إذا اقتنعت أخيرا بأن السياسة "لعبة قذرة"، وعزمت على النأي بنفسك عن ذلك "المستنقع" مقدرا أنه على العاقل أن يتعفف عن تعاطي تلك القذارة، فأبشر قد نجحوا بكل أسف في تحييدك عن أهم المعارك التي عليك أن تخوض غمارها وتعايش فصولها بكل القوة التي أوتيت.
ليست السياسة سوى مضمار تفصل فيه القرارات التي تخص الواقع المعيش وتمس أيضا المستقبل المنظور والغد البعيد، لا نختار أن نقبل على السياسة أو ندبر، فهي وإن لم نشعر حاضرة في كل تفاصيل حياتنا، أليست هي من تقرر نمط السكن الذي نعيش فيه، وشكل العمران الذي نسكن، ومضامين المقررات التي يدرس أبناؤنا، ومستوى الرفاه الاجتماعي، ونسب النمو الاقتصادي، وخطط التشغيل، وحدود التضخم ومستوى القدرة الشرائية، وعدد الأبناء الذين علينا أن ننجب، ومستقبلا ستقرر السياسة أيضا حجم الهواء النقي الذي علينا أن نستنشق في اليوم والساعة، بعدما حددت ولله الحمد كمية الماء الصالح الذي يحق لنا أن نشرب.
هناك نمط من التنشئة الاجتماعية يشجع الناشئة على اقتحام السياسة كميدان لتحقيق الأهداف الجماعية وبناء النهضة المجتمعية وبلوغ الريادة العالمية، حيث يهتف في أذن الرضيع في مهده أنت "رئيس أمريكا القادم"، ونمط آخر من التربية ما ينفك يردد على مسامع أبنائه "اخطيك من السياسة" "أخطيك من وجع الراس" "ساسي العافية" "فك عليك من البوليتيك".
كان يمكن يا صديقي المحايد لمصطفى بن بولعيد أن يختار الحياد السياسي أيضا فقد كان يدير مشروعا تجاريا مربحا وكان وفق معطيات زمانه ثريا ذا جاه ومال، كذلك كان يمكن لشوقي مصطفاي و حسين لحلو وأمثالهم أن يسلكوا نهج الحياد السياسي ويحققوا مسارات مهنية مثالية بعيدا عن مهالك النضال السياسي والتضحيات التي تنعم بخيرها اليوم.
فقط يتطلب العمل السياسي كعمل خطير عليه تتوقف مصائر الشعوب، يتطلب نوعا من الاستعداد، والتدريب والتكوين وقبل ذلك الوعي الذي يمكننا من التمييز بين السياسة و"البوليتيك"، الأولى مضمار العمل والتنافس للإصلاح والتنمية والتطوير، والثانية مجال التلاعب والتزوير والتدجيل والتطاحن والتنابز لأجل تحقيق المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة.
السياسة فن الإصلاح والقيادة الراشدة أدنى شعبها التصويت الانتخابي لاختيار الأصلح، وأعلاها تولي منصب القيادة وتوجيه دفة المركب نحو الريادة والنهضة، أما "التزلف" و"التملق" و"الانتهازية" و"الوصولية" و"الزبائنية" و"الركمجة" فهي أمراض وممارسات طفيلية تنشأ عرضا حين يتهاوى العمل السياسي النبيل إلى وحل "البوليتيك".
صباحكم جميل ويومكم موفق بعيدا عن البوليتيك.
ليست السياسة سوى مضمار تفصل فيه القرارات التي تخص الواقع المعيش وتمس أيضا المستقبل المنظور والغد البعيد، لا نختار أن نقبل على السياسة أو ندبر، فهي وإن لم نشعر حاضرة في كل تفاصيل حياتنا، أليست هي من تقرر نمط السكن الذي نعيش فيه، وشكل العمران الذي نسكن، ومضامين المقررات التي يدرس أبناؤنا، ومستوى الرفاه الاجتماعي، ونسب النمو الاقتصادي، وخطط التشغيل، وحدود التضخم ومستوى القدرة الشرائية، وعدد الأبناء الذين علينا أن ننجب، ومستقبلا ستقرر السياسة أيضا حجم الهواء النقي الذي علينا أن نستنشق في اليوم والساعة، بعدما حددت ولله الحمد كمية الماء الصالح الذي يحق لنا أن نشرب.
هناك نمط من التنشئة الاجتماعية يشجع الناشئة على اقتحام السياسة كميدان لتحقيق الأهداف الجماعية وبناء النهضة المجتمعية وبلوغ الريادة العالمية، حيث يهتف في أذن الرضيع في مهده أنت "رئيس أمريكا القادم"، ونمط آخر من التربية ما ينفك يردد على مسامع أبنائه "اخطيك من السياسة" "أخطيك من وجع الراس" "ساسي العافية" "فك عليك من البوليتيك".
كان يمكن يا صديقي المحايد لمصطفى بن بولعيد أن يختار الحياد السياسي أيضا فقد كان يدير مشروعا تجاريا مربحا وكان وفق معطيات زمانه ثريا ذا جاه ومال، كذلك كان يمكن لشوقي مصطفاي و حسين لحلو وأمثالهم أن يسلكوا نهج الحياد السياسي ويحققوا مسارات مهنية مثالية بعيدا عن مهالك النضال السياسي والتضحيات التي تنعم بخيرها اليوم.
فقط يتطلب العمل السياسي كعمل خطير عليه تتوقف مصائر الشعوب، يتطلب نوعا من الاستعداد، والتدريب والتكوين وقبل ذلك الوعي الذي يمكننا من التمييز بين السياسة و"البوليتيك"، الأولى مضمار العمل والتنافس للإصلاح والتنمية والتطوير، والثانية مجال التلاعب والتزوير والتدجيل والتطاحن والتنابز لأجل تحقيق المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة.
السياسة فن الإصلاح والقيادة الراشدة أدنى شعبها التصويت الانتخابي لاختيار الأصلح، وأعلاها تولي منصب القيادة وتوجيه دفة المركب نحو الريادة والنهضة، أما "التزلف" و"التملق" و"الانتهازية" و"الوصولية" و"الزبائنية" و"الركمجة" فهي أمراض وممارسات طفيلية تنشأ عرضا حين يتهاوى العمل السياسي النبيل إلى وحل "البوليتيك".
صباحكم جميل ويومكم موفق بعيدا عن البوليتيك.