستراتيجيات لتدمير نظام المؤسسات الخاصة العالمية . بعد اصلاح الباب الخشبي في فناء المنزل وتغيير بعض المصابيح المعطلة .
والقيام باعمال شخصية ومنزلية كثيرة ..
لكني لن انسى ان هذا النطام الفاسد ظلم الكثير من اصحاب العلم بشكل عام واستغل قدراتنا حتى النفس الاخير لقد تعرفت على الكثير من الشبان الميدانيين وقادرين على اتمام العمل بافضل ما يمكن وبافضل نتيجة لكن شهادتهم وخبراتهم الورقية لا تعطبهم الصلاحية ! يا له من سجن عديم الانسانية أليس كذلك ؟
ان تقديم الاستقالة هو يوم فرح وابتهاج وسعادة لا توصف . بل انها اجمل من يوم الزواج . انه التحرير النفسي من سجن الطبقية الامبريالية الفاسدة
الاستقالة هو يوم انتصار ثورة الكادحين والعمال في العالم على حلف الراسماية ..
وخااصة اذا رافقها العمل الخاص
فاذا كانت الاستقالة هي خروج من سجن الى سجن اي من شركة الى اخرى فهذا انتصار في معركة لكن ما زال في ساحة الحرب
واذا كانت الاستقالة من اجل عمل خاص . فهذا انتصار ميداني لقواتك الخاصة ولشعبك العظيم .
لنغلق كتاب الكادح ونبدا بكتابة كتاب جدبد . بدعى كتاب القائد . ارفع راسك ايها المستقيل انت قاد لنفسك
آخر تعديل بواسطة المشرف: