فقير الى رحمته
:: عضو مُتميز ::
- إنضم
- 14 سبتمبر 2009
- المشاركات
- 981
- نقاط التفاعل
- 5
- النقاط
- 37
هل شعرتم يوماً أن للصيف علاقة بارتكاب المزيد من الذنوب؟؟
وهل تشبيه حرارة الصيف بحر جهنم يوحي بأن كل الموجودين تحت درجة الحرارة هذه ويعانون منها هم مذنبون بشكل أو بأخر؟
لا أدري لم أشعر أن الصيف فضلاً عن كونه سبباً في ارتفاع درجة الحرارة هو أيضاً مسؤول عن ارتفاع منسوب الميل لارتكاب الذنوب، وسأختار هنا في حديثي كلمة ذنوب فقط لأنها على ما أعتقد أخف من كلمة معاصي أو آثام، ليس لأنني أود التحدث عن الأخف منها فقط وإنما لن أحدد سقفاً لها وسأترك ذلك لخيالكم وتقديراتكم..
في الشتاء مثلاً عندما يضطر شخص ما لركوب حافلة مزدحمة بالركاب ليلحق بعمله لن يستاء كثيراً من تكدس البشر فوق بعضهم البعض وسينحشر بينهم مبتسماً وسعيداً بأواصر القربى والتلاحم التي لم تختف بعد من قلوب الناس وإن حدث واشتكى أحدهم هذا الزحام فسيكون الرد عليه جاهزاً بابتسامة عريضة: "الزحمة رحمة يا أخي".. أما نفس ذلك الشخص لو مر بنفس الموقف في الصيف واضطر ساعتها لينحشر بين أكوام اللحم المتراصة المبللة بمياه العرق وروائحه لكان ذلك الوضع كفيلاً ليس فقط بخروجه وهو يرفس ويسب ويشتم السائق والحكومة من الحافلة وحدها ولا من ثيابه وحدها وإنما لخروجه من ملته كلها..
في الشتاء أيضاً أحرم كثيراً من الملذات البصرية التي طالما متعتني بها جارتي صيفاً.. ففي الشتاء لن تستطيع التغلب على متعة الجلوس بجانب النار الموقدة ملتفة من رأسها حتى أخمص قدميها بالصوف لكي تخرج وتشطف الدرج المشترك بيننا وبينهم.. بينما في الصيف فلن يسعد قلبها ويبرد حره شيء كفتح صنبور الماء وإطلاق العنان لصوتها ومكنستها في شطف وغسل وإطراب الدرج مشمرة عن ساقيها الجميلتين وساعديها البديعتين وقدميها الحافيتين ليكون شطفها بتقوى وإخلاص .. لهذا كثيراً ما كنت أتمنى أن يزداد سعير الحر في الصيف ليزداد درجنا تألقاً ونظافة..
يزداد أيضاً في الصيف استهلاك البزر والقهوة والغيبة والنميمة وتجده جارتنا وقتاً أنسب لإقناع أمي بمدى "رعونة" و"أنشحة" جارتنا الأخرى رغم أن معدل نظافتها يحافظ على نفس المستوى صيفاً وشتاءً.. وحتى الزواج يزداد في الصيف ومع أن الله لم يحدد لنا موسماً للتزاوج كبقية مخلوقاته إلا أننا نصر على اختيار الصيف موعداً لارتكاب مزيد من الأشياء..
كثير من الحيوانات تستمع بسبات شتوي وفترة طويلة من الراحة والخمول تعوض فيها أيام العمل والنشاط.. فحتى النمل هذا الكائن المنظم المعروف بجده ونشاطه يستمتع بأيام من اللا عمل ولا أعتقد أن نملة سبق وفكرت بالذهاب لناد رياضي لتملأ وقت فراغها.. فلم لا نمارس مثلهم سباتاً صيفياً؟
إذاً المسألة لا علاقة لها بملء الفراغ بأشياء مفيدة ففي الشتاء نستطيع القيام بكل الأشياء المفيدة ولكن في الصيف يزداد الشعور بالميل لارتكاب ذنب ما يخفف حرارة الجو فلا أذكر مثلاً أني قمت بمغامرة عاطفية في الشتاء.. فكل الفتيات اللواتي عرفتهن أحببتهن في الصيف وتخليت عنهن في الصيف أيضاً ولم يحدث أن أحببت في الشتاء ولا حتى في أواخر الشتاء فمجرد تخيلي لضرورة الوقوف تحت شباك حبيبتي في عز البرد والمطر والريح لأتحدث معها أسلاكياً أو حتى إيمائياً كان أمراً غير مشجع على الحب ولا على التورط فيه..
وكذلك أول مرة أفكر بالتدخين فيها كان ذلك في الصيف إذ أني في الشتاء لم أشعر بحاجة لوجود أي دخان يخرج من فمي فالبرد في الشتاء يجعل الدخان يخرج من الأنف والفم والأذنين أيضاً وكأفضل ما يكون أفضل محشش وكان ذلك الدخان كافياً ليشعرني بهيبتي أمام حبيبتي فلم أحتج وقتها للتدخين .. أما في الصيف فالدخان الوحيد الذي كان يتصاعد مني هو تبخر عرقي وعواطفي لذلك كان لا بد من التدخين لتشعر حبيبي بمدى احتراق قلبي وأنا أقف تحت شرفتها وأزم طرف عيني وأشفط سيكارتي بحرقة وأسى..
كما لم أفكر شتاء بسرقة سيارة والدي بينما فعلتها صيفاً.. ورغم أنه لم يكن لدي رخصة لا في الصيف ولا في الشتاء لكني لم أفكر بتلك المغامرة شتاء إذ أن حبيبتي تنام شتاء كالدجاج باكراً ولن تسمع وقتها صوت عجلاتي ومذياعي وأنا أمر بها تحت شرفتها..
أتساءل أحياناً ترى متى يرتكب سكان القطب الشمالي أو الجنوبي ذنوبهم؟ هل يعقل أنهم جميعاً سيدخلون الجنة لأنهم لم يجدوا صيفاً يرتكبون فيه الذنوب؟ وهل يعني ذلك أن من يسكن الأماكن الحارة طيلة فصول السنة هم أكثر الناس إذناباً وأضيقهم خلقاً؟
وبالتالي هل يعقل أن حساب الله على ذنوبنا سيكون نفس الحساب في كل الفصول أم سيختلف حسب فصل كل ذنب.. فمثلاً عندما يقضي طالب ما ليلته ساهراً وهو يعصر أسلاك الهاتف ويبث حبيبته أشواقه عبرها بينما أكوام المقررات مكومة أمامه يختلف تماماً عن مغازلته لها وهو في عطلته الصيفية يجلس في بلكونته في ضوء القمر ويأركل المتة ويفصفص البزر..
الأمر الذي يشغلني أكثر هذه الأيام أن رمضان المقبل سيكون في عز أيام الصيف..وليس خوفي من فكرة اشتداد العطش أو الجلوس وانتظار صوت المدفع بينما نشاهد نانسي وهي تنتظر سقوط آخر نقطة من علبة البيبسي.. فهذا الوقت سنقضيه نوماً لا شك.. لكن خوفي يكمن في فكرة أن رمضان سيكبح لنا خيالنا ويضيق لنا مجالات التفكير بأنواع الذنوب التي يمكن أن نستمتع بها في الصيف فالشياطين مصفدة ولن نجد من يفكر عنا في ملء أوقات فراغنا.. لولا أن ما يخفف عني هو يقيني بأن شياطيننا غالباً ما تهتم بأمورنا أكثر منا وبأنها ترتب لنا أجندة أعمال قبل ذهابها لفترة الاستراحة التي ستقضيها في شهر رمضان في خمول وكسل تام لنعمل نحن بدلاً عنها .. أرأيتم؟ حتى الشياطين لها فترات سبات وخمول واستجمام تمارس فيه فعل اللاشيء أما نحن فنصر على الفعل في كل الفصول والشهور.. فيا لنا من مخلوقات اجتمع فيها نشاط النحل ودأب النمل وسهر الخفافيش وأفعال الشياطين..
أتمنى أخيراً أن تقترحوا علي بعض الذنوب الجديدة التي يمكن أن أملأ بها صيفي هذا فكل ذنوبي القديمة ما عادت تصلح لملء أي فراغ.. فقد حصلت على رخصة القيادة ولم تعد لسرقة سيارة والدي أي متعة.. كما أنني أحببت كل بنات حارتنا والتفكير بالحب هذا الصيف سيكلفني الانتقال لمنزل جديد.. أما التدخين فقد أصبح عادة كريهة لا طعم مختلف لها سواء في الصيف أو الشتاء نظراً لعدم وجود حبيبة تتفرج على احتراقي ولهيب عواطفي فتشعرني أني نزارها القباني..
وهل تشبيه حرارة الصيف بحر جهنم يوحي بأن كل الموجودين تحت درجة الحرارة هذه ويعانون منها هم مذنبون بشكل أو بأخر؟
لا أدري لم أشعر أن الصيف فضلاً عن كونه سبباً في ارتفاع درجة الحرارة هو أيضاً مسؤول عن ارتفاع منسوب الميل لارتكاب الذنوب، وسأختار هنا في حديثي كلمة ذنوب فقط لأنها على ما أعتقد أخف من كلمة معاصي أو آثام، ليس لأنني أود التحدث عن الأخف منها فقط وإنما لن أحدد سقفاً لها وسأترك ذلك لخيالكم وتقديراتكم..
في الشتاء مثلاً عندما يضطر شخص ما لركوب حافلة مزدحمة بالركاب ليلحق بعمله لن يستاء كثيراً من تكدس البشر فوق بعضهم البعض وسينحشر بينهم مبتسماً وسعيداً بأواصر القربى والتلاحم التي لم تختف بعد من قلوب الناس وإن حدث واشتكى أحدهم هذا الزحام فسيكون الرد عليه جاهزاً بابتسامة عريضة: "الزحمة رحمة يا أخي".. أما نفس ذلك الشخص لو مر بنفس الموقف في الصيف واضطر ساعتها لينحشر بين أكوام اللحم المتراصة المبللة بمياه العرق وروائحه لكان ذلك الوضع كفيلاً ليس فقط بخروجه وهو يرفس ويسب ويشتم السائق والحكومة من الحافلة وحدها ولا من ثيابه وحدها وإنما لخروجه من ملته كلها..
في الشتاء أيضاً أحرم كثيراً من الملذات البصرية التي طالما متعتني بها جارتي صيفاً.. ففي الشتاء لن تستطيع التغلب على متعة الجلوس بجانب النار الموقدة ملتفة من رأسها حتى أخمص قدميها بالصوف لكي تخرج وتشطف الدرج المشترك بيننا وبينهم.. بينما في الصيف فلن يسعد قلبها ويبرد حره شيء كفتح صنبور الماء وإطلاق العنان لصوتها ومكنستها في شطف وغسل وإطراب الدرج مشمرة عن ساقيها الجميلتين وساعديها البديعتين وقدميها الحافيتين ليكون شطفها بتقوى وإخلاص .. لهذا كثيراً ما كنت أتمنى أن يزداد سعير الحر في الصيف ليزداد درجنا تألقاً ونظافة..
يزداد أيضاً في الصيف استهلاك البزر والقهوة والغيبة والنميمة وتجده جارتنا وقتاً أنسب لإقناع أمي بمدى "رعونة" و"أنشحة" جارتنا الأخرى رغم أن معدل نظافتها يحافظ على نفس المستوى صيفاً وشتاءً.. وحتى الزواج يزداد في الصيف ومع أن الله لم يحدد لنا موسماً للتزاوج كبقية مخلوقاته إلا أننا نصر على اختيار الصيف موعداً لارتكاب مزيد من الأشياء..
كثير من الحيوانات تستمع بسبات شتوي وفترة طويلة من الراحة والخمول تعوض فيها أيام العمل والنشاط.. فحتى النمل هذا الكائن المنظم المعروف بجده ونشاطه يستمتع بأيام من اللا عمل ولا أعتقد أن نملة سبق وفكرت بالذهاب لناد رياضي لتملأ وقت فراغها.. فلم لا نمارس مثلهم سباتاً صيفياً؟
إذاً المسألة لا علاقة لها بملء الفراغ بأشياء مفيدة ففي الشتاء نستطيع القيام بكل الأشياء المفيدة ولكن في الصيف يزداد الشعور بالميل لارتكاب ذنب ما يخفف حرارة الجو فلا أذكر مثلاً أني قمت بمغامرة عاطفية في الشتاء.. فكل الفتيات اللواتي عرفتهن أحببتهن في الصيف وتخليت عنهن في الصيف أيضاً ولم يحدث أن أحببت في الشتاء ولا حتى في أواخر الشتاء فمجرد تخيلي لضرورة الوقوف تحت شباك حبيبتي في عز البرد والمطر والريح لأتحدث معها أسلاكياً أو حتى إيمائياً كان أمراً غير مشجع على الحب ولا على التورط فيه..
وكذلك أول مرة أفكر بالتدخين فيها كان ذلك في الصيف إذ أني في الشتاء لم أشعر بحاجة لوجود أي دخان يخرج من فمي فالبرد في الشتاء يجعل الدخان يخرج من الأنف والفم والأذنين أيضاً وكأفضل ما يكون أفضل محشش وكان ذلك الدخان كافياً ليشعرني بهيبتي أمام حبيبتي فلم أحتج وقتها للتدخين .. أما في الصيف فالدخان الوحيد الذي كان يتصاعد مني هو تبخر عرقي وعواطفي لذلك كان لا بد من التدخين لتشعر حبيبي بمدى احتراق قلبي وأنا أقف تحت شرفتها وأزم طرف عيني وأشفط سيكارتي بحرقة وأسى..
كما لم أفكر شتاء بسرقة سيارة والدي بينما فعلتها صيفاً.. ورغم أنه لم يكن لدي رخصة لا في الصيف ولا في الشتاء لكني لم أفكر بتلك المغامرة شتاء إذ أن حبيبتي تنام شتاء كالدجاج باكراً ولن تسمع وقتها صوت عجلاتي ومذياعي وأنا أمر بها تحت شرفتها..
أتساءل أحياناً ترى متى يرتكب سكان القطب الشمالي أو الجنوبي ذنوبهم؟ هل يعقل أنهم جميعاً سيدخلون الجنة لأنهم لم يجدوا صيفاً يرتكبون فيه الذنوب؟ وهل يعني ذلك أن من يسكن الأماكن الحارة طيلة فصول السنة هم أكثر الناس إذناباً وأضيقهم خلقاً؟
وبالتالي هل يعقل أن حساب الله على ذنوبنا سيكون نفس الحساب في كل الفصول أم سيختلف حسب فصل كل ذنب.. فمثلاً عندما يقضي طالب ما ليلته ساهراً وهو يعصر أسلاك الهاتف ويبث حبيبته أشواقه عبرها بينما أكوام المقررات مكومة أمامه يختلف تماماً عن مغازلته لها وهو في عطلته الصيفية يجلس في بلكونته في ضوء القمر ويأركل المتة ويفصفص البزر..
الأمر الذي يشغلني أكثر هذه الأيام أن رمضان المقبل سيكون في عز أيام الصيف..وليس خوفي من فكرة اشتداد العطش أو الجلوس وانتظار صوت المدفع بينما نشاهد نانسي وهي تنتظر سقوط آخر نقطة من علبة البيبسي.. فهذا الوقت سنقضيه نوماً لا شك.. لكن خوفي يكمن في فكرة أن رمضان سيكبح لنا خيالنا ويضيق لنا مجالات التفكير بأنواع الذنوب التي يمكن أن نستمتع بها في الصيف فالشياطين مصفدة ولن نجد من يفكر عنا في ملء أوقات فراغنا.. لولا أن ما يخفف عني هو يقيني بأن شياطيننا غالباً ما تهتم بأمورنا أكثر منا وبأنها ترتب لنا أجندة أعمال قبل ذهابها لفترة الاستراحة التي ستقضيها في شهر رمضان في خمول وكسل تام لنعمل نحن بدلاً عنها .. أرأيتم؟ حتى الشياطين لها فترات سبات وخمول واستجمام تمارس فيه فعل اللاشيء أما نحن فنصر على الفعل في كل الفصول والشهور.. فيا لنا من مخلوقات اجتمع فيها نشاط النحل ودأب النمل وسهر الخفافيش وأفعال الشياطين..
أتمنى أخيراً أن تقترحوا علي بعض الذنوب الجديدة التي يمكن أن أملأ بها صيفي هذا فكل ذنوبي القديمة ما عادت تصلح لملء أي فراغ.. فقد حصلت على رخصة القيادة ولم تعد لسرقة سيارة والدي أي متعة.. كما أنني أحببت كل بنات حارتنا والتفكير بالحب هذا الصيف سيكلفني الانتقال لمنزل جديد.. أما التدخين فقد أصبح عادة كريهة لا طعم مختلف لها سواء في الصيف أو الشتاء نظراً لعدم وجود حبيبة تتفرج على احتراقي ولهيب عواطفي فتشعرني أني نزارها القباني..