تصفية الضباط غير المنصاعين
إن كل هذه الاغتيالات التي لم تتبنّاها أية منظمة كانت قد تمت نسبتها تلقائيا إلى الإسلاميين، وطبعا فلم تشكل أية لجنة تحقيق لتوضيح هذه الأمور وتحديد مرتكبي هذه الجرائم! ويوجد عدد آخر من الضباط السامين "المعارضين" الذين قتلوا "في حوادث عارضة" كما قيل، أو قتلوا من طرف الـ(ج.إ.م/gia) دون أن يتحدث عنهم في أجهزة الإعلام، وأذكر هنا بعضهم على سبيل المثال وليس الحصر:
الرائد جابر بن يمينة الذي كان يعارض إسماعيل العماري وقد سبق أن تحدثت عن قضيته، اغتيل في مارس 1992 (أنظر الفصل الخامس).
الرائد مراد مباركي من الحراش، الذي كان يحقق بطلب من الرئيس محمد بوضياف في المسائل الاقتصادية "للعصابة السياسية المالية" قتل في باش جراح في جوان 1992.
المقدم محمد مسيرف، المدعو عبد الرزاق، أصيل معسكر، رئيس (م.ب.تق/cri) لتمنراست قتل في وهران في جوان 1992 من طرف شرطي "أخطأ في التقدير"، وقد كان قد حقق في قضية الحاج بتو، المتهم بكونه من المهربين، وأصحاب الجاه النافذين.
الرائد فاروق بومرداس المدعو رابح، رئيس (م.أ.ق/bss) لعنابة، أصيل قسنطينة، مهندس في ميدان المحروقات، كان معتبرا من ضمن "كتلة بتشين" قتل "في حادث" من طرف شرطي 1993، حيث كان قد يشغل منصب ببومرداس، كان قد اقترحه عليه إسماعيل في سنة 1991.
الرائد هشام رئيس سابق لـ(م.ب.تق/cri) بشارمن1989–1992، ثم نائب مدير(م.ت.أ.خ/ddse)، أصيل الشلف، قتل سنة 1994 في سيدي موسى، وقد كان معتبرا كذلك من كتلة بتشين.
العقيد عاشور زهراوي قتل (في "حادث سيارة" في أوت 2001) بعد مروري في قناة الجزيرة وبدون شك لأنه عبر لي عن صداقته. وعاشور زهراوي هو جامعي من بجاية، جند على يدي سنة 1982، وكان وقتها يؤدي خدمته الوطنية بالإدارة الجهوية للخدمات الاجتماعية في قسنطينة، وبما أنه قد فضح عملية اختلاس أموال الدولة، في التعاونية العسكرية تجاوز ضررها ستة ملايين دينار، فقد هدد بتقديمه أمام المحكمة العسكرية (ولم ينقذ من ذلك إلا بتدخل من الرائد معروف، المدير الجهوي للأمن العسكري وقد تعرض هذا الأخير من جراء ذلك إلى غضب وسخط العقيد نزار في 1983 وأحيل على التقاعد بعد تعيينه لبعض الوقت قنصلا في أليكانت) وقد عين عاشور زهراوي بعد ذلك في مكتبي للحماية الاقتصادية حتى ذهابه إلى اجتياز فترة تكوينية في مدرسة الـ (أ.ع/sm) لبني مسوس، وابتداء من 1991 عين في (م.ت.أ.خ/ddse). أؤكد أن العقيد زهراوي كان إطارا مخلصا، ونزيها، وكفء.
القائمة طويلة ويصعب علي سرد ذكرى أصدقاء قتلوا غدرا وخيانة، لا لشيء إلا لأنهم رفضوا أن يخدموا المجرمين المافيوزيين.
إلى القاء في حلقة أخرى .
....................................................