ج.محمد الصالح
:: عضو مُتميز ::
- إنضم
- 4 فيفري 2008
- المشاركات
- 741
- نقاط التفاعل
- 6
- النقاط
- 17

غربة القلب
إهداء \ إلى كل قلب مشتاق إلى أحبابه
نولد في هذه الحياة ..ونعيش في تجارب تمر علينا
نستفيد منها ونأخذ العبر والمواعظ
الله خلق الإنسان وفية من العجائب اشد غرابة من عجائب الدنيا بأكملها
ففي قلبه متاهة من ..الغضب ...والحب ...والكراهية..والأحاسيس
كل هذا ممزوج في قلب كل منا
يحتاج كل منا إلى ترويض لهذه المشاعر الممزوجة
حتى لا تأخذنا إلى الضياع
وتأخذنا إلى متاهة تكون أعظم من متاهة القلب
كل منا خاض تجربة الغربة حتى ولو كان وسط أهله وناسه وأحبابه
مهما كان الحب الذي يأتي له ..
ففي قلبه دائما غربة موحشة يحاول بشتى الطرق أن يملأها ولكن
بلا فائدة
فمرة يذهب إلى الحب متصور انه فيه ما يصبوا إليه
فيذهب إلى الحب المفقود عنده لكي يتعثر فيه
ربما لأنه لم يفهمه جيدا
أو ربما لأنه دخل عليه من باب آخر غير باب الحب
ربما تصور أن هذا سيسد الغربة التي في قلبه
ولكن الغربة تتسع عنده
فيذهب إلى أبواب متصورا أنه فيها ما يريد
ولكن كل ما يدخل من باب يخرج منه بلا فائدة
ولكنة رغم ذلك يستفيد ويتعلم
فلا يوجد إنسان يخوض أي تجربة مهما كانت
ومهما كان فيها من الم إلا انه يخرج منها بشيء
ولكنة لا يخرج منها بالهدف الذي دخل من اجله
يخرج وما زال في قلبه هذه الغربة التي توحش قلبه
فيحاول أن يستمد الحب والحنان والود ممن حوليه .
.ليعمل على ترقيع هذه الفجوة التي في قلبه
ربما ينجح في ذلك ..ويحصل على ما يريد..
.فالحب يفعل أكثر مما يتصور البعض
فيرقع بها هذه الفجوة التي في قلبه
ولكن مع الأيام والسنوات تنهار هذه الفجوة
وتنزع نفسها من مكانها
لتسقط في قاع ..... مخلفات القلب.
.لتظل هناك مع الرقع الأخرى
فيبحث متلهفا عن رقعة جديدة
يحاول أن يستر ما انكشف .
.لان غربة قلبه تمتد لتصنع فجوة اكبر
ويظل يبحث فمنهم من يعثر على رقعة دائمة بعد ما يفعل المستحيل من اجل العثور عليها
ومنهم من يظل يبحث بلا فائدة لأنه ضل الطريق
لأنها متاهة لا ينجو منها إلا القليل
فيظل الإنسان بلا هدف
وعنده من الفراغ ما يحسده عليه المئات
وفى الآخر لا يستطيع التواصل
هذه غربة القلب وسط الأحباب والأصدقاء
فما بالك ممن خاض غربة فراق الأحباب .
..ليتوه في هذا العالم
فيكون أصعب من الأول
لان قلبه أصبح به فجوتين وليس فجوة واحدة
فجوة غربة الفطرة
وفجوة غربة الأحبة
فيضيع السند الذي كان يدفعه إلى الأمام
ضاع في غربة أحبابه ليشعر بالنقص الذي كان يكمله من حوليه
فكانوا يمنحوه الحب الذي يريده ليسد فجوة غربة الفطرة
فلما فارقهم لا يعلم من أين يأتي؟ برقعة ليسد بها هذا الفراغ
فأصبحت الكلمة الواحدة توثر فيه
يقولون إن الغربة والبعاد عن الأحباب والأقارب
تجعل القلب قاسى
نعم ..اعترف ..ولكن هذه قسوة تقطر دما
قسوة تؤثر فيها الكلمة الجارحة
قسوة تجعل القلب يرتجف من لهفة وشوق من يحب
قسوة تجعله مشتاق إلى حضن من أحب
قسوة تجعله مشتاق إلى حضن أمه
لتضمه إليها
هذه هي قسوة الحنان
التي ربما لا يؤمن بها كثيرون
بالتأكيد عندهم حق ..
