باسل الغزي
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 8 جوان 2008
- المشاركات
- 164
- نقاط التفاعل
- 1
- النقاط
- 7
- العمر
- 40
بقلم: زكريا محمد
الجرافة كائن مخيف جدا.
مرة قبل سنوات طويلة كنت أقرأ كتابا وأنا أركب سيارة، وفجأة لم أشعر إلا والسيارة ترتفع في الهواء، وترمى عشرة أمتار إلى الأمام. كان حادثا. لم أصب بأذى لا أنا ولا السائق. لا أدري كيف. عناية الله حمتنا. لكن السائق انهار. نزل من السيارة وحاول الوقوف فلم يستطع. لم تحمله ركبتاه. سقط على الأرض. وكلما حاولت أن أرفعه أنهار من جديد. لقد رأى الجرافة وهي تقترب منا في المرآة. رأى أنيابها المرعبة وهي ترفعنا وترمينا فأصابه الرعب ولم يتمالك نفسه. أما أنا فكنت أقرأ. لم أر الجرافة التي حملتنا مثل كف عملاقة ورمتنا، فلم يدخل الرعب قلبي.
الجرافة كانت أمرا مرعبا.
لذا لم يكن شيئا رائعا أن تراها وهي تطارد الناس في الشارع وتدوسهم في سياراتهم.
إنه منظر مرعب حقا.
أعترف لكم أن ذلك أثار ذعري.
لكن علي أن أعترف أن ما جرى أمس في القدس يحمل بعدا رمزيا هائلا.
فالجرافة تحولت إلى رمزا للإسرائيليين عند الفلسطينيين.
فإذا كان الحاجز، أو المحسوم، هو الرمز الأول لمحاولة تحطيم الكائن الفلسطيني عبر منعه من السيطرة على الزمن وعلى المساحة، فإن الجرافة رمز لضرب هذا الكائن عبر تحطيم بيته وتحطيم أضلاع أرضه معا.
ما جرى أمس في القدس، وأيا كان من ساق الجرافة كي يسحق السيارات في شوارع القدس، كان محاولة للسيطرة على الرمز المرعب، ووضعه في أصحابه الإسرائليين.
ما حدث أمس كان معالجة للرمز.
كان محاولة ما لتحويله!
كان صراعا على الرمز الكابوس!
الجرافة التي قضمت بأنيابها التلال وأخرجت أحشاءها
الجرافة التي ألقت بثقلها على بيوت أهالي القدس وسحقتها
جرافة "دي 9" التي دمرت مخيم جنين بغرفه الهشة
الجرافة التي تحولت إلى كابوس الفلسطينيين...
تجولت أمس في شوارع القدس مثل وحش خرافي ونشرت الرعب والخوف والذعر.
أمس تحول الرمز إلى من كابوس للفلسطينيين إلى كابوس للإسرائيليين!
وقد كان من المستحيل أن لا يحصل ذلك في يوم ما
كان من المستحيل أن لا يأتي احد ويوجه أنياب هذا الكائن الخرافي نحو من حوله إلى رمز لانتصاره
وأمس حل هذا اليوم
وليس مهما أبدا من صعد الجرافة. ليس مهما ان يكون حسام دويّات أو محمد قبيّات أو فريحات. ليس مهما اسم الشخص، وإن كان بسجل جنائي، أو عن كان نظيفا مثل قطعة بفت
فالمهم أن عملية التحويل تمت
سيطر شخص ما على الكابوس وجعله يدخل في نوم الإسرائليين وصحوهم
أمس كان إعلانا بأن الرمز المتوحش قد ينقلب على صاحبه
أمس نفخت حية الكوبرا في وجه صاحبها الحاوي وأذعرته
فسقطت ركبه من الذعر
لم يكن ممتعا ان تتجول الجرافة في الشارع كي تسحق الناس. كان أمرا مفزعا.
لكن القيمة الرمزية للحدث يجب أن لا تفوت أحدا
غير أن إسرائيل بوعيها الجمعي لن تفهم ذلك. سيفوتها الرمز
أقول لكم أنها ستسيء هذه المرة أيضا فهم المعنى، كما أساءت الفهم مرات عديدة
أنا واثق من ذلك..
وسأقول لكم:
هم لن يتساءلوا أبدا عن معنى ما فعله حسام دويات
لن يتساءلوا عن السائق الذي قلب الرمز
بل سيتساءلون عن الشرطي الذي صعد فوق الجرافة وقتل السائق
سينصبونه بطلا
وسينسون المعنى
المعنى خارج سياق اهتمامات وعي إسرائيل
إسرائيل تبحث عن أبطال فقط
وهي تخترعهم حتى حين لا يوجدون!!
الجرافة كائن مخيف جدا.
مرة قبل سنوات طويلة كنت أقرأ كتابا وأنا أركب سيارة، وفجأة لم أشعر إلا والسيارة ترتفع في الهواء، وترمى عشرة أمتار إلى الأمام. كان حادثا. لم أصب بأذى لا أنا ولا السائق. لا أدري كيف. عناية الله حمتنا. لكن السائق انهار. نزل من السيارة وحاول الوقوف فلم يستطع. لم تحمله ركبتاه. سقط على الأرض. وكلما حاولت أن أرفعه أنهار من جديد. لقد رأى الجرافة وهي تقترب منا في المرآة. رأى أنيابها المرعبة وهي ترفعنا وترمينا فأصابه الرعب ولم يتمالك نفسه. أما أنا فكنت أقرأ. لم أر الجرافة التي حملتنا مثل كف عملاقة ورمتنا، فلم يدخل الرعب قلبي.
الجرافة كانت أمرا مرعبا.
لذا لم يكن شيئا رائعا أن تراها وهي تطارد الناس في الشارع وتدوسهم في سياراتهم.
إنه منظر مرعب حقا.
أعترف لكم أن ذلك أثار ذعري.
لكن علي أن أعترف أن ما جرى أمس في القدس يحمل بعدا رمزيا هائلا.
فالجرافة تحولت إلى رمزا للإسرائيليين عند الفلسطينيين.
فإذا كان الحاجز، أو المحسوم، هو الرمز الأول لمحاولة تحطيم الكائن الفلسطيني عبر منعه من السيطرة على الزمن وعلى المساحة، فإن الجرافة رمز لضرب هذا الكائن عبر تحطيم بيته وتحطيم أضلاع أرضه معا.
ما جرى أمس في القدس، وأيا كان من ساق الجرافة كي يسحق السيارات في شوارع القدس، كان محاولة للسيطرة على الرمز المرعب، ووضعه في أصحابه الإسرائليين.
ما حدث أمس كان معالجة للرمز.
كان محاولة ما لتحويله!
كان صراعا على الرمز الكابوس!
الجرافة التي قضمت بأنيابها التلال وأخرجت أحشاءها
الجرافة التي ألقت بثقلها على بيوت أهالي القدس وسحقتها
جرافة "دي 9" التي دمرت مخيم جنين بغرفه الهشة
الجرافة التي تحولت إلى كابوس الفلسطينيين...
تجولت أمس في شوارع القدس مثل وحش خرافي ونشرت الرعب والخوف والذعر.
أمس تحول الرمز إلى من كابوس للفلسطينيين إلى كابوس للإسرائيليين!
وقد كان من المستحيل أن لا يحصل ذلك في يوم ما
كان من المستحيل أن لا يأتي احد ويوجه أنياب هذا الكائن الخرافي نحو من حوله إلى رمز لانتصاره
وأمس حل هذا اليوم
وليس مهما أبدا من صعد الجرافة. ليس مهما ان يكون حسام دويّات أو محمد قبيّات أو فريحات. ليس مهما اسم الشخص، وإن كان بسجل جنائي، أو عن كان نظيفا مثل قطعة بفت
فالمهم أن عملية التحويل تمت
سيطر شخص ما على الكابوس وجعله يدخل في نوم الإسرائليين وصحوهم
أمس كان إعلانا بأن الرمز المتوحش قد ينقلب على صاحبه
أمس نفخت حية الكوبرا في وجه صاحبها الحاوي وأذعرته
فسقطت ركبه من الذعر
لم يكن ممتعا ان تتجول الجرافة في الشارع كي تسحق الناس. كان أمرا مفزعا.
لكن القيمة الرمزية للحدث يجب أن لا تفوت أحدا
غير أن إسرائيل بوعيها الجمعي لن تفهم ذلك. سيفوتها الرمز
أقول لكم أنها ستسيء هذه المرة أيضا فهم المعنى، كما أساءت الفهم مرات عديدة
أنا واثق من ذلك..
وسأقول لكم:
هم لن يتساءلوا أبدا عن معنى ما فعله حسام دويات
لن يتساءلوا عن السائق الذي قلب الرمز
بل سيتساءلون عن الشرطي الذي صعد فوق الجرافة وقتل السائق
سينصبونه بطلا
وسينسون المعنى
المعنى خارج سياق اهتمامات وعي إسرائيل
إسرائيل تبحث عن أبطال فقط
وهي تخترعهم حتى حين لا يوجدون!!