صباحيات ...36

سعد606

:: عضو فعّال ::
صُنّآع آلمُحْتَوَى
إنضم
3 جانفي 2019
المشاركات
2,426
نقاط التفاعل
4,568
نقاط الجوائز
743
العمر
63
محل الإقامة
تقرت
الجنس
ذكر
آخر نشاط
في عالم الاقتصاد تقول القاعدة أن "العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة"، وفي عالم السياسة قد يكون الأمر على النقيض من ذلك، "العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة"، فلا تستشري القذارة في محل إلا إذا تعفف ذو الكفاءة والنزاهة، وأفسحوا لمحترفي الكهانة والدجل. منذ بدايات الحياة السياسية في الجزائر المستقلة، طرح أحد القادة التاريخيين فكرة "تطهير" الصفوف وإبعاد المندسين، فصاح في وجهه أحد الرفاق صيحة لا زال دويها مسموعا في مختلف المجالس ومضومنها قانونا غير مكتوب نافذا في مختلف المستويات "من هو الطاهر بن الطاهر الذي يريد التطهير؟؟".
هل فعلا كل من امتهن السياسة فاسدون راشون مرتشون؟
إذا سلم المناضل السياسي الرسالي صاحب مشروع الإصلاح أن السياسة لا يمكن تعاطيها إلا عبر اهتهاننفس الأساليب وارتكاب ذات الموبقات، فقد وقع في شراك القذارة وتصيدته شبكات التعبئة والتجنيد لصالح أخطبوبط الفساد.
بالنسبة للمناضل الرسالي، لا يمكن أبدا التفريق بين الغاية والوسيلة في مضمار الإصلاح، فأخلقة العمل السياسي غاية ووسيلة في ذات الوقت، من غير الممكن لمن إعتلى المسؤولية باستمعال التزوير أن يحاضر حول النزاهة أو يدعي القدرة على مكافحة الفساد والمفسدين.
كثيرة هي النماذج الناجحة لمنتخبين خلال العقود الماضية جابهوا آلة التزوير وافتكوا مناصبهم بقوة التزكية الشعبية وواجهوا عصب الرشوة والزبائنية والنهب، وأدوا رسالتهم في تدبير الشأن العام دون أن يقعوا في شراك الفاسد، إني أتحدث عن نماذج حية وتجارب واقعية موجودة على الأرض، فهذا مسؤول يحكي لي تفاصيل التجربة، يقول نجحت في تطهير مسلك إعداد وإبرام الصفقات العمومية، فغدا المقاول يحصل على الصفقة بلا رشوة ولا عمولات تحت الطاولة، وحيث أننا حرصنا على تسوية مستحقاتهم في الآجال ودون مماطلة أو مساومة كانت مستويات الإنجاز جد مرضية، بل إن مؤسسات الإنجاز صارت تبدع في تقديم الخدمة، حين تحررت من سطوة المرتشين. طبعا لم يكن مسار هذا المنتخب مفروشا بالورود فقد فعلت الوشاية فعلتها، وحلت بإدارته لجنة تفتيش وزارية، ولخبرتهم بالميدان بدأوا التفتيش بطلب سجلات دفاتر الوقود، باحثين عن حجم ما يستهلك هذا المنتخب من وقود، فخاب مسعاهم حين وجدوا أن صاحبا لم يكن يأخذ حتى حقه من دفاتر البنزين، بل كل استهلاكه مقيد باسم سائقه الخاص، وحتى معدل استهلاك هذا الأخير تحت المعدل المتوسط للاستهلالك.
حين يريد المناضل الرسالي أن يعمل ويصلح يستطيع أن يجد السبل، أما إذا قدر أنه من الكياسة استخدام تلك الوسائل القذرة لأجل تحقيق الغاية النبيلة، فقد وقع في الشراك، وسلك مسلك أولئك الذين ذهبوا ليصلحوا من الداخل، فلا الداخل صلح ولا هم بقوا على صلاحهم.

صبحكم الله بالعلم النافع والعمل الصالح المصلح
 
سلمت يمناك على الموضوع القيم
 
العودة
Top