صباحيات ...32

سعد606

:: عضو فعّال ::
صُنّآع آلمُحْتَوَى
إنضم
3 جانفي 2019
المشاركات
2,384
نقاط التفاعل
4,314
النقاط
111
العمر
63
محل الإقامة
تقرت
الجنس
ذكر
تكريمًا لرجل علم فاضل، يوشك أن يطوي العقد الثالث من الجهاد في مدارج الجامعة ولم يزل مرابطًا على ثغره، باسطاً غزير علمه لكل طالب باحث، باذلاً صادق نصحه لكل سالك قاصد، تكريمًا له أكتب هذه الكلمات الصباحية إشادة بمكانته الرفيعة ومدحا لصنائعه الجميلة.
طُلب منه قبل أزيد من عشر سنوات، وهو حينها أستاذ ذو مكانة علمية معلومة وسمعة طيبة مشهودة بين أقرانه، طُلب منه المساعدة في تقديم دروس حضورية في إطار نمط من أنماط التكوين المتواصل، على أن يقدم تلك الدروس في مسقط رأسه بعيدا عن محل عمله وإقامته ومستقر أسرته، مع التنبيه مسبقا إلى أن العائد المادي قد لا يكون مجزيا، وأن آلية الدفع أيضا قد تتأخر في تسوية تلك المستحقات على قلتها، إن حصلت أصلا.ً
فكان الرد الجميل "إني في غاية السعادة على أن مكنتموني من هذه الفرصة الثمينة لأرد بعضًا من جميل تلك المدينة الطيبة التي آوتني وعلمتني واشد عودي بين أحضانها، طالما كنت أحدث نفسي متحسرا، كيف أقضي زهرة شبابي في تحصيل المعارف واكتساب المعاش، ثم أعود إلى تلك الديار شيخًا هرمًا خرفًا أو جثة هامدة، لأدفن في ثراها دون أن أرد جميلها، إنها سانحة ولا أروع لأقضي شيئًا من دين تلك الأرض المباركة". إنتذب الأستاذ والتزم بالسفر كل أسبوع تقريبا على مسافة ساعتين من المسير، وكان العطاء العلمي المعهود والتميز المشهود في تقديم الدروس وبذل النصح والتوجيه دون منة ولا مكابرة.
من عزم على رد الدين يسر له الله السبل، ومن كان يريد خدمة وطنه لن يعدم الوسيلة من أي موقع كان، فالغرس الطيب حيث ما نبت تُجنى ثماره المباركة في كل حين، ويَتفيأ ظلاله الطيبون في كل مكان، تماما كما عم نفع أستاذنا الموقر من وادي ميه إلى وادي ريغ، وإلى ربوع الجزائر قاطبة.
صبحكم الله بكل خير، وجملنا وإياكم بخلق العرفان والشكر لذوي الفضل والخير
.
 
مبدع كعادتك في سماء المنتدى جعله الله في ميزان حسناتك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top