خيرة الوهرانية
:: عضو منتسِب ::
بعيدا عن التعليم ومشاغله، أحببتُ كثيرا فكرة أن يكبر التلاميذ على مرأى عيني، كيف أشهد مراحل بلوغهم عاما بعد عام، أحبّهم أكثر وأنا أنتبه لتفاصيل نضجهم، كيف نمت شعيرات في وجه أنس، وكبرت التفاحة أسفل ذقنه، كيف اخشوشنت أصوات زملائه.. وكيف اكتملت أنوثة إسراء وصديقاتها..
أبتسم حين أراهم منشغلين بالكتابة وهم في السنة الرابعة، وأذكرُ طيشهم في السنة الأولى، كم انحنى ظهري لتستقيم خطوطهم، وكم أتعبوني بحركاتهم حتى كبروا في داخلي قبل أن يكبروا أمامي، وهاهم اليوم أشدّ رزانة، أكثر هدوءا، وقد فاقوني طولا..
قبل سنتين بكيت كثيرا تلميذتي عائشة حين أوقفها أبوها عن الدراسة، كانت أصغر من أن تحمل على كاهلها الصّغير مشاغل أسرة، لكنّي سعدت كثيرا يوم أخبرتني أختها الصّغرى أن عائشة أصبحت أمّا..
أوجعني يوسف كثيرا بقراره حين فارق الدّراسة، لكني سعدت كثيرا حين زارني وقد صار عسكريّا بقامة فارعة..
خمس سنوات فقط لي في التعليم كانت كفيلة بكلّ هذا التغيير، ماذا لو أطال الله بقاءنا والتقيتهم بعد عشرين سنة!
أكثر ما يربكني في الموضوع أن تبقى صورهم الصغيرة راسخة بي ثم ألتقي أحدهم يوما بعدما كبر ولا أتعرّف عليه..
أبتسم حين أراهم منشغلين بالكتابة وهم في السنة الرابعة، وأذكرُ طيشهم في السنة الأولى، كم انحنى ظهري لتستقيم خطوطهم، وكم أتعبوني بحركاتهم حتى كبروا في داخلي قبل أن يكبروا أمامي، وهاهم اليوم أشدّ رزانة، أكثر هدوءا، وقد فاقوني طولا..
قبل سنتين بكيت كثيرا تلميذتي عائشة حين أوقفها أبوها عن الدراسة، كانت أصغر من أن تحمل على كاهلها الصّغير مشاغل أسرة، لكنّي سعدت كثيرا يوم أخبرتني أختها الصّغرى أن عائشة أصبحت أمّا..
أوجعني يوسف كثيرا بقراره حين فارق الدّراسة، لكني سعدت كثيرا حين زارني وقد صار عسكريّا بقامة فارعة..
خمس سنوات فقط لي في التعليم كانت كفيلة بكلّ هذا التغيير، ماذا لو أطال الله بقاءنا والتقيتهم بعد عشرين سنة!
أكثر ما يربكني في الموضوع أن تبقى صورهم الصغيرة راسخة بي ثم ألتقي أحدهم يوما بعدما كبر ولا أتعرّف عليه..