لأنهم لم يجربوا غربة فراق الأحبة
لاتهم لم يذوقوا غصة الحلق عندما يسمع أصوات محبيه يكلمهم ويكلموه عبر أميال
وتدمع عيناه شوقا ولهفة ً إلى رؤيتهم
وتنفض جوارحه ألما لفراقهم
ويبكى القلب ليس دما ولا دموعا
ولكنة يبكى من الألم
الم لا يفهمه ولا يحسه إلا من كان بعيدا عن الأحبة
فيشعر بان قلبه تعصره لوعة البعد
يشعر بقلبه يتوجع من فراق حضن أمه
فيشتاق هذا القلب الذي تكون فيه القسوة مع الحنان واللهفة ومع الحب
خليط غريب وعجيب
الم اقل إن هذا الإنسان أعجب مما يتصور البعض
هذه الأشياء التي تكون في قلب الذي يخوض هذه التجارب
ويكون مريض دائما من قلة الحب
مريض من قلة الحنان
فلا يتقبل قلبه الحب بسهولة أو هناك قلوب تكون مشتاقة إلى هذا الحب ولكن يكون فيها دائما نقص
لان الإنسان عندما يتعود على شيء صعب أن يتخلى عنها بهذه السهولة
يحتاج إلى حب غير طبيعي حتى يستعيد ثقته ..لأنه كان بعيدا عنة
فعندما يقترب من أحبابه بعد هذه الغربة تجده في البداية متلهف ومشتاق
ويشتاق أكثر إلى أن يرقع فجوة قلبه
حتى يعوض ما فقده
ولكن يتفاجىء بشيء غريب ..لم يكن متوقعه ..فبعد ما كان القلب مشتاق ومتلهف يبدأ الانطفاء من هذه المشاعر رويدا رويدا
هنا يتعجب لماذا هذا ؟
ولا يعرف أن الرقعة لم تكن على مقاس الفجوة فالبعد وسع فجوة قلبه فلم تعد اى رقعة تستطيع سدها
هنا يدرك انه خسر أكثر مما كسب
فيعجز عن فعل اى شيء
طبيعي لان الفجوتين أصبحت الثانية اكبر من الأخرى
لما كان وسط أهله ...كانوا يحيطونه بالحب والحنان الذي يتمناه اى محروم نشا وترعرع في هذه الحياة الرائعة
ولكن لم يسلم من فجوات القلب
ولكنها كانت فجوة صغيرة يستطيع أن يسدها بأصغر رقعة متوافرة لديه
لهذا لم يشعر بقيمة الغربة في البداية
تصور انه حان الوقت لكي يبعد حتى يحقق ما عجز عن تحقيقه وسط أحبابه
لم يكن يهتم ربما لعمره الصغير
أو ربما لقلة خبرته حينها
أو يرجع هذا لأنه لم يعرف المسؤولية التي هو مقبل عليها
كان يتصور أن الأمر عادى ليس مهم إلى هذه الدرجة
كان الأمر مجرد طفل يخوض تجربة لعبة جديدة ومشتاق إليها
ربما شعر بأول غصة الم تعصر قلبه في حياته
عندما حَضنَ أمه
فتذكر انه آخر حَضنْ
وبعد ذلك لن يحضنها مرة ثانية لمدة طويلة
أو ربما يكون هذا آخر حَضنْ له على الإطلاق
لا احد يعلم
ولكن ليس هذا هو المقصود
فأين هذا الحضن كلما احتاج إليه
كان متوفر أمامه كل يوم
ولكن الآن ليس موجود
فوصل تفكيره إلى هذه النقطة
فارتجف قلبه
ودق حتى تسارع مع دقات قلب أمه
فحضنها بقوة كأنه يودعها
حضنها والدموع في عينيه
ويحاول مقاومتها
حضنها لكي يستمد منها القوة لتصبره
حضنها لكي لا ينسى هذا الحضن المليء بكل معاني الحب والحنان والود الذي خلقها الله
مليء بكل اللهفة والشوق التي تعجز الكلمات عن وصفها
ولما بدأ المسير جاءته الغصة في حلقه
وقلبه وعقله يتذكران ما مر به من ذكريات
مؤلمة أو فرحة
ولما ذهب إلى بلاد الغربة
بدأ الأمر يخف عنة قليلا
وقال في نفسه إنها مجرد تجربة ولن يخسر شيء
مسكين..لم يكن يعلم انه سيخسر الكثير من غربة القلب
ولما ذهب إلى أهله في بلاد الغربة ..شعر بأنيس بهم وسط ألمه
انه ما زال صغيرا لا يدرك الواقع الذي فيه .
.فلم يشعر بالوحشة التي تغلف القلب المغترب من البداية
لم يكن يشعر بالمسؤولية الكبيرة ..
شعر بأول وحشة تدخل قلبه في بلاد الغربة
لما بقيَ لوحدة وانفصل عن أهله في الغربة
دخل الخوف قلبه
وارتجف بدنه
انه لوحده
أين أمه؟
أين أباه؟
أين أصدقائه؟
أين أحبابه؟
لا احد موجود انه في غرفة من أربع جدران
هنا طوق جسده بيده ..واخذ يبكى
كان يسمع بكاء قلبه قبل بكاء عينه
كان يبكى وذكريات تلف أمام عينه
شعر بشوق ووحشة لم يذق قلبه لها طعم من قبل
وحشة جديدة عليه .... ذاقها كل من ذاق طعم الغربة
انه لم يتعود على هذا الوضع
خاض هذه التجربة والفجوة تتسع في قلبه الذي تعود على الرقة والحنان
ولكنة كان يسدها بتقربه من خالق هذا القلب حتى يعوض ما فقده
ولكن الجو والعيشة كانت موجعة حتى لو كانت متوفر فيها كل متاع الدنيا
لأنه ينقصها أعظم واهم متعة وهى
حب أحبابه
ولكن مع الأيام تعود رغم الألم والحزن والوحشة
ورغم الذكريات التي تنهال علية أكثر من الأول
كان يظن في البداية انه كلما توغل في أيام الغربة ستذهب هذه الذكريات أو تقل ولكن كلما كثرت أيام الغربة
كانت تكثر الذكريات
ويكثر الألم
وتكثر الوحشة
فكان ينهض من فراشة وينظر إلى الغرفة التي يجلس فيها فيتذكر غرفته في بلاده فيبتسم ابتسامة حزينة تعلو شفتيه
وهو يتذكر امة وهى تدخل عليه بكوب من حليب الشوكولا
ويتذكرها وهى تنده عليه ليأخذ منها عشاءه
فتتسع ابتسامته ويتسع الحزن في قلبه
وهو يتلهف إلى أن يعود إلى هذه الأيام
متصور انه يمكنه أن يعيد كل شيء كما يريد
وعندما وصل إلى ارض أحبابه
أصبح متلهف لأن يراهم
وأصبح متلهف إلى حضن أمه
الذي بدأ يتلاشى من قلبه فيريد أن يسترجعه مرة ثانية
وعندما بدأت الأيام تمر علية في بلادة شعر بأنه مشتاق إلى أيام الغربة من جديد
ماذا حدث له ؟ أين لهفته ؟
أين اشتياقه لأرض أحبابه؟
كل هذا ذهب
فيتعجب من هذا القلب
فيسأل نفسه هل العيب منه أم من قلبه ؟
أم من حوليه ؟
ولكن ينظر إلى من حوليه
فيجد حب أكثر من الأول
واشتياق أكثر مما تصور
فأين العيب اذا؟
العيب في قلبه هو؟
لأنه غير مستقر
هذه هي جميع القلوب..لا تستقر على شيء دائما
إلا شيء واحد هي الفطرة التي خلقت من اجله
هي فطرة حب الله
فهذه هي حياة الإنسان بقلبه الغريب
وبفجواته التي تتسع وتضيق
والحب الذي يأتي ويذهب
والشوق والألم والوحشة والفرح والسعادة
كل ذلك يموج في هذا القلب
هذه هي الحياة التي يتصورها البعض ولا يدركون ما هم مقبلون عليه
هذه هي الغربة التي لا يعرفها إلا من ذاقها
هذه هي الغربة التي يحلم بها كل قلب مشتاق إلى البعد
هذه هي الغربة التي نستمد منها الألم قبل المنفعة
هذه هي الغربة التي نخوض فيها دون أن ندرك مخاطرها
هذه هي الغربة التي تصنع الفجوات في القلوب
... هذه هي الغربة التي تعجز الرقع عن سد فجوات القلب
هذه هي الغربة التي تحير القلوب المشتاقة
هذه بالتأكيد هي
غربة القلب
ارجوا من زملائي بعد القرائة الكل يعطي رأيه هل الحب موجود
ام نحن نعيش في وهم الحب ؟؟؟؟؟؟؟
إهداء \ إلى كل قلب مشتاق إلى أحبابه
نولد في هذه الحياة ..ونعيش في تجارب تمر علينا
نستفيد منها ونأخذ العبر والمواعظ
الله خلق الإنسان وفية من العجائب اشد غرابة من عجائب الدنيا بأكملها
ففي قلبه متاهة من ..الغضب ...والحب ...والكراهية..والأحاسيس
كل هذا ممزوج في قلب كل منا
يحتاج كل منا إلى ترويض لهذه المشاعر الممزوجة
حتى لا تأخذنا إلى الضياع
وتأخذنا إلى متاهة تكون أعظم من متاهة القلب
كل منا خاض تجربة الغربة حتى ولو كان وسط أهله وناسه وأحبابه
مهما كان الحب الذي يأتي له ..
ففي قلبه دائما غربة موحشة يحاول بشتى الطرق أن يملأها ولكن
بلا فائدة
فمرة يذهب إلى الحب متصور انه فيه ما يصبوا إليه
فيذهب إلى الحب المفقود عنده لكي يتعثر فيه
ربما لأنه لم يفهمه جيدا
أو ربما لأنه دخل عليه من باب آخر غير باب الحب
ربما تصور أن هذا سيسد الغربة التي في قلبه
ولكن الغربة تتسع عنده
فيذهب إلى أبواب متصورا أنه فيها ما يريد
ولكن كل ما يدخل من باب يخرج منه بلا فائدة
ولكنة رغم ذلك يستفيد ويتعلم
فلا يوجد إنسان يخوض أي تجربة مهما كانت
ومهما كان فيها من الم إلا انه يخرج منها بشيء
ولكنة لا يخرج منها بالهدف الذي دخل من اجله
يخرج وما زال في قلبه هذه الغربة التي توحش قلبه
فيحاول أن يستمد الحب والحنان والود ممن حوليه .
.ليعمل على ترقيع هذه الفجوة التي في قلبه
ربما ينجح في ذلك ..ويحصل على ما يريد..
.فالحب يفعل أكثر مما يتصور البعض
فيرقع بها هذه الفجوة التي في قلبه
ولكن مع الأيام والسنوات تنهار هذه الفجوة
وتنزع نفسها من مكانها
لتسقط في قاع ..... مخلفات القلب.
.لتظل هناك مع الرقع الأخرى
فيبحث متلهفا عن رقعة جديدة
يحاول أن يستر ما انكشف .
.لان غربة قلبه تمتد لتصنع فجوة اكبر
ويظل يبحث فمنهم من يعثر على رقعة دائمة بعد ما يفعل المستحيل من اجل العثور عليها
ومنهم من يظل يبحث بلا فائدة لأنه ضل الطريق
لأنها متاهة لا ينجو منها إلا القليل
فيظل الإنسان بلا هدف
وعنده من الفراغ ما يحسده عليه المئات
وفى الآخر لا يستطيع التواصل
هذه غربة القلب وسط الأحباب والأصدقاء
فما بالك ممن خاض غربة فراق الأحباب .
..ليتوه في هذا العالم
فيكون أصعب من الأول
لان قلبه أصبح به فجوتين وليس فجوة واحدة
فجوة غربة الفطرة
وفجوة غربة الأحبة
فيضيع السند الذي كان يدفعه إلى الأمام
ضاع في غربة أحبابه ليشعر بالنقص الذي كان يكمله من حوليه
فكانوا يمنحوه الحب الذي يريده ليسد فجوة غربة الفطرة
فلما فارقهم لا يعلم من أين يأتي؟ برقعة ليسد بها هذا الفراغ
فأصبحت الكلمة الواحدة توثر فيه
يقولون إن الغربة والبعاد عن الأحباب والأقارب
تجعل القلب قاسى
نعم ..اعترف ..ولكن هذه قسوة تقطر دما
قسوة تؤثر فيها الكلمة الجارحة
قسوة تجعل القلب يرتجف من لهفة وشوق من يحب
قسوة تجعله مشتاق إلى حضن من أحب
قسوة تجعله مشتاق إلى حضن أمه
لتضمه إليها
هذه هي قسوة الحنان
التي ربما لا يؤمن بها كثيرون
بالتأكيد عندهم حق ..
لأنهم لم يجربوا غربة فراق الأحبة
لاتهم لم يذوقوا غصة الحلق عندما يسمع أصوات محبيه يكلمهم ويكلموه عبر أميال
وتدمع عيناه شوقا ولهفة ً إلى رؤيتهم
وتنفض جوارحه ألما لفراقهم
ويبكى القلب ليس دما ولا دموعا
ولكنة يبكى من الألم
الم لا يفهمه ولا يحسه إلا من كان بعيدا عن الأحبة
فيشعر بان قلبه تعصره لوعة البعد
يشعر بقلبه يتوجع من فراق حضن أمه
فيشتاق هذا القلب الذي تكون فيه القسوة مع الحنان واللهفة ومع الحب
خليط غريب وعجيب
الم اقل إن هذا الإنسان أعجب مما يتصور البعض
هذه الأشياء التي تكون في قلب الذي يخوض هذه التجارب
ويكون مريض دائما من قلة الحب
مريض من قلة الحنان
فلا يتقبل قلبه الحب بسهولة أو هناك قلوب تكون مشتاقة إلى هذا الحب ولكن يكون فيها دائما نقص
لان الإنسان عندما يتعود على شيء صعب أن يتخلى عنها بهذه السهولة
يحتاج إلى حب غير طبيعي حتى يستعيد ثقته ..لأنه كان بعيدا عنة
فعندما يقترب من أحبابه بعد هذه الغربة تجده في البداية متلهف ومشتاق
ويشتاق أكثر إلى أن يرقع فجوة قلبه
حتى يعوض ما فقده
ولكن يتفاجىء بشيء غريب ..لم يكن متوقعه ..فبعد ما كان القلب مشتاق ومتلهف يبدأ الانطفاء من هذه المشاعر رويدا رويدا
هنا يتعجب لماذا هذا ؟
ولا يعرف أن الرقعة لم تكن على مقاس الفجوة فالبعد وسع فجوة قلبه فلم تعد اى رقعة تستطيع سدها
هنا يدرك انه خسر أكثر مما كسب
فيعجز عن فعل اى شيء
طبيعي لان الفجوتين أصبحت الثانية اكبر من الأخرى
لما كان وسط أهله ...كانوا يحيطونه بالحب والحنان الذي يتمناه اى محروم نشا وترعرع في هذه الحياة الرائعة
ولكن لم يسلم من فجوات القلب
ولكنها كانت فجوة صغيرة يستطيع أن يسدها بأصغر رقعة متوافرة لديه
لهذا لم يشعر بقيمة الغربة في البداية
تصور انه حان الوقت لكي يبعد حتى يحقق ما عجز عن تحقيقه وسط أحبابه
لم يكن يهتم ربما لعمره الصغير
أو ربما لقلة خبرته حينها
أو يرجع هذا لأنه لم يعرف المسؤولية التي هو مقبل عليها
كان يتصور أن الأمر عادى ليس مهم إلى هذه الدرجة
كان الأمر مجرد طفل يخوض تجربة لعبة جديدة ومشتاق إليها
ربما شعر بأول غصة الم تعصر قلبه في حياته
عندما حَضنَ أمه
فتذكر انه آخر حَضنْ
وبعد ذلك لن يحضنها مرة ثانية لمدة طويلة
أو ربما يكون هذا آخر حَضنْ له على الإطلاق
لا احد يعلم
ولكن ليس هذا هو المقصود
فأين هذا الحضن كلما احتاج إليه
كان متوفر أمامه كل يوم
ولكن الآن ليس موجود
فوصل تفكيره إلى هذه النقطة
فارتجف قلبه
ودق حتى تسارع مع دقات قلب أمه
فحضنها بقوة كأنه يودعها
حضنها والدموع في عينيه
ويحاول مقاومتها
حضنها لكي يستمد منها القوة لتصبره
حضنها لكي لا ينسى هذا الحضن المليء بكل معاني الحب والحنان والود الذي خلقها الله
مليء بكل اللهفة والشوق التي تعجز الكلمات عن وصفها
ولما بدأ المسير جاءته الغصة في حلقه
وقلبه وعقله يتذكران ما مر به من ذكريات
مؤلمة أو فرحة
ولما ذهب إلى بلاد الغربة
بدأ الأمر يخف عنة قليلا
وقال في نفسه إنها مجرد تجربة ولن يخسر شيء
مسكين..لم يكن يعلم انه سيخسر الكثير من غربة القلب
ولما ذهب إلى أهله في بلاد الغربة ..شعر بأنيس بهم وسط ألمه
انه ما زال صغيرا لا يدرك الواقع الذي فيه .
.فلم يشعر بالوحشة التي تغلف القلب المغترب من البداية
لم يكن يشعر بالمسؤولية الكبيرة ..
شعر بأول وحشة تدخل قلبه في بلاد الغربة
لما بقيَ لوحدة وانفصل عن أهله في الغربة
دخل الخوف قلبه
وارتجف بدنه
انه لوحده
أين أمه؟
أين أباه؟
أين أصدقائه؟
أين أحبابه؟
لا احد موجود انه في غرفة من أربع جدران
هنا طوق جسده بيده ..واخذ يبكى
كان يسمع بكاء قلبه قبل بكاء عينه
كان يبكى وذكريات تلف أمام عينه
شعر بشوق ووحشة لم يذق قلبه لها طعم من قبل
وحشة جديدة عليه .... ذاقها كل من ذاق طعم الغربة
انه لم يتعود على هذا الوضع
خاض هذه التجربة والفجوة تتسع في قلبه الذي تعود على الرقة والحنان
ولكنة كان يسدها بتقربه من خالق هذا القلب حتى يعوض ما فقده
ولكن الجو والعيشة كانت موجعة حتى لو كانت متوفر فيها كل متاع الدنيا
لأنه ينقصها أعظم واهم متعة وهى
حب أحبابه
ولكن مع الأيام تعود رغم الألم والحزن والوحشة
ورغم الذكريات التي تنهال علية أكثر من الأول
كان يظن في البداية انه كلما توغل في أيام الغربة ستذهب هذه الذكريات أو تقل ولكن كلما كثرت أيام الغربة
كانت تكثر الذكريات
ويكثر الألم
وتكثر الوحشة
فكان ينهض من فراشة وينظر إلى الغرفة التي يجلس فيها فيتذكر غرفته في بلاده فيبتسم ابتسامة حزينة تعلو شفتيه
وهو يتذكر امة وهى تدخل عليه بكوب من حليب الشوكولا
ويتذكرها وهى تنده عليه ليأخذ منها عشاءه
فتتسع ابتسامته ويتسع الحزن في قلبه
وهو يتلهف إلى أن يعود إلى هذه الأيام
متصور انه يمكنه أن يعيد كل شيء كما يريد
وعندما وصل إلى ارض أحبابه
أصبح متلهف لأن يراهم
وأصبح متلهف إلى حضن أمه
الذي بدأ يتلاشى من قلبه فيريد أن يسترجعه مرة ثانية
وعندما بدأت الأيام تمر علية في بلادة شعر بأنه مشتاق إلى أيام الغربة من جديد
ماذا حدث له ؟ أين لهفته ؟
أين اشتياقه لأرض أحبابه؟
كل هذا ذهب
فيتعجب من هذا القلب
فيسأل نفسه هل العيب منه أم من قلبه ؟
أم من حوليه ؟
ولكن ينظر إلى من حوليه
فيجد حب أكثر من الأول
واشتياق أكثر مما تصور
فأين العيب اذا؟
العيب في قلبه هو؟
لأنه غير مستقر
هذه هي جميع القلوب..لا تستقر على شيء دائما
إلا شيء واحد هي الفطرة التي خلقت من اجله
هي فطرة حب الله
فهذه هي حياة الإنسان بقلبه الغريب
وبفجواته التي تتسع وتضيق
والحب الذي يأتي ويذهب
والشوق والألم والوحشة والفرح والسعادة
كل ذلك يموج في هذا القلب
هذه هي الحياة التي يتصورها البعض ولا يدركون ما هم مقبلون عليه
هذه هي الغربة التي لا يعرفها إلا من ذاقها
هذه هي الغربة التي يحلم بها كل قلب مشتاق إلى البعد
هذه هي الغربة التي نستمد منها الألم قبل المنفعة
هذه هي الغربة التي نخوض فيها دون أن ندرك مخاطرها
هذه هي الغربة التي تصنع الفجوات في القلوب
... هذه هي الغربة التي تعجز الرقع عن سد فجوات القلب
هذه هي الغربة التي تحير القلوب المشتاقة
هذه بالتأكيد هي
غربة القلب
ارجوا من زملائي بعد القرائة الكل يعطي رأيه هل الحب موجود
ام نحن نعيش في وهم الحب ؟؟؟؟؟؟؟