اكتسب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة -في الآونة الأخيرة- أهمية إضافية باعتباره وسيلة لإرساء حيوية هوية ثقافية. ويحيي هذا التقليد، المتجذر في الحكايات الشعبية القديمة شمال أفريقيا، التوازن الذي ينبغي على الإنسان أن يحققه مع الطبيعة.
وابتداء من اليوم الثلاثاء 12 يناير/كانون الثاني، يحتفل أمازيغ كل من الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وأجزاء من مصر، وكذلك الشتات، برأس السنة الأمازيغية الجديدة والذي يُطلقون عليه اسم "ينّاير" (Yennayer).
ويوافق 2023 عام 2972 بالتقويم الأمازيغي. ويعود تاريخ هذا الاحتفال إلى العصور القديمة، وهو متجذر في الحكايات والأساطير الشعبية شمال إفريقيا، ويعد إحياء للرابط بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلا عن ثروة الأرض وسخائها. لذلك، يعتبر يناير احتفالا بعيد الطبيعة والحياة الزراعية والنهضة والوفرة
ويبدأ التقويم الزراعي للأمازيغ يوم 13 يناير/كانون الثاني، وهو مستوحى من التقويم اليولياني (وهو تقويم فرضه يوليوس قيصر سنة 46 ق. م، ودخل حيّز التنفيذ سنة 45 ق. م، في محاولة لمحاكاة السنة الشمسية ويتكون من 365.25 يوماً مقسمة على 12 شهراً) وكان سائدا شمال أفريقيا خلال فترة الهيمنة الرومانية.
ويوافق "يناير" بداية ما يعرف باسم "الليالي السود" التي تدوم 20 يوما، وهي من الفترات التي تسجل انخفاضا قياسيا في درجات الحرارة.
كان شيشنق أمازيغيا من أصل ليبي، وهو أحد أبرز الشخصيات الأمازيغية في تاريخ شمال أفريقيا العريق. وبالتالي، يرى الأمازيغ أن هذا التاريخ يرمز إلى القوة والسلطة.
وتبين الكاتبة أن التقويم الأمازيغي اشتق مباشرة من التقويم اليولياني الذي كان يستخدم بأوروبا قبل التقويم الميلادي. وأصبح سائدا شمال أفريقيا لتنظيم المواسم الزراعية.
كما تشكّلت العديد من الأساطير والخرافات لشرح أصل الاحتفال، وتتضمن إحدى الحكايات الخرافية الشائعة في الغالب قصة سيدة عجوز عنيدة.
وتنوه الكاتبة إلى أنه في التقاليد الأمازيغية كان يناير/كانون الثاني يتكوّن في الأصل من 30 يوما فقط. ويقال في الأساطير إن عجوزا تحدت غضب الشتاء بأخذ ماعزها للرعي خلال اليوم الأخير من يناير/كانون الثاني، وبعد أن شعر هذا الشهر بالإهانة بسبب غطرسة المرأة، اقترض يوما إضافيا من فبراير/شباط، وفرض ليلة شديدة البرودة على العجوز انتقاما منها.
وتعبر هذه القصة الرمزية عن أهمية العيش في وفاق مع الطبيعة، وضرورة الصبر وأخذ الحيطة. ففي منطقة معروفة بشدة برودة الشتاء وحرارة الصيف، واجه سكان شمال أفريقيا تحديات شاقة في حماية محاصيلهم وصحتهم.
ويطلق عليه بعض العرب في المغرب والجزائر اسم "عام زراعي". وأصبحت احتفالات "يناير" معروفة على نطاق واسع بسبب تزايد اهتمام سكان شمال أفريقيا بالثقافة الأمازيغية وأصولها.
وأصبح من المعتاد ارتداء الأزياء والمجوهرات الأمازيغية التقليدية الخاصة بهذه المناسبة. ومواكبة لقيم التجديد والحياة أصبح يناير مناسبة للاحتفال بأحداث الحياة المهمة كالزفاف والختان وقصة شعر الطفل الأولى.
وفي بعض مناطق الجزائر، تمتد احتفالات يناير 3 أيام. تجتمع الأسرة يوميا لتناول وجبة احتفالية، وعادة ما تكون عصيدة السميد اليوم الأول، والكسكس مع 7 خضراوات اليوم الثاني، والدجاج اليوم الثالث. ويقدم الناس أطيب أمانيهم بالعام الجديد بعبارات مثل: "أسغاس أمغاز" أو "يناير أمرفو (سنة جديدة سعيدة)".
تقول الأسطورة إن من يأكل حتى الشبع يوم يناير سيكون عامه خاليا من المجاعة أو الفقر. كما تعبر العائلات عن وفرة ثروتها من خلال طهي الكسكس مع 7 خضراوات و7 بهارات مختلفة.
في الماضي، كان على كل واحد من أفراد الأسرة أن يتناول دجاجة بمفرده إلى حد الشبع، وهو ما يشير إلى ضمان الامتلاء والازدهار لمدة عام كامل. ومن التقاليد أيضا أن تأخذ النساء بعضا من الفتات وتنثره بالخارج للحشرات والطيور، وهي حركة رمزية للتأكد من عدم بقاء أي مخلوق جائعا في يوم يناير.
وابتداء من اليوم الثلاثاء 12 يناير/كانون الثاني، يحتفل أمازيغ كل من الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وأجزاء من مصر، وكذلك الشتات، برأس السنة الأمازيغية الجديدة والذي يُطلقون عليه اسم "ينّاير" (Yennayer).
ويوافق 2023 عام 2972 بالتقويم الأمازيغي. ويعود تاريخ هذا الاحتفال إلى العصور القديمة، وهو متجذر في الحكايات والأساطير الشعبية شمال إفريقيا، ويعد إحياء للرابط بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلا عن ثروة الأرض وسخائها. لذلك، يعتبر يناير احتفالا بعيد الطبيعة والحياة الزراعية والنهضة والوفرة
متى يُحتفل بيناير؟
يمثل 12 يناير/كانون الثاني بداية الاحتفالات في الجزائر، وتتزامن العطلة الرسمية مع مناسبة تابورث أسيغاس في اليوم ذاته. في حين تبدأ بعض المجموعات الأمازيغية بالمغرب وأماكن أخرى احتفالاتها يوم غد.ويبدأ التقويم الزراعي للأمازيغ يوم 13 يناير/كانون الثاني، وهو مستوحى من التقويم اليولياني (وهو تقويم فرضه يوليوس قيصر سنة 46 ق. م، ودخل حيّز التنفيذ سنة 45 ق. م، في محاولة لمحاكاة السنة الشمسية ويتكون من 365.25 يوماً مقسمة على 12 شهراً) وكان سائدا شمال أفريقيا خلال فترة الهيمنة الرومانية.
ويوافق "يناير" بداية ما يعرف باسم "الليالي السود" التي تدوم 20 يوما، وهي من الفترات التي تسجل انخفاضا قياسيا في درجات الحرارة.
ما هو التقويم الأمازيغي؟
بدأ هذا التقويم يتخذ شكلا رسميا في الستينيات عندما قررت "الأكاديمية البربرية" وهي جمعية ثقافية أمازيغية مقرها بباريس، البدء في عد الأعوام الأمازيغية اعتبارا من 950 قبل الميلاد. ووقع اختيار التاريخ ليتزامن مع صعود الفرعون شيشنق الأول إلى عرش مصر.كان شيشنق أمازيغيا من أصل ليبي، وهو أحد أبرز الشخصيات الأمازيغية في تاريخ شمال أفريقيا العريق. وبالتالي، يرى الأمازيغ أن هذا التاريخ يرمز إلى القوة والسلطة.
وتبين الكاتبة أن التقويم الأمازيغي اشتق مباشرة من التقويم اليولياني الذي كان يستخدم بأوروبا قبل التقويم الميلادي. وأصبح سائدا شمال أفريقيا لتنظيم المواسم الزراعية.
متى احتفل بيناير لأول مرة؟
تعود احتفالات "يناير" إلى العصور القديمة، ولكن من الصعب تحديد تاريخ دقيق. وخلافا للمعتقدات السائدة، فإنه لا علاقة لاحتفالات يناير بالفرعون شيشنق الأول، حيث يعتقد الأمازيغ أن التقاليد سبقت قدوم الملك.كما تشكّلت العديد من الأساطير والخرافات لشرح أصل الاحتفال، وتتضمن إحدى الحكايات الخرافية الشائعة في الغالب قصة سيدة عجوز عنيدة.
وتنوه الكاتبة إلى أنه في التقاليد الأمازيغية كان يناير/كانون الثاني يتكوّن في الأصل من 30 يوما فقط. ويقال في الأساطير إن عجوزا تحدت غضب الشتاء بأخذ ماعزها للرعي خلال اليوم الأخير من يناير/كانون الثاني، وبعد أن شعر هذا الشهر بالإهانة بسبب غطرسة المرأة، اقترض يوما إضافيا من فبراير/شباط، وفرض ليلة شديدة البرودة على العجوز انتقاما منها.
وتعبر هذه القصة الرمزية عن أهمية العيش في وفاق مع الطبيعة، وضرورة الصبر وأخذ الحيطة. ففي منطقة معروفة بشدة برودة الشتاء وحرارة الصيف، واجه سكان شمال أفريقيا تحديات شاقة في حماية محاصيلهم وصحتهم.
من يحتفل؟
يحتفل الأمازيغ بيناير، الذين تعود جذور ثقافتهم إلى ما قبل العرب شمال أفريقيا، إضافة للجاليات العربية في منطقة المغرب العربي، وفي مصر.ويطلق عليه بعض العرب في المغرب والجزائر اسم "عام زراعي". وأصبحت احتفالات "يناير" معروفة على نطاق واسع بسبب تزايد اهتمام سكان شمال أفريقيا بالثقافة الأمازيغية وأصولها.
كيفية الاستعداد
تتركز احتفالات يناير على التجمعات العائلية والاستمتاع بالموسيقى المبهجة. وتعد الأمهات المهتمات بترتيبات الحفل وليمةً من الأطعمة التقليدية استعدادا للاحتفال.وأصبح من المعتاد ارتداء الأزياء والمجوهرات الأمازيغية التقليدية الخاصة بهذه المناسبة. ومواكبة لقيم التجديد والحياة أصبح يناير مناسبة للاحتفال بأحداث الحياة المهمة كالزفاف والختان وقصة شعر الطفل الأولى.
وفي بعض مناطق الجزائر، تمتد احتفالات يناير 3 أيام. تجتمع الأسرة يوميا لتناول وجبة احتفالية، وعادة ما تكون عصيدة السميد اليوم الأول، والكسكس مع 7 خضراوات اليوم الثاني، والدجاج اليوم الثالث. ويقدم الناس أطيب أمانيهم بالعام الجديد بعبارات مثل: "أسغاس أمغاز" أو "يناير أمرفو (سنة جديدة سعيدة)".
رمزية الاحتفالات
يذكر يناير بالعيش في تناغم مع الطبيعة رغم قدرتها على صنع ظروف تهدد الحياة، مثل الأمطار الغزيرة والبرد والتهديد الدائم بالمجاعة. ولمواجهة هذه المصاعب، كانت الشعوب الأمازيغية القديمة تُؤلّه الطبيعة. لكن تغيرت هذه المعتقدات الدينية مع وصول الديانات اليهودية كالمسيحية، والإسلام لاحقا إلى شمال أفريقيا، لكن ظلّت عادة الاحتفال متواصلة إلى يومنا هذا.تقول الأسطورة إن من يأكل حتى الشبع يوم يناير سيكون عامه خاليا من المجاعة أو الفقر. كما تعبر العائلات عن وفرة ثروتها من خلال طهي الكسكس مع 7 خضراوات و7 بهارات مختلفة.
في الماضي، كان على كل واحد من أفراد الأسرة أن يتناول دجاجة بمفرده إلى حد الشبع، وهو ما يشير إلى ضمان الامتلاء والازدهار لمدة عام كامل. ومن التقاليد أيضا أن تأخذ النساء بعضا من الفتات وتنثره بالخارج للحشرات والطيور، وهي حركة رمزية للتأكد من عدم بقاء أي مخلوق جائعا في يوم يناير.