في اول امس عدت الى منزلي من يوم عمل شاق .تنقلت بين قنوات الاخبار التلفزيونية وما ان افرح قليلا بضربات المقاومة حتى يحزن القلب بالقصف الصهيوني الغاشم .
أطفأت التلفاز واخذت شهيقا طويلا .
بدأ عقلي يسمعني كلام يردد في أذني يوميا بين احاديث الناس العامة . فكل الناس اصبحو محللين سياسيين حتى الائمة في المساجد رغم محاولاتهم ببث الصبر والعزيمة بنفوس المصلين .
ثم غفت قليلا واذ اجد نفسي اقع في دوامة زمان لا مكانية واسقط على كومة قش محملة بعربة تجرها بغل !
كانت البيوت من حولي ذو طابع اسلامي مقوس وعلى اسطحها قبب وكانت اشجار النخيل من كثرتها تخفي الابواب خلفها . وقد علمت اني ببغداد لشدة تشابه الحي بما رأيته في مغامرات سندباد في الكرتون . ومشيت عسى ان ادرك طريق العودة .لكني بداخلي كنت لا ارغب العودة البتة . فكم من شخص بتمنى ان يعيش لو لحظة في الزمن الاسلامي المشرق .
ومن بيت الى اخر زرت بيت قاضي القضاة الذي كان كريما واعتقدو بإني من بلاد الهند لغرابة لباسي فضيفوني طعاما لم اجربه من قبل ! كما اني اتقنت التحدث بالعربية المكسورة بالهندية.. ورغم هذا سألني القاضي اذا كانت التوابل هندية ام لا ! .
في البداية ظننت انه سيقطع راس تاجر التوابل لانني جئت من زمن اخبروني بإن العباسيين معروفون بالشدة في عصرهم ويرتدون ثوب اسود و رايتهم سوداء مكتوب عليها (محمد رسول الله) . ورغم صحة لباسهم الاسود والراية . لكنهم اخفو ان هذا الزمن بالتحديد اشتهرت مجالس الحوار فيه والفلسفة والنقاشات المطولة والاخذ بالاسباب . و وضع الحلول النهائية واقرارها
وهذا ما رأيته مع القاضي الذي أبى ان ارحل الا ويأخذني لحضور احدى المجالس .
كان المجلس دائريا تحت مظلة وحوله النخيل يكاد المرء لا يرى الجدار المحيط بنا . سألت القاضي من المتخاصمين فضحك وقال الخصوم في البيزنطية في الاناضول . اما هؤلاء يسمون متحاورون. وهم أئمة من الحنابلة والاخرون من الجعفريين .
سالته وهل اندكم واحد نفر حنبلي ؟ احنا في الهند ما عنا ناهي ناهي ؟
فأجابني هذا رابع مذاهب اهل السنة والجماعة ومعروفون بالصرامة والتشدد
وحزم الامور في مواضعها
ثم سالته هل تقصد الشيعة الجعفريون ؟! فأجابني ان كلمة شيعة تعني جماعة لغويا وان هذه تعد نقصان لقيمة المذهب .
فقلت في نفسي (واو لهدرجة في زماني وصل الجهل ؟؟! ) كل معضلة سمعتها في القرن الواحد والعشرين وكل قصة تجادلو فيها الطرفان. سمعتها في ذاك المجلس قبل اكثر من الف سنة وسمعت الاجابات كلها .
فزواج المتعة اختلفو في وقت تحريمه لكنهم اكدو ان له شروط كالزواج الدائم الا انه شفهي وشروطه لا تستوفى في العصر الراهن . و ان العصمة لآل البيت معنقد لا يكفر صاحبه او مخالفه
وان حق الخلافة او الولاية يستحقها الاجدر بالكفاءة لا بالوراثة ولا بقرابة ال البيت !
والاجماع بتحديد الصيام والاعياد وووو .
و بل انهم وضعو حلول دائمة متوسطة تمنع التعصب والمغالاة لكلا الطرفين .. بعدها دعاني القاضي ان احضر جلسة غد التي سيتكلمون فيها عن الغزو المغولي في اقصى شرق البلاد . ولم أشئ ان اخبره ان بغداد ستسقط بيدهم لكني وعدته بالعودة ..
ثم غفوت عند احد التجار الاصحاب لاستيقظ في المنزل وتعلمت في رحلتي هذه عدة امور اهمها اولا . ان جهلنا اليوم في كتب علمائنا هو السبب الرئيسي للصراعات بين الشعوب .
ثانيا ان ذروة الصراع الطائفي العرقي ينمي اعداء الاسلام في حروبهم ويغذيها بقوة
ثالثا ان النوم بعد الضغط والعمل الشاق مفيد و ينقل الانسان من زمان الى اخر .
كما اني تعلمت امور دينية .اولها ان كل من قال الشهادتين مسلم ولا يصح اخراجه من الدين لمجرد الاختلاف . ثانيهم ان نبينا واحد وقرآننا واحد لذلك مهما حرفو ودلسو بكتب العلماء . يبقى المرجع الرئيسي وهو القران والاحاديث النبوية قاطعا للشك ومؤكدا لليقين مهما فتن المفتنون .فتارة نرى متشيع يحرف بكتب علمائنا وتارة اخرى نرى ذو اللحية السوداء (تيتش) يحرف بكتبهم وكلاهما يحاولان تشويه صورة الاخر امام جمهوره ومنع الحوار الهادف والتعارف والتقارب من اجل الرسالة الاسلامية .
بكل الاحوال سأحاول ان اتعب نفسي في ليلة الخميس لهذا الاسبوع كي احضر مجلس مهم قبل صلاة الجمعة رفقة قاضي القضاة في الزمن العباسي
وبغداد مدينة جميلة جداا
أطفأت التلفاز واخذت شهيقا طويلا .
بدأ عقلي يسمعني كلام يردد في أذني يوميا بين احاديث الناس العامة . فكل الناس اصبحو محللين سياسيين حتى الائمة في المساجد رغم محاولاتهم ببث الصبر والعزيمة بنفوس المصلين .
ثم غفت قليلا واذ اجد نفسي اقع في دوامة زمان لا مكانية واسقط على كومة قش محملة بعربة تجرها بغل !
كانت البيوت من حولي ذو طابع اسلامي مقوس وعلى اسطحها قبب وكانت اشجار النخيل من كثرتها تخفي الابواب خلفها . وقد علمت اني ببغداد لشدة تشابه الحي بما رأيته في مغامرات سندباد في الكرتون . ومشيت عسى ان ادرك طريق العودة .لكني بداخلي كنت لا ارغب العودة البتة . فكم من شخص بتمنى ان يعيش لو لحظة في الزمن الاسلامي المشرق .
ومن بيت الى اخر زرت بيت قاضي القضاة الذي كان كريما واعتقدو بإني من بلاد الهند لغرابة لباسي فضيفوني طعاما لم اجربه من قبل ! كما اني اتقنت التحدث بالعربية المكسورة بالهندية.. ورغم هذا سألني القاضي اذا كانت التوابل هندية ام لا ! .
في البداية ظننت انه سيقطع راس تاجر التوابل لانني جئت من زمن اخبروني بإن العباسيين معروفون بالشدة في عصرهم ويرتدون ثوب اسود و رايتهم سوداء مكتوب عليها (محمد رسول الله) . ورغم صحة لباسهم الاسود والراية . لكنهم اخفو ان هذا الزمن بالتحديد اشتهرت مجالس الحوار فيه والفلسفة والنقاشات المطولة والاخذ بالاسباب . و وضع الحلول النهائية واقرارها
وهذا ما رأيته مع القاضي الذي أبى ان ارحل الا ويأخذني لحضور احدى المجالس .
كان المجلس دائريا تحت مظلة وحوله النخيل يكاد المرء لا يرى الجدار المحيط بنا . سألت القاضي من المتخاصمين فضحك وقال الخصوم في البيزنطية في الاناضول . اما هؤلاء يسمون متحاورون. وهم أئمة من الحنابلة والاخرون من الجعفريين .
سالته وهل اندكم واحد نفر حنبلي ؟ احنا في الهند ما عنا ناهي ناهي ؟
فأجابني هذا رابع مذاهب اهل السنة والجماعة ومعروفون بالصرامة والتشدد
وحزم الامور في مواضعها
ثم سالته هل تقصد الشيعة الجعفريون ؟! فأجابني ان كلمة شيعة تعني جماعة لغويا وان هذه تعد نقصان لقيمة المذهب .
فقلت في نفسي (واو لهدرجة في زماني وصل الجهل ؟؟! ) كل معضلة سمعتها في القرن الواحد والعشرين وكل قصة تجادلو فيها الطرفان. سمعتها في ذاك المجلس قبل اكثر من الف سنة وسمعت الاجابات كلها .
فزواج المتعة اختلفو في وقت تحريمه لكنهم اكدو ان له شروط كالزواج الدائم الا انه شفهي وشروطه لا تستوفى في العصر الراهن . و ان العصمة لآل البيت معنقد لا يكفر صاحبه او مخالفه
وان حق الخلافة او الولاية يستحقها الاجدر بالكفاءة لا بالوراثة ولا بقرابة ال البيت !
والاجماع بتحديد الصيام والاعياد وووو .
و بل انهم وضعو حلول دائمة متوسطة تمنع التعصب والمغالاة لكلا الطرفين .. بعدها دعاني القاضي ان احضر جلسة غد التي سيتكلمون فيها عن الغزو المغولي في اقصى شرق البلاد . ولم أشئ ان اخبره ان بغداد ستسقط بيدهم لكني وعدته بالعودة ..
ثم غفوت عند احد التجار الاصحاب لاستيقظ في المنزل وتعلمت في رحلتي هذه عدة امور اهمها اولا . ان جهلنا اليوم في كتب علمائنا هو السبب الرئيسي للصراعات بين الشعوب .
ثانيا ان ذروة الصراع الطائفي العرقي ينمي اعداء الاسلام في حروبهم ويغذيها بقوة
ثالثا ان النوم بعد الضغط والعمل الشاق مفيد و ينقل الانسان من زمان الى اخر .
كما اني تعلمت امور دينية .اولها ان كل من قال الشهادتين مسلم ولا يصح اخراجه من الدين لمجرد الاختلاف . ثانيهم ان نبينا واحد وقرآننا واحد لذلك مهما حرفو ودلسو بكتب العلماء . يبقى المرجع الرئيسي وهو القران والاحاديث النبوية قاطعا للشك ومؤكدا لليقين مهما فتن المفتنون .فتارة نرى متشيع يحرف بكتب علمائنا وتارة اخرى نرى ذو اللحية السوداء (تيتش) يحرف بكتبهم وكلاهما يحاولان تشويه صورة الاخر امام جمهوره ومنع الحوار الهادف والتعارف والتقارب من اجل الرسالة الاسلامية .
بكل الاحوال سأحاول ان اتعب نفسي في ليلة الخميس لهذا الاسبوع كي احضر مجلس مهم قبل صلاة الجمعة رفقة قاضي القضاة في الزمن العباسي
وبغداد مدينة جميلة جداا
آخر تعديل: