تنمية الصداقة الصادقة
توضيح
الصداقة كنز مملوء بالجواهر الأخلاقية والعاطفية العظيمة ، فمن امتلكها فقد امتلك الكثير .. ووضع يده على خزائن أسراره .. وكذلك امتلك منفذاً لما هو مكبوت في نفسيته ،
وبعبارة أخرى فالصداقة هي علاقة كريمة بين شخصين تنبني على الإخاء والمحبة والمساواة ، وبناء على ذلك فالصديق الحقيقي هو :
1- قريب إلى نفس الصديق « يفتح له أبوباً لا يفتحها لأحد غيره » .
2- وهو أيضاً بمثابة كافة الوسائل الأخرى للراحة والاستراحة .
3- وبما أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف « لذا يشعر كل منهما بالانسجام والاطمئنان في حضور الآخر » .
4- التفاهم ديدنهم مع السماحة بالرضى والقناعة .
5- الاعتراف المتقابل بالتقصير في الاهتمام والواجبات .
6- لا يشعرون بالنقص، ولا يخشون اللوم في الاهتمام الشخصي والاجتماعي .
إذاً فمن هو الصديق الصادق؟ ، وما هى صفاته العملية في الاهتمام المتبادل ؟
يجب على الصديق أن يلتزم بصفات واضحة مع صديقه حتى تستمر صداقتهما ، وتجلب النفع الحقيقي لكليهما وتعطي الثمرات الايجابية لغيرهما .
ولكي تصل الصداقة الحقيقية الى معناها الحقيقى ينبغي العمل من خلال :
1- الحب المتبادل .. حبّاً حقيقيا .. شرعياً صادقاً .
2- المصالح المتبادلة بتكليف من المقابل .. أو دون تكليف « أى أن يراعيَ احدهما مصلحة الآخر ».
3- التقارب قدر المستطاع في كافة المجالات « الفكرية ... والنفسية ... والروحية ... والسلوكية » .
4- النصرة المتبادلة .. في الغياب والحضور « أي أن يؤيد وينصر أحدهما الآخر على الحق » .
5- التنازل المتبادل فى المواقف الحرجة .. وحين فوران الغضب .
6- الاحترام والتقدير الصادق .. مع تفهم صحيح لقاعدة « بين الأحباب تسقط الآداب » .
7- عند غياب احدهما ينبغي الاستفسار عنه وعن أهله ، والقيام بما هو مطلوب منه .
8- العفو و السماحة .. في الزلات والأخطاء أيضا بصورة متبادلة .
9- الحفاظ على الأسرار المتبادلة .
فوائد الصداقة الصادقة
المحاور الأساسية :
إذا كان الصديق متحلياً بالصفات المذكورة عن صدق وقناعة، فلابد أن تأتيَ الصداقة بفوائد كثيرة، مفيدة وجميلة
:
1- هذا الصديق وبهذه الشخصية يحمل أو يقلل عنك وزر الواقعة والنفسية قدر الاستطاعة .
2- وهو عامل أساسي للتربية وإصلاح الذات ، خاصة إذا كان صالحاً وايجابيا ، وفق قول سيد الأنبياء والمرسلين (المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل .
3- بما أن الحياة لم توجد ليعيش الإنسان منعزلا عن أخيه الإنسان ولا ليعيش لنفسه فقط، ولكن ليجتمع مع إخوانه، فلا شك أن الصديق الصادق هو النافع في كافة مجالات الحياة .
4- أن الصداقة منبع أساسي لكشف خفايا النفس وهي مهمة أيضا لكشف أنماط الشخصية .. ووظائف الحياة .
5- الصداقة ثروة هائلة لا تقّل أهميتها عن الثروات الأخرى ؛ لذا يجب العناية بها والعمل على ديموميتها على قدر مستواها .
6- الصداقة تربية على خصال وخصائص خاصة وفق القناعة والتفاهم والاتفاق .
كيف تبقي على صداقة دائمة ؟
1- يجب محاولة محو وإزالة الصفات السلبية مثل: الطمع ، الأنانية ، الغيرة ، التحامل ، الغرور ... لأن هذه الصفات مدمرة للصداقة .
2- يجب على الصديقين التكيف في صداقتهما، لأن من لم يستطع التكيّف ، فمعنى ذلك هو أن صداقتهما لا نبشّر بالاستمرارية .
3- يجب أن يكون العطاء متبادلاً طوعاً .
4- عدم البحث عن الصديق الذي لا يخطأ أبداً ، أو صديق بدون أخطاء « لأن هذه المسألة مستحيلة » ، ويجب أن نضع في الحسبان أن كل بني آدم خطّاء .
5- يجب إزالة الطبقية فيما بينهم، لأن بوجودها يستحيل الاستمرارية ،ولا شك أنها من مشوهات الصداقة .
6- عدم الاعتماد على تفسير الآخرين السطحية مثل :
- لا أحد ينفعك !
- احذر من الخائن !
- ليس هناك صديق صادق ولكنها منفعة !
7- يجب بناء الصداقة على القواعد التالية :
* الالتزام بالقيود الشرعية .
* الحفاظ على الأخلاقيات .
* عدم استجابة الحساسيات .
* عدم التعامل على أساس نفساني .
* القيام بواجبات الصداقة .