تتمة الموضوع السابق ل أنور مالك و الكاتب و الصحفي
[font="] إعترافات حصرية لقعقاع "الجيا"...
[font="] نتعرض إلى بعض المحطات من الحديث الحصري الذي دار بيننا وأحد أمراء التنظيم الدموي في الجزائر المسمى "الجماعة الإسلامية المسلحة" والمعروف بـ "الجيا"، المعني هو موقوف الآن بسجن الحراش وحكمت عليه محكمة جنايات الجزائر العاصمة بالمؤبد في 21/03/2007، وفيه بعض المقاطع المهمة التي تكشف تصور جديد في مسيرة التنظيم الدموي في الجزائر، فما نعرفه ويروج له أنه تنظيم تكفيري ينطلق من مبدأ تكفير عموم الشعب، لكن لأول مرة نسمع من أنه أيضا تنظيم تحكمه عقائد شيعية والتي تكفر السنيين أيضا، وتلقى الدعم من رجال دين وسياسيين إيرانيين...[/font]
[font="] شامة محمد المعروف بالقعقاع من مواليد 1963 بالبليدة التحق بالعمل المسلح في بداية 1993 وعمل تحت إمارة جمال زيتوني ثم من بعده عنتر زوابري وكذلك رشيد قوقالي المدعو أبو تراب الذي قام بتصفيته هو شخصيا حسب ما ورد في قرار الإحالة وبالتواطؤ مع أمير "الجيا" الموقوف أيضا نورالدين بوضيافي المدعو أبو عثمان وكذلك عرف بـ "حكيم أر بي جي"، نورد ما دار بيني وبينه في حوار وسوف نفسر تفاصيل اللقاء بيننا في محطة أخرى قادمة ان إقتضت الضرورة...[/font]
[font="]- لماذا التحقت بالجماعات المسلحة؟[/font]
[font="]- من أجل الجهاد في سبيل الله ومقاتلة الطواغيت والدفاع عن النفس فقد كنت مضطهدا من طرف مصالح الأمن في منطقتنا ببوقرة وعلى رأسهم خالي الذي يعمل عسكري ورجل مخابرات...[/font]
[font="]- حسب ما ورد من أخبار أنك متورط في مجازر بن طلحة والرايس ولاصاص بالأربعاء...[/font]
[font="]- (يقاطعني) هو كذب أنا لم أشارك فيها وقد كنت حينها أعاني من أمراض متعددة...[/font]
[font="]- لكن من المتورط؟[/font]
[font="]- الجماعة هي التي قامت بذلك وقد قتلت مرتدين يستحقون الموت لأنهم كانوا يساعدون الطواغيت علينا...[/font]
[font="]- هم مدنيون؟[/font]
[font="]- نحن لا يوجد عندنا مثل هذه المصطلحات مدني ومسلح عندنا كافر ومؤمن لا غير، هذه التقسيمات كافرة لا نؤمن بها أبدا.[/font]
[font="]- هل تذكر لنا من يقف وراء المجازر التي وقعت؟[/font]
[font="]- لماذا تسميها مجازر ولا تسمي ما قام به الطاغوت من قتل وإبادة لإخواننا بمجازر؟... هو تمييز نرفضه رفضا قاطعا...[/font]
[font="]- هل تؤيد فكرة قتل المدنيين؟[/font]
[font="]- أكيد ان نزل عليهم حكم الردة وأنت تعرف أن الشعب الجزائري كله مرتد.[/font]
[font="]- ليس كذلك؟[/font]
[font="]- أراك تدافع عن الشعب... الصحابة وارتدوا بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فكيف بشعب خبيث زي الشعب الجزائري؟ !!.[/font]
[font="]- ردة الصحابة أفكار شيعية، هل تحمل هذه العقيدة؟[/font]
[font="]- من فضلك لا أريد الحديث في هذا الموضوع أنا أعطيت لك حكمي في الشعب الجزائري وخلاص.[/font]
[font="]- أمك أيضا من الشعب؟[/font]
[font="]- كافرة أيضا وأتعامل معها على هذا الأساس.[/font]
[font="]- ماهو مستندك الشرعي في ذلك؟[/font]
[font="]- الأدلة موجودة بكثرة وهذه قناعة لن أغيرها مهما كان الأمر فقد دفعت الثمن غاليا لأجلها 11 سنة وأنا في الجبال.[/font]
[font="]- يعني أنا أيضا كافر...[/font]
[font="]- أكيد بل أنت أولهم .[/font]
[font="]- نعود لشيء أريد أن أعرفه منك علمنا أنك ترفض الصلاة جماعة ودائما تصلي على إنفراد فما سبب ذلك؟[/font]
[font="]- كيف أصلي والإمام كافر وعلى غير عقيدتي...[/font]
[font="]- ماهي عقيدتك؟[/font]
[font="]أراها زلة لساني لما أجاب:[/font]
[font="]- عقيدة آل البيت لا شك في ذلك.[/font]
[font="]- قاطعته: عليهم السلام[/font]
[font="]- ليضيف: أكيد عليهم السلام.[/font]
[font="]- إذن أنت شيعي يا قعقاع...[/font]
[font="]- قلت لك لن تنال مني إجابة لذلك، الذي يجب أن تعلمه أنني مسلم حقيقي وغير مزيف.[/font]
[font="]- أنت متهم بخطف الفتيات وإغتصابهن كما حدث مع 7 منهن خطفن في مجزرة الرايس؟[/font]
[font="]- أولا أنا لم أفعل ذلك وبريء منها لم أغتصب ولم أختطف.[/font]
[font="]- أنت تتعامل معي كأنني سأحاكمك، على كل ما رأيك في من خطفهن؟[/font]
[font="]- الخطف جائز نحن في جهاد وهن سبايا...[/font]
[font="]- هو الزنا بعينه يارجل...[/font]
[font="]- لا يا سيد هذه متعة...[/font]
[font="]- يعني زواج متعة؟[/font]
[font="]- سميه كما شئت...[/font]
[font="]- للمرة الأخرى تؤكد لي عقيدتك الشيعية، أريد أن أسألك عن الأمير الوطني رشيد ابوتراب ماهي عقيدته؟[/font]
[font="]- سني...[/font]
[font="]- لماذا قتلته بنفسك؟[/font]
[font="]- صراعات داخلية بيننا وأمرت من طرف القيادة بذلك.[/font]
[font="]- حسب إعتقادك هو مجاهد وسني وأمير[/font]
[font="]- نعم... هو كلب سني لقي حتفه...[/font]
[font="]- علاقتك مع نورالدين بوضيافي؟[/font]
[font="]- علاقة طيبة ولولا الخونة ما قبض عليه...[/font]
[font="]وهنا يجب الإشارة أن نورالدين بوضيافي قد كان يحمل فكر الشيعة وهو ما أكده لي اشقاء زوجته التي ذبحها بنفسه، محمد لعريبي ورابح لعريبي والجيلالي لعريبي –الذي يقوم حاليا بتربية ابن بوضيافي- وحتى أنه في عملياته ينطلق من معتقدات جواز قتل السني والتقرب به إلى الله... نعود للقعقاع:[/font]
[font="]- هل هو شيعي أيضا؟[/font]
[font="]- ربما... لا أخبرك بأكثر من ذلك.[/font]
[font="]- يبدو أنك لا تريد أن تجيبني فقط مجرد انسان احب الإطلاع ليس إلا...[/font]
[font="]- أظنك رجل مخابرات يا سيد.[/font]
[font="]- لكن يا قعقاع يجب أن تطرح أفكارك عل الناس تؤمن بها.[/font]
[font="]- لا أحتاج لهؤلاء المرتدين أحفاد يزيد ومعاوية عليهم اللعنة.[/font]
[font="]- كتب كثيرا من أن "الجيا" من صنع المخابرات...[/font]
[font="]- هؤلاء يريدون تشويه المجاهدين فقط، صحيح يوجد من إرتد وصار عميلا بل هربت مجموعات وشكلت لأجل خدمة مصالح الجنرال العماري والجنرال خالد نزار.[/font]
[font="]- مثلا؟[/font]
[font="]- مدني مزراق وحسان حطاب وغيرهما.[/font]
[font="]- هل كنتم مخترقين من طرف المخابرات؟[/font]
[font="]- أكيد وأريد أن أؤكد لك شيئا أن عناصر عملت لصالح المخابرات واستغلت حماس الشباب للجهاد.[/font]
[font="]- يعني ان عنتر زوابري تلقى الأمر من طرف الجنرالات لذبح الناس في بن طلحة...[/font]
[font="]- لم تكن لعنتر تعاملات مع المخابرات كان صديق لي وكله كذب...[/font]
[font="]- أين إذن دور المخابرات في الموضوع؟[/font]
[font="]- الضباط الشرعيين.[/font]
[font="]- من تقصد بالضبط؟[/font]
[font="]- مثلا مفتي جماعتنا الأخ أبو منذر كان يشجع كثيرا الهجوم على الدواوير (يقصد الأحياء الشعبية).[/font]
[font="]- وهل هو دليل على أنه عميل، أنت أيضا تؤمن بالأفكار نفسها؟[/font]
[font="]- أبو منذر هو أول من أفتى بجواز القتل هذا...[/font]
[font="]- تقصد القتل الجماعي؟[/font]
[font="]- نعم... [/font]
[font="]- ماهو مستنده الشرعي؟[/font]
[font="]- وقتل الكفار والمرتدين يحتاج لدليل... الحقيقة واضحة زي الشمس...[/font]
[font="]- أكيد... [/font]
[font="]- المسلم به لدى الجميع أن الكافر يقتل والمرتد يقام عليه الحد.[/font]
[font="]- هذا من طرف إمام المسلمين والقاضي؟[/font]
[font="]- نحن لنا بيعة...[/font]
[font="]- لمن؟[/font]
[font="]- لأمير الجماعة وإمامها...[/font]
[font="]- أريد جوابا صريحا منك: هل أنت شيعي وما علاقة إيران بجماعتكم؟[/font]
[font="]- لا أجيبك على ذلك، لكن أؤكد لك أننا تلقينا الدعم من طرف جهات في الثورة الإسلامية...[/font]
[font="]- أقاطعه: وماهو هذا الدعم؟[/font]
[font="]- يقهقه... لن أعطيك شيئا...[/font]
[font="]- وهل الدعم كان للتنظيمات كلها؟[/font]
[font="]- الذي أعرفه أنه لجماعتنا فقط.[/font]
[font="]- يعني أنكم تلتقون مع الثورة الإيرانية في المعتقدات؟[/font]
[font="]- ربما لكن جماعتنا كانت خليطا من كل الأفكار والقاسم المشترك بيننا هو تكفير الشعب ووجوب مقاتلته...[/font]
[font="]- يعني أنكم إلتقيتم بمختلف الأفكار على مائدة واحدة وهي إبادة الناس...[/font]
[font="]- لا تتكلم بهذه الطريقة... لقد جمعت بيننا الأهداف والغايات.[/font]
[font="]- أنتم قاتلتم التنظيمات الأخرى لأنها إختلفت معكم في المناهج، لماذا؟[/font]
[font="]- لم نختلف في المناهج بل في العقيدة كانت تنظيمات سياسية تريد اعادة الإنقاذ (يقصد الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة) وليست جهادية تريد تحكيم شرع الله.[/font]
[font="]- الشعب كله كافر فأين سيحكم هذا الشرع؟[/font]
[font="]- أكيد لو إنتصرنا لتابوا لربهم...[/font]
[font="]- في رأيي لو كنتم قوة لذبحتم كل الشعب...[/font]
[font="]- ولن نندم نحن نحتكم لشرع الله.[/font]
[font="]- هذا ليس شرعا...[/font]
[font="]- يقاطعني غاضبا: نحن نتحدث ولا نقاضي أفكارنا ومعتقداتنا...[/font]
[font="]- ما رأيك في الأفغان الجزائريين؟[/font]
[font="]- وهابيون في أغلبهم وتدربوا بالسعودية وينفذون مخططات آل سعود الكافرة والخائنة...[/font]
[font="]- أرى أن حرب الجزائر الجديدة شهدت صراعا بين موالين للسعودية وموالين لإيران...[/font]
[font="]- هي الحقيقة... توجد تنظيمات وهابية تلقت الدعم من السعودية...[/font]
[font="]- وهل وجدت تنظيمات شيعية...[/font]
[font="]- لا...[/font]
[font="]- لماذا؟[/font]
[font="]- لم تكن لنا القوة لتأسيس تنظيم...[/font]
[font="]- قلت "لنا" يعني أنك شيعي...[/font]
[font="]- لم أقصد ذلك أريد أن أتكلم باسم المقاتلين الموالين لإيران.[/font]
[font="]- وما هدف إيران من تدعيم القتال في الجزائر؟[/font]
[font="]- لا أعرف...[/font]
[font="]- خلاص وما هدف السعودية من تدعيم القتال في ايران؟[/font]
[font="]- يريدون دولة وهابية أموية...[/font]
[font="]- يعني أن ايران أيضا تريد دولة شيعية في شمال افريقيا...[/font]
[font="]- لهم الحق من أجل إعادة مجد الفاطميين وحق آل البيت المغتصب...[/font]
[font="]- ما رأيك في علي بن حاج؟[/font]
[font="]- وهابي على عقيدة بني أمية سقط في أوحال السياسة وهدفه هو حزبه وليس دولة الإسلام وتحكيم شرع الله...[/font]
[font="]- كيف كانت إتصالات عنتر زوابري مع الإيرانيين؟[/font]
[font="]- عن طريق السفارة الإيرانية...[/font]
[font="]- إذن أنت تؤكد علاقة عنتر زوابري بإيران...[/font]
[font="]- لا أريد الخوض في هذا لموضوع الأمير إستشهد ربي يتقبله...[/font]
[font="]- أريد أن اعرف لماذا مصالح الأمن الجزائرية لم تكتشف هذا الملف بالرغم من إختراق التنظيم من طرف المخابرات؟[/font]
[font="]- لا أدري... إسأل الجنرال العماري اسماعين وتوفيق...[/font]
[font="] هذا البعض مما ورد في حوارنا مع شامة محمد المدعو القعقاع، وسوف ننشر الحوار كاملا في كتاب نحن بصدد إعداده عن الإسلاميين الجزائريين... ومن المفروض أن يستفيد "القعقاع" من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، فقد توبع في بداية الأمر لما قبض عليه بسلاحه في سوق بومعطي بالحراش في 17/04/2005 حسب الرواية الرسمية التي هو يرددها أيضا، ولا يمكنه أبدا أن يخبرنا بما يراه "ردة"، وإن كانت جهات أخرى أكدت لنا أنه سلم نفسه بعد عجزه الصحي... غير أن جهات أمنية قد ألحقت لملفه قضايا ثقيلة للغاية كمجازر جماعية وإغتصابات وقنابل في أماكن عمومية التي يستثنيها ميثاق السلم بعد البداية الفعلية لتطبيقه في مارس 2006، وقد إعتبرنا ذلك في أحد مقالاتنا بانه يخالف القانون، ونورد البعض مما نسب للقعقاع من عمليات كانت محل محاكمته وإدانته بالسجن المؤبد، فقد ورد في قرار الإحالة أنه في شهر جويلية 1995 شارك مع 70 مسلحا في كمين للجيش ببوقرة (البليدة) تحت قيادة أحدهم يعرف بـ "مصعب" قتلوا حينها 16 عسكريا وإستولوا على 16 رشاشا، وفي أوت من العام نفسه قتلوا 6 أفراد من ما يعرف بتيار "الجزأرة" بالبليدة، وفي سبتمبر إقتحم فيلا للقوات الخاصة ببوقرة وإستولى على السلاح برفقة مجموعته... في نوفمبر 1996 إقتحم مع 80 مسلحا إقامة لعناصر الجيش ببوسدرة بمنطقة بوقرة (البليدة)، وفي ديسمبر من عام 1996 أيضا قام بتفجير عمارة يقيم فيها أفراد الجيش، أما في جانفي 1997 وبرفقة 90 مسلحا إقتحم فيلا للقوات الخاصة ببن عمر (البليدة)ولكنها باءت بالفشل... برفقة الأمير مصعب شارك في عملية هجوم على إحدى العائلات ببن عمر وإختطف فتاتين، أواخر جانفي 1997 بمعية 30 مسلحا اقتحم مركزا للجيش ببن عمر، في فيفري من العام نفسه برفقة 70 مسلحا هجموا على حي لاصاص بمنطقة الأربعاء (البليدة) وقتلوا عددا كبيرا من المدنيين وإختطفوا 13 إمرأة وذبح القعقاع – حسب قرار الإحالة على محكمة الجنايات طبعا- شابا عمره 27 عاما واغتصب البعض من الرهائن... في مارس 1997 أصيب في رجله إصابة خطيرة جعلته معوقا... وأيضا مما ورد أنه مع صديقه وإبن منطقته عنتر زوابري – أمير "الجيا" الذي قضت عليه مصالح الأمن الجزائرية في فيفري 2002 – قاما بقتل 19 طفلا تتراوح أعمارهم بين 3 و8 سنوات، وإغتيال قرابة 500 شخصا وإختطاف 12 فتاة، وفي مجزرة الرايس شارك في قتل 550 شخصا وإختطاف 7 فتيات... وقام بإغتيال 32 مواطنا في حاجز مزيف في الطريق الرابط بين تابلاط والأربعاء وذبح 45 مواطنا في بوشراحيل (المدية)...[/font]
[font="] وقد لاحظنا تركيز غرفة الإتهام في قرار الإحالة على القتل الجماعي والاغتصاب وهي من بين البنود التي تم فيها إستثناء العفو وإسقاط المتابعة القضائية في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، الذي صادق عليه الشعب الجزائري في إستفتاء شعبي شهد مشاركة قياسية في 29 سبتمبر 2005، ومما يجب الإشارة إليه أن شامة محمد قد نفى نفيا قاطعا كل التهم المنسوبة إليه وما توقيعه على المحاضر إلا بسبب التعذيب البشع الذي تعرض له في مركز الإستنطاق التابع للمخابرات الجزائرية بحيدرة (العاصمة)...[/font]
[font="]في الحلقات التي مرت تلقينا الهجوم المشين وأتهمنا من أننا لسنا مهنيين في تناولنا لملف التشيع في الجزائر، وأن قصة فيروز لزنك تصب في اطار الحملة التي تستهدف ايران والمتشيعين من الجزائريين، وفي هذا الجزء نتحدث عن حيثيات أخرى في هذا الملف المثير، وطبعا لم نتناوله من أجل بث الطائفية بين الجزائريين، ولكن هو حقيقة موجودة وان كانت محدودة وليست بالنسبة التي تثير التخوفات –حسب التصريحات الرسمية- وهذا الذي سوف نتحدث فيه عن العوامل التي ساهمت في زحف هذه الظاهرة، والنماذج من المتشيعين تكفي للتأكيد على أن العملية متواصلة ولن تتوقف حتى يتحقق الغزو الفارسي المنشود...[/font]
[font="]الطريق إلى قم...[/font]
[font="] توجد شبكة شيعية تنشط في دمشق وتستغل التجار الجزائريين وخاصة ما يعرف بـ "تجار الشنطة" في نشر الظاهرة، وقد علمنا من مصادر في دمشق أن الشبكة يترأسها ويديرها تاجر أقمشة مغربي الأصل والمكنى بـ "أبو الحسين"، حيث يقوم بتزويد التجار الشباب بكل ما يلزمهم من متطلبات تجارية ويقرضهم ما يشاءون من أموال أو بضاعة، وشرطه فقط هو نقل الكتب وتوزيعها في الجزائر، وقد تمكن هذا الأخير من تجنيد الكثيرين الذي قاموا بجلب الكتب المتعلقة –طبعا- بالفقه الشيعي وتوصيلها إلى من يريدها وخاصة أولئك الذين يراسلون لأجلها دور نشر معروفة، ويوجد من وصل إلى ايران وصار يعيش هناك، فكما سجلنا وجود عدة جزائريين بالمعاهد الدينية الشيعية بقم وهي المدينة الشيعية المقدسة، وصاروا طلبة نشيطين فيوجد من صاروا إطارات دينية بارزة في هذه المعاهد، ونروي هنا مثلا تجربة "أم عبد الرحمن" وهي من مواليد 1960 بالعاصمة الجزائرية، نشأت في أسرة متفتحة ولم تكن متشددة في تطبيق تعاليم الدين ولا المذهب السني حسب إفادتها التي خصصتها للتحدث عن تشيعها أو ما سمته ويسميه غيرها "إستبصارا"، زاولت دراستها الجامعية في المدرسة العليا للأساتذة بالقبة (الجزائر العاصمة)، خلال دراستها على الجامعية تعرفت على زوجها "أبو عبدالرحمن" الذي كان مهتما بالمذهب الشيعي لحد كبير عن طريق صديق إيراني كان يدرس معهما، له نشاط دعوي واسع في الجامعة وتحت رعاية الملحق الثقافي للسفارة الإيرانية بالجزائر... إشتغلت بتدريس مادتي الكيمياء والفيزياء في التعليم الثانوي، وبقيت في هذه المهنة ما يقارب العشر سنوات، لقد إنغمست في عملها من دون أن تهتم بالكتب الشيعية التي يحضرها زوجها من السفارة الإيرانية، وقد كان خلال دراسته الجامعية يسعى كل السعي ويأمل كل الأمل في السفر إلى إيران والإلتحاق بمعاهد قم الدينية، وخاصة أنه كان منبهرا بما سمتها "منجزات الثورة الاسلامية" في إيران، تحققت له أمنيته عام 1992 وهو العام الذي شهد اشتعال الحرب الأهلية في الجزائر، وما يسميه المتشيعون "الحرب الوهابية السلفية"، أما هي فقد ظلت على مذهبها السني حتى التحقت بزوجها بعد عام من سفره أي في 1993، حيث حطت رحالها في دمشق وفي شهر محرم ووجدت زوجها في إنتظارها برفقة الشبكة الشيعية النشيطة، مكثت في العاصمة السورية أسبوعا كاملا زارت فيه مقام السيدة زينب، الذي أعتبر منعطفا بارزا في تشيعها حيث تقول معلقة على ذلك:[/font]
[font="](... عندها ناولني أبو عبدالرحمن التربة وزيارة السيدة زينب عليها السلام قائلاً : صلي ركعتين ، ثم أقرئي هذه الزيارة، فصلّيت ركعتين ثم بدأت في قراءة الزيارة وكنت كلّما أقرأ ما فيها من وصف حال أبناء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، تأخذني رعشة ، ولم أكن أدري ما حصل في يوم عاشوراء للحسين عليه السلام وأهله وأصحابه ، ولم أكن أعلم ما ألحق بالسيدة زينب وبنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك ، فكانت هذه الحقائق تدمي القلوب وتُذيبها هل يمكن أن يفعل هكذا بأحفاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإذا كان الأمر كذلك لماذا نجهل هذه الأمور ؟ لماذا ندرسها في دروس التربية الإسلامية ؟ والتاريخ ؟ ألا تستحق هذه الفجيعة أن تعرف من طرف كل مسلم ، أم أنها أخفيت لهدف معيّن وعمداً ، تساؤلات لا أجد لها أجوبة ، لأن الحقيقة حجبت علينا والتاريخ محرّف مزيّف فما وجدت حيلة ولا وسيلة إلا البكاء والنحيب ، وفي تلك اللحظات الحاسمة الحزينة التي يجد فيها الإنسان نفسه أمام حقائق خطيرة تمس بعقيدته وتاريخ دينه أصاب شعاع من أشعة الرحمة واللّطف والعناية الإلهيّة التي كانت تعم تلك الحضرة الشريفة قلبي فحرّك الفطرة الدفينة والحب العميق الذي أودعه الله تعالى في قلب الإنسان إتجاه أهل بيت الرسول، وبحمد الله وعونه صارت نقطة التحول في حياتي وحياة أسرتي كلها منذ تلك اللحظة، وقد كانت هذه الهبة الإلهيّة أجمل وأفضل نعمة أنعمها الله علينا إلى جانب نعمه وفضله الدائم، فالحمد لله رب العالمين).[/font]
[font="]لما وصلت إلى إيران وحطت رحالها بقم شرعت في مطالعة كتب التاريخ الشيعية –طبعا- والسيرة وتعرفت على ما سمته في إفادتها "سر الإمامة" والخلاف بين السنة والشيعة، وتعلق أم عبد الرحمن عن سفرها في حوار لها مع شبكة الفجر الشيعية قائلة: (بهذا السفر بدأت صفحة جديدة من حياتي حيث اعتنقت مذهب أهل البيت عليهم السلام وكان هذا الأمر بداية لوعي جديد و أهداف جديدة، بل كان مولدا جديدا بالنسبة لي حيث أنّني لم أكن أشعر بوجودي ولم أكن أشعر بمعنى الحياة والموت والهدف من الخلقة إلاّ في هذه الحقبة من الزمن، ففي قم المقدّسة توجّهت إلى العلوم الدينية حيث درست عند أستاذتنا الفاضلة الحاجّة أم عبّاس حفظها الله تعالى دروساً في الفقه والأصول، وعند الأستاذ الشيخ أبو عبد الرحمن – تقصد زوجها- درست المنطق والفلسفة والكلام والعقائد، وكلّما تبحّر الإنسان في علوم أهل البيت كلّما أدرك عظمتهم وسؤددهم وأدرك جهله وقصوره).[/font]
[font="]تعتبر أم عبد الرحمن وزوجها من أهم المتشيعين الجزائريين، فقد أصبحا من أبرز المهاجرين إلى قم، حيث صار "أبو عبدالرحمن" مدرسا للفلسفة وعلم الكلام والمنطق كما ذكرت هي من قبل، أما هي فتشرف الآن على الإدارة الداخلية بمعهد السيدة خديجة للعلوم الإسلامية في قم – وهو معهد ينشر الفكر والتدين الشيعي- وتحت نظر اللجنة الإدارية تقوم بتدريس ما تسميه بـ "علوم آل البيت"...[/font]
[font="] الغماري والعشق الخميني...[/font]
[font="] الشاعر محمد مصطفى الغماري من مواليد 1948، واعتبر من الشيعة الجزائريين الذين مجدوا ثورتها الخمينية، التي كان لها الأثر البارز في رحلته الشيعية والشعرية، وزار إيران مرات متعددة، وتربطه علاقات وثيقة مع رجال دين ومثقفين وسياسيين إيرانيين، وهو دكتور ويمارس التدريس في معهد اللغة والآداب بالجامعة الجزائرية، له نشاط كثيف بين الطلاب لنشر الفكر الإثني عشري، مجد في كثير من أشعاره عبر دواوينه المختلفة ثورة إيران وزعيمها الخميني، وقد فاقت العشرين ديوانا نذكر منها "أسرار الغربة" عام 1978، "عرس في مأتم الحجاج" عام 1981، "مولد نور" عام 1997... وقد تحدى التقية وجهر بتشيعه في الكثير من قصائده، حيث يقول الشاعر في أحد تراتيله الشيعية الممجدة للخميني وثورته:[/font]
[/font]
[font="]ومما نقلته عنه جريدة "كيهان" الإيرانية في عددها 4049 الصادر بتاريخ: 5 جويلية 1999 – وتبدو مصادفة غريبة في إختيار هذا اليوم بالذات الذي يعني ذكرى ثمينة وغالية بالنسبة للجزائريين والمتمثلة في يوم الإستقلال- من خلال ندوة لها في العاصمة الإيرانية طهران، حيث صرح الدكتور الغماري قائلا: (لقد جاء الإمام الخميني فأعاد إلى الأمة ثقتها الضائعة بنفسها، وصدع قلوب المستبدين وانفتحت له قلوب المؤمنين والمستضعفين، وأعاد للكلمة الإسلامية حيويتها وحياتها، وللحكم الإسلامي مصطلحه ومضمونه، فأصبح على كل لسان مذكورا، بعد أن ظل قرونا في بطون الكتب مطمورا، مهجورا، وأخذت السياسة الإسلامية مكانها الريادي في الحضور السياسي المعاصر، صداما أو حوارا...).
[font="]وفي قصيدته "الحب أقوى" والتي رفعها مقرضا إهداءه: (إلى الإمام العلامة آية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر ونجليه المغدورين... إليه في الشهداء الخالدين نفثة ولاء... وعلى قاتليه لعنة تلاحق القتلة المغرورين... )، كتبها في 21 فيفري 1999، ومما جاء فيها:[/font]
[/font]
[font="]والقصيدة لا تحتاج إلى تعليق فهي تؤكد عقيدة الشاعر التي حاول إنكارها يوما وبحضوري الشخصي في مركب "الصخر الأسود" بالعوانة (ولاية جيجل) أثناء الأيام الأدبية بالشقفة في جويلية 2000، دفعه النقاش الذي دار بيننا إلى المغادرة نحو العاصمة ومن دون أن يشارك في الأمسيات الشعرية، ومما سجلناه خلال تلك الفترة أن الشاعر الدكتور عيسى لحيلح الذي كان مفتي ما يسمى بالجيش الإسلامي للإنقاذ والذراع الأيمن لأميره الوطني مدني مزراق قد دافع عن معتقدات التشيع، وتعجبت بنفسي لما زرناه في بيته مع مدير يومية البلاد التابعة لحمس عبدالقادر جمعة من ثراء مكتبته بالكتب الشيعية والإيرانية المختلفة... وأيضا مما يمكن تسجيله عن الشاعر الجزائري الغماري والمحسوب على الشعراء الإسلاميين رسالة أرسلها إلى أسرة مجلة "رسالة القرآن" الشيعية التي تصدر من مكتب أحد المرجعيات الدينية، وهذا نصها:
[font="](السيد الفاضل رئيس تحرير مجلّة ـ رسالة القرآن ـ تحيّة مباركة طيّبة.[/font]
[font="]وصلني العدد الأوّل من مجلّتِكُم الممتازة ـ رسالة القرآن ـ فغمرتني فرحةٌ طاغية وإنْ كان الشيء من مأتاه، لا يُسْتَغْرَب فما زالت الجمهوريّة الإسلاميّة السبّاقة إلى ما فيه شرف الإسلام، وعزّ المسلمين، وما زال رجالهم وعُلماؤهم العظام يُبدعون في مجالات الفكر والعلم والعمل، دام ظلّهم العالي في سبيل الإسلام العزيز، (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ) لْماً أنّ صدور العدد الأوّل من مجلّة رسالة القرآن بهذه الصورة من الإخراج الرفيع، وبهذا المستوى الفكري المُمتاز من حيثُ المضمون، لجدير أنْ تكون مجلّة كلّ مسلم رسالي يُريد أنْ يثقّف نفسه، ويزيل عنها غبار التقليد في المنهج، والسطحيّة في التناول، اللذين سادا في العصور الأخيرة.[/font]
[font="]وإنّ صدور المجلّة لا يُحمَد لدار القرآن الكريم، إنّها يدٌ بيضاء للإمام آية الله العظمى الگلپايگاني دام ظلّه، ولمدرسته أدامها الله قبساً من نور القرآن الباقي، وبما أنّني مشرف على تدريس مادّة علوم القرآن، وعلوم الحديث بكلّية اللغة العربيّة وآدابها (جامعة الجزائر) فاطلُب منكم، أنْ تبعثوا لي نسخة من مطبوعة المُؤتَمر الأوّل لدار القرآن الكريم التي أشرتم إليها بالمجلّة ص187 وأُحاول ـ إنْ شاء الله ـ أنْ أزوّدكُم بما يَقع بين يَدّي مّما يهُم المجلّة والدار من وثائق أو محاضرات أو ندوات تُعقد أو عُقدت حول الموضوع، دمتم لخدمة الإسلام... أخوكم مصطفى محمّد الغماري).[/font]
[font="] مما يؤكد بأن الرجل يدرس مادة مهمة بالجامعة الجزائرية، ويكشف أيضا مدى خطورة تشيع هؤلاء المدرسين على أجيالنا اللاحقة، وهذا الذي سوف نتحدث عنه في هذا الملف... يوجد أيضا آخرين من أمثال الخبير التربوي رشيد بن عيسى المقيم بفرنسا والمتخرج من جامعة السربون عام 1974، الذي يعده نشطاء التشيع نموذجا به يصلون لعقول الشباب، ويبثون أشرطته السمعية التي تحدث فيها عن رحلته نحو ما سماها "عقيدة آل البيت"، وأعتبر الأب الروحي للشيعة الجزائريين، وآخرون يعتبرونه "عبقري" و"مفكر عقلاني" اسلم على يديه المئات من الفرنسيين وتشيع أكثر من ذلك، وهو تربطه علاقات وثيقة بـ "حزب الله" ومكاتب المراجع الدينية في النجف وقم، وأشهر أشرطته تلك التي تحدث فيه عن أسباب تشيعه وسماه "ثم إهتديت"... ونجد أيضا الدكتور أحمد بن محمد الذي كان يمارس الدعوة والنشاطات السياسية المختلفة، أسس حزبه المعروف بـ "حزب الجزائر المسلمة المعاصرة"، يتحدر من ولاية باتنة أحد معاقل التشيع في الجزائر، مما يجب التنويه إلى أسباب التركيز على "الشاوية" في ذلك، مما يؤكد الأسس الطائفية والعرقية... أحمد بن محمد هو خريج السربون أيضا وأستاذ بجامعة باتنة، وسوف نتعرض لاحقا للتوزيع الجغرافي لنشطاء التشيع في الجزائر وننفرد بمعلومات مهمة وخطيرة، وهذا الأخير أيضا بدوره من الموالين لإيران وإن كانت لم تصلنا نصوص على لسانه نجزم بها تشيعه، وقد حل الحزب عام 1996 في إطار منع القانون للأحزاب التي تبنى على أساس ديني أو طائفي، ورفض رئيسه أحمد بن محمد أن يغير من إسم حزبه، وهذا الذي استجابت له حركة محفوظ نحناح وصارت "حركة مجتمع السلم" بعدما كانت تعرف بـ "حركة المجتمع الإسلامي" والأمر نفسه بالنسبة لحركة "النهضة الإسلامية" التي يترأسها عبد الله جاب الله حينها قبل أن ينشق عنها، وصارت "حركة النهضة" فقط، وقد تلقى الدعم المتميز حسب بعض المصادر الرفيعة المستوى من إيران، وكانت السبب البارز في حله، وخاصة أن جهات دينية نشيطة تريد إستغلال الطاقات العلمية والجامعية وحتى الحزبية في مدها المتواصل، لأن أغلب الطاقات العلمية لا تملك رصيد ديني يحميها من التبشير الشيعي، وقد عرف بحضوره المتكرر على برامج قناة الجزيرة القطرية ودافع كثيرا عن إيران...[/font]
يتبع ......
[/font]
[font="] إعترافات حصرية لقعقاع "الجيا"...
[font="] نتعرض إلى بعض المحطات من الحديث الحصري الذي دار بيننا وأحد أمراء التنظيم الدموي في الجزائر المسمى "الجماعة الإسلامية المسلحة" والمعروف بـ "الجيا"، المعني هو موقوف الآن بسجن الحراش وحكمت عليه محكمة جنايات الجزائر العاصمة بالمؤبد في 21/03/2007، وفيه بعض المقاطع المهمة التي تكشف تصور جديد في مسيرة التنظيم الدموي في الجزائر، فما نعرفه ويروج له أنه تنظيم تكفيري ينطلق من مبدأ تكفير عموم الشعب، لكن لأول مرة نسمع من أنه أيضا تنظيم تحكمه عقائد شيعية والتي تكفر السنيين أيضا، وتلقى الدعم من رجال دين وسياسيين إيرانيين...[/font]
[font="] شامة محمد المعروف بالقعقاع من مواليد 1963 بالبليدة التحق بالعمل المسلح في بداية 1993 وعمل تحت إمارة جمال زيتوني ثم من بعده عنتر زوابري وكذلك رشيد قوقالي المدعو أبو تراب الذي قام بتصفيته هو شخصيا حسب ما ورد في قرار الإحالة وبالتواطؤ مع أمير "الجيا" الموقوف أيضا نورالدين بوضيافي المدعو أبو عثمان وكذلك عرف بـ "حكيم أر بي جي"، نورد ما دار بيني وبينه في حوار وسوف نفسر تفاصيل اللقاء بيننا في محطة أخرى قادمة ان إقتضت الضرورة...[/font]
[font="]- لماذا التحقت بالجماعات المسلحة؟[/font]
[font="]- من أجل الجهاد في سبيل الله ومقاتلة الطواغيت والدفاع عن النفس فقد كنت مضطهدا من طرف مصالح الأمن في منطقتنا ببوقرة وعلى رأسهم خالي الذي يعمل عسكري ورجل مخابرات...[/font]
[font="]- حسب ما ورد من أخبار أنك متورط في مجازر بن طلحة والرايس ولاصاص بالأربعاء...[/font]
[font="]- (يقاطعني) هو كذب أنا لم أشارك فيها وقد كنت حينها أعاني من أمراض متعددة...[/font]
[font="]- لكن من المتورط؟[/font]
[font="]- الجماعة هي التي قامت بذلك وقد قتلت مرتدين يستحقون الموت لأنهم كانوا يساعدون الطواغيت علينا...[/font]
[font="]- هم مدنيون؟[/font]
[font="]- نحن لا يوجد عندنا مثل هذه المصطلحات مدني ومسلح عندنا كافر ومؤمن لا غير، هذه التقسيمات كافرة لا نؤمن بها أبدا.[/font]
[font="]- هل تذكر لنا من يقف وراء المجازر التي وقعت؟[/font]
[font="]- لماذا تسميها مجازر ولا تسمي ما قام به الطاغوت من قتل وإبادة لإخواننا بمجازر؟... هو تمييز نرفضه رفضا قاطعا...[/font]
[font="]- هل تؤيد فكرة قتل المدنيين؟[/font]
[font="]- أكيد ان نزل عليهم حكم الردة وأنت تعرف أن الشعب الجزائري كله مرتد.[/font]
[font="]- ليس كذلك؟[/font]
[font="]- أراك تدافع عن الشعب... الصحابة وارتدوا بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فكيف بشعب خبيث زي الشعب الجزائري؟ !!.[/font]
[font="]- ردة الصحابة أفكار شيعية، هل تحمل هذه العقيدة؟[/font]
[font="]- من فضلك لا أريد الحديث في هذا الموضوع أنا أعطيت لك حكمي في الشعب الجزائري وخلاص.[/font]
[font="]- أمك أيضا من الشعب؟[/font]
[font="]- كافرة أيضا وأتعامل معها على هذا الأساس.[/font]
[font="]- ماهو مستندك الشرعي في ذلك؟[/font]
[font="]- الأدلة موجودة بكثرة وهذه قناعة لن أغيرها مهما كان الأمر فقد دفعت الثمن غاليا لأجلها 11 سنة وأنا في الجبال.[/font]
[font="]- يعني أنا أيضا كافر...[/font]
[font="]- أكيد بل أنت أولهم .[/font]
[font="]- نعود لشيء أريد أن أعرفه منك علمنا أنك ترفض الصلاة جماعة ودائما تصلي على إنفراد فما سبب ذلك؟[/font]
[font="]- كيف أصلي والإمام كافر وعلى غير عقيدتي...[/font]
[font="]- ماهي عقيدتك؟[/font]
[font="]أراها زلة لساني لما أجاب:[/font]
[font="]- عقيدة آل البيت لا شك في ذلك.[/font]
[font="]- قاطعته: عليهم السلام[/font]
[font="]- ليضيف: أكيد عليهم السلام.[/font]
[font="]- إذن أنت شيعي يا قعقاع...[/font]
[font="]- قلت لك لن تنال مني إجابة لذلك، الذي يجب أن تعلمه أنني مسلم حقيقي وغير مزيف.[/font]
[font="]- أنت متهم بخطف الفتيات وإغتصابهن كما حدث مع 7 منهن خطفن في مجزرة الرايس؟[/font]
[font="]- أولا أنا لم أفعل ذلك وبريء منها لم أغتصب ولم أختطف.[/font]
[font="]- أنت تتعامل معي كأنني سأحاكمك، على كل ما رأيك في من خطفهن؟[/font]
[font="]- الخطف جائز نحن في جهاد وهن سبايا...[/font]
[font="]- هو الزنا بعينه يارجل...[/font]
[font="]- لا يا سيد هذه متعة...[/font]
[font="]- يعني زواج متعة؟[/font]
[font="]- سميه كما شئت...[/font]
[font="]- للمرة الأخرى تؤكد لي عقيدتك الشيعية، أريد أن أسألك عن الأمير الوطني رشيد ابوتراب ماهي عقيدته؟[/font]
[font="]- سني...[/font]
[font="]- لماذا قتلته بنفسك؟[/font]
[font="]- صراعات داخلية بيننا وأمرت من طرف القيادة بذلك.[/font]
[font="]- حسب إعتقادك هو مجاهد وسني وأمير[/font]
[font="]- نعم... هو كلب سني لقي حتفه...[/font]
[font="]- علاقتك مع نورالدين بوضيافي؟[/font]
[font="]- علاقة طيبة ولولا الخونة ما قبض عليه...[/font]
[font="]وهنا يجب الإشارة أن نورالدين بوضيافي قد كان يحمل فكر الشيعة وهو ما أكده لي اشقاء زوجته التي ذبحها بنفسه، محمد لعريبي ورابح لعريبي والجيلالي لعريبي –الذي يقوم حاليا بتربية ابن بوضيافي- وحتى أنه في عملياته ينطلق من معتقدات جواز قتل السني والتقرب به إلى الله... نعود للقعقاع:[/font]
[font="]- هل هو شيعي أيضا؟[/font]
[font="]- ربما... لا أخبرك بأكثر من ذلك.[/font]
[font="]- يبدو أنك لا تريد أن تجيبني فقط مجرد انسان احب الإطلاع ليس إلا...[/font]
[font="]- أظنك رجل مخابرات يا سيد.[/font]
[font="]- لكن يا قعقاع يجب أن تطرح أفكارك عل الناس تؤمن بها.[/font]
[font="]- لا أحتاج لهؤلاء المرتدين أحفاد يزيد ومعاوية عليهم اللعنة.[/font]
[font="]- كتب كثيرا من أن "الجيا" من صنع المخابرات...[/font]
[font="]- هؤلاء يريدون تشويه المجاهدين فقط، صحيح يوجد من إرتد وصار عميلا بل هربت مجموعات وشكلت لأجل خدمة مصالح الجنرال العماري والجنرال خالد نزار.[/font]
[font="]- مثلا؟[/font]
[font="]- مدني مزراق وحسان حطاب وغيرهما.[/font]
[font="]- هل كنتم مخترقين من طرف المخابرات؟[/font]
[font="]- أكيد وأريد أن أؤكد لك شيئا أن عناصر عملت لصالح المخابرات واستغلت حماس الشباب للجهاد.[/font]
[font="]- يعني ان عنتر زوابري تلقى الأمر من طرف الجنرالات لذبح الناس في بن طلحة...[/font]
[font="]- لم تكن لعنتر تعاملات مع المخابرات كان صديق لي وكله كذب...[/font]
[font="]- أين إذن دور المخابرات في الموضوع؟[/font]
[font="]- الضباط الشرعيين.[/font]
[font="]- من تقصد بالضبط؟[/font]
[font="]- مثلا مفتي جماعتنا الأخ أبو منذر كان يشجع كثيرا الهجوم على الدواوير (يقصد الأحياء الشعبية).[/font]
[font="]- وهل هو دليل على أنه عميل، أنت أيضا تؤمن بالأفكار نفسها؟[/font]
[font="]- أبو منذر هو أول من أفتى بجواز القتل هذا...[/font]
[font="]- تقصد القتل الجماعي؟[/font]
[font="]- نعم... [/font]
[font="]- ماهو مستنده الشرعي؟[/font]
[font="]- وقتل الكفار والمرتدين يحتاج لدليل... الحقيقة واضحة زي الشمس...[/font]
[font="]- أكيد... [/font]
[font="]- المسلم به لدى الجميع أن الكافر يقتل والمرتد يقام عليه الحد.[/font]
[font="]- هذا من طرف إمام المسلمين والقاضي؟[/font]
[font="]- نحن لنا بيعة...[/font]
[font="]- لمن؟[/font]
[font="]- لأمير الجماعة وإمامها...[/font]
[font="]- أريد جوابا صريحا منك: هل أنت شيعي وما علاقة إيران بجماعتكم؟[/font]
[font="]- لا أجيبك على ذلك، لكن أؤكد لك أننا تلقينا الدعم من طرف جهات في الثورة الإسلامية...[/font]
[font="]- أقاطعه: وماهو هذا الدعم؟[/font]
[font="]- يقهقه... لن أعطيك شيئا...[/font]
[font="]- وهل الدعم كان للتنظيمات كلها؟[/font]
[font="]- الذي أعرفه أنه لجماعتنا فقط.[/font]
[font="]- يعني أنكم تلتقون مع الثورة الإيرانية في المعتقدات؟[/font]
[font="]- ربما لكن جماعتنا كانت خليطا من كل الأفكار والقاسم المشترك بيننا هو تكفير الشعب ووجوب مقاتلته...[/font]
[font="]- يعني أنكم إلتقيتم بمختلف الأفكار على مائدة واحدة وهي إبادة الناس...[/font]
[font="]- لا تتكلم بهذه الطريقة... لقد جمعت بيننا الأهداف والغايات.[/font]
[font="]- أنتم قاتلتم التنظيمات الأخرى لأنها إختلفت معكم في المناهج، لماذا؟[/font]
[font="]- لم نختلف في المناهج بل في العقيدة كانت تنظيمات سياسية تريد اعادة الإنقاذ (يقصد الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة) وليست جهادية تريد تحكيم شرع الله.[/font]
[font="]- الشعب كله كافر فأين سيحكم هذا الشرع؟[/font]
[font="]- أكيد لو إنتصرنا لتابوا لربهم...[/font]
[font="]- في رأيي لو كنتم قوة لذبحتم كل الشعب...[/font]
[font="]- ولن نندم نحن نحتكم لشرع الله.[/font]
[font="]- هذا ليس شرعا...[/font]
[font="]- يقاطعني غاضبا: نحن نتحدث ولا نقاضي أفكارنا ومعتقداتنا...[/font]
[font="]- ما رأيك في الأفغان الجزائريين؟[/font]
[font="]- وهابيون في أغلبهم وتدربوا بالسعودية وينفذون مخططات آل سعود الكافرة والخائنة...[/font]
[font="]- أرى أن حرب الجزائر الجديدة شهدت صراعا بين موالين للسعودية وموالين لإيران...[/font]
[font="]- هي الحقيقة... توجد تنظيمات وهابية تلقت الدعم من السعودية...[/font]
[font="]- وهل وجدت تنظيمات شيعية...[/font]
[font="]- لا...[/font]
[font="]- لماذا؟[/font]
[font="]- لم تكن لنا القوة لتأسيس تنظيم...[/font]
[font="]- قلت "لنا" يعني أنك شيعي...[/font]
[font="]- لم أقصد ذلك أريد أن أتكلم باسم المقاتلين الموالين لإيران.[/font]
[font="]- وما هدف إيران من تدعيم القتال في الجزائر؟[/font]
[font="]- لا أعرف...[/font]
[font="]- خلاص وما هدف السعودية من تدعيم القتال في ايران؟[/font]
[font="]- يريدون دولة وهابية أموية...[/font]
[font="]- يعني أن ايران أيضا تريد دولة شيعية في شمال افريقيا...[/font]
[font="]- لهم الحق من أجل إعادة مجد الفاطميين وحق آل البيت المغتصب...[/font]
[font="]- ما رأيك في علي بن حاج؟[/font]
[font="]- وهابي على عقيدة بني أمية سقط في أوحال السياسة وهدفه هو حزبه وليس دولة الإسلام وتحكيم شرع الله...[/font]
[font="]- كيف كانت إتصالات عنتر زوابري مع الإيرانيين؟[/font]
[font="]- عن طريق السفارة الإيرانية...[/font]
[font="]- إذن أنت تؤكد علاقة عنتر زوابري بإيران...[/font]
[font="]- لا أريد الخوض في هذا لموضوع الأمير إستشهد ربي يتقبله...[/font]
[font="]- أريد أن اعرف لماذا مصالح الأمن الجزائرية لم تكتشف هذا الملف بالرغم من إختراق التنظيم من طرف المخابرات؟[/font]
[font="]- لا أدري... إسأل الجنرال العماري اسماعين وتوفيق...[/font]
[font="] هذا البعض مما ورد في حوارنا مع شامة محمد المدعو القعقاع، وسوف ننشر الحوار كاملا في كتاب نحن بصدد إعداده عن الإسلاميين الجزائريين... ومن المفروض أن يستفيد "القعقاع" من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، فقد توبع في بداية الأمر لما قبض عليه بسلاحه في سوق بومعطي بالحراش في 17/04/2005 حسب الرواية الرسمية التي هو يرددها أيضا، ولا يمكنه أبدا أن يخبرنا بما يراه "ردة"، وإن كانت جهات أخرى أكدت لنا أنه سلم نفسه بعد عجزه الصحي... غير أن جهات أمنية قد ألحقت لملفه قضايا ثقيلة للغاية كمجازر جماعية وإغتصابات وقنابل في أماكن عمومية التي يستثنيها ميثاق السلم بعد البداية الفعلية لتطبيقه في مارس 2006، وقد إعتبرنا ذلك في أحد مقالاتنا بانه يخالف القانون، ونورد البعض مما نسب للقعقاع من عمليات كانت محل محاكمته وإدانته بالسجن المؤبد، فقد ورد في قرار الإحالة أنه في شهر جويلية 1995 شارك مع 70 مسلحا في كمين للجيش ببوقرة (البليدة) تحت قيادة أحدهم يعرف بـ "مصعب" قتلوا حينها 16 عسكريا وإستولوا على 16 رشاشا، وفي أوت من العام نفسه قتلوا 6 أفراد من ما يعرف بتيار "الجزأرة" بالبليدة، وفي سبتمبر إقتحم فيلا للقوات الخاصة ببوقرة وإستولى على السلاح برفقة مجموعته... في نوفمبر 1996 إقتحم مع 80 مسلحا إقامة لعناصر الجيش ببوسدرة بمنطقة بوقرة (البليدة)، وفي ديسمبر من عام 1996 أيضا قام بتفجير عمارة يقيم فيها أفراد الجيش، أما في جانفي 1997 وبرفقة 90 مسلحا إقتحم فيلا للقوات الخاصة ببن عمر (البليدة)ولكنها باءت بالفشل... برفقة الأمير مصعب شارك في عملية هجوم على إحدى العائلات ببن عمر وإختطف فتاتين، أواخر جانفي 1997 بمعية 30 مسلحا اقتحم مركزا للجيش ببن عمر، في فيفري من العام نفسه برفقة 70 مسلحا هجموا على حي لاصاص بمنطقة الأربعاء (البليدة) وقتلوا عددا كبيرا من المدنيين وإختطفوا 13 إمرأة وذبح القعقاع – حسب قرار الإحالة على محكمة الجنايات طبعا- شابا عمره 27 عاما واغتصب البعض من الرهائن... في مارس 1997 أصيب في رجله إصابة خطيرة جعلته معوقا... وأيضا مما ورد أنه مع صديقه وإبن منطقته عنتر زوابري – أمير "الجيا" الذي قضت عليه مصالح الأمن الجزائرية في فيفري 2002 – قاما بقتل 19 طفلا تتراوح أعمارهم بين 3 و8 سنوات، وإغتيال قرابة 500 شخصا وإختطاف 12 فتاة، وفي مجزرة الرايس شارك في قتل 550 شخصا وإختطاف 7 فتيات... وقام بإغتيال 32 مواطنا في حاجز مزيف في الطريق الرابط بين تابلاط والأربعاء وذبح 45 مواطنا في بوشراحيل (المدية)...[/font]
[font="] وقد لاحظنا تركيز غرفة الإتهام في قرار الإحالة على القتل الجماعي والاغتصاب وهي من بين البنود التي تم فيها إستثناء العفو وإسقاط المتابعة القضائية في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، الذي صادق عليه الشعب الجزائري في إستفتاء شعبي شهد مشاركة قياسية في 29 سبتمبر 2005، ومما يجب الإشارة إليه أن شامة محمد قد نفى نفيا قاطعا كل التهم المنسوبة إليه وما توقيعه على المحاضر إلا بسبب التعذيب البشع الذي تعرض له في مركز الإستنطاق التابع للمخابرات الجزائرية بحيدرة (العاصمة)...[/font]
[font="]في الحلقات التي مرت تلقينا الهجوم المشين وأتهمنا من أننا لسنا مهنيين في تناولنا لملف التشيع في الجزائر، وأن قصة فيروز لزنك تصب في اطار الحملة التي تستهدف ايران والمتشيعين من الجزائريين، وفي هذا الجزء نتحدث عن حيثيات أخرى في هذا الملف المثير، وطبعا لم نتناوله من أجل بث الطائفية بين الجزائريين، ولكن هو حقيقة موجودة وان كانت محدودة وليست بالنسبة التي تثير التخوفات –حسب التصريحات الرسمية- وهذا الذي سوف نتحدث فيه عن العوامل التي ساهمت في زحف هذه الظاهرة، والنماذج من المتشيعين تكفي للتأكيد على أن العملية متواصلة ولن تتوقف حتى يتحقق الغزو الفارسي المنشود...[/font]
[font="]الطريق إلى قم...[/font]
[font="] توجد شبكة شيعية تنشط في دمشق وتستغل التجار الجزائريين وخاصة ما يعرف بـ "تجار الشنطة" في نشر الظاهرة، وقد علمنا من مصادر في دمشق أن الشبكة يترأسها ويديرها تاجر أقمشة مغربي الأصل والمكنى بـ "أبو الحسين"، حيث يقوم بتزويد التجار الشباب بكل ما يلزمهم من متطلبات تجارية ويقرضهم ما يشاءون من أموال أو بضاعة، وشرطه فقط هو نقل الكتب وتوزيعها في الجزائر، وقد تمكن هذا الأخير من تجنيد الكثيرين الذي قاموا بجلب الكتب المتعلقة –طبعا- بالفقه الشيعي وتوصيلها إلى من يريدها وخاصة أولئك الذين يراسلون لأجلها دور نشر معروفة، ويوجد من وصل إلى ايران وصار يعيش هناك، فكما سجلنا وجود عدة جزائريين بالمعاهد الدينية الشيعية بقم وهي المدينة الشيعية المقدسة، وصاروا طلبة نشيطين فيوجد من صاروا إطارات دينية بارزة في هذه المعاهد، ونروي هنا مثلا تجربة "أم عبد الرحمن" وهي من مواليد 1960 بالعاصمة الجزائرية، نشأت في أسرة متفتحة ولم تكن متشددة في تطبيق تعاليم الدين ولا المذهب السني حسب إفادتها التي خصصتها للتحدث عن تشيعها أو ما سمته ويسميه غيرها "إستبصارا"، زاولت دراستها الجامعية في المدرسة العليا للأساتذة بالقبة (الجزائر العاصمة)، خلال دراستها على الجامعية تعرفت على زوجها "أبو عبدالرحمن" الذي كان مهتما بالمذهب الشيعي لحد كبير عن طريق صديق إيراني كان يدرس معهما، له نشاط دعوي واسع في الجامعة وتحت رعاية الملحق الثقافي للسفارة الإيرانية بالجزائر... إشتغلت بتدريس مادتي الكيمياء والفيزياء في التعليم الثانوي، وبقيت في هذه المهنة ما يقارب العشر سنوات، لقد إنغمست في عملها من دون أن تهتم بالكتب الشيعية التي يحضرها زوجها من السفارة الإيرانية، وقد كان خلال دراسته الجامعية يسعى كل السعي ويأمل كل الأمل في السفر إلى إيران والإلتحاق بمعاهد قم الدينية، وخاصة أنه كان منبهرا بما سمتها "منجزات الثورة الاسلامية" في إيران، تحققت له أمنيته عام 1992 وهو العام الذي شهد اشتعال الحرب الأهلية في الجزائر، وما يسميه المتشيعون "الحرب الوهابية السلفية"، أما هي فقد ظلت على مذهبها السني حتى التحقت بزوجها بعد عام من سفره أي في 1993، حيث حطت رحالها في دمشق وفي شهر محرم ووجدت زوجها في إنتظارها برفقة الشبكة الشيعية النشيطة، مكثت في العاصمة السورية أسبوعا كاملا زارت فيه مقام السيدة زينب، الذي أعتبر منعطفا بارزا في تشيعها حيث تقول معلقة على ذلك:[/font]
[font="](... عندها ناولني أبو عبدالرحمن التربة وزيارة السيدة زينب عليها السلام قائلاً : صلي ركعتين ، ثم أقرئي هذه الزيارة، فصلّيت ركعتين ثم بدأت في قراءة الزيارة وكنت كلّما أقرأ ما فيها من وصف حال أبناء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، تأخذني رعشة ، ولم أكن أدري ما حصل في يوم عاشوراء للحسين عليه السلام وأهله وأصحابه ، ولم أكن أعلم ما ألحق بالسيدة زينب وبنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك ، فكانت هذه الحقائق تدمي القلوب وتُذيبها هل يمكن أن يفعل هكذا بأحفاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإذا كان الأمر كذلك لماذا نجهل هذه الأمور ؟ لماذا ندرسها في دروس التربية الإسلامية ؟ والتاريخ ؟ ألا تستحق هذه الفجيعة أن تعرف من طرف كل مسلم ، أم أنها أخفيت لهدف معيّن وعمداً ، تساؤلات لا أجد لها أجوبة ، لأن الحقيقة حجبت علينا والتاريخ محرّف مزيّف فما وجدت حيلة ولا وسيلة إلا البكاء والنحيب ، وفي تلك اللحظات الحاسمة الحزينة التي يجد فيها الإنسان نفسه أمام حقائق خطيرة تمس بعقيدته وتاريخ دينه أصاب شعاع من أشعة الرحمة واللّطف والعناية الإلهيّة التي كانت تعم تلك الحضرة الشريفة قلبي فحرّك الفطرة الدفينة والحب العميق الذي أودعه الله تعالى في قلب الإنسان إتجاه أهل بيت الرسول، وبحمد الله وعونه صارت نقطة التحول في حياتي وحياة أسرتي كلها منذ تلك اللحظة، وقد كانت هذه الهبة الإلهيّة أجمل وأفضل نعمة أنعمها الله علينا إلى جانب نعمه وفضله الدائم، فالحمد لله رب العالمين).[/font]
[font="]لما وصلت إلى إيران وحطت رحالها بقم شرعت في مطالعة كتب التاريخ الشيعية –طبعا- والسيرة وتعرفت على ما سمته في إفادتها "سر الإمامة" والخلاف بين السنة والشيعة، وتعلق أم عبد الرحمن عن سفرها في حوار لها مع شبكة الفجر الشيعية قائلة: (بهذا السفر بدأت صفحة جديدة من حياتي حيث اعتنقت مذهب أهل البيت عليهم السلام وكان هذا الأمر بداية لوعي جديد و أهداف جديدة، بل كان مولدا جديدا بالنسبة لي حيث أنّني لم أكن أشعر بوجودي ولم أكن أشعر بمعنى الحياة والموت والهدف من الخلقة إلاّ في هذه الحقبة من الزمن، ففي قم المقدّسة توجّهت إلى العلوم الدينية حيث درست عند أستاذتنا الفاضلة الحاجّة أم عبّاس حفظها الله تعالى دروساً في الفقه والأصول، وعند الأستاذ الشيخ أبو عبد الرحمن – تقصد زوجها- درست المنطق والفلسفة والكلام والعقائد، وكلّما تبحّر الإنسان في علوم أهل البيت كلّما أدرك عظمتهم وسؤددهم وأدرك جهله وقصوره).[/font]
[font="]تعتبر أم عبد الرحمن وزوجها من أهم المتشيعين الجزائريين، فقد أصبحا من أبرز المهاجرين إلى قم، حيث صار "أبو عبدالرحمن" مدرسا للفلسفة وعلم الكلام والمنطق كما ذكرت هي من قبل، أما هي فتشرف الآن على الإدارة الداخلية بمعهد السيدة خديجة للعلوم الإسلامية في قم – وهو معهد ينشر الفكر والتدين الشيعي- وتحت نظر اللجنة الإدارية تقوم بتدريس ما تسميه بـ "علوم آل البيت"...[/font]
[font="] الغماري والعشق الخميني...[/font]
[font="] الشاعر محمد مصطفى الغماري من مواليد 1948، واعتبر من الشيعة الجزائريين الذين مجدوا ثورتها الخمينية، التي كان لها الأثر البارز في رحلته الشيعية والشعرية، وزار إيران مرات متعددة، وتربطه علاقات وثيقة مع رجال دين ومثقفين وسياسيين إيرانيين، وهو دكتور ويمارس التدريس في معهد اللغة والآداب بالجامعة الجزائرية، له نشاط كثيف بين الطلاب لنشر الفكر الإثني عشري، مجد في كثير من أشعاره عبر دواوينه المختلفة ثورة إيران وزعيمها الخميني، وقد فاقت العشرين ديوانا نذكر منها "أسرار الغربة" عام 1978، "عرس في مأتم الحجاج" عام 1981، "مولد نور" عام 1997... وقد تحدى التقية وجهر بتشيعه في الكثير من قصائده، حيث يقول الشاعر في أحد تراتيله الشيعية الممجدة للخميني وثورته:[/font]
[/font]
[font="]ورأيت في عينيك رمزا ثائــرا *** ينهل من شفة الضيـــاء ويزهر[/font]
[font="]يمتد قرآن الخلود جبينـــــــــه *** وجراحه بدمــــــى التآمر تسخر[/font]
[font="]يمتد في نار الحضور حضوره *** أن ضج كسرى أو تململ قيصر[/font]
[font="]أبدا يريد القرب، شـــل عبيره *** "تحجيم" ثورته التـــــي لا تقهر.[/font]
[font="]ومما نقلته عنه جريدة "كيهان" الإيرانية في عددها 4049 الصادر بتاريخ: 5 جويلية 1999 – وتبدو مصادفة غريبة في إختيار هذا اليوم بالذات الذي يعني ذكرى ثمينة وغالية بالنسبة للجزائريين والمتمثلة في يوم الإستقلال- من خلال ندوة لها في العاصمة الإيرانية طهران، حيث صرح الدكتور الغماري قائلا: (لقد جاء الإمام الخميني فأعاد إلى الأمة ثقتها الضائعة بنفسها، وصدع قلوب المستبدين وانفتحت له قلوب المؤمنين والمستضعفين، وأعاد للكلمة الإسلامية حيويتها وحياتها، وللحكم الإسلامي مصطلحه ومضمونه، فأصبح على كل لسان مذكورا، بعد أن ظل قرونا في بطون الكتب مطمورا، مهجورا، وأخذت السياسة الإسلامية مكانها الريادي في الحضور السياسي المعاصر، صداما أو حوارا...).
[font="]وفي قصيدته "الحب أقوى" والتي رفعها مقرضا إهداءه: (إلى الإمام العلامة آية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر ونجليه المغدورين... إليه في الشهداء الخالدين نفثة ولاء... وعلى قاتليه لعنة تلاحق القتلة المغرورين... )، كتبها في 21 فيفري 1999، ومما جاء فيها:[/font]
[/font]
[font="]على أنّي لآلِ البيتِ أرضى *** وأغضَبُ أو أُعادي أو ألومُ[/font]
[font="]وهمْ رَشَدي اذا نشدَتْ هداها *** خلائقُ في ضلالَتِها تُقيمُ[/font]
[font="]وهمْ زادي اذا ما الزادُ أقْوى *** وهمْ ظِلّي اذا حُمَّ الحَميمُ![/font]
[font="]أعِزُّ بهمْ اذا ذُكِروا.. وإنّي *** لأذكرهُم فتنفرجُ الغُمومُ[/font]
[font="]ولستُ أضِلُّ في الحُسبانِ.. *** إنّي اذا ارتابَ الظَّنينُ بهِم عليمُ[/font]
[font="]أُساوِرُ لوعَتي فيهِم خَفاءً *** واُبديها.. وإنْ ضجرَ المُلِيمُ![/font]
[font="]وأحمِلُ فيهم جَمرَ اصطبار *** ولا كالصبَّرِ في الجُلّى نَديمُ[/font]
[font="]أُديمُ مطالَهُ ألَماً عَريضاً *** وأُوسعُه.. وما لي لا أُدِيمُ؟![/font]
[font="]وأَحتَسبُ اللياليَ في هواهُمْ *** بقافِية تَدينُ لها الخُصومُ![/font]
[font="]أُقاتلُ دونَهُم مَنْ راحَ يَبغي *** ولا كالبغْيِ مرتعُهُ وَخِيمُ![/font]
[font="]على دين البُغاةِ أصبُّ ناري *** ودينُ البغيِ جَنّتهُ الجَحيمُ![/font]
[font="]رأيتُ الناصبينَ بَنوا قُصوراً *** قُصوراً... لا كساكِنها رَميمُ![/font]
[font="]والقصيدة لا تحتاج إلى تعليق فهي تؤكد عقيدة الشاعر التي حاول إنكارها يوما وبحضوري الشخصي في مركب "الصخر الأسود" بالعوانة (ولاية جيجل) أثناء الأيام الأدبية بالشقفة في جويلية 2000، دفعه النقاش الذي دار بيننا إلى المغادرة نحو العاصمة ومن دون أن يشارك في الأمسيات الشعرية، ومما سجلناه خلال تلك الفترة أن الشاعر الدكتور عيسى لحيلح الذي كان مفتي ما يسمى بالجيش الإسلامي للإنقاذ والذراع الأيمن لأميره الوطني مدني مزراق قد دافع عن معتقدات التشيع، وتعجبت بنفسي لما زرناه في بيته مع مدير يومية البلاد التابعة لحمس عبدالقادر جمعة من ثراء مكتبته بالكتب الشيعية والإيرانية المختلفة... وأيضا مما يمكن تسجيله عن الشاعر الجزائري الغماري والمحسوب على الشعراء الإسلاميين رسالة أرسلها إلى أسرة مجلة "رسالة القرآن" الشيعية التي تصدر من مكتب أحد المرجعيات الدينية، وهذا نصها:
[font="](السيد الفاضل رئيس تحرير مجلّة ـ رسالة القرآن ـ تحيّة مباركة طيّبة.[/font]
[font="]وصلني العدد الأوّل من مجلّتِكُم الممتازة ـ رسالة القرآن ـ فغمرتني فرحةٌ طاغية وإنْ كان الشيء من مأتاه، لا يُسْتَغْرَب فما زالت الجمهوريّة الإسلاميّة السبّاقة إلى ما فيه شرف الإسلام، وعزّ المسلمين، وما زال رجالهم وعُلماؤهم العظام يُبدعون في مجالات الفكر والعلم والعمل، دام ظلّهم العالي في سبيل الإسلام العزيز، (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ) لْماً أنّ صدور العدد الأوّل من مجلّة رسالة القرآن بهذه الصورة من الإخراج الرفيع، وبهذا المستوى الفكري المُمتاز من حيثُ المضمون، لجدير أنْ تكون مجلّة كلّ مسلم رسالي يُريد أنْ يثقّف نفسه، ويزيل عنها غبار التقليد في المنهج، والسطحيّة في التناول، اللذين سادا في العصور الأخيرة.[/font]
[font="]وإنّ صدور المجلّة لا يُحمَد لدار القرآن الكريم، إنّها يدٌ بيضاء للإمام آية الله العظمى الگلپايگاني دام ظلّه، ولمدرسته أدامها الله قبساً من نور القرآن الباقي، وبما أنّني مشرف على تدريس مادّة علوم القرآن، وعلوم الحديث بكلّية اللغة العربيّة وآدابها (جامعة الجزائر) فاطلُب منكم، أنْ تبعثوا لي نسخة من مطبوعة المُؤتَمر الأوّل لدار القرآن الكريم التي أشرتم إليها بالمجلّة ص187 وأُحاول ـ إنْ شاء الله ـ أنْ أزوّدكُم بما يَقع بين يَدّي مّما يهُم المجلّة والدار من وثائق أو محاضرات أو ندوات تُعقد أو عُقدت حول الموضوع، دمتم لخدمة الإسلام... أخوكم مصطفى محمّد الغماري).[/font]
[font="] مما يؤكد بأن الرجل يدرس مادة مهمة بالجامعة الجزائرية، ويكشف أيضا مدى خطورة تشيع هؤلاء المدرسين على أجيالنا اللاحقة، وهذا الذي سوف نتحدث عنه في هذا الملف... يوجد أيضا آخرين من أمثال الخبير التربوي رشيد بن عيسى المقيم بفرنسا والمتخرج من جامعة السربون عام 1974، الذي يعده نشطاء التشيع نموذجا به يصلون لعقول الشباب، ويبثون أشرطته السمعية التي تحدث فيها عن رحلته نحو ما سماها "عقيدة آل البيت"، وأعتبر الأب الروحي للشيعة الجزائريين، وآخرون يعتبرونه "عبقري" و"مفكر عقلاني" اسلم على يديه المئات من الفرنسيين وتشيع أكثر من ذلك، وهو تربطه علاقات وثيقة بـ "حزب الله" ومكاتب المراجع الدينية في النجف وقم، وأشهر أشرطته تلك التي تحدث فيه عن أسباب تشيعه وسماه "ثم إهتديت"... ونجد أيضا الدكتور أحمد بن محمد الذي كان يمارس الدعوة والنشاطات السياسية المختلفة، أسس حزبه المعروف بـ "حزب الجزائر المسلمة المعاصرة"، يتحدر من ولاية باتنة أحد معاقل التشيع في الجزائر، مما يجب التنويه إلى أسباب التركيز على "الشاوية" في ذلك، مما يؤكد الأسس الطائفية والعرقية... أحمد بن محمد هو خريج السربون أيضا وأستاذ بجامعة باتنة، وسوف نتعرض لاحقا للتوزيع الجغرافي لنشطاء التشيع في الجزائر وننفرد بمعلومات مهمة وخطيرة، وهذا الأخير أيضا بدوره من الموالين لإيران وإن كانت لم تصلنا نصوص على لسانه نجزم بها تشيعه، وقد حل الحزب عام 1996 في إطار منع القانون للأحزاب التي تبنى على أساس ديني أو طائفي، ورفض رئيسه أحمد بن محمد أن يغير من إسم حزبه، وهذا الذي استجابت له حركة محفوظ نحناح وصارت "حركة مجتمع السلم" بعدما كانت تعرف بـ "حركة المجتمع الإسلامي" والأمر نفسه بالنسبة لحركة "النهضة الإسلامية" التي يترأسها عبد الله جاب الله حينها قبل أن ينشق عنها، وصارت "حركة النهضة" فقط، وقد تلقى الدعم المتميز حسب بعض المصادر الرفيعة المستوى من إيران، وكانت السبب البارز في حله، وخاصة أن جهات دينية نشيطة تريد إستغلال الطاقات العلمية والجامعية وحتى الحزبية في مدها المتواصل، لأن أغلب الطاقات العلمية لا تملك رصيد ديني يحميها من التبشير الشيعي، وقد عرف بحضوره المتكرر على برامج قناة الجزيرة القطرية ودافع كثيرا عن إيران...[/font]
يتبع ......
[/font]