[font="]1- الترقية[/font]
[font="]بعد عودة خير الدين من غزوته في جزر هايار ، وجد دعوة السلطان العثماني تنتظره للمثول أمامه في الباب العالي ، ولكن قبل ذلك كان قد أتى بحسن آغا من جزيرة سردينية ، وكان مضمون دعوة السلطان أن أوكله مهمة قيادة الأساطيل العثمانية كلها ، وبذلك قلده مهام أمير البحر أي قبطان باشا ، مع احتفاظه برئاسة الجزائر ، وتعود أسباب هذا التقليد إلى اشتداد الحرب بين الإمبراطورية العثمانية و أوربا خاصة دولة البندقية في إيطاليا و إسبانيا .[/font]
[font="]وكان حقاً خير الدين يستحق هذا اللقب ، فقد كافأه السلطان جزاءا له على انتصاراته العديدة ، حف الرجل بالرحيل ليستلم مقاليد هذه الرئاسة التي كان فاتح ولاتها ، فلم يلقب أحد قبله بها.[/font]
[font="]دخل بربروس اسطنبول على رأس جيش عظيم ، ولما سمع الوزير الأعظم بمدينة حلب بقدوم هذا الأخير ، وقد سمع عن انتصاراته العظيمة ، وسمع بشخصيته التي أرهبت العدو ، بعث رسالة إلى سليم الأول يطلب منه أن يبعث بخير الدين عنده ليتبرك لرؤيته ، فأرسل خير الدين خادما إلى خير الدين يقول له : « إن خادمنا بحلب سأل منك الاجتماع بك هناك ، فهل لك غرض في هذا أم لا » ، فأجابه خير الدين قائلا : « حيثما بعثني سيدي السلطان أتوجه لأني عبد من عبيده » .[/font]
[font="]جهز السلطان لسفر خير الدين وكل ما يحتاجه من سلاح و رجال لخدمته وحراسته ، واستقبل بعدها في حلب استقبالا حارا ، وله منح منصب وزير من وزراء السلطان ، والبس خلعة الوزراء من طرف الديوان ، وركب على متن جواد بسرج مرصع بالياقوت و الذهب الخالص ، وبعد مدة استأذن بالرجوع إلى اسطنبول حيث استقبله السلطان سليم الأول ، ومسح على رأسه وجعل في عمامته سرهوجا من الذهب ، وأهم عمل قام به خير الدين أن سار على رأس جيش قوامه أربعة وثمانون سفينة واستولى به على قلعة من قلاع الروم وهي " أرتيلية " وعاث فيها خرابا و حرقا .[/font]
[font="]2- التهديدات الإسبانية ورد خير الدين[/font]
[font="]كان رد هزيمة النصارى في المغرب الأوسط ، ونعني بها مدينة شرشال أن احتلوا هنين وانتزعوها من مملكة تلمسان التي كان على رأسها الملك الذي كان ميالا إلى الأتراك ، وقد جهز الإسبان لهذه الحملة سفينة محملة بمؤونة شهرين وانظم إليها مائتان وخمسين جندي من حامية وهران ، اتجهت القوة العسكرية إلى هنين بقيادة ألفاروا دي بارزان.[/font]
[font="]وقد زاد أسقف طليطلة من قيمة هنين حتى كبرت في نظر شارلكان و قالوا : « إن لمدينة هنين ومرساها أهمية بالغة ، فهي بادة محصنة ذات أصوار عالية منيعة ولها قلعة عظيمة ، ولا تبعد عن تلمسان إلا بـ اثنا عشر كلمترا ، وامتلاكها يساعدنا على إبقاء ملك تلمسان تحت أيدينا » ، لكن رغم دخول النصارى مرسى هنين ، إلا أنهم لم يستطيعوا التوغل صوب الداخل و اضطروا لإخلاء المدينة سنة 1534 م ، بعد تخريبها ولإفساد معالمها ، وظنوا أن غياب خير الدين عن الجزائر سوف يسهل عليهم احتلال أي موقع من البلاد .[/font]
[font="]لقد دام بقاؤهم في المدينة لمدة أربع سنوات برفقة سبعة وعشرين قطعة مدفعية ، حامية مقدرة بسبع مائة رجل وظلت تلمسان تحت الصراع الذي سوف يلحق ذكره لمدة من الزمن بين الإخوة الأعداء .[/font]
[font="]ولما استوثق حكم خير الدين رجع إلى الجزائر وعزم على رد الاعتبار لشارلكان ، وأهم ما قام به في طريقه فقد حرر تونس وقام بتحرير عنابة وإخراج منها المركيس مندفار عامل شارل ، وكان بها من الجند حوالي ست مائة وخرجوا منها مدحورين ، وأخذ خير الدين بتأسيس مدينة البليدة قرب عاصمة سهل متيجة قزرونة ، وكان ذلك بإعانة من أهلها ومساعدات الجالية الأندلسية المهاجرة إليها ، وكان أول ما وضعه بها خير الدين هو أن أسس بها مسجدا جامعا عام 1535م ، وحماما وفرنا ، وبنى الناس حول ذلك مساكنهم ودورهم الجميلة التي تمتاز بطابعها الأندلسي ، العريق ذو الأبعاد الإسلامية ، وأنشأوا حولها المزارع و البساتين .[/font]
[font="]ونشير أن ملك تلمسان عيد الله كان دائما مع الترك الأمر الذي سهل على الإسبان التحالف مع أخيه أبي محمد وجده ، وكان قد قطع الضريبة عن النصارى ، الأمر الذي شجع على شن حملة عسكرية انتهت بمعاهدة سبق ذكرها .[/font]
[font="] [/font]
[font="]عاد خير الدين إلى البلاد واستقر أول الأمر بمدينة قسنطينة ، ومن هناك بدأ يستعد لاستئناف الجهاد ضد الإسبان ، وكان لزاما عليه و هو الرجل الذي أسندت له مهمة قبطان باشا للأسطول العثماني أن يشعر شارلكان بوجوده ، وأن يرد له ضربة تونس بضربة مثلها .[/font]
[font="]لقد عاد الرجل إلى الجزائر بعد سنوات مرار قضاها في تونس ، وفرح الجزائريون بعودته في مختلف المناطق ، ففرض نفوذه على بعض المناطق الساحلية ، لم يعد خير الدين من تونس إلى الجزائر مباشرة فقد قصد بعض الجزر الإسبانية التي هاجمها ومن بينها البليار، وكان خروج الحفصيين من لواء آل عثمان صدمة قوية للدولة عامة ولشمال إفريقيا خاصة ، خاصة بعد قبول الحسن الحفصي دخوله تحت حماية الإسبان .[/font]
[font="]إن أهم ما قام به بربروس هو أن أغار على جزيرتي ميورقة ومدينة ماهون، فاحتلهما واستولى على من فيها من خيرات وأموال دون سفكه الدماء وهذا تعبير منه على أخلاق المسلمين ، وأسر ما يزيد عن ستة آلاف شخص وقسم الغنائم بين المجاهدين ، وسلم الخمس منها لبيت المال ، ووصلت أنباء هذه الحملة إلى أصقاع أوربا لا سيما روما التي اعتقدت أن خير الدين قد انتهى ، ولكن الرجل خسر معركة ولم يخسر الحرب ، وهكذا علم شارلكان و العالم شرقا وغربا أن هذا الصراع بين الصليبية والإسلام لم تنطفئ ناره بعد .[/font]
[font="]من ناحية أخرى دخلت الدولة العثمانية في تحالف رسمي مع فرنسا عام 1535م ، ويعتبر ذلك هو رد الفعل على الهجوم المضاد الذي قام به النصارى فيما قبل على تونس ، وبدا كأن الإمبراطورية الرومانية قد طوقت من قبل خصومها الفرنسيين و العثمانيين ، مما أدى إلى استئناف الحرب بينهم من جديد ، كما صارت أهداف إسبانيا وحليفتها البرتغال تسعيان إلى هدف واحد وهو احتلال أكبر مساحة ممكنة في بلاد المغرب ، بالإضافة إلى تخوفهم من تقدم آل عثمان داخل شبه الجزيرة الإبيـبيرية .[/font]
[font="]بعد عودة خير الدين من غزوته في جزر هايار ، وجد دعوة السلطان العثماني تنتظره للمثول أمامه في الباب العالي ، ولكن قبل ذلك كان قد أتى بحسن آغا من جزيرة سردينية ، وكان مضمون دعوة السلطان أن أوكله مهمة قيادة الأساطيل العثمانية كلها ، وبذلك قلده مهام أمير البحر أي قبطان باشا ، مع احتفاظه برئاسة الجزائر ، وتعود أسباب هذا التقليد إلى اشتداد الحرب بين الإمبراطورية العثمانية و أوربا خاصة دولة البندقية في إيطاليا و إسبانيا .[/font]
[font="]وكان حقاً خير الدين يستحق هذا اللقب ، فقد كافأه السلطان جزاءا له على انتصاراته العديدة ، حف الرجل بