طبتم وطاب مسعاكم
عمي بلڨاسم ذلك المسن الطيب رغم التعب والإنهاك البادي على أطراف جسمه الهزيل وتفاصيل وجهه الشاردة من أثر المرض الذي صادقه فما عاد يفراقه وهموم الحياة المريرة التي عاشها لازال يحاول تسجيل حضوره اليومي في تجمعنا كل ليلة داخل دكان جارنا في الحي حيث تجتمع كوكبة من الأصحاب والجيران نتبادل الأخبار الجديدة و نتدارس ونحلل الأحداث الجارية و نعرج بين حين وآخر على التاريخ و الجغرافيا والشريعة والتكنولوجيا والرياضة والأسواق و غيرها مما سهله الله كل حسب مستواه ومكتسباته وكثافة إطلاعه وثقافته وبما أن هذه الندوة الليلية المتواصلة على مدار السنة مكونة من أعضاء دائمون ومفتوحة لالتحاق أعضاء مؤقتون يبرزون فقط في الأحداث الطارئة البارزة يدلون بدلوهم إلى حين ومن بينهم عمي بلڤاسم الحزين والمشوش بسبب ما يجري مع إخواننا في فلسطين المقاومة.
من بعيد يترائ لنا عمي بلڨاسم متعجلا في مشيته يصارع الوقت للالتحاق بالندوة وعدم تفويت أي حديث أو خبر جديد وخاصة أخبار المقاومين و معاركهم الباسلة والمقاطع المصورة المتبادلة لهز وتدمير آليات العدو والقضاء على القردة الخنازير قتلة النساء والأطفال.
ألوان وجهه وتغيرات ملامحه الواضحة وحركات كفيه المجعدتين تنبئك سريعا بما يحسه داخله دون أن ينبس ببنت شفة، تارة يضيء ويُسر وتارة يكفهر و يصفر وتارة يشمئز ويحمر وبين سرور وألم يتشاطر تجاعيد وجهه بانتباه شديد يستمر في استماع ما يسرد من خبر مفرح أو تنبيه من خطر محدق، وهو بين هذا وذاك يتخطف الهمسات والكلمات من بين الحاضرين لا يفوت شيئا مما يقولونه " وشنهي؟،، وش قالو؟،، وين صرات؟، وش معناه؟،،، " ويستفسر عما هو ،،ياسين 105 ونقطة الصفر والميركافا والشاباك و الكمنكورس و المسيرات والمدرعات وكل مصطلح سياسي أو عسكري يظهر في الساحة او في الأخبار العاجلة.
ولا يخفي امتعاضه كل مرة حول القنوات العربية التي تبدي دعما وترويجا مبطنا للكيان المجرم كالعربية والحدث السكاي نيوز وغيرها ولا يبرزون انتصارات المقاومة ولا حتى يصفوهم بالشهداء بينما ينصحه البعض بالابتعاد عن مشاهدتها ومتابعة الجزيرة والميادين وغيرها ،،، حتى لا يؤثرون عليه إعلاميا وعلى صحته المتبقية من أثر السكري المنهك وتنجح حربهم الاعلامية والنفسية على شيخ طاعن.
في ندوتنا نحس بشعور عمي بلڨاسم وكأننا نراه مجسدا بيننا ونتظامن مع شغفه و لوعته وحسه العالي وحرصه المتواصل ولا ندعه يفارق المجلس الا بخطابات حماسية محفزة ومشجعة وعرض لبشائر النصر ومكارم الشهادة وآيات وأحاديث غيبية تجعله يعود الى فراشه مرتاحا غير مشوش هذا اذا لم يعاود مشاهدة العبرية والسكاي نيوز و تذهب توجيهاتنا الحثيثة سدا.
بعد انقضاء مؤتمر العاجزين العرب والمسلمين واعلان البيان الختامي ختم الله على أبصارهم وأفئدتهم،،، عاد عمي بلڨاسم إلينا مهرولا مشوش التفكير عاجزا عن فهم تفاصيل البيان مرجعا سبب عجزه لعدم فهمه العربية الفصحى حينها طمأنته وأوضحت له أن العجز ناجم عن أصحاب البيان وليس عن لغة البيان أو عن شخصه لاسمح الله.
لا يعجب هذا الشيخ في مجموعتنا الا شاب اسمه سعد لا يستغيب أحدا غيره ولا يستطيب سواه ولا يحلوا له المكوث الا بحضوره ولا يؤمن الا برواياته ومداخلاته الشيقة فهو شاب جهوري الصوت بثقافة دينية وسياسية وحتى عسكرية واسعة ومحدَثة لآخر إصدار وحديثه يشرح القلب ويجعل من الشيخ مرتاح البال متفائلا فرحا وهذا ما تبرزه ابتسامته العريضة عرض شاربيه وبريق عيناه اللامع وتشابك كفيه المشدودتان كأنه يشد على يد مجاهد من المقاومة الفلسطينية ويدعوه للثبات والصمود كما يقول سعد.
بعد مغادرة الشيخ لندوتنا يهمس سعد في أذني قائلا " بعد انفراج المحنة وانتهاء الحرب بالنصر يجب أن نرغم عمي بلڨاسم على امتاعنا بحاجة حلوة ويخلصّ علينا قرعة ڨازوز وطبسي بقلاوة على كل هذه الخطابات التحفيزية والرسائل التفائلية التي يتلقاها مني مجانا هههه
عمي بلڨاسم عينة متصلة متواصلة لا زالت تعاصرنا من جيل فحولي نتمنى أن يتكرر نسله ليتصل بقضايا الأمة الحقيقية الفعلية ويتواصل مع واقع حاضره ومستقبله.
عمي بلڨاسم ذلك المسن الطيب رغم التعب والإنهاك البادي على أطراف جسمه الهزيل وتفاصيل وجهه الشاردة من أثر المرض الذي صادقه فما عاد يفراقه وهموم الحياة المريرة التي عاشها لازال يحاول تسجيل حضوره اليومي في تجمعنا كل ليلة داخل دكان جارنا في الحي حيث تجتمع كوكبة من الأصحاب والجيران نتبادل الأخبار الجديدة و نتدارس ونحلل الأحداث الجارية و نعرج بين حين وآخر على التاريخ و الجغرافيا والشريعة والتكنولوجيا والرياضة والأسواق و غيرها مما سهله الله كل حسب مستواه ومكتسباته وكثافة إطلاعه وثقافته وبما أن هذه الندوة الليلية المتواصلة على مدار السنة مكونة من أعضاء دائمون ومفتوحة لالتحاق أعضاء مؤقتون يبرزون فقط في الأحداث الطارئة البارزة يدلون بدلوهم إلى حين ومن بينهم عمي بلڤاسم الحزين والمشوش بسبب ما يجري مع إخواننا في فلسطين المقاومة.
من بعيد يترائ لنا عمي بلڨاسم متعجلا في مشيته يصارع الوقت للالتحاق بالندوة وعدم تفويت أي حديث أو خبر جديد وخاصة أخبار المقاومين و معاركهم الباسلة والمقاطع المصورة المتبادلة لهز وتدمير آليات العدو والقضاء على القردة الخنازير قتلة النساء والأطفال.
ألوان وجهه وتغيرات ملامحه الواضحة وحركات كفيه المجعدتين تنبئك سريعا بما يحسه داخله دون أن ينبس ببنت شفة، تارة يضيء ويُسر وتارة يكفهر و يصفر وتارة يشمئز ويحمر وبين سرور وألم يتشاطر تجاعيد وجهه بانتباه شديد يستمر في استماع ما يسرد من خبر مفرح أو تنبيه من خطر محدق، وهو بين هذا وذاك يتخطف الهمسات والكلمات من بين الحاضرين لا يفوت شيئا مما يقولونه " وشنهي؟،، وش قالو؟،، وين صرات؟، وش معناه؟،،، " ويستفسر عما هو ،،ياسين 105 ونقطة الصفر والميركافا والشاباك و الكمنكورس و المسيرات والمدرعات وكل مصطلح سياسي أو عسكري يظهر في الساحة او في الأخبار العاجلة.
ولا يخفي امتعاضه كل مرة حول القنوات العربية التي تبدي دعما وترويجا مبطنا للكيان المجرم كالعربية والحدث السكاي نيوز وغيرها ولا يبرزون انتصارات المقاومة ولا حتى يصفوهم بالشهداء بينما ينصحه البعض بالابتعاد عن مشاهدتها ومتابعة الجزيرة والميادين وغيرها ،،، حتى لا يؤثرون عليه إعلاميا وعلى صحته المتبقية من أثر السكري المنهك وتنجح حربهم الاعلامية والنفسية على شيخ طاعن.
في ندوتنا نحس بشعور عمي بلڨاسم وكأننا نراه مجسدا بيننا ونتظامن مع شغفه و لوعته وحسه العالي وحرصه المتواصل ولا ندعه يفارق المجلس الا بخطابات حماسية محفزة ومشجعة وعرض لبشائر النصر ومكارم الشهادة وآيات وأحاديث غيبية تجعله يعود الى فراشه مرتاحا غير مشوش هذا اذا لم يعاود مشاهدة العبرية والسكاي نيوز و تذهب توجيهاتنا الحثيثة سدا.
بعد انقضاء مؤتمر العاجزين العرب والمسلمين واعلان البيان الختامي ختم الله على أبصارهم وأفئدتهم،،، عاد عمي بلڨاسم إلينا مهرولا مشوش التفكير عاجزا عن فهم تفاصيل البيان مرجعا سبب عجزه لعدم فهمه العربية الفصحى حينها طمأنته وأوضحت له أن العجز ناجم عن أصحاب البيان وليس عن لغة البيان أو عن شخصه لاسمح الله.
لا يعجب هذا الشيخ في مجموعتنا الا شاب اسمه سعد لا يستغيب أحدا غيره ولا يستطيب سواه ولا يحلوا له المكوث الا بحضوره ولا يؤمن الا برواياته ومداخلاته الشيقة فهو شاب جهوري الصوت بثقافة دينية وسياسية وحتى عسكرية واسعة ومحدَثة لآخر إصدار وحديثه يشرح القلب ويجعل من الشيخ مرتاح البال متفائلا فرحا وهذا ما تبرزه ابتسامته العريضة عرض شاربيه وبريق عيناه اللامع وتشابك كفيه المشدودتان كأنه يشد على يد مجاهد من المقاومة الفلسطينية ويدعوه للثبات والصمود كما يقول سعد.
بعد مغادرة الشيخ لندوتنا يهمس سعد في أذني قائلا " بعد انفراج المحنة وانتهاء الحرب بالنصر يجب أن نرغم عمي بلڨاسم على امتاعنا بحاجة حلوة ويخلصّ علينا قرعة ڨازوز وطبسي بقلاوة على كل هذه الخطابات التحفيزية والرسائل التفائلية التي يتلقاها مني مجانا هههه
عمي بلڨاسم عينة متصلة متواصلة لا زالت تعاصرنا من جيل فحولي نتمنى أن يتكرر نسله ليتصل بقضايا الأمة الحقيقية الفعلية ويتواصل مع واقع حاضره ومستقبله.
آخر تعديل: