[font="]بقلم: أنور مالك - كاتب صحفي[/font]
[font="]يعتبر ملف الشيعة والتشيع في الجزائر من "الطابوهات" أو "المسكوت عنه" لدى السلطات الرسمية وخاصة من طرف الوزارة الوصية والمتمثلة في وزارة الشؤون الدينية، هذا ما لاحظنا في السنوات الماضية والتي تعتبر ذهبية بالنسبة للنشاط الدعوي الشيعي في المنطقة، وإن كانت ظهرت محطاتها في بعض المنعطفات البارزة في مسيرة العلاقات الجزائرية الإيرانية، أهمها خلال الحرب الأهلية التي أتت على الأخضر واليابس في الجزائر، على عكس الدول الأخرى التي عرف الشيعة فيها نشاطا متميزا، كالمغرب مثلا التي تتواجد بها جمعيات شيعية معتمدة كالغدير والبصائر والتواصل، وكذلك تنظيم "أنصار المهدي" السري... وان كان قد دق ناقوس الخطر في موضوع "التبشير" الذي يمارس علانية في بلاد القبائل وسال الحبر الكثير فيه، بل تم تقديم إحصائية "للمسيحيين" في الجزائر الذي بلغ عددهم حوالي نصف مليون حسب تقرير صدر بتاريخ 14/09/2007 عن مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل التابع لكتابة الدولة للشؤون الخارجية الأمريكية، وهو ما سنتعرض له بملف خاص مستقبلا، فإن موضوع "التشيع" أو ما يطلق عليه الشيعة "الإستبصار" وما يفضل السنيون - وحسب مذاهبهم – في نعتهم بصفات مختلفة تبدأ بالإنحراف عن المالكية (المذهب الرسمي للنظام الجزائري)، وتنتهي بالردة عند الجماعات السلفية الأخرى والواسعة الإنتشار بين الجزائريين... سجلنا التغاضى عن الظاهرة لدرجة تثير الشبهات لدى النظام الجزائري، هناك من يرى أنه لا داعي لفتح موضوع لا أساس له، وآخرون يرون الحديث فيه يزيده إنتشارا وشهرة وربما إقبالا وخاصة ما بعد حرب لبنان الأخيرة، التي سرق فيها الأضواء كثيرا زعيم الحزب الشيعي اللبناني حسن نصرالله، وإن سجلت بعض المواقف التي دقت بدورها ناقوس الخطر، كرئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيي الذي إعتبر الحركات الشيعية والسلفية خطر على الجزائريين في حديث أدلى به لصحيفة ليبرتي الناطقة بالفرنسية، وأيضا قلل من المد الشيعي مستشار وزير الشؤون الدينية عبدالله طمين، وجعل وقوف الوزارة الوصية ضد ما سماه "إستيراد الفكر الشيعي" يندرج في إطار الحفاظ على الوحدة الدينية الوطنية (الشروق اليومي: 15/12/2006)...[/font]
[font="]المسكوت عنه...[/font]
[font="] إن فتح مثل هذه الملفات يحتاج إلى المعلومات الدقيقة وهي غير متوفرة، لأن الشيعة لا يكشفون أسرارهم بناء على "عقيدة التقية" التي تعتبر من أساسيات التدين والولاء عندهم، و"من لا تقية له لا دين له" كما يوجد في آثارهم التي تزخر بها كتبهم العقدية والفقهية، وهو ما يعتبر لدى "السلفيين" بالنفاق والكذب... الحرب والحرب المضادة بين الجماعات الإسلامية في الجزائر في هذا الميدان، تتواجد بكثافة وخاصة بالنسبة في منتديات الأنترنيت وبعض الرسائل المتداولة بين الشباب المتحمس للسلفية ودحض المذهب الشيعي الذي يفضلون تسميتهم بـ "الرافضة"، والتي يتم تنزيلها وطبعها عن طريق المواقع الإلكترونية المختلفة، وإن كانت نسبة إقبال الجزائريين على الانترنيت محدودة، فضلا أنه تم تسجيل نسبة 65 بالمئة من الشباب يقبلون على المواقع الإباحية ولا تشغل بالهم سواها (الشروق اليومي: 30/07/2007)، مما يجعل هذا الملف لا يتناول كثيرا ولا يصل إلى عامة الناس... أما بالنسبة للصحف المقروءة فنادرا ما يتطرق للموضوع، ومما نذكره أنه بعد إطلاق "منتدى شيعة الجزائر" عام 2003، وبدعم إيراني حسبما إعترف لنا به المدعو أورانيوم وهو أحد شباب منطقة الحمامات بالعاصمة ويشرف على الموقع، الذي اتخذ شعاره من "المدرسة المصالية إلى المدرسة الخمينية" محاولا إعطاء البعد الوطني المحلي وابعاد الشبهة الإيرانية عنه، إلا أن الحقيقة التي يعلمها الكل أن ولاءهم المطلق لإيران وثورتها الخمينية لا يختلف فيها إثنان، نشرت حينها جريدة الخبر في عددها الصادر بتاريخ 15/01/2005 مقالا تحت عنوان: "منتدى شيعة الجزائر الملاذ الآمن للدعاية الشيعية"، يتحدث عن ظاهرة التشيع وبعض حيثياتها في تاريخ الجزائر... عادت القضية للواجهة الإعلامية بعد عملية إعدام صدام حسين في نهاية 2006 من طرف حكومة المالكي الشيعية والصفوية، وانتشر الغضب الشعبي العربي والإسلامي في كل أنحاء العالم، على هذه الحكومة الموالية والعميلة للمحتل الأمريكي والتي تلاعبت بمشاعر المسلمين في يوم عيدهم المقدس... بفضل المنشورات الدينية وبعض علماء الدين كالشيخ القرضاوي مثلا الذي دعا لإحترام المذهب السني والحد من المد الشيعي في الجزائر، تطور الأمر إلى حقد دفين على الشيعة بصفة عامة وبلا إستثناء، فقد فتحت مصالح الأمن في بعض ولايات الجزائر تحقيقات عن ظاهرة الدعوة للتشيع ومتابعة إستخباراتية لبعض رموزها، ونجد قبلها قرار وزارة التربية بتوقيف 11 شيعيا عن التدريس في الجزائر وهي سابقة فريدة من نوعها (الشروق اليومي 12/12/2006)، وقد نشرت أيضا صحيفة الخبر في عددها الصادر بتاريخ 11/04/2007 تحت عنوان: (السلطات متخوفة من تعاظم شأنهم وتتحرى نشاطهم: متشيعون جزائريون يمارسون اللطم ويقيمون الحسينيات)، ونقلت عن مصدر حكومي لم تكشف عن هويته أن السلطات الجزائرية تأخذ على محمل الجد تنامي ظاهرة التشيع، وان السلطات "تحرص على الحيلولة دون وصول المتشيّعين إلى المنابر الدينية''•، بالرغم من أننا سجلنا على سبيل المثال لا الحصر وصول الأستاذ محمد مصار إلى منبر التدريس بمسجد في منطقة بئر مقدم (ولاية تبسة)، وعرف عنه أنه زار إيران لعدة مرات وتربطه علاقات وثيقة برجال دين إيرانيين، وقد احتج الكثيرون من الجهات السنية وخاصة الشبانية لدى نظارة الشؤون الدينية بالمنطقة إلا أن المدير حينها عزوزة يوسف تغاضى عن الأمر كلية، وأفادت لنا مصادرنا أن الفضل يعود للوزير وزعيم حركة "حمس" بوقرة سلطاني لعلاقة المصاهرة التي تربطه مع عائلة مصار... ومما أثير كثيرا عن علاقة الشيعة المتمثلة في الحرس الثوري الإيراني وكذلك "حزب الله" بالمسلحين الجزائريين، فقد وضعت العلاقات الجزائرية الإيرانية فوق البركان في بداية الألفية الجديدة، لما فتح ملف الجماعة التابعة للتنظيم المسلح المعروف بـ "الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد" التي تخصصت في اغتيال المثقفين والصحفيين وهي إمتداد لما يعرف بجناح "الجزأرة"، وقد تشكلت من بقايا "الجبهة الإسلامية للجهاد في الجزائر" المعروفة بـ "الفيدا" والتي تأسست عام 1993 وزعيمها هو محمد السعيد أحد قادة جبهة الإنقاذ المحظورة، وقد تمت تصفيته على يد جمال زيتوني مع رفيقه عبدالرزاق رجام في إطار الحرب والصراعات الداخلية بين التنظيمات الإسلامية المسلحة في خريف 1995، ووجهت طبعا أصابع الإتهام للإختراق الذي لعب الدور البارز فيه الجنرال الراحل إسماعيل العماري، وهذا الذي سنعود له قريبا في ملف مثير للغاية، وقد خضعت المجموعة لتدريبات موسعة على حرب العصابات في احدى ثكنات الحرس الثوري الإيراني في طهران، حيث تلقت مصالح الأمن الجزائرية في بداية 2000 معلومات عن عودة المجموعة التي تنقلت إلى ايران بطلب من أمير التنظيم شابي عبد الرحمان، ومن المفروض إلتحاقهم بمرتفعات ولاية المدية وبتنظيم علي بن حجر المسمى "الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد"، وهذا الأخير قد التحق بالوئام المدني وإستفاد من العفو الرئاسي في 11 جانفي 2000... المجموعة تتكون من سبعة عناصر وهم –حسب صحيفة الحياة اللندنية الصادرة بتاريخ 28/06/2005- أنهم:[/font]
[font="]1- ش. بن دحمان المدعو عبدالرحمان[/font]
[font="]2- ب. محمد المدعو يوسف[/font]
[font="]3- م. خالد المدعو هشام.[/font]
[font="]4- ب. رضا المدعو عادل.[/font]
[font="]5- ح. نورالدين المدعو عبدالله.[/font]
[font="]6- ب. شريف الدين بوعلام المدعو علي.[/font]
[font="]7- ح. باشا سمير المدعو سيف الدين.[/font]
[font="]جزائريون في ثكنات الحرس الثوري...[/font]
[font="] نقلت إعترافات المقبوض عليهم صحيفة "الحياة" اللندنية في عددها المشار إليه سابقا عن طريق مراسلها في الجزائر محمد مقدم وهو المدعو "أنيس رحماني" مدير تحرير صحيفة "الشروق اليومية" و"المقرب" من المصالح الأمنية، وقد نشر كتابا عن "الأفغان الجزائريين" وكله تقارير أمنية سرية تحصل عليها من خلال علاقته بالمصالح المعنية ، ومما جاء في التقرير الذي ننقله كما ورد في المصدر:[/font]
[font="](واعترف «عبد الرحمن» في التحقيق معه أنه بمجرد خروجه في كانون الاول (ديسمبر) 1995 من الكمائن التي نصبتها السلطات للإسلاميين المتشددين في الصحراء وعودته إلى بلدته في عين الدفلى (150 كلم غرب) تلقى، عبر شخص تعرف عليه في المعسكر، رسالة من عبد القادر صوان الذي كان في تلك الفترة «أمير» الجماعة الإسلامية المسلحة لمنطقة «جبل اللوح» طلب منه فيها الالتحاق بالجماعة لكنه رفض.[/font]
[font="]وبعد سلسلة طلبات تقدمت بها قيادات محلية في «الجماعة» وافق «عبد الرحمن» على أن يندمج في أنشطة دعم التنظيم المسلح وبمزاولة أنشطة تجارية بأموال تسلمها له على أن تحول بعض أرباحها إلى عائلات المعتقلين والمفقودين أو المسجونين من نشطاء الجماعات الإسلامية المسلحة.[/font]
[font="]وتولى «عبد الرحمن» في وقت لاحق دعم جهود المدعو مصطفى بلعيدي وهو من العاصمة الجزائر، في الوساطة والتنسيق بين مختلف الفصائل والكتائب المنشقة عن «الجماعة» مثل «جماعة جبل اللوح»، و»جماعة كرطالي»، و»جماعة بن حجر»، بهدف توحيدها تحت راية تنظيم سلفي، لكن هذه المساعي تعثرت فقرر سيد علي بن حجر تأسيس تنظيم مسلح جديد يدعى «الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد» والذي تشكل أساساً من ناشطين سابقاً في تيار «الجزأرة» بزعامة الشيخ محمد السعيد الذي تعرض إلى التصفية الجسدية من طرف أمير «الجماعة» جمال زيتوني المدعو أبو عبد الرحمن أمين».[/font]
[font="]وبعد أشهر تقرر معاودة ربط الصلة مع تنظيم «الجبهة الإسلامية للجهاد في الجزائر» التي تعرف اختصاراً باللغة الفرنسية باسم «الفيدا» والذي تشكل سنة 1993 من تيار «الجزأرة»، واختص في قتل المثقفين والصحافيين بالعاصمة والضواحي. وقد عقد أول لقاء تنسيقي بين ممثلين عن «الرابطة» و «الفيدا» في أحد مساجد حي باب الوادي الشعبي بالعاصمة في أيلول (سبتمبر) 1997، وشارك فيه كل من المدعو «رحماني» والمدعو «بوبراس».[/font]
[font="]وبسبب مخاوفه من التعرض إلى التصفية الجسدية اضطر «عبد الرحمن» في العام 1998 إلى اتخاذ قرار الرحيل من بلدته خوفاً من بطش «الجماعة» وناشطين في تنظيم «الهجرة والتكفير» الناشطين في بلدة خميس مليانة في ولاية عين الدفلى حيث استقر بمدينة زرالدة السياحية (20 كلم غرب).[/font]
[font="]وبعد أشهر تلقى «عبد الرحمن» اتصالاً من المدعو «أمين» وهو ناشط بارز في تنظيم «الفيدا» طلب منه المساعدة في إيجاد طلبة جامعيين بقصد إرسالهم إلى الخارج لمواصلة دراستهم مع تحديد التخصصات المطلوبة وهي الإلكترونيك والميكانيك. وقد تولى «عبد الرحمن» الاتصال مع «ب بوعلام» المدعو علي الذي كان تعرف عليه في جامعة البليدة (50 كلم جنوب) والذي اختار له طالبين هما «يوسف» و «عبد الله».[/font]
[font="]يقول «ب محمد» المدعو «يوسف» خلال التحقيقات القضائية أنه تلقى الاقتراح في نهاية 1997 عندما اتصل به صديقه في الجامعة «ب بوعلام» المدعو علي بحضور «ح نور الدين» المدعو عبدالله وعرض عليه فكرة التكوين في الميدان السياسي في الخارج لمصلحة «الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد» بزعامة علي بن حجر بما أنهم، كما قال، يتقاسمون فكرة الجهاد وأهمية مباشرة العمل السياسي للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة بعد انتهاء الهدنة. وقال «علي» خلال اللقاء أنه «عضو مؤسس» في الرابطة وزعم أن له اتصالات مع أجهزة الأمن في إطار الهدنة وأن الهدف من التكوين في الخارج هو التحضير للمستقبل.[/font]
[font="]أما «م خالد» المدعو هشام فقد ذكر في إفادته أنه بدأ منذ منتصف التسعينات بالنشاط لمصلحة «الجماعة الإسلامية المسلحة» برفقة زميله «ب رضا» المدعو عادل من خلال تسليم المناشير وبيانات التنظيم المسلح ورصد تحركات قوات الأمن قبل أن يتصل بهم «ط محمد» المدعو بشير أحد منسقي «الرابطة» والمدعو فؤاد الذي أخبرهم في لقاء عقد بالبليدة أنه بصدد البحث عن شباب لتلقي تدريب على القتال في ثلاث بلدان ولمح له «بشير لاحقاً أن «الرابطة» قررت إرسالهما إلى منطقة الشرق الأوسط للتدرب في ميدان القتال والأسلحة.[/font]
[font="]وفي أواخر كانون الاول 1997 عقد لقاء بين الثلاثة وهم «يوسف» و «عبد الله» و «علي» مع المدعو «الحاج» الذي قدم نفسه بصفته مؤسس «الرابطة» وعضو مجلس الشورى في «جبهة الإنقاذ». وأوضح «علي» في إفادته أن «الحاج» هو «ش بن دحمان» المدعو عبد الرحمن وهو رئيس سابق لبلدية خميس مليانة (110 كلم غرب) في فترة حكم «جبهة الإنقاذ».[/font]
[font="]وتم خلال اللقاء الحديث عن أهمية التكوين في الخارج وشدد على أهمية ذلك في «مرحلة ما بعد الهدنة» وبادر «الحاج» إلى ربط «يوسف» بأمير الرابطة سيد علي بن حجر الذي التقى به للمرة الأولى في مطلع العام الجديد وعرض عليه شغل منصب «المكلف بالاتصال»، ووافق على ذلك مما جعله لاحقاً «حلقة الربط» بين معقل «الرابطة» في تمزغيدة بأعالي مرتفعات المدية الجبلية مع ناشطي تنظيم «الفيدا» في العاصمة وهي المهمة التي أوكلت اليه حتى سفره.[/font]
[font="]وقبل أيام من مغادرة الجزائر اتصل «علي» بكل من «يوسف» و «عبد الله» للقيام بالإجراءات الضرورية واستلما معاً، عشية السفر، من المدعو «عبد الرحمن» مبلغاً من المال وتوجها في الخامس من تشرين الاول (أكتوبر) 1998 إلى سورية حيث كان في استقبالهم كل من «سيف الدين» و»هشام»، وتعرفوا على المدعو «أبو عمار الإيراني» الذي تبين لاحقاً أنه المكلف بالتكوين.[/font]
[font="]وبعد 23 يوماً من الإقامة في حي يدعى «مزة» في جبل دمشق (في إفادة أخرى قال أن الحي يدعى بزة) قرر «علي» العودة إلى الجزائر بينما انتقل بعد ذلك «يوسف» و»عبدالله» إلى سكن محاذي لبناية تابعة للسفارة الإيرانية في العاصمة السورية لمدة أشهر أخرى. وأكد «عبدالله» في إفادته انه سلم إلى «هشام» خلال إحدى اللقاءات مع «أبو عمار» جواز سفره. وجاء في أكثر من إفادة خلال التحقيق أن «أبو عمار» هو على الأرجح مسؤول في سفارة إيران في دمشق.[/font]
[font="]وبمجرد عودته بدأ «علي» في البحث عن شخصين لأن العدد المطلوب كان خمسة نشطاء، وهو ما اضطره إلى عرض المسألة على المدعو «عمار» الموجود في سويسرا لمساءلته في الأمر. ولتجنب شكوك مصالح الأمن أو رقابتها أسند هذه المهمة إلى المدعو «زكريا» والذي يكنى أيضاً باسم «سيد علي» لأسباب عدة أبرزها أنه كان معتاداً على الاتصال به عبر البريد الإلكتروني وطرح عليه أسئلة عدة عن أهمية التدريب العسكري في وقت الهدنة؟ وحاول أن يتجنب الحديث عن قصة إرسال الطلبة إلى إيران وطلب زيادة العدد وكان رد «عمار» هو تأكيد «الحاجة إلى التدريب العسكري سواء في السلم أو في الحرب»، وأن المصلحة هي التي اضطرته إلى ذلك وأن العدد تم تحديده مسبقاً ورفض البحث عن طلبة جدد، وترك المهمة بين يدي «زكريا» و «علي» وتم التوافق بعد ذلك على إرسال كل من «هشام» و «عادل».[/font]
[font="]ويذكر «يوسف» في إفادته أن «أبو عمار الإيراني» انفرد في مطار دمشق خلال السفر إلى طهران في الثامن من آذار (مارس) 1999 بكل من «سيف الدين» و «هشام» وقام بتمريرهم مباشرة إلى قاعة الركوب من دون الخضوع إلى المراقبة، وحاول «يوسف»، كما أضاف في إفادته خلال التحقيقات، لفت انتباه الضابط السوري باستعمال جواز سفره وبأنه جزائري الجنسية إلا أن «أبو عمار» تدخل وتكلم مع الضابط السوري.[/font]
[font="]وبمجرد الوصول إلى طهران توجهوا إلى بيت المدعو «الهاشمي» وتلقوا عنده تمريناً في كيفية إنشاء المنظمات السياسية والجمعيات وطرق ومناهج تسيير الجمعيات وكيفية تأطير الجماهير وفن الخطابة والتحقيق والتحقيق المضاد والمطاردة والمطاردة المضادة والتصوير والاتصالات.[/font]
[font="]وبعد استكمال التكوين السياسي حولت المجموعة إلى ثكنة عسكرية على بعد 160 كلم جنوب طهران حيث تلقت بحضور مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، تدريبات على أسلحة الكلاشنيكوف والمسدسات وركب مركب وقذف صاروخ «ريج» وتمرين على كيفية وضع الحواجز والخروج من الكمائن والاستدراج وتفتيش السيارات وتكوين مبدئي حول الأسلحة. وشمل التمرين أيضاً فن الاتصالات السرية.[/font]
[font="]وبعد انتهاء التدريب السياسي والعسكري الذي استمر نحو شهرين التحق بهم مجدداً «سيف الدين» و «هشام» قبل أن يغادروا طهران إلى تركيا ومنها إلى الجزائر بعد أن تسلم كل واحد منهم مبلغ 300 دولار أميركي.[/font]
[font="]وفضل «سيف الدين» الذي كان يقيم أصلاً في الولايات المتحدة الأميركية البقاء في سورية وأرسل صوره الشمسية إلى «زكريا» ليصدر له بطاقة هوية ورخصة قيادة سيارة مزورة باسم مالك بوعكوير تحت رقم 456826 الصادرة بتاريخ 16 سبتمبر 1998 عن دائرة الشراقة ولاية الجزائر (7 كلم غرب), وتمكنت قوات الأمن من حجزها لاحقاً.[/font]
[font="]وعاد «سيف الدين» إلى الجزائر في كانون الاول 1999 للاستفادة من تدابير قانون الوئام المدني الذي يمنح عفواً جزئياً أو كلياً عن عناصر الجماعات المسلحة مقابل التخلي عن العمل المسلح، لكنه اعتقل بعد أيام بسبب قصة «طائرة الجماعة» التي اتهم بشرائها في سويسرا بقصد وضعها تحت تصرف الجماعات الإسلامية المسلحة.[/font]
[font="]وقال «سيف الدين» في إفادته أنه انتقل إلى إيران بطلب من القيادي البارز في «جبهة الإنقاذ» المحظورة أحمد الزاوي «لكي لا يترك الشخصين اللذين كانا يتدربان في إيران وحدهما خوفاً من ان يقتربا من رجال الدين الإيرانيين وحتى لا يتأثروا بالفكر الشيعي».[/font]
[font="]وبمجرد عودتهم أبلغ أمير «الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد» بالأمر وطلب منهم، بحسب إفادات المتهمين، الالتحاق بمركز قيادة التنظيم المسلح بمرتفعات جبال المدية لكن «زكريا» رفض الطلب على اعتبار أن هؤلاء غير معروفين لدى مصالح الأمن ولا أفراد الجماعات الإسلامية المسلحة وأن بقاءهم في العاصمة «سيكون أجدى وأنفع للجهاد» وبعد أخذ ورد قرر الموافقة على طلب بقائهم لكنه اشترط منهم تحرير تقرير مفصل عن المهمة في الخارج، وهو ما تم وسلم له التقرير كاملاً. وقد نظم لهم «علي» لقاء بالجزائر العاصمة مع «عبدالرحمن» بصفته موفد قيادة التنظيم المسلح وقدموا له التقرير عن التكوين الذي استفادوا منه في إيران.[/font]
[font="]وقد طلب أمير «الرابطة» من «علي» مساءلة «عمار» المقيم في سويسرا عن مصير «البضاعة» التي أرسلها مع المدعو «عبدالحميد»، وتبين لاحقاً أن المدعو «أمين» وهو قيادي في تنظيم «الفيدا» تولى استلام «البضاعة» في مسجد الإمام الشافعي بالحراش (10 كلم جنوب)، وتبين أنها كانت عبارة عن كمية من الذخيرة الحية وأسلحة وأجهزة اتصال لا سلكي نقلت في مرحلة أولى من سويسرا إلى مدينة سطيف (300 كلم شرق) ومنها إلى الجزائر العاصمة ثم مرتفعات المدية.[/font]
[font="]وبقي وضع المجموعة التي تلقت التكوين العسكري في إيران على هذا النحو إلى أن تم اعتقال كل أفرادها خلال عمليات متزامنة جرت في 15 تشرين الاول 2000 بمناطق مختلفة بعد تحريات دقيقة حول أماكن وجود عناصر المجموعة التي كانت ترغب في النشاط في «الظل» بعيداً من ضغط «الجماعات المسلحة» وبمعزل عن رقابة قوات الأمن).[/font]
[font="]ومن تمكنا بالحديث إليهم حمدي باشا سمير الذي قضى 6 سنوات بين سجني الحراش وتيزي وزو، وهو يتحدر من ولاية تبسة أفرج عنه في نوفمبر 2006 بعد نهاية عقوبته، يقيم حاليا بنواحي حيدرة وهو ينتمي لعائلة ثرية قضى عدة سنوات بالولايات المتحدة الأمريكية ونال شهادة تخصص في الكمبيوتر، أكد لنا أنه بالفعل تنقل إلى إيران لما أقام لأشهر بدمشق وتلقى تدريبات على حرب العصابات وقد تعرض أثناء التدريب لحادث في عموده الفقري، وقد إلتقى خلال تلك الفترة التي قضاها بطهران بأحمدي نجاد الرئيس الحالي لإيران حيث كان حينها عمدة العاصمة الإيرانية، ومما ذكره لنا أن نجاد أكد دعمه لهم، وان البلدية تحت تصرفهم في كل ما يحتاجونه خلال فترة تكوينهم، وأكد حمدي باشا أمرا آخر هو سعي القيادة الإيرانية العسكرية وقائد الثكنة التي تدربوا بها على أن يلتحقوا بالمذهب الشيعي وإعلان ثورة إسلامية على غرار ثورة الخميني، لتكون الدولة القادمة خمينية حتى النخاع...[/font]
[font="]حمدي باشا سمير عرف عنه أنه من تيار "الجزأرة" وتعرض لإضطهاد كبير داخل السجن، بسبب ولائه وتناقل عنه الإسلاميون المساجين بأنه "شيعي" حتى النخاع، وأصبح أميرا لقاعة الجزأرة (أ مكرر 1) التي قاد حربا ضروسا من قبل رفقة مجموعته لأجل تاسيسها وقد اشرنا لذلك في موضوعنا المنشور عن الإسلاميين من وراء القضبان، حتى تم تحويله بتاريخ 09/08/2005 إلى سجن تيزي وزو بعد الإضراب عن الطعام في جويلية 2005 بسبب وفاة السجين العذاوري محمد، وقد قاد الإضراب بنفسه مع أمراء القاعات نذكر منهم مباركي حميد المتهم الرئيسي في قضية مجزرة سركاجي، وكان ممثلا للمساجين في مفاوضاتهم مع النائب العام وإطارات وزارة العدل الجزائرية... أما عن قضية التشيع فقد أكد لنا حمدي باشا أنهم كانوا يصلون صلاتهم ويتعبدون على مذهبهم لتفادي الحرج، حتى يتحصلون على ما ذهبوا لأجله، وفي رده عن سؤالنا حول عدد الجزائريين الذي تدربوا في ثكنات الحرس الثوري فقد أخبرنا بأنه لم يقتصر الأمر على مجموعته فهناك الكثيرين ممن تدربوا والتحقوا بتنظيمات شيعية بأفغانستان وعادوا بعدها للجزائر، على غرار ما قامت به السعودية من تجنيد للشباب في أفغانستان وبدعم أمريكي، وقد سعت السلطات الرسمية للثورة ومرشدها الأعلى من أجل صناعة ما يسمى بـ "حزب الله" في الجزائر أو حتى كتائبا لأنصار المهدي، توالت الإتصالات خاصة في الأخيرة لشريف قوسمي وكانت سرية للغاية، وربما ساهمت مساهمة فعالة في القضاء عليه من طرف مصالح الأمن، وطبعا الفضل يعود للجزائريين الذين التحقوا بالحوزات العلمية عن طريق شيعة سوريا...[/font]
[font="] نشرت جريدة الشروق اليومي في عددها الصادر بتاريخ: 23/01/2007 وتحت عنوان: "جهات إدارية تتلقى تعليمات للتحقيق في ظاهرة التشيع في الجزائر"، ومن دون أن تكشف عن طبيعة هذه الجهات، لكن علمنا من جهات مطلعة أن مصالح الأمن لعدة ولايات منها وهران ومعسكر وتيارت وتبسة وباتنة وسطيف وقسنطينة وجيجل والجزائر العاصمة هي التي تقوم بالتحقيق السري لمعرفة حقيقة ما يروج له في الأوساط الشعبية خاصة، فضلا عن العلاقات مع الخارج،مما يعطي الإنطباع مدى تخوف السلطات من إنتشار التشيع بين الجزائريين، والمتواجد في الأحياء الشعبية والمدارس الثانوية خاصة، وهذا الذي يمهد النفوذ الإيراني في المنطقة على غرار ما يحدث في العراق، وإن حاولت بعض الجهات التقليل من الأمر، فنسجل هنا موقف الشيخ عبدالرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء الجزائرية الذي قلل من شأن ذلك بالرغم من إعترافه الضمني بوجود الظاهرة، في تعليقه عن ما سمي بالمد الشيعي في الجزائر بقوله: " "ليس من اللياقة الخوض في مسألة التشيع أو التنصير، وكلاهما ظاهرة موجودة في الجزائر، وأعتقد أن الاهتمام بهذا الموضوع يعتبر من قبيل العبث وتحويل الأذهان إلى ما هو أقل أهمية من القضايا ذات الأولوية".... وكما ذكرنا أن إيران تشكل هاجسا مرعبا للسلطات الجزائرية، وخاصة في ما يتعلق بالدعم الإيراني للمسلحين، حيث تتهم طهران على أنه تريد انقلابا شيعيا في المغرب العربي...[/font]
[font="]
[/font]
[font="]يعتبر ملف الشيعة والتشيع في الجزائر من "الطابوهات" أو "المسكوت عنه" لدى السلطات الرسمية وخاصة من طرف الوزارة الوصية والمتمثلة في وزارة الشؤون الدينية، هذا ما لاحظنا في السنوات الماضية والتي تعتبر ذهبية بالنسبة للنشاط الدعوي الشيعي في المنطقة، وإن كانت ظهرت محطاتها في بعض المنعطفات البارزة في مسيرة العلاقات الجزائرية الإيرانية، أهمها خلال الحرب الأهلية التي أتت على الأخضر واليابس في الجزائر، على عكس الدول الأخرى التي عرف الشيعة فيها نشاطا متميزا، كالمغرب مثلا التي تتواجد بها جمعيات شيعية معتمدة كالغدير والبصائر والتواصل، وكذلك تنظيم "أنصار المهدي" السري... وان كان قد دق ناقوس الخطر في موضوع "التبشير" الذي يمارس علانية في بلاد القبائل وسال الحبر الكثير فيه، بل تم تقديم إحصائية "للمسيحيين" في الجزائر الذي بلغ عددهم حوالي نصف مليون حسب تقرير صدر بتاريخ 14/09/2007 عن مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل التابع لكتابة الدولة للشؤون الخارجية الأمريكية، وهو ما سنتعرض له بملف خاص مستقبلا، فإن موضوع "التشيع" أو ما يطلق عليه الشيعة "الإستبصار" وما يفضل السنيون - وحسب مذاهبهم – في نعتهم بصفات مختلفة تبدأ بالإنحراف عن المالكية (المذهب الرسمي للنظام الجزائري)، وتنتهي بالردة عند الجماعات السلفية الأخرى والواسعة الإنتشار بين الجزائريين... سجلنا التغاضى عن الظاهرة لدرجة تثير الشبهات لدى النظام الجزائري، هناك من يرى أنه لا داعي لفتح موضوع لا أساس له، وآخرون يرون الحديث فيه يزيده إنتشارا وشهرة وربما إقبالا وخاصة ما بعد حرب لبنان الأخيرة، التي سرق فيها الأضواء كثيرا زعيم الحزب الشيعي اللبناني حسن نصرالله، وإن سجلت بعض المواقف التي دقت بدورها ناقوس الخطر، كرئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيي الذي إعتبر الحركات الشيعية والسلفية خطر على الجزائريين في حديث أدلى به لصحيفة ليبرتي الناطقة بالفرنسية، وأيضا قلل من المد الشيعي مستشار وزير الشؤون الدينية عبدالله طمين، وجعل وقوف الوزارة الوصية ضد ما سماه "إستيراد الفكر الشيعي" يندرج في إطار الحفاظ على الوحدة الدينية الوطنية (الشروق اليومي: 15/12/2006)...[/font]
[font="]المسكوت عنه...[/font]
[font="] إن فتح مثل هذه الملفات يحتاج إلى المعلومات الدقيقة وهي غير متوفرة، لأن الشيعة لا يكشفون أسرارهم بناء على "عقيدة التقية" التي تعتبر من أساسيات التدين والولاء عندهم، و"من لا تقية له لا دين له" كما يوجد في آثارهم التي تزخر بها كتبهم العقدية والفقهية، وهو ما يعتبر لدى "السلفيين" بالنفاق والكذب... الحرب والحرب المضادة بين الجماعات الإسلامية في الجزائر في هذا الميدان، تتواجد بكثافة وخاصة بالنسبة في منتديات الأنترنيت وبعض الرسائل المتداولة بين الشباب المتحمس للسلفية ودحض المذهب الشيعي الذي يفضلون تسميتهم بـ "الرافضة"، والتي يتم تنزيلها وطبعها عن طريق المواقع الإلكترونية المختلفة، وإن كانت نسبة إقبال الجزائريين على الانترنيت محدودة، فضلا أنه تم تسجيل نسبة 65 بالمئة من الشباب يقبلون على المواقع الإباحية ولا تشغل بالهم سواها (الشروق اليومي: 30/07/2007)، مما يجعل هذا الملف لا يتناول كثيرا ولا يصل إلى عامة الناس... أما بالنسبة للصحف المقروءة فنادرا ما يتطرق للموضوع، ومما نذكره أنه بعد إطلاق "منتدى شيعة الجزائر" عام 2003، وبدعم إيراني حسبما إعترف لنا به المدعو أورانيوم وهو أحد شباب منطقة الحمامات بالعاصمة ويشرف على الموقع، الذي اتخذ شعاره من "المدرسة المصالية إلى المدرسة الخمينية" محاولا إعطاء البعد الوطني المحلي وابعاد الشبهة الإيرانية عنه، إلا أن الحقيقة التي يعلمها الكل أن ولاءهم المطلق لإيران وثورتها الخمينية لا يختلف فيها إثنان، نشرت حينها جريدة الخبر في عددها الصادر بتاريخ 15/01/2005 مقالا تحت عنوان: "منتدى شيعة الجزائر الملاذ الآمن للدعاية الشيعية"، يتحدث عن ظاهرة التشيع وبعض حيثياتها في تاريخ الجزائر... عادت القضية للواجهة الإعلامية بعد عملية إعدام صدام حسين في نهاية 2006 من طرف حكومة المالكي الشيعية والصفوية، وانتشر الغضب الشعبي العربي والإسلامي في كل أنحاء العالم، على هذه الحكومة الموالية والعميلة للمحتل الأمريكي والتي تلاعبت بمشاعر المسلمين في يوم عيدهم المقدس... بفضل المنشورات الدينية وبعض علماء الدين كالشيخ القرضاوي مثلا الذي دعا لإحترام المذهب السني والحد من المد الشيعي في الجزائر، تطور الأمر إلى حقد دفين على الشيعة بصفة عامة وبلا إستثناء، فقد فتحت مصالح الأمن في بعض ولايات الجزائر تحقيقات عن ظاهرة الدعوة للتشيع ومتابعة إستخباراتية لبعض رموزها، ونجد قبلها قرار وزارة التربية بتوقيف 11 شيعيا عن التدريس في الجزائر وهي سابقة فريدة من نوعها (الشروق اليومي 12/12/2006)، وقد نشرت أيضا صحيفة الخبر في عددها الصادر بتاريخ 11/04/2007 تحت عنوان: (السلطات متخوفة من تعاظم شأنهم وتتحرى نشاطهم: متشيعون جزائريون يمارسون اللطم ويقيمون الحسينيات)، ونقلت عن مصدر حكومي لم تكشف عن هويته أن السلطات الجزائرية تأخذ على محمل الجد تنامي ظاهرة التشيع، وان السلطات "تحرص على الحيلولة دون وصول المتشيّعين إلى المنابر الدينية''•، بالرغم من أننا سجلنا على سبيل المثال لا الحصر وصول الأستاذ محمد مصار إلى منبر التدريس بمسجد في منطقة بئر مقدم (ولاية تبسة)، وعرف عنه أنه زار إيران لعدة مرات وتربطه علاقات وثيقة برجال دين إيرانيين، وقد احتج الكثيرون من الجهات السنية وخاصة الشبانية لدى نظارة الشؤون الدينية بالمنطقة إلا أن المدير حينها عزوزة يوسف تغاضى عن الأمر كلية، وأفادت لنا مصادرنا أن الفضل يعود للوزير وزعيم حركة "حمس" بوقرة سلطاني لعلاقة المصاهرة التي تربطه مع عائلة مصار... ومما أثير كثيرا عن علاقة الشيعة المتمثلة في الحرس الثوري الإيراني وكذلك "حزب الله" بالمسلحين الجزائريين، فقد وضعت العلاقات الجزائرية الإيرانية فوق البركان في بداية الألفية الجديدة، لما فتح ملف الجماعة التابعة للتنظيم المسلح المعروف بـ "الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد" التي تخصصت في اغتيال المثقفين والصحفيين وهي إمتداد لما يعرف بجناح "الجزأرة"، وقد تشكلت من بقايا "الجبهة الإسلامية للجهاد في الجزائر" المعروفة بـ "الفيدا" والتي تأسست عام 1993 وزعيمها هو محمد السعيد أحد قادة جبهة الإنقاذ المحظورة، وقد تمت تصفيته على يد جمال زيتوني مع رفيقه عبدالرزاق رجام في إطار الحرب والصراعات الداخلية بين التنظيمات الإسلامية المسلحة في خريف 1995، ووجهت طبعا أصابع الإتهام للإختراق الذي لعب الدور البارز فيه الجنرال الراحل إسماعيل العماري، وهذا الذي سنعود له قريبا في ملف مثير للغاية، وقد خضعت المجموعة لتدريبات موسعة على حرب العصابات في احدى ثكنات الحرس الثوري الإيراني في طهران، حيث تلقت مصالح الأمن الجزائرية في بداية 2000 معلومات عن عودة المجموعة التي تنقلت إلى ايران بطلب من أمير التنظيم شابي عبد الرحمان، ومن المفروض إلتحاقهم بمرتفعات ولاية المدية وبتنظيم علي بن حجر المسمى "الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد"، وهذا الأخير قد التحق بالوئام المدني وإستفاد من العفو الرئاسي في 11 جانفي 2000... المجموعة تتكون من سبعة عناصر وهم –حسب صحيفة الحياة اللندنية الصادرة بتاريخ 28/06/2005- أنهم:[/font]
[font="]1- ش. بن دحمان المدعو عبدالرحمان[/font]
[font="]2- ب. محمد المدعو يوسف[/font]
[font="]3- م. خالد المدعو هشام.[/font]
[font="]4- ب. رضا المدعو عادل.[/font]
[font="]5- ح. نورالدين المدعو عبدالله.[/font]
[font="]6- ب. شريف الدين بوعلام المدعو علي.[/font]
[font="]7- ح. باشا سمير المدعو سيف الدين.[/font]
[font="]جزائريون في ثكنات الحرس الثوري...[/font]
[font="] نقلت إعترافات المقبوض عليهم صحيفة "الحياة" اللندنية في عددها المشار إليه سابقا عن طريق مراسلها في الجزائر محمد مقدم وهو المدعو "أنيس رحماني" مدير تحرير صحيفة "الشروق اليومية" و"المقرب" من المصالح الأمنية، وقد نشر كتابا عن "الأفغان الجزائريين" وكله تقارير أمنية سرية تحصل عليها من خلال علاقته بالمصالح المعنية ، ومما جاء في التقرير الذي ننقله كما ورد في المصدر:[/font]
[font="](واعترف «عبد الرحمن» في التحقيق معه أنه بمجرد خروجه في كانون الاول (ديسمبر) 1995 من الكمائن التي نصبتها السلطات للإسلاميين المتشددين في الصحراء وعودته إلى بلدته في عين الدفلى (150 كلم غرب) تلقى، عبر شخص تعرف عليه في المعسكر، رسالة من عبد القادر صوان الذي كان في تلك الفترة «أمير» الجماعة الإسلامية المسلحة لمنطقة «جبل اللوح» طلب منه فيها الالتحاق بالجماعة لكنه رفض.[/font]
[font="]وبعد سلسلة طلبات تقدمت بها قيادات محلية في «الجماعة» وافق «عبد الرحمن» على أن يندمج في أنشطة دعم التنظيم المسلح وبمزاولة أنشطة تجارية بأموال تسلمها له على أن تحول بعض أرباحها إلى عائلات المعتقلين والمفقودين أو المسجونين من نشطاء الجماعات الإسلامية المسلحة.[/font]
[font="]وتولى «عبد الرحمن» في وقت لاحق دعم جهود المدعو مصطفى بلعيدي وهو من العاصمة الجزائر، في الوساطة والتنسيق بين مختلف الفصائل والكتائب المنشقة عن «الجماعة» مثل «جماعة جبل اللوح»، و»جماعة كرطالي»، و»جماعة بن حجر»، بهدف توحيدها تحت راية تنظيم سلفي، لكن هذه المساعي تعثرت فقرر سيد علي بن حجر تأسيس تنظيم مسلح جديد يدعى «الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد» والذي تشكل أساساً من ناشطين سابقاً في تيار «الجزأرة» بزعامة الشيخ محمد السعيد الذي تعرض إلى التصفية الجسدية من طرف أمير «الجماعة» جمال زيتوني المدعو أبو عبد الرحمن أمين».[/font]
[font="]وبعد أشهر تقرر معاودة ربط الصلة مع تنظيم «الجبهة الإسلامية للجهاد في الجزائر» التي تعرف اختصاراً باللغة الفرنسية باسم «الفيدا» والذي تشكل سنة 1993 من تيار «الجزأرة»، واختص في قتل المثقفين والصحافيين بالعاصمة والضواحي. وقد عقد أول لقاء تنسيقي بين ممثلين عن «الرابطة» و «الفيدا» في أحد مساجد حي باب الوادي الشعبي بالعاصمة في أيلول (سبتمبر) 1997، وشارك فيه كل من المدعو «رحماني» والمدعو «بوبراس».[/font]
[font="]وبسبب مخاوفه من التعرض إلى التصفية الجسدية اضطر «عبد الرحمن» في العام 1998 إلى اتخاذ قرار الرحيل من بلدته خوفاً من بطش «الجماعة» وناشطين في تنظيم «الهجرة والتكفير» الناشطين في بلدة خميس مليانة في ولاية عين الدفلى حيث استقر بمدينة زرالدة السياحية (20 كلم غرب).[/font]
[font="]وبعد أشهر تلقى «عبد الرحمن» اتصالاً من المدعو «أمين» وهو ناشط بارز في تنظيم «الفيدا» طلب منه المساعدة في إيجاد طلبة جامعيين بقصد إرسالهم إلى الخارج لمواصلة دراستهم مع تحديد التخصصات المطلوبة وهي الإلكترونيك والميكانيك. وقد تولى «عبد الرحمن» الاتصال مع «ب بوعلام» المدعو علي الذي كان تعرف عليه في جامعة البليدة (50 كلم جنوب) والذي اختار له طالبين هما «يوسف» و «عبد الله».[/font]
[font="]يقول «ب محمد» المدعو «يوسف» خلال التحقيقات القضائية أنه تلقى الاقتراح في نهاية 1997 عندما اتصل به صديقه في الجامعة «ب بوعلام» المدعو علي بحضور «ح نور الدين» المدعو عبدالله وعرض عليه فكرة التكوين في الميدان السياسي في الخارج لمصلحة «الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد» بزعامة علي بن حجر بما أنهم، كما قال، يتقاسمون فكرة الجهاد وأهمية مباشرة العمل السياسي للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة بعد انتهاء الهدنة. وقال «علي» خلال اللقاء أنه «عضو مؤسس» في الرابطة وزعم أن له اتصالات مع أجهزة الأمن في إطار الهدنة وأن الهدف من التكوين في الخارج هو التحضير للمستقبل.[/font]
[font="]أما «م خالد» المدعو هشام فقد ذكر في إفادته أنه بدأ منذ منتصف التسعينات بالنشاط لمصلحة «الجماعة الإسلامية المسلحة» برفقة زميله «ب رضا» المدعو عادل من خلال تسليم المناشير وبيانات التنظيم المسلح ورصد تحركات قوات الأمن قبل أن يتصل بهم «ط محمد» المدعو بشير أحد منسقي «الرابطة» والمدعو فؤاد الذي أخبرهم في لقاء عقد بالبليدة أنه بصدد البحث عن شباب لتلقي تدريب على القتال في ثلاث بلدان ولمح له «بشير لاحقاً أن «الرابطة» قررت إرسالهما إلى منطقة الشرق الأوسط للتدرب في ميدان القتال والأسلحة.[/font]
[font="]وفي أواخر كانون الاول 1997 عقد لقاء بين الثلاثة وهم «يوسف» و «عبد الله» و «علي» مع المدعو «الحاج» الذي قدم نفسه بصفته مؤسس «الرابطة» وعضو مجلس الشورى في «جبهة الإنقاذ». وأوضح «علي» في إفادته أن «الحاج» هو «ش بن دحمان» المدعو عبد الرحمن وهو رئيس سابق لبلدية خميس مليانة (110 كلم غرب) في فترة حكم «جبهة الإنقاذ».[/font]
[font="]وتم خلال اللقاء الحديث عن أهمية التكوين في الخارج وشدد على أهمية ذلك في «مرحلة ما بعد الهدنة» وبادر «الحاج» إلى ربط «يوسف» بأمير الرابطة سيد علي بن حجر الذي التقى به للمرة الأولى في مطلع العام الجديد وعرض عليه شغل منصب «المكلف بالاتصال»، ووافق على ذلك مما جعله لاحقاً «حلقة الربط» بين معقل «الرابطة» في تمزغيدة بأعالي مرتفعات المدية الجبلية مع ناشطي تنظيم «الفيدا» في العاصمة وهي المهمة التي أوكلت اليه حتى سفره.[/font]
[font="]وقبل أيام من مغادرة الجزائر اتصل «علي» بكل من «يوسف» و «عبد الله» للقيام بالإجراءات الضرورية واستلما معاً، عشية السفر، من المدعو «عبد الرحمن» مبلغاً من المال وتوجها في الخامس من تشرين الاول (أكتوبر) 1998 إلى سورية حيث كان في استقبالهم كل من «سيف الدين» و»هشام»، وتعرفوا على المدعو «أبو عمار الإيراني» الذي تبين لاحقاً أنه المكلف بالتكوين.[/font]
[font="]وبعد 23 يوماً من الإقامة في حي يدعى «مزة» في جبل دمشق (في إفادة أخرى قال أن الحي يدعى بزة) قرر «علي» العودة إلى الجزائر بينما انتقل بعد ذلك «يوسف» و»عبدالله» إلى سكن محاذي لبناية تابعة للسفارة الإيرانية في العاصمة السورية لمدة أشهر أخرى. وأكد «عبدالله» في إفادته انه سلم إلى «هشام» خلال إحدى اللقاءات مع «أبو عمار» جواز سفره. وجاء في أكثر من إفادة خلال التحقيق أن «أبو عمار» هو على الأرجح مسؤول في سفارة إيران في دمشق.[/font]
[font="]وبمجرد عودته بدأ «علي» في البحث عن شخصين لأن العدد المطلوب كان خمسة نشطاء، وهو ما اضطره إلى عرض المسألة على المدعو «عمار» الموجود في سويسرا لمساءلته في الأمر. ولتجنب شكوك مصالح الأمن أو رقابتها أسند هذه المهمة إلى المدعو «زكريا» والذي يكنى أيضاً باسم «سيد علي» لأسباب عدة أبرزها أنه كان معتاداً على الاتصال به عبر البريد الإلكتروني وطرح عليه أسئلة عدة عن أهمية التدريب العسكري في وقت الهدنة؟ وحاول أن يتجنب الحديث عن قصة إرسال الطلبة إلى إيران وطلب زيادة العدد وكان رد «عمار» هو تأكيد «الحاجة إلى التدريب العسكري سواء في السلم أو في الحرب»، وأن المصلحة هي التي اضطرته إلى ذلك وأن العدد تم تحديده مسبقاً ورفض البحث عن طلبة جدد، وترك المهمة بين يدي «زكريا» و «علي» وتم التوافق بعد ذلك على إرسال كل من «هشام» و «عادل».[/font]
[font="]ويذكر «يوسف» في إفادته أن «أبو عمار الإيراني» انفرد في مطار دمشق خلال السفر إلى طهران في الثامن من آذار (مارس) 1999 بكل من «سيف الدين» و «هشام» وقام بتمريرهم مباشرة إلى قاعة الركوب من دون الخضوع إلى المراقبة، وحاول «يوسف»، كما أضاف في إفادته خلال التحقيقات، لفت انتباه الضابط السوري باستعمال جواز سفره وبأنه جزائري الجنسية إلا أن «أبو عمار» تدخل وتكلم مع الضابط السوري.[/font]
[font="]وبمجرد الوصول إلى طهران توجهوا إلى بيت المدعو «الهاشمي» وتلقوا عنده تمريناً في كيفية إنشاء المنظمات السياسية والجمعيات وطرق ومناهج تسيير الجمعيات وكيفية تأطير الجماهير وفن الخطابة والتحقيق والتحقيق المضاد والمطاردة والمطاردة المضادة والتصوير والاتصالات.[/font]
[font="]وبعد استكمال التكوين السياسي حولت المجموعة إلى ثكنة عسكرية على بعد 160 كلم جنوب طهران حيث تلقت بحضور مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، تدريبات على أسلحة الكلاشنيكوف والمسدسات وركب مركب وقذف صاروخ «ريج» وتمرين على كيفية وضع الحواجز والخروج من الكمائن والاستدراج وتفتيش السيارات وتكوين مبدئي حول الأسلحة. وشمل التمرين أيضاً فن الاتصالات السرية.[/font]
[font="]وبعد انتهاء التدريب السياسي والعسكري الذي استمر نحو شهرين التحق بهم مجدداً «سيف الدين» و «هشام» قبل أن يغادروا طهران إلى تركيا ومنها إلى الجزائر بعد أن تسلم كل واحد منهم مبلغ 300 دولار أميركي.[/font]
[font="]وفضل «سيف الدين» الذي كان يقيم أصلاً في الولايات المتحدة الأميركية البقاء في سورية وأرسل صوره الشمسية إلى «زكريا» ليصدر له بطاقة هوية ورخصة قيادة سيارة مزورة باسم مالك بوعكوير تحت رقم 456826 الصادرة بتاريخ 16 سبتمبر 1998 عن دائرة الشراقة ولاية الجزائر (7 كلم غرب), وتمكنت قوات الأمن من حجزها لاحقاً.[/font]
[font="]وعاد «سيف الدين» إلى الجزائر في كانون الاول 1999 للاستفادة من تدابير قانون الوئام المدني الذي يمنح عفواً جزئياً أو كلياً عن عناصر الجماعات المسلحة مقابل التخلي عن العمل المسلح، لكنه اعتقل بعد أيام بسبب قصة «طائرة الجماعة» التي اتهم بشرائها في سويسرا بقصد وضعها تحت تصرف الجماعات الإسلامية المسلحة.[/font]
[font="]وقال «سيف الدين» في إفادته أنه انتقل إلى إيران بطلب من القيادي البارز في «جبهة الإنقاذ» المحظورة أحمد الزاوي «لكي لا يترك الشخصين اللذين كانا يتدربان في إيران وحدهما خوفاً من ان يقتربا من رجال الدين الإيرانيين وحتى لا يتأثروا بالفكر الشيعي».[/font]
[font="]وبمجرد عودتهم أبلغ أمير «الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد» بالأمر وطلب منهم، بحسب إفادات المتهمين، الالتحاق بمركز قيادة التنظيم المسلح بمرتفعات جبال المدية لكن «زكريا» رفض الطلب على اعتبار أن هؤلاء غير معروفين لدى مصالح الأمن ولا أفراد الجماعات الإسلامية المسلحة وأن بقاءهم في العاصمة «سيكون أجدى وأنفع للجهاد» وبعد أخذ ورد قرر الموافقة على طلب بقائهم لكنه اشترط منهم تحرير تقرير مفصل عن المهمة في الخارج، وهو ما تم وسلم له التقرير كاملاً. وقد نظم لهم «علي» لقاء بالجزائر العاصمة مع «عبدالرحمن» بصفته موفد قيادة التنظيم المسلح وقدموا له التقرير عن التكوين الذي استفادوا منه في إيران.[/font]
[font="]وقد طلب أمير «الرابطة» من «علي» مساءلة «عمار» المقيم في سويسرا عن مصير «البضاعة» التي أرسلها مع المدعو «عبدالحميد»، وتبين لاحقاً أن المدعو «أمين» وهو قيادي في تنظيم «الفيدا» تولى استلام «البضاعة» في مسجد الإمام الشافعي بالحراش (10 كلم جنوب)، وتبين أنها كانت عبارة عن كمية من الذخيرة الحية وأسلحة وأجهزة اتصال لا سلكي نقلت في مرحلة أولى من سويسرا إلى مدينة سطيف (300 كلم شرق) ومنها إلى الجزائر العاصمة ثم مرتفعات المدية.[/font]
[font="]وبقي وضع المجموعة التي تلقت التكوين العسكري في إيران على هذا النحو إلى أن تم اعتقال كل أفرادها خلال عمليات متزامنة جرت في 15 تشرين الاول 2000 بمناطق مختلفة بعد تحريات دقيقة حول أماكن وجود عناصر المجموعة التي كانت ترغب في النشاط في «الظل» بعيداً من ضغط «الجماعات المسلحة» وبمعزل عن رقابة قوات الأمن).[/font]
[font="]ومن تمكنا بالحديث إليهم حمدي باشا سمير الذي قضى 6 سنوات بين سجني الحراش وتيزي وزو، وهو يتحدر من ولاية تبسة أفرج عنه في نوفمبر 2006 بعد نهاية عقوبته، يقيم حاليا بنواحي حيدرة وهو ينتمي لعائلة ثرية قضى عدة سنوات بالولايات المتحدة الأمريكية ونال شهادة تخصص في الكمبيوتر، أكد لنا أنه بالفعل تنقل إلى إيران لما أقام لأشهر بدمشق وتلقى تدريبات على حرب العصابات وقد تعرض أثناء التدريب لحادث في عموده الفقري، وقد إلتقى خلال تلك الفترة التي قضاها بطهران بأحمدي نجاد الرئيس الحالي لإيران حيث كان حينها عمدة العاصمة الإيرانية، ومما ذكره لنا أن نجاد أكد دعمه لهم، وان البلدية تحت تصرفهم في كل ما يحتاجونه خلال فترة تكوينهم، وأكد حمدي باشا أمرا آخر هو سعي القيادة الإيرانية العسكرية وقائد الثكنة التي تدربوا بها على أن يلتحقوا بالمذهب الشيعي وإعلان ثورة إسلامية على غرار ثورة الخميني، لتكون الدولة القادمة خمينية حتى النخاع...[/font]
[font="]حمدي باشا سمير عرف عنه أنه من تيار "الجزأرة" وتعرض لإضطهاد كبير داخل السجن، بسبب ولائه وتناقل عنه الإسلاميون المساجين بأنه "شيعي" حتى النخاع، وأصبح أميرا لقاعة الجزأرة (أ مكرر 1) التي قاد حربا ضروسا من قبل رفقة مجموعته لأجل تاسيسها وقد اشرنا لذلك في موضوعنا المنشور عن الإسلاميين من وراء القضبان، حتى تم تحويله بتاريخ 09/08/2005 إلى سجن تيزي وزو بعد الإضراب عن الطعام في جويلية 2005 بسبب وفاة السجين العذاوري محمد، وقد قاد الإضراب بنفسه مع أمراء القاعات نذكر منهم مباركي حميد المتهم الرئيسي في قضية مجزرة سركاجي، وكان ممثلا للمساجين في مفاوضاتهم مع النائب العام وإطارات وزارة العدل الجزائرية... أما عن قضية التشيع فقد أكد لنا حمدي باشا أنهم كانوا يصلون صلاتهم ويتعبدون على مذهبهم لتفادي الحرج، حتى يتحصلون على ما ذهبوا لأجله، وفي رده عن سؤالنا حول عدد الجزائريين الذي تدربوا في ثكنات الحرس الثوري فقد أخبرنا بأنه لم يقتصر الأمر على مجموعته فهناك الكثيرين ممن تدربوا والتحقوا بتنظيمات شيعية بأفغانستان وعادوا بعدها للجزائر، على غرار ما قامت به السعودية من تجنيد للشباب في أفغانستان وبدعم أمريكي، وقد سعت السلطات الرسمية للثورة ومرشدها الأعلى من أجل صناعة ما يسمى بـ "حزب الله" في الجزائر أو حتى كتائبا لأنصار المهدي، توالت الإتصالات خاصة في الأخيرة لشريف قوسمي وكانت سرية للغاية، وربما ساهمت مساهمة فعالة في القضاء عليه من طرف مصالح الأمن، وطبعا الفضل يعود للجزائريين الذين التحقوا بالحوزات العلمية عن طريق شيعة سوريا...[/font]
[font="] نشرت جريدة الشروق اليومي في عددها الصادر بتاريخ: 23/01/2007 وتحت عنوان: "جهات إدارية تتلقى تعليمات للتحقيق في ظاهرة التشيع في الجزائر"، ومن دون أن تكشف عن طبيعة هذه الجهات، لكن علمنا من جهات مطلعة أن مصالح الأمن لعدة ولايات منها وهران ومعسكر وتيارت وتبسة وباتنة وسطيف وقسنطينة وجيجل والجزائر العاصمة هي التي تقوم بالتحقيق السري لمعرفة حقيقة ما يروج له في الأوساط الشعبية خاصة، فضلا عن العلاقات مع الخارج،مما يعطي الإنطباع مدى تخوف السلطات من إنتشار التشيع بين الجزائريين، والمتواجد في الأحياء الشعبية والمدارس الثانوية خاصة، وهذا الذي يمهد النفوذ الإيراني في المنطقة على غرار ما يحدث في العراق، وإن حاولت بعض الجهات التقليل من الأمر، فنسجل هنا موقف الشيخ عبدالرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء الجزائرية الذي قلل من شأن ذلك بالرغم من إعترافه الضمني بوجود الظاهرة، في تعليقه عن ما سمي بالمد الشيعي في الجزائر بقوله: " "ليس من اللياقة الخوض في مسألة التشيع أو التنصير، وكلاهما ظاهرة موجودة في الجزائر، وأعتقد أن الاهتمام بهذا الموضوع يعتبر من قبيل العبث وتحويل الأذهان إلى ما هو أقل أهمية من القضايا ذات الأولوية".... وكما ذكرنا أن إيران تشكل هاجسا مرعبا للسلطات الجزائرية، وخاصة في ما يتعلق بالدعم الإيراني للمسلحين، حيث تتهم طهران على أنه تريد انقلابا شيعيا في المغرب العربي...[/font]
[font="]
[/font]