خرافة يناير والسنة الأمازيغية
▪︎من الأكاذيب التي يروج لها البعض على أنها تراث يعتز به : ما يسمى بعيد يناير وما يتعلق به من طقوس وثنية واعتقادات جاهلية...
▪︎يناير أو الناير أو ينِّير هو شهر جانفي... أحد أشهر التقويم الشمسي... وهي أسماء رومانية معروفة حرفت لما نقلت إلى اللهجة الأمازيغية فقالوا : يناير _ فورار _ مغرس _ إيرير _ مايو _ يونيو _ يوليو _ غشت _ سكتنبر _ توبر _ وانبر _ دوجنبر.
▪︎هذا التقويم الأمازيغي الذي بدايته في 12 يناير في الجزائر وفي 13 يناير في المغرب هو عينه التقويم الشمسي الذي لا تزال تعتمده الكنيسة الشرقية إلى اليوم، وهو تقويم وضعه القيصر الروماني ( يوليوس) في سنة 46 قبل الميلاد.
▪︎بعض الخرافيين يفسر الفرق بين 12 و13 يناير أنه متعلق بحكاية امرأة عجوز استهانت بقوى الطبيعة واغترت بنفسها وأرجعت صمودها أمام برد الشتاء إلى قوتها فغضب يناير ( إله الخصوبة والزراعة عندهم ) من صنيعها فطلب من فورار ( فيفري ) أن يقرضه يوما لمعاقبة العجوز على جحودها فحدثت عاصفة شديدة أهلكت العجوز وعنزتها وكل ما تملك فتحول ذلك اليوم إلى رمز للعقاب الذي قد يحل بكل من سوّلت له نفسه الإستخفاف بالطبيعة.
▪︎ولعل هذا هو سبب تسمية بعض الناس لهذا اليوم بيوم العجوز وتجنبهم الخروج فيه للرعي أو للزراعة خوفا من قوى الطبيعة...
▪︎ويجعلون هذا اليوم يوما للإحتفال بالأرض وما ينتج منها من خيرات... والبعض يجمع في هذا اليوم بين مظاهر الفرح ومظاهر الحزن...والبعض يطلق على هذا اليوم أنه رأس السنة الفلاحية... وبعضهم يقول هو يوم يفصل بين مدتين : مدة البرد القارس ومدة الإعتدال.
▪︎التاريخ الأمازيغي يبدأ من سنة 950 قبل الميلاد وتزعم أساطيرهم أنه في هذه السنة هزم الزعيم البربري ( شيشنق) أو ( شاشناق ) فرعون مصر ثم اعتلى على عرش مصر...وجاء في العهد القديم أن شيشنق هذا هجم على القدس ونهب خيراتها وما فيها من كنوز وذلك في سنة 930 قبل الميلاد وأنه كان ملكا لمصر وبقيت مصر تنفق من هذه الكنوز مدة قرنين من الزمن.
من عقائدهم وشركياتهم في هذا اليوم :
1- في هذا اليوم يخرج نساؤهم إلى حقول الزيتون لمناجاة الطبيعة لإعطاءهم محصول وفير.
2- من يحتفل بهذا اليوم يمضي سنة سعيدة ويبعد سوء الطالع كما يرمز الإحتفال به إلى الخصوبة والرزق.
3- يجعلون هذا اليوم عيدا فيلبسون أحسن الثياب ويجمّلون أطفالهم ويعطونهم الهدايا ويضعون الحنة في أيديهم.
4- عندهم في هذا اليوم ذبح لغير الله فيذبحون الدجاج على عتبة البيوت بزعم الوقاية من الحسد والشرور.
5- تبركات شركية من ذلك وضع عيدان خضراء على سقف البيت رجاء أن تكون السنة خضراء.
6- في بعض المناطق المغربية يضعون بقايا الطعام في زوايا البيت ويضعون على مائدة الطعام ملاعق للأحياء والأموات ظنا منهم أن الأرواح تحضر معهم.
7- استسقاء وكهانة وشعوذة في بعض المناطق المغربية المعروفة بالسحر والشعوذة.
8- يضعون في هذا اليوم تمائم تحمي من قرصنة الحليب ( تحويله من بقرة لأخرى ) في زعمهم.
9- ترك العمل والحياكة والزراعة في ذلك اليوم.
10- تحريم الطبخ وغسل الأواني وتحريم اللحوم الحمراء ولا يشعلون النار في ذلك اليوم، وطعامهم يطبخونه قبل يوم.
11- إعداد عشاء من مأكولات تقليدية متعارف عليها فيصنعون طعاما يسمونه ( إركمن ) فيه عدة أنواع من الخضروات.
12- بعضهم يحرم كل طعام ذلك اليوم ماعدا البسيسة والكسكس.
11- وجوب الشبع في تلك الليلة وأن من لم يشبع في تلك الليلة سوف يطارده الجوع طول السنة، ويخوفون أطفالهم بأن من لم يأكل حتى التخمة تلك الليلة تأتيه عجوز فتملأ بطنه تبنا.
12- بعضهم يضع نواة تمر في الكسكس أو العصيدة ومن يجدها وهو يأكل هو صاحب الحظ السعيد تلك السنة.
13- بعضهم يتفاءل باللبن فلا يجعل مع الكسكس إلا اللبن تفاؤلا بصفاء السنة الجديدة.
14 - بعضهم يعد طبقا يملأ بأنواع الحلويات والمكسرات والفواكه الجافة من أجل عام طيب.
هذه بعض خرافات القوم وليس شرطا أن تجتمع في منطقة من المناطق بل هي متفرقة في مختلف المناطق بتونس و الجزائر والمغرب.
▪︎ولا شك أنها طقوس وثنية وأساطير رومانية،
وخرافات شركية.
▪︎فلا يجوز الإحتفال بهذا العيد ولا بفصول السنة لأنه ليس من أعياء المسلمين وليس تاريخا للمسلمين.
▪︎ولا يجوز جعل هذا اليوم يوم عطلة أو يوما للفرح أو للحزن، ونحو ذلك.
▪︎وقد رأيت هذا المساء في بعض البلديات لافتات كتبوا عليها ( سنة أمازيغية سعيدة ) ونحو ذلك من الشعارات الجوفاء التي لا أصل لها ولا فائدة منها.
▪︎فقبل أيام قالوا سنة ميلادية سعيدة ! واليوم قالوا سنة أمازيغية سعيدة ! ولا ندري ماذا يقولون غدا ! وكأننا أمة لا تعرف تاريخها أو ليس لها هويتها !
سبحانك هذا بهتان عظيم... فإلى الله المشتكى وهو حسبنا ونعم الوكيل.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه عامر أبو أويس البجائي