السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
العدد الثامن من سلسلة مشاهير علماء المسلمين
الشخصية الثامنة هي عالم الرياضيات و الفيزياء
البَيرُوني
هو أحد العلماء البارزين في التاريخ الإسلامي و اسمه ( أبو ريحان محمد بن أحمد البيروني )
وُلد سنة 362 هـ / 973 م في قرية بالقُرب من ( خوارزم ) في آسيا الوِسطى في أوزباكستان بالضبط
و بما أن أبا ريحان كان ذا منشأ قروي لا مديني فقد دُعي بالبيروني الذي يعني الغريب
لُقب بالأستاذ لكونه قد اشتهر في العالم فيزيائيًا و رياضيا و جغرافيا و جيولوجيا و فلكيا بارزا
وُلد البيروني أثناء حُكم الوالي ( أحمد بن محمد ) و خو حفيد ( الوالي المستقل عراق ) و عاش في خوارزم حتى سّن 23
مع أنه فارسي إلا أن لغة تعليمه كانت العربية و قد تمكن منها بشكل كامل و راح يستخدمها بطلاقة و يكتب بها أشعار
لم يكن عصر البيروني يحوي مدارس و كُليات كما نعرفها اليوم بل كان النظام التعليمي متأخرًا و لم يكن الناس قد تعلموا فن الطباعة بعدُ أو صناعة الورق بالآلات الحديثة
و كان الورق يُصنع باليد و بكميات قليلة لذا كانت كلفته عالية جدًا فضلًا عما يأخذه النسخ اليدوي من وقت لإتمام كتاب واحد
لذا كان التعليم و تلقي العلم فيه مشقة و صعوبة
و مع ذلك فقد كان الناس متلهفين للتعلم في تلك الفترة مع أن التكاليف باهظة لهذا المسعى
و في ذلك الحين كانت المساجد هي مراكز التعلُّم الرئيسية و قد اعتاد البيروني الذهاب إلى المسجد لقراءة القرآن و تعلُم العربية و قد وسّعت هذه الدراسة من معارفه مع أنها لم تكن تعليما رسميًا
لاحظ ( أبو نصر منصور بن علي بن عراق ) و هو والي خوارزم إمكانيات البيروني و سعيه الجاد في سبيل التعلُم فجعله في عُهدته و راح يُحسن من تعليمه
كان منصور بالنسبة للبيروني بمكانة الأب و المُعلم المُرشد و كان مُنفتح الذهن و واسع الصدر و قد أكمل تحت إشرافه مسيرته العلمية
كان البيروني يتمتع بحّدة الذكاء و بالتعطش الكبير للمعرفة و سُرعان ما أصبح مُطلعًا على الأعمال العلمية التركية و السريانية و الفارسية و اليونانية و العِبرية عن طريق ترجمتها إلى العربية
كما أصبح ضليعًا بمواضيع الفلك و الرياضيات و حساب الزمن و الفيزياء و الطّب و المعادن و التاريخ و قراءة الكّف مع إهتمامه بالعلوم التطبيقية
إلا أنه أسهم في الأدب أيضا فكتب شرح ديوان ( أبي تمّام ) و مختار الأشعار و الآثار كما كان صاحب مؤلفات عدّة في الفلسفة و جوامع الموجود في خواطر الهنود و غيرها
حين أطاحت مجموعات سياسية منافسةبالولاة من آل عراق غادر البيروني موطنه و ذهب إلى الرّي
و لكن ظروف حياته كانت بائسة هناك فغادر الرّي إلى بلاط الأمير شمس المعالي قابوس بن و شمكير واليطبرستان و كان من المهتمين بالعلوم و العلماء
و قد أهدى البيروني أول أعماله ( الآثار الباقية ) إلى ذلك الأمير سنة 390 هـ / 1000 م
حين استقرت الأمور في خوارزم من جديد عاد البيروني إلى بلده و قد أُعجب الحُكام الجُدد بشُهرة البيروني و أصبح يُقيم في بلاط الحاكم ( علي بن مأمون ) و قد قابل في ءلك البلاط أحد أعظم العلماء في ذلك الحين و هو ( ابن سينا )
وفي سنة 407 هـ / 1016 م خاض يمين الدولة ( محمود بن سُبُكتكين الغرنزوي ) حربًا ضد ( أبي عباس مأمون بن مأمون ) فقتله و غزا خوارزم و كان ( محمد الغرنوي ) مُدركًا لعلم البيروني فدهاه إلى ( غزنة ) في أفغانستان حيث رحّب به بحرارة و هناك قضى البيروني قسما كبيرا من حياته و تابع أعماله العلمية
بلغ البيروني سن 45 و لكن ظمأه إلى العلم لم يرتو لذا رافق ( محمودا الغرنوي ) في حملته العسكرية على الهند و في هذه البلاد أقدم البيروني على تعلم اللغة السنسِكريتية بصبر كبير و كانت من اللغات التي يصعُب تعلمها و قد ساعده ذلك على تعلم علوم الفلك و التنجيم و الرياضيات الهندية
درس البيروني العادات و التاريخ و الأدب و الفلسفة و الديانت و الفنون الهندية
كما قام بتحليل مُقارِن بين الفكر الهندي و الإغريقي و ألّف كِتابًا سماه ( كتاب الهند ) تناول فيه التاريخ و الجغرافيا و المجتمع و الثقافات و الأديان و الفنون و العلوم الهندية و قد أُعجب الهنود كثيرًا بعلم البيروني و لقبوه ( فيديا ساغر ) أي ( محيط المعارف )
و قد أدخل البيروني لعبة الشطرنج إلى العالم الإسلامي و عرّف المسلمين على المسائل الرياضية المتقدمة في علم المثلثات
كان لدى البيروني هوًى خاص بالأدب و تربو كُتبه فيه على مئة كتاب إلا أن معظمها قد ضاعت و قد بقي القليل منها مما يُعتبر أثرا فريدا
و تضم أعمال البيروني الكتابية ( القانون المسعودية) و هو كتاب في الرياضيات و التنجيم و الجغرافيا و الكيمياء و المعادن و البصريات
و يُعاج كتاب ( الصيدلة ) أمور الطّب و التشريح و العناية الصحية و النظافة و معاجة مختلف الأمراض
و يصف كتاب ( الجواهر ) مجموعة من الأخجار الكريمة و ثقالتها النوعية
كما يبين بالصور أنواعًا مختلفة من التربة التي تحوي هلى المركبات المعدنية و المخزونات المعدنية المحتملة
و يحوي كتابه ( الآثار الباقية ) على تسلسل زمني للشعوب القديمة و معلومات تاريخية و جغرافية مفصّلة عنها و غزواتها على الشعوب الأخرى بالإضافة إلى عاداتها و تقاليدها و إحتفالاتها
و كتب البيروني أيضا كتاب ( بحر التنجيم ) بأسلوب عربي و فارسي و هو كتاب عن الرياضيات و علم الفلك
و قد أهدة البيروني كتاباته إلى موطنه خوارزم و إلى أميره ( محمود الغزنوي )
و كتب كتابين عنهما ( تاريخ خوارزم ) و ( تاريخ محمد الغزنوي )
كان البيروني واسع الاطلاع في علمي الفلك و التنجيم و قد اجلق أسماء محددة على النجوم و درس تحركات مساراتها و كان يميل إلى فكرة أنّ الأرض تدور حول نفسها و قد رصد بصبر شديد المجموعة الشمسية كلها و قدّم تعريفا و وصفا مفصلا لمجرة ( درب التَّبانة ) و أعطى أسبابًا علمية و تجريبية لطول الليل و النهار عبر الفصول و شرح ظاهرة غياب الليل في بعض مناطق العالم
كما طوّر نظريات حول تقلُّب الفصول و نمو الهلال و إنمحاق القمر و شرح علم التّنجيم بأسلوب سهل يُمكن فهمه
اكتشف البيروني العديد من الحقائق العلمية فقد اكتشف أولًا آلية عمل الينابيع الطبيعية و شرح مبدأ حفاظ الماء على مستواه ثم توّصل الى النتيجة الصحيحة بأنّ وادي الهندوس كان حوضا بحريا كبيرا بملاحظة صخور و طبقات الأرض جيولوجيًا
و اكتشف 7 طرق لحساب خطوط الطول و العرض لنقاط مختلفة و شرح كيفية دوران الأرض على محورها
و اكتشف بذكاء بارع أنّ الضوء ينتقل أسرع من الصوت
كما اكتشف بدقة شديدة الأوزان النوعية الخاصة ب 18 معدن و حجر كريم
و سجّل كثافات مختلف المعادن و السوائل و الجواهر
و قد وضع البيروني كل هذه الحسابات و الملاحظات و النظريات في كتاب ( الآثار الباقية )
و هذا و كان لع الفضل في ابتكار ( الاسطرلاب )
كان البيروني رائدًا في دراسة مختلف أديان العالم
فقد درس ( الزرادشتية ) و ( اليهودية ) و الهندوسية ) و ( البوذية ) و ( المسيحية ) و ( الإسلام )
و بدلًا من أن يساند دينًا بعينه علّم الناس أن يتفهموا كلّ دينٍ ضمن ظروف نشأته وشكله الأصلي
و حاول أن يشرح الممارسات و التقاليد الدينية السائدة في مختلف المجتمعات
و ابتكر البيروني أسلوبه الخاص في حساب نصف قطر الأرض بدراسة ارتفاع جبل
و كان له فضلٌ كبير في مجال الفيزياء حين التدع وسائل تجريب علمية في حقل الميكانيك
و قد أوجظ الديناميات المائية كفرع جديد من الفيزياء حين دمج حقليْ الهدروستاتيكا و الديناميكا
و مع تفضيل البيروني للغة للعربية على الفارسية في نصوصه العلمية إلا أنه كتب بعض كتبه بالفارسية ككتاب ( التفهيم ) و هو أحد أهم كتبه العلمية
ظل حتى أواخر سنين حياته راغبًا في التعلم و نهل المعرفة و كان يؤمن أنّ المرء خيرٌ له أن يموت على علم خير له أن يموت على جهل و هذا ما جعله قبل وفاته بلحظات يطلب تفهُّم مسألة رياضية
حتى فهمها أسلم الروح لبارئها و قد دُفن البيروني في غزنة سنة 440 هـ / 1048 م
و كان البيروني شخصية متعددة الجوانب ففي بحثه عن المعرفة المطلقة كان أعظم العقول المُستنيرة في العصر الوسيط
انتهى .....
العدد الثامن من سلسلة مشاهير علماء المسلمين
الشخصية الثامنة هي عالم الرياضيات و الفيزياء
البَيرُوني
هو أحد العلماء البارزين في التاريخ الإسلامي و اسمه ( أبو ريحان محمد بن أحمد البيروني )
وُلد سنة 362 هـ / 973 م في قرية بالقُرب من ( خوارزم ) في آسيا الوِسطى في أوزباكستان بالضبط
و بما أن أبا ريحان كان ذا منشأ قروي لا مديني فقد دُعي بالبيروني الذي يعني الغريب
لُقب بالأستاذ لكونه قد اشتهر في العالم فيزيائيًا و رياضيا و جغرافيا و جيولوجيا و فلكيا بارزا
وُلد البيروني أثناء حُكم الوالي ( أحمد بن محمد ) و خو حفيد ( الوالي المستقل عراق ) و عاش في خوارزم حتى سّن 23
مع أنه فارسي إلا أن لغة تعليمه كانت العربية و قد تمكن منها بشكل كامل و راح يستخدمها بطلاقة و يكتب بها أشعار
لم يكن عصر البيروني يحوي مدارس و كُليات كما نعرفها اليوم بل كان النظام التعليمي متأخرًا و لم يكن الناس قد تعلموا فن الطباعة بعدُ أو صناعة الورق بالآلات الحديثة
و كان الورق يُصنع باليد و بكميات قليلة لذا كانت كلفته عالية جدًا فضلًا عما يأخذه النسخ اليدوي من وقت لإتمام كتاب واحد
لذا كان التعليم و تلقي العلم فيه مشقة و صعوبة
و مع ذلك فقد كان الناس متلهفين للتعلم في تلك الفترة مع أن التكاليف باهظة لهذا المسعى
و في ذلك الحين كانت المساجد هي مراكز التعلُّم الرئيسية و قد اعتاد البيروني الذهاب إلى المسجد لقراءة القرآن و تعلُم العربية و قد وسّعت هذه الدراسة من معارفه مع أنها لم تكن تعليما رسميًا
لاحظ ( أبو نصر منصور بن علي بن عراق ) و هو والي خوارزم إمكانيات البيروني و سعيه الجاد في سبيل التعلُم فجعله في عُهدته و راح يُحسن من تعليمه
كان منصور بالنسبة للبيروني بمكانة الأب و المُعلم المُرشد و كان مُنفتح الذهن و واسع الصدر و قد أكمل تحت إشرافه مسيرته العلمية
كان البيروني يتمتع بحّدة الذكاء و بالتعطش الكبير للمعرفة و سُرعان ما أصبح مُطلعًا على الأعمال العلمية التركية و السريانية و الفارسية و اليونانية و العِبرية عن طريق ترجمتها إلى العربية
كما أصبح ضليعًا بمواضيع الفلك و الرياضيات و حساب الزمن و الفيزياء و الطّب و المعادن و التاريخ و قراءة الكّف مع إهتمامه بالعلوم التطبيقية
إلا أنه أسهم في الأدب أيضا فكتب شرح ديوان ( أبي تمّام ) و مختار الأشعار و الآثار كما كان صاحب مؤلفات عدّة في الفلسفة و جوامع الموجود في خواطر الهنود و غيرها
حين أطاحت مجموعات سياسية منافسةبالولاة من آل عراق غادر البيروني موطنه و ذهب إلى الرّي
و لكن ظروف حياته كانت بائسة هناك فغادر الرّي إلى بلاط الأمير شمس المعالي قابوس بن و شمكير واليطبرستان و كان من المهتمين بالعلوم و العلماء
و قد أهدى البيروني أول أعماله ( الآثار الباقية ) إلى ذلك الأمير سنة 390 هـ / 1000 م
حين استقرت الأمور في خوارزم من جديد عاد البيروني إلى بلده و قد أُعجب الحُكام الجُدد بشُهرة البيروني و أصبح يُقيم في بلاط الحاكم ( علي بن مأمون ) و قد قابل في ءلك البلاط أحد أعظم العلماء في ذلك الحين و هو ( ابن سينا )
وفي سنة 407 هـ / 1016 م خاض يمين الدولة ( محمود بن سُبُكتكين الغرنزوي ) حربًا ضد ( أبي عباس مأمون بن مأمون ) فقتله و غزا خوارزم و كان ( محمد الغرنوي ) مُدركًا لعلم البيروني فدهاه إلى ( غزنة ) في أفغانستان حيث رحّب به بحرارة و هناك قضى البيروني قسما كبيرا من حياته و تابع أعماله العلمية
بلغ البيروني سن 45 و لكن ظمأه إلى العلم لم يرتو لذا رافق ( محمودا الغرنوي ) في حملته العسكرية على الهند و في هذه البلاد أقدم البيروني على تعلم اللغة السنسِكريتية بصبر كبير و كانت من اللغات التي يصعُب تعلمها و قد ساعده ذلك على تعلم علوم الفلك و التنجيم و الرياضيات الهندية
درس البيروني العادات و التاريخ و الأدب و الفلسفة و الديانت و الفنون الهندية
كما قام بتحليل مُقارِن بين الفكر الهندي و الإغريقي و ألّف كِتابًا سماه ( كتاب الهند ) تناول فيه التاريخ و الجغرافيا و المجتمع و الثقافات و الأديان و الفنون و العلوم الهندية و قد أُعجب الهنود كثيرًا بعلم البيروني و لقبوه ( فيديا ساغر ) أي ( محيط المعارف )
و قد أدخل البيروني لعبة الشطرنج إلى العالم الإسلامي و عرّف المسلمين على المسائل الرياضية المتقدمة في علم المثلثات
كان لدى البيروني هوًى خاص بالأدب و تربو كُتبه فيه على مئة كتاب إلا أن معظمها قد ضاعت و قد بقي القليل منها مما يُعتبر أثرا فريدا
و تضم أعمال البيروني الكتابية ( القانون المسعودية) و هو كتاب في الرياضيات و التنجيم و الجغرافيا و الكيمياء و المعادن و البصريات
و يُعاج كتاب ( الصيدلة ) أمور الطّب و التشريح و العناية الصحية و النظافة و معاجة مختلف الأمراض
و يصف كتاب ( الجواهر ) مجموعة من الأخجار الكريمة و ثقالتها النوعية
كما يبين بالصور أنواعًا مختلفة من التربة التي تحوي هلى المركبات المعدنية و المخزونات المعدنية المحتملة
و يحوي كتابه ( الآثار الباقية ) على تسلسل زمني للشعوب القديمة و معلومات تاريخية و جغرافية مفصّلة عنها و غزواتها على الشعوب الأخرى بالإضافة إلى عاداتها و تقاليدها و إحتفالاتها
و كتب البيروني أيضا كتاب ( بحر التنجيم ) بأسلوب عربي و فارسي و هو كتاب عن الرياضيات و علم الفلك
و قد أهدة البيروني كتاباته إلى موطنه خوارزم و إلى أميره ( محمود الغزنوي )
و كتب كتابين عنهما ( تاريخ خوارزم ) و ( تاريخ محمد الغزنوي )
كان البيروني واسع الاطلاع في علمي الفلك و التنجيم و قد اجلق أسماء محددة على النجوم و درس تحركات مساراتها و كان يميل إلى فكرة أنّ الأرض تدور حول نفسها و قد رصد بصبر شديد المجموعة الشمسية كلها و قدّم تعريفا و وصفا مفصلا لمجرة ( درب التَّبانة ) و أعطى أسبابًا علمية و تجريبية لطول الليل و النهار عبر الفصول و شرح ظاهرة غياب الليل في بعض مناطق العالم
كما طوّر نظريات حول تقلُّب الفصول و نمو الهلال و إنمحاق القمر و شرح علم التّنجيم بأسلوب سهل يُمكن فهمه
اكتشف البيروني العديد من الحقائق العلمية فقد اكتشف أولًا آلية عمل الينابيع الطبيعية و شرح مبدأ حفاظ الماء على مستواه ثم توّصل الى النتيجة الصحيحة بأنّ وادي الهندوس كان حوضا بحريا كبيرا بملاحظة صخور و طبقات الأرض جيولوجيًا
و اكتشف 7 طرق لحساب خطوط الطول و العرض لنقاط مختلفة و شرح كيفية دوران الأرض على محورها
و اكتشف بذكاء بارع أنّ الضوء ينتقل أسرع من الصوت
كما اكتشف بدقة شديدة الأوزان النوعية الخاصة ب 18 معدن و حجر كريم
و سجّل كثافات مختلف المعادن و السوائل و الجواهر
و قد وضع البيروني كل هذه الحسابات و الملاحظات و النظريات في كتاب ( الآثار الباقية )
و هذا و كان لع الفضل في ابتكار ( الاسطرلاب )
كان البيروني رائدًا في دراسة مختلف أديان العالم
فقد درس ( الزرادشتية ) و ( اليهودية ) و الهندوسية ) و ( البوذية ) و ( المسيحية ) و ( الإسلام )
و بدلًا من أن يساند دينًا بعينه علّم الناس أن يتفهموا كلّ دينٍ ضمن ظروف نشأته وشكله الأصلي
و حاول أن يشرح الممارسات و التقاليد الدينية السائدة في مختلف المجتمعات
و ابتكر البيروني أسلوبه الخاص في حساب نصف قطر الأرض بدراسة ارتفاع جبل
و كان له فضلٌ كبير في مجال الفيزياء حين التدع وسائل تجريب علمية في حقل الميكانيك
و قد أوجظ الديناميات المائية كفرع جديد من الفيزياء حين دمج حقليْ الهدروستاتيكا و الديناميكا
و مع تفضيل البيروني للغة للعربية على الفارسية في نصوصه العلمية إلا أنه كتب بعض كتبه بالفارسية ككتاب ( التفهيم ) و هو أحد أهم كتبه العلمية
ظل حتى أواخر سنين حياته راغبًا في التعلم و نهل المعرفة و كان يؤمن أنّ المرء خيرٌ له أن يموت على علم خير له أن يموت على جهل و هذا ما جعله قبل وفاته بلحظات يطلب تفهُّم مسألة رياضية
حتى فهمها أسلم الروح لبارئها و قد دُفن البيروني في غزنة سنة 440 هـ / 1048 م
و كان البيروني شخصية متعددة الجوانب ففي بحثه عن المعرفة المطلقة كان أعظم العقول المُستنيرة في العصر الوسيط
انتهى .....