كرة الثّلج

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

eshahed

:: عضو مُشارك ::
إنضم
6 ديسمبر 2006
المشاركات
292
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
صدر لي مؤخّرا عن دار الهدى للنّشر و التّوزيع -عين مليلة- أوّل رواية من الحجم الكبير بعنوان " كرة الثّلج "..أرجو التّشجيع من أصدقاء اللمّة و شكرا..!

خلاصة الرّواية كما هي على الغلاف الخارجي:

شابّ يقدّر له أن يعيش مرحلة صعبة و محيّرة من تاريخ بلاده عرفت بالعشريّة السّوداء..المرحلة اتّصفت بالفوضى و العنف و الإرهاب و العمليّات الدّمويّة المرعبة، أربكته و حيّرته أحداثها و تقاذفته بسببها الوساوس و الهواجس و الأفكار الغريبة و وضعت إيمانه و مسلّماته و فطرته الدّينيّة على المحكّ أكثر من مرّة، جعلته يفتح مع نفسه ملفّات عديدة شائكة عن الإنسان و مصيره و العلاقة الجدليّة بين الدّين و السّياسة،أخذه خياله الجامح إلى عوالم بعيدة و حلّقت به الضّنون وراء الحدود المرسومة ليغرق رغما عنه في تساؤلات محظورة متطرّفة عن الحياة و المستقبل و الكون و سرّ الخلق و ما بعد الموت... في غمرة الأحداث السّاخنة و المفاجآت المتلاحقة الّتي تأسر القلوب و تحبس الأنفاس من أوّل صفحة إلى آخرها، أهمّها مغامرات عاطفيّة آسرة و تعرّضه لعمليّة اختطاف من طرف الإرهابيين و غيرها..، أحاسيس و عواطف جيّاشة، انفعال و تشنّج و توتّر مع المحيط و الواقع المشوّش المضطرب.. ؟!
 
والله حلوة واش هادا انا نكتب ردود وهي تحذف .....................فهمنا انو الموضوع تعاد اكثر من مرة

كان اولى تحذف الموضوعين الي ماعليهم رد .................وعلاش اتعبوني :(

بس معلش هالمرة مش رايحا ازعل كتير .....................

المهم اخي في ردي الي نحذف

قتلك والله انا كثير مبسوطه انو صار في عندنا اعضاء يكتبون روايه ..................روائي

وان شاء الله روايتك اخي تلقى نجاح كثير كبير

خصوصا وانها تحكي على واقع معاش ........................في فترة معينه

واضن انو الكل راح يعجب بهيك قصه ورايح يشوف نفسو بطل لروايتك اخي

وان شاء الله يكون التوزيع للروايه على كامل القطر الجزائري

ويارب توصل لعندنا مشان نستمتع بقرائتها

ونتمنالك تلقى كل الخير

وتكون اللمه فال خير عليك ................. وتلقى نجاااااااااااح كبير

ونعيش معاك كل نجاح تحققو .................ونشوف فرحتك يارب

اختك ليلى الجزائرية
 
سطور

بضعة سطور من كرة الثّلج...


في اللّيالي الّتي يتلكّأ فيها النّوم لمداعبة جفونه لا يستطيع منع تسلّل الأفكار السّوداء إلى رأسه و لا تجاهل هواجسه من مستقبل على حسب معطيات الحاضر لا يسرّ و لا يبشّر بخير، ضاع التّفاؤل و تلاشى الأمل، البلاد تائهة تبحث عن البداية، عن نقطة الصّفر، للتّوّ فقط و بعد تسعة و عشرون سنة من الاستقلال بدأت تتلمّس طريقها بلا حكمة و بلا عقل، استفاقت من ماضيها، من كابوسها، من نومها الطّويل و من حلمها لتندفع في اتّجاه لا تعرف إلى أين يوصلها؟
ما ذنبه أن يعيش هذا الزّمن ؟ همّه من الدّنيا العيش بأمان، مبتغاه سقف يأويه ولقمة رطبة يسدّ بها رمقه، فلا يطمح للمعالي و لا يطمع في القيّادة أو السّيادة و لا يبحث عن النّجوميّة أو المجد و لا يعنيه منها غير الحرّية و احترام البشر لبعضهم البعض، ما ذنبه أن يشارك في دفع أقساط و أثمان أخطاء لم يرتكبها و لم يتسبّب بها؟! ما ذنبه أن يتعرّض لمدّ الأحداث و جزرها دون أن يكون له دور فيها؟
 
اخي الشهاااااااب ...................بداية سطوووووووور وكانها روااايه

والله سطورك اخي الي انت حاطها تخلي الواااااااحد يجبر انو يكمل شو بعدها

وهيك هي الروايه الرائعه والي تنم عن صاحبها الذي يتميز برووح الابدااع والفن الراقي

مشكووووور اخي على السطووووووووور

اختك ليلى الجزائرية
 
حلم الصّداقة...؟!

بدأ اهتمامه ينصبّ على أحد الملتحقين الجدد، لفت انتباهه حسن خلقه و هدوء طبعه و سرعة تكيّفه مع محيطه، لطالما آمن أنّ الصّداقة شيء عظيم و مطلب إنسانيّ و أن ّحياة الرّجل بدون صديق كالزّهرة بلا رحيق و كالنّهار بلا شمس، لكم تمنّى تذوّق طعم الصّداقة، كم حلم بشخص يتحدّث إليه دون نفاق أو مواربة و لا تربطه به غير رابطة المودّة و التّفاهم بعيدا عن أيّ مصلحة أو غرض دنيوي زائل، ميثاقها الثّقة و نبضها التّناغم و الانسجام، شخص لا يخيفه و لا يخاف منه و مهما امتدّ العمر و توالت الأحداث المفرحة و المحزنة فإنّه دائما بقربه و إلى جانبه، لا يتخلّى عنه في السّراء و الضّراء، لا ينقطع عنه و لا يفارقه مهما حدث، لا ينساه و لا يتناساه مهما حصل، مخلص في الحضور و الغياب و عند الشّدّة لا يتردّد أحدهما في الذّود بنفسه و ماله عن صاحبه و من سبق منهما إلى القبر فإنّ الآخر يعيش على ذكراه و يصاحب أهله و أولاده و يخلص صحبتهم و من مات أوصى عائلته بصحبة صديقه و العناية بشؤونه و طلب أن يكون قبره إلى جوار قبره..
كانت هذه المعاني تملأ قلبه و يرنو إلى تذوّق طعمها و لعلّ من انصبّ عليه اهتمامه يكون الأنسب لترشيحه لصداقته؟ بعد التّفكير مليّا و الأخذ و الرّد مع نفسه و تقليب الأمر على كلّ الأوجه قرّر أن يبادر و يبذل البرهان على أهليّته و كفاءته..؟
بعد الدّوام و بعد أن رصد الهدف و أيقن أنّه متيسّر و متفرّغ اتّجه نحوه و حين اقترب مدّ يده مسلّما: السّلام عليكم، أظنّ أنّنا تعارفنا سابقا؟
بلى هذا صحيح..جابر..إه؟ ردّ نصير مصافحا و في صوته دفء و هدوء. استشعر جابر من صاحبه الرّزانة و الثّقة و قوّة الشّخصيّة، ليس تعاليا و تكبّرا لأنّه لا يأبه كثيرا بالأشخاص من حوله بل لأنّها طبيعته و تركيبته ممّا أكسبه موهبة متفرّدة في التّأثير و الإيحاء..
سبقت خروجهما إلى المقهى القريب زخّات مطريّة خفيفة بلّلت الطّرقات و انعكست عليها أضواء الشّوارع و السّيارات و المحلاّت الّتي لا زالت مفتوحة و تكسّرت عن مهرجان من ألوان الطّيف المتراقصة المتلألأة المبهجة للنّفس و العين و مواتية لجلسة مأمولة من الأنس و المودّة، كانت السّاعة قد تجاوزت السّادسة و النّصف مساء، طلبا كلاهما مشروبا غازيّا، تناولا مواضيع مختلفة ، كانت فرصة للتّعرّف و الاستئناس شعر جابر خلالها بأنّه وجد من يبحث عنه و عليه أن يتشبّث بلقيته بيديه و أسنانه؟
أخيرا وجد ما يكسر و يخفّف من ثقل الرّتابة و الملل الّلذان لازماه منذ توظيفه و ربّما ستعرف حياته منقلبا جديدا و طعما مختلفا، ما إن استلقى فوق سريره حتّى وضع نصب عينيه مقاربة جديدة.. رأى أنّ حياته معتمة فارغة و أنّ صداقة حميمة ستضيئها و تملأها، شابك يديه تحت رأسه ليحلم.. انسابت الخواطر و الأحلام الورديّة كجدول الرّبيع الرّقراق، حدّث نفسه بأشياء عن الصّداقة و الأمل و المستقبل، شيء ما في نصير يسحره و يجذبه كالمغنطيس، قوّة غامضة يشعر بانبعاثها من خلاله تأسره و تسلب منه إرادته، شيء يذوّبه و يحيله إنسانا آخر، حركاته، إيماءاته ، طريقة حديثه، قدرته على الإقناع، هدوءه، لا مبالاته بمن حوله، كلّها أشياء لمسها و أذهلته و لم تترك لديه شكّ في أنّه الإنسان المناسب لكي يتّخذه صديقا..؟

سطور من رواية كرة الثلج.....!
 
ما هذا الاسلوب الرائع

سلامي اليك عزيزي ابعثه من مدينة الورود
والله وانا اغوص بين السطور احسست بشيئ يجرفني للاعماقو كانني في بحر هادئ لكن عمقه كبير تمنيت من الصميم ان تكون هذه العبارات حقيقية و ليست مقططفات من قصة لاني ذهبت بعيدا في تفكيري رسمت ابراج من الرمل لاني فعلا ابحث عن الجوهرة الندرة بين الصخور في ايامنا هذه اين هو الصديق
اذا بكيت يكفف دموعك
واذا بردت يدفئني
واذا غفيت يقضني
و اذا نسيت يفكرني
و اذاعطست يشمتني
و اذاضللت يهديني
وووووووووو
هذا هو الصديق الذي ابحث عنه ولم اجده بعدصديق نتحاب لوجه الله
اخوكم رزقي احمد
 
وهم الصّداقة..؟!

شكرا أخي على تعليقك و لكنّي أودّ أن أسوق لك بعض السّطور الأخرى بعد ما تبيّن للشّاب حقيقة حلمه و الصّداقة....أنظر كيف تغيّرت نظرته بعد صداقة مع الصّديق الّذي اختار دامت بضع سنوات...أنظر إلى ماذا توصّل..؟!

لاحظ جابر أنّ تبدّلات طرأت على صديقه نصير خاصّة منذ دخل عشّ الزّوجيّة، أصبح ينأى بنفسه و يتهرّب من لقاءه و الحديث معه؟ أعذره في البداية و أرجع تبدّل أحواله و تصرّفاته تجاهه إلى ظروف الحياة الزّوجيّة الجديدة عليه، لم يلحّ عليه و لم يزعجه تاركا له حرّية المبادرة خصوصا و أنّه لمس من جانبه ضعف الحماس و تراجع الاهتمام، وهن التّأجّج و التّوهّج و استحال شغفه و تلهّفه تبعا لتوالي الأيّام إلى استلطاف و ضغط اللّياقة و الواجب و ما أن انتهى الرّبيع حتّى اتّسعت الهوّة و بوعدت المسافة بينهما أكثر فأكثر و لم يعودا يلتقيان و لا يترافقان و لا يجلسان إلى بعضهما البعض؟! وقر في عقله و في قلبه أنّها النّهاية و ما حصل أشبه بفلاّح غشيم حرث و بذر، زرع و غرس في انتظار أن يحصد و أن يجني ثمار جهده و عرقه و ماله ليفاجأ في النّهاية باللاّشيء و بأنّ كلّ ما فعله كان في أرض بور ترابها لا يثمر و لا ينبت فأصبح نادما يضرب كفّا على كفّ و الحسرة تعتصر قلبه؟!أو كحال الحالم أو المصدّق بالمدينة الفاضلة و بالعوالم الورديّة السّحريّة حيث الصّفاء و الجمال و الحبّ و الإخاء حيث لا أحقاد و لا ضغائن و لا مساوئ؟!، اعتقد خطئا أنّ لكلّ فعل ردّ فعل و أنّ الجزاء من جنس العمل، اعمل خيرا تلقى خيرا و اعمل شرّا تجد مثله، ظنّ أنّه يمكن كسب قلب الإنسان و صداقته بما يقدّمه و بما يتنازل عنه، لم يدر بخلده أنّ مآل الصّدق و الإخلاص و التّضحية سيكون الجحود و النّكران.. آن الأوان أن ينسحب و أن يبقي على ما بقي من كرامة و كبرياء، كان مثاليّا متماديا في حسن ظنّه بالصّديق، كان واضحا منذ البداية أنّه واهم مراوغ في بحثه عن الصّداقة، كان ساذجا و أبلها لاعتقاده في صداقة من النّوع الرّفيع مع أنّه شيء أقرب إلى المستحيل منه إلى المنطق و الموضوعيّة، الآن فهم و أدرك أنّ العلاقات الإنسانيّة تحكمها و تخلقها المصالح و الظّروف في شقّها الأغلب و الأكبر، يتبدّل البشر حسب اليوم و على مدار السّاعة، سرعان ما ينسى الإنسان أو يتناسى و يمضي في طريقه غير مبال، آلمه أن لا يتذكّر أيّ بادرة، كلمة أو أيّ شيء يدلّ على اهتمام نصير أو حتّى عرفانه بالجميل و إدراكه لما قدّمه و ما ضيّعه من وقت معه؟! لذلك فلن يهنأ له بال حتّى يواجهه و يضع النّقاط على الحروف و من ثمّة يترك صداقته إلى الأبد!فكّر فيما يمكن قوله و في الحجج و القرائن الّتي سيسوقها، في الدّوافع الّتي حملته على هجرانه و التّخلّي عن صحبته، في سيرته معه و في كلّ ما فعله من أجله!؟، السّؤال الّذي ينبغي طرحه، لماذا لم تثمر كلّ مجهوداته في كسب صداقته؟! ما الغاية من التّجاهل الّذي قوبل به شغفه و حرصه و سعيه؟!
أيقن جابر أنّ الصّداقة أكذوبة كبرى لا سيّما في المستوى الّذي تخيّله و حلم به، الرّوابط و العلاقات الإنسانيّة آنيّة ظرفيّة يستبعد فيها استرضاء كلّ الأطراف لأنّ الأعباء سيتحمّلها طرف دون آخر و نادرا ما تقتسم و يتشارك فيها و إن حدث كان عمر العلاقة أطول و أكثر واقعيّة و موضوعيّة، أخطأ حين اعتقد أنّ الإيثار و المبادرة و التّعبير المحسوس عن المودّة و الإخلاص طرق ستوصله إلى قلب نصير و تصنع منه الصّديق الحدث و القصّة النادرة!
تطرّف و غالى في حبّه و هيامه و كسّر وسائل البقاء الذّاتي من أنانيّة و مصلحة شخصيّة، جرّد نفسه من الإرادة و السّيطرة و أصبح عبدا لهوى النّفس و عشقه المرضي، عطّل حواسّه و أبطل مفعولها و لم يعد يرى إلاّ صورته و لا يسمع إلاّ صوته، لا همّ و لا انشغال سواه، طول الوقت مشغول يعدّ أنفاس صديقه و نبض قلبه، يفرح لفرحه و يحزن لحزنه إلى أن أصابه الملل و ركبه السّأم، لا ردّة فعل، لا جدوى ولا نتيجة تذكر، لم يجني سوى القلق و حالة نفسيّة و ماليّة سيّئة، أرجأ مفاتحته و مواجهته بخواطره و قرّر تصيّد الفرصة المناسبة و حتّى ذلك الوقت ينبغي مسايرته و النّزول بمستوى العلاقة إلى حدّها الموضوعي الأدنى.
قرّر الالتفات إلى نفسه و مصالحه فبعد أن دفع آخر قسط من الدّين الّذي ورّط نفسه به و بعد أن تعرّض للمساءلة بسبب ذلك من قبل والده عمّا أصاب راتبه خلال شهور خلت؟!بات عليه أن يعيد ترتيب شؤونه و أولويّاته، أن يولي اهتماما أكثر لمستقبله و أغراضه الخاصّة بدل الجري وراء الأوهام و السّراب..!
 
الله يخليك خوي بس والله نسيت النظاره
مشكوووور اخي
 
شكرا اخي الشاهد على الرواية الرائعة ...

و كما عنونتها :حلم الصداقة......فكل تلك الكلمات الجميلة للاسف الشديد هي حلم بعيد و بعيد جدا في زمننا هذا...

...لاغوص بعض الشيء في عمق الرواية و اعطي بعض الاحتمالات .........

لو تخيلنا ان من يحلم بتلك الصفات في صديق العمر.........اقصد :جابر ....هو نفسه تزوج ........فهل سيبقى وفيا لتلك الصفات السامية كما كان قبل ؟؟!


.
 
القول ليس كالفعل...!

من المستبعد أن يبقى وفيّا لأحلامه ، أوّلا لأنّ التّجربة و حقيقة الحياة صدمته و ثانيا لأنّ القول ليس كالفعل..!!
 
في المسجد...؟!

ختم الإمام خطبته بالابتهال و الدّعاء للأمّة الإسلاميّة بالصّلاح و الازدهار و على اليهود حفدة الخنازير ( كما أسماهم ) بكسر الشّوكة و الفناء ثمّ وقف النّاس يصطفّون و يعتدلون للصّلاة...اللّه أكبر.. اللّه أكبر حيّ على الصّلاة حيّ على الفلاح قد قامت الصّلاة ....لسوء حظّه أنّ الواقف على جانبه الأيسر شابّ خشن الجسم ملتحيا مقصّرا متنطّعا، نظر أمامه و خلفه على أمل أن يغيّر مكانه غير أنّ الصّفوف امتلأت و الإمام كبّر تكبيرة الإحرام، سرعان ما فرّج الشّاب بين ساقيه و جرّ قدمه الكبيرة العريضة تلامس و تضغط على قدمه،مدّ منكبيه و بسط صدره عاملا على شغل أكبر حيّز ممكن حتّى و إن كان على حساب الواقفين على جانبيه؟!
انشغل جابر طول الصّلاة و فتنه فعل صاحبه، فبدل الخشوع و استحضار الرّهبة الإلهيّة انشغل ذهنه في تكييف الوقوف و الرّكوع و السّجود و البحث عن أفضل الطّرق للهروب من القدم الّتي لا زالت تلاحقه و تصرّ على أن تزاحمه و تلامس قدمه و عبثا حاول تجنّب انغراز مرفق صاحبه بين ضلوعه في الجانب الأيسر كلّما ألقي ساجدون و لمّا جلسوا للتّشهّد ضغطه بالتّفريج بين فخذيه الهائلين و حوّل ما بقي من ثوان لمحنة حقيقيّة امتدّت حتّى ظنّها لا تنتهي و أخيرا أفرج عنه الإمام بكلمة السّلام عليكم و انتهت الصّلاة أو بالأحرى انتهى التّحرّش و الإزعاج!!
الغريب أنّه لمّا استنكر على صاحبه فعله و نصحه بوجوب احترام المصلّين لبعضهم البعض، أجاب بنبرة فيها من الاحتجاج و الخشونة: يجب سدّ الثّغرات يا أخي، إنّ الشّيطان يمرّ من خلالها! وقف جابر و علّق ساخرا قبل أن ينصرف دون يترك لصاحبه الفرصة للرّد و حتّى لا يتورّط معه في جدل لا طائل منه أو ربّما معركة غير مضمونة النّتائج: تسدّ الفرج؟! و الفرجة الّتي بين ساقيك ألا تمرّر قطارا؟!
 
الفساد...؟!

.......، بالموازاة تضاعفت أعداد الجرائم و الاعتداءات على الأشخاص و الأملاك العامّة و الخاصّة و أعمال السّرقة و اللّصوصيّة و استشرى الفساد و زاد التّهريب و تجارة السّوق السّوداء و استمرّ نزيف السّلع و المواد الاستهلاكيّة إلى خارج البلاد فيما بقيت الحكومة ماضية في سياسة الإصلاحات الاقتصاديّة و التّحوّل المتدرّج إلى الرّأسمالية و اقتصاد السّوق، عمليّا تمّ حلّ عدد من الشّركات المنهارة أو الخاسرة و أدخلت إجراءات و قوانين جديدة لتتماشى مع سياسة الإصلاحات المتّبعة و بالنّتيجة تعزّزت قوافل البطالة و توقّفت الاستثمارات و المشاريع التّنمويّة خاصّة منذ تخلّي الشّركات الأجنبيّة عن عقودها و اتفاقياتها بسبب الوضع الأمني، تشكّل شبكات مستنفعين من القمّة إلى القاعدة تتقاسم المنافع و الشّاذّ عن قوانينها و قواعدها يتمّ تدميره، تهميشه أو إقصاءه، لا يمكنك قضاء حاجة من حاجاتك أو الاستفادة من خدمة أو حقّ من الحقوق دون دفع المعلوم أو توسيط قريب أو صديق و أكثر تلك المظاهر سوءا ظاهرة الرّشوة فبعد أن كانت مخفيّة تحت الطّاولة أصبحت تمارس جهارا نهارا، فالمريض في المستشفى لن تجرى له العمليّة حتّى يدفع للطّبيب و الممرّض، في العدالة يربح القضايا من له القدرة على الدّفع و شراء الذّمم و الوثائق و الملفّات ، شهادة الاعتراف بالّنضال و المجهود الثّوري أو بالعضويّة في جيش التّحرير و الانتماء إلى ذوي الحقوق و المطبوعات المجّانيّة تباع في الإدارات و من طرف أشخاص بعلم الجميع و اطّلاعهم، إن منّت الحكومة ببعض الوظائف فأصحابها معروفون سلفا و إن كانت كلّ الإجراءات القانونيّة و الشّكليّة مطابقة..تجري المسابقة المزعومة في وقتها و يشترك فيها العشرات أو المئات من الطّامعين و الغافلين، الأوراق تُصحّح، النّتائج تُعلن، النّاجحون في الكتابي كثر و لكن عند الامتحان الشّفاهي يكرم المرء أو يهان و تلك حيلتهم القانونيّة لسدّ المنافذ و درء الذّرائع و إسقاط حقّ الاحتجاج و الطّعن في النّتائج، سيسقط الجميع إلاّ قائمتهم الخفيّة و المبرمجة حتّى قبل الإعلان عن المسابقة بوقت طويل! السّكنات من حظّ الميسورين و الرّاشين و المرتشين و أصحاب المعارف و الوسائط ، المقاولات و المشاريع و المناقصات لا ينالها إلا ّمن ثبتت عضويّته و أقدميّته و جدارته في شبكة الارتشاء و النّصب و الاحتيال و التّحايل و التّزوير؟! النّجاح في الجامعات و التّنقيط و الشّهادات و البحوث و المذكّرات و الرّسائل كلّها تباع بالنّقود أو بالأعراض؟! دافعي الضّرائب أيضا أخضعوا لنظام و شروط اللّعبة مقابل تزوير الحسابات و الأرقام و إلاّ الويل و الخراب يحلّ و ينزل على من لم يسلم و يستسلم؟!...كلّ شيء يمسّ حياة الإنسان و حاجته أصابه وباء الفساد و الرّشوة، لكنّ الدّفع نقدا ليس الوسيلة الوحيدة لقضاء المصالح و الحاجات و إنّما هناك طرقا أخرى للّدفع لا تقلّ أهمّية مثل " اقض مصلحتي أقضي مصلحتك " أو على رأي الشّائع بين العامّة " كل و دع النّاس تأكل " بالإضافة إلى إمكانيّة الدّفع باللّحم الحيّ و هي طريقة مستحبّة من طرف أصحاب المشاريع و المناقصات و من لهم طموح للإثراء و المجد و الأمر نسبيّ و متباين المستوى و الدّرجة..الجنس إحدى الوسائل المضمونة و النّاجحة و المشهود لها في تحقيق المآرب و الثّروات خاصّة في الكواليس و داخل دهاليز المشروعات و الصّفقات الولائيّة و الوطنية، لكلّ شيء ثمن، من أراد المعالي عليه أن يتنازل و يقدّم المقابل..مآدب و حفلات من ألف ليلة و ليلة تقام في المنازل و الفنادق الفخمة على شرف الرّجالات النّافذة و من بأيديهم الأمر و النّهي و الصّفح و الضّرب، من يصنعون القانون و لا يخضعون له، من بإمكانهم التّحليل و التّحريم و حيث تدبّر و تلد المشاريع و الثّروات و الأموال، لا عجب أن أعدّت الزّوجة أو البنت نفسها و تزيّنت و تبرّجت، لا ضير لو كشفت عن مفاتنها و بعض مواطن الإغراء في جسدها و هي تخدم و تروح و تجيء بين ضيوف زوجها المقاول أو رجل الأعمال و طبعا كلّما زاد الطّموح غلا السّعر!
حبّ الإنسان للمال و الجنس متأصّل في دمه و خلاياه و الدّفع بهذا أو ذاك مجز و كاف و إن كان لا يروقك أو لا تملك منهما فابق في الظّل و الظّلمة و انتظر حلول الأجل و بعدك ليحلّ الخراب و ليأتي الطّوفان؟!
انطمر تحت الرّكام الأسود العفن و غابت من التّداول مسمّيات لامعة في حياة البشر مثل الكفاءة، الشّرف، الصّدق، الإخلاص،الوطنيّة،الانضباط، الحياء، التّقوى،القناعة و غيرها و تكيّف النّاس بمرور الأشهر و السّنوات و تعدّلت أفكارهم و مفاهيمهم و برامجهم و أولوياتهم و أصبحت الورقة البنكيّة الّتي تذبح العصفور كما يقال و المطالب الشّهوانيّة هما الوسيلة و الغاية و كلّ يصبّ في الآخر و يؤدّي إليه ..أبقته الظّروف خارج الدّائرة و بعيدا عمّا يحصل في واقع الأمر، ينظر و يتمعّن و يتأمّل و يحاول تفسير و فهم ما يحدث و يبحث عن إجابات لأسئلة ما تنفكّ تفرض نفسها على عقله، ازدادت حيرته في بحثه عن حقيقة ما، عن البداية و النّهاية، عن العدالة و الحقّ، عن الجزاء و العقاب.......
 
ههههههههههههههههههههههههه والله مشكوووووووووووووووووور جزيل الشكرا على هذه القصة

أضحكتني كثيرا

شكرا لك أخي على ابداعاتك

تحياتي كمال سطيف
 
بضعة سطور...؟!

هذه بضعة سطور فقط من روايتي الأولى و هي في شكل مجلّد في 704 صفحة و تباع حاليا في الأسواق أي المكاتب في بعض الولايات و هي لا زالت في بداية الانتشار....!
 
مشكور أيها الكتب المبدع الموعود على هذه الرواية
 
جابر...؟!

أشكرك على التّشجيع الأخ جابر ...أعلمك أنّ بطل روايتي إسمه جابر....!
 
إن شاء الله كان دوره في الخير
ولكن ماسبب تسميتك له
 
سبب محدّد...؟!

ليس هناك سبب محدّد فذاك ما خطر على بالي و رأيته مناسبا لست أدري لماذا...؟!
 
الصّداقة.....؟!

لاحظ جابر أنّ تبدّلات طرأت على صديقه نصير خاصّة منذ دخل عشّ الزّوجيّة، أصبح ينأى بنفسه و يتهرّب من لقاءه و الحديث معه؟ أعذره في البداية و أرجع تبدّل أحواله و تصرّفاته تجاهه إلى ظروف الحياة الزّوجيّة الجديدة عليه، لم يلحّ عليه و لم يزعجه تاركا له حرّية المبادرة خصوصا و أنّه لمس من جانبه ضعف الحماس و تراجع الاهتمام، وهن التّأجّج و التّوهّج و استحال شغفه و تلهّفه تبعا لتوالي الأيّام إلى استلطاف و ضغط اللّياقة و الواجب و ما أن انتهى الرّبيع حتّى اتّسعت الهوّة و بوعدت المسافة بينهما أكثر فأكثر و لم يعودا يلتقيان و لا يترافقان و لا يجلسان إلى بعضهما البعض؟! وقر في عقله و في قلبه أنّها النّهاية و ما حصل أشبه بفلاّح غشيم حرث و بذر، زرع و غرس في انتظار أن يحصد و أن يجني ثمار جهده و عرقه و ماله ليفاجأ في النّهاية باللاّشيء و بأنّ كلّ ما فعله كان في أرض بور ترابها لا يثمر و لا ينبت فأصبح نادما يضرب كفّا على كفّ و الحسرة تعتصر قلبه؟!أو كحال الحالم أو المصدّق بالمدينة الفاضلة و بالعوالم الورديّة السّحريّة حيث الصّفاء و الجمال و الحبّ و الإخاء حيث لا أحقاد و لا ضغائن و لا مساوئ؟!، اعتقد خطئا أنّ لكلّ فعل ردّ فعل و أنّ الجزاء من جنس العمل، اعمل خيرا تلقى خيرا و اعمل شرّا تجد مثله، ظنّ أنّه يمكن كسب قلب الإنسان و صداقته بما يقدّمه و بما يتنازل عنه، لم يدر بخلده أنّ مآل الصّدق و الإخلاص و التّضحية سيكون الجحود و النّكران.. آن الأوان أن ينسحب و أن يبقي على ما بقي من كرامة و كبرياء، كان مثاليّا متماديا في حسن ظنّه بالصّديق، كان واضحا منذ البداية أنّه واهم مراوغ في بحثه عن الصّداقة، كان ساذجا و أبلها لاعتقاده في صداقة من النّوع الرّفيع مع أنّه شيء أقرب إلى المستحيل منه إلى المنطق و الموضوعيّة، الآن فهم و أدرك أنّ العلاقات الإنسانيّة تحكمها و تخلقها المصالح و الظّروف في شقّها الأغلب و الأكبر، يتبدّل البشر حسب اليوم و على مدار السّاعة، سرعان ما ينسى الإنسان أو يتناسى و يمضي في طريقه غير مبال، آلمه أن لا يتذكّر أيّ بادرة، كلمة أو أيّ شيء يدلّ على اهتمام نصير أو حتّى عرفانه بالجميل و إدراكه لما قدّمه و ما ضيّعه من وقت معه؟! لذلك فلن يهنأ له بال حتّى يواجهه و يضع النّقاط على الحروف و من ثمّة يترك صداقته إلى الأبد!فكّر فيما يمكن قوله و في الحجج و القرائن الّتي سيسوقها، في الدّوافع الّتي حملته على هجرانه و التّخلّي عن صحبته، في سيرته معه و في كلّ ما فعله من أجله!؟، السّؤال الّذي ينبغي طرحه، لماذا لم تثمر كلّ مجهوداته في كسب صداقته؟! ما الغاية من التّجاهل الّذي قوبل به شغفه و حرصه و سعيه؟!
أيقن جابر أنّ الصّداقة أكذوبة كبرى لا سيّما في المستوى الّذي تخيّله و حلم به، الرّوابط و العلاقات الإنسانيّة آنيّة ظرفيّة يستبعد فيها استرضاء كلّ الأطراف لأنّ الأعباء سيتحمّلها طرف دون آخر و نادرا ما تقتسم و يتشارك فيها و إن حدث كان عمر العلاقة أطول و أكثر واقعيّة و موضوعيّة، أخطأ حين اعتقد أنّ الإيثار و المبادرة و التّعبير المحسوس عن المودّة و الإخلاص طرق ستوصله إلى قلب نصير و تصنع منه الصّديق الحدث و القصّة النادرة!
تطرّف و غالى في حبّه و هيامه و كسّر وسائل البقاء الذّاتي من أنانيّة و مصلحة شخصيّة، جرّد نفسه من الإرادة و السّيطرة و أصبح عبدا لهوى النّفس و عشقه المرضي، عطّل حواسّه و أبطل مفعولها و لم يعد يرى إلاّ صورته و لا يسمع إلاّ صوته، لا همّ و لا انشغال سواه، طول الوقت مشغول يعدّ أنفاس صديقه و نبض قلبه، يفرح لفرحه و يحزن لحزنه إلى أن أصابه الملل و ركبه السّأم، لا ردّة فعل، لا جدوى ولا نتيجة تذكر، لم يجني سوى القلق و حالة نفسيّة و ماليّة سيّئة، أرجأ مفاتحته و مواجهته بخواطره و قرّر تصيّد الفرصة المناسبة و حتّى ذلك الوقت ينبغي مسايرته و النّزول بمستوى العلاقة إلى حدّها الموضوعي الأدنى.
قرّر الالتفات إلى نفسه و مصالحه فبعد أن دفع آخر قسط من الدّين الّذي ورّط نفسه به و بعد أن تعرّض للمساءلة بسبب ذلك من قبل والده عمّا أصاب راتبه خلال شهور خلت؟!بات عليه أن يعيد ترتيب شؤونه و أولويّاته، أن يولي اهتماما أكثر لمستقبله و أغراضه الخاصّة بدل الجري وراء الأوهام و السّراب ..!

هذه سطور من رواية كرة الثّلج
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

المواضيع المشابهة

لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top