ذكرى وفاة الشاعر عبد الله بن كريو... 21 أكتوبر
*ذكرى*
عبد الله بن كريو (1869 أو 1871-1921)
__________________________
عبد الله بن كريو فحول الشعر الشعبي بالأغواط
ولد بالأغواط في 1869م، واسمه الحقيقي عبد الله التخـي الأغواطي هو أحد فحول الشعر الشعبي بالأغواط وقد ترك العديد من القصائد جلها في شعر الغزل ولحنت كلمات بعضها وغناها عدد من فناني الطرب البدوي وعمالقته في الجزائر وعلى رأسهم الحاج محمد العنقة وخليفي أحمد والحاج رابح درياسة، عايش الشاعر الثورة الشعبية بقيادة الناصر بن شهرة (1852-1875)، وسجل هذا التاريخ وكان يصف مدينته صاحبة السبعة أبواب، ويصف وحشية المحتل “من يطعن هاذ الوحوش المؤذية* يغدي لحمو بين الأظفار والأنياب”، وسجل أن “الناس الزينين لو ماتوا حيين* حيين بخصلات تتعاد وراهم”، وعُرف بأنه شاعر اللهو والمجون، وأنه شاعر حكيم حتى عند حديثه عن الحب والمرأة، والكثير من القصائد التي نظمها تظهر بصورة جلية ورمزية تعلقه بالفيلسوف اليوناني أفلاطون وبالتالي فإنه راح يتحدث بإيحاء عن تلك الحكمة التي أنشدها افلاطون وعن الحكم المثالي الذي ظل يسعى ليطبقه الحكام على المحكومين ولذلك قال بن كريو:” من عهد افلاطون كانت محفية* دبرها من شاو عُمرو حتى شاب”، ومن القصائد التي تبرز تمكن الشاعر من علوم الفلك مثلا قوله:
لاح بعينو شاف نجمة ضواية* كي برزت بنوارها من وسط سحاب
ماهي في حيز النجوم الضواية* ولا يعرف تقويمها شاطر حساب
كل منجم دهشاتو ذا الرؤية* بحثوا في تعديلها واحد ما صاب
فقد كان متعلما حافظا للقرآن منذ صغره، إضافة إلى تمكنه من علوم اللغة العربية، وكان مولعا بالثقافة بشكل عام، على غير معظم الشعراء الشعبيين كانت لديهم ثقافة ضحلة وغير متعلمين وأن الرواة كانوا يحفظون ويكتبون لهم اشعارهم خاصة بعد وفاتهم، كما تأثر بالشعراء العرب وعلى رأسهم عمر بن أبي ربيعة، وتلقى علوم الفلك على يد القاضي ابن الدين بن سيدي الحاج عيسى ودروسا أخرى على يد العالم الأغواطي محمد العربي، كما درس اللغة الفرنسية وأتقنها ليشتغل قاضيا بعد نيله شهادة الكفاءة للوظيفة وهي المهنة التي مارسها والده لمدة 35 سنة بمدينة الأغواط، ظل شاعرا مبدعا حتى وفاته في 1921، عن عمر يناهز 52 سنة وإلى اليوم تنظم دوريا بالأغواط فعاليات عكاظية الشاعر “بن كريو” بحضور شعراء وأساتذة مهتمين بالشعر الشعبي من مختلف ولايات الوطن.
رحمه الله.
*ذكرى*
عبد الله بن كريو (1869 أو 1871-1921)
__________________________
عبد الله بن كريو فحول الشعر الشعبي بالأغواط
ولد بالأغواط في 1869م، واسمه الحقيقي عبد الله التخـي الأغواطي هو أحد فحول الشعر الشعبي بالأغواط وقد ترك العديد من القصائد جلها في شعر الغزل ولحنت كلمات بعضها وغناها عدد من فناني الطرب البدوي وعمالقته في الجزائر وعلى رأسهم الحاج محمد العنقة وخليفي أحمد والحاج رابح درياسة، عايش الشاعر الثورة الشعبية بقيادة الناصر بن شهرة (1852-1875)، وسجل هذا التاريخ وكان يصف مدينته صاحبة السبعة أبواب، ويصف وحشية المحتل “من يطعن هاذ الوحوش المؤذية* يغدي لحمو بين الأظفار والأنياب”، وسجل أن “الناس الزينين لو ماتوا حيين* حيين بخصلات تتعاد وراهم”، وعُرف بأنه شاعر اللهو والمجون، وأنه شاعر حكيم حتى عند حديثه عن الحب والمرأة، والكثير من القصائد التي نظمها تظهر بصورة جلية ورمزية تعلقه بالفيلسوف اليوناني أفلاطون وبالتالي فإنه راح يتحدث بإيحاء عن تلك الحكمة التي أنشدها افلاطون وعن الحكم المثالي الذي ظل يسعى ليطبقه الحكام على المحكومين ولذلك قال بن كريو:” من عهد افلاطون كانت محفية* دبرها من شاو عُمرو حتى شاب”، ومن القصائد التي تبرز تمكن الشاعر من علوم الفلك مثلا قوله:
لاح بعينو شاف نجمة ضواية* كي برزت بنوارها من وسط سحاب
ماهي في حيز النجوم الضواية* ولا يعرف تقويمها شاطر حساب
كل منجم دهشاتو ذا الرؤية* بحثوا في تعديلها واحد ما صاب
فقد كان متعلما حافظا للقرآن منذ صغره، إضافة إلى تمكنه من علوم اللغة العربية، وكان مولعا بالثقافة بشكل عام، على غير معظم الشعراء الشعبيين كانت لديهم ثقافة ضحلة وغير متعلمين وأن الرواة كانوا يحفظون ويكتبون لهم اشعارهم خاصة بعد وفاتهم، كما تأثر بالشعراء العرب وعلى رأسهم عمر بن أبي ربيعة، وتلقى علوم الفلك على يد القاضي ابن الدين بن سيدي الحاج عيسى ودروسا أخرى على يد العالم الأغواطي محمد العربي، كما درس اللغة الفرنسية وأتقنها ليشتغل قاضيا بعد نيله شهادة الكفاءة للوظيفة وهي المهنة التي مارسها والده لمدة 35 سنة بمدينة الأغواط، ظل شاعرا مبدعا حتى وفاته في 1921، عن عمر يناهز 52 سنة وإلى اليوم تنظم دوريا بالأغواط فعاليات عكاظية الشاعر “بن كريو” بحضور شعراء وأساتذة مهتمين بالشعر الشعبي من مختلف ولايات الوطن.
رحمه الله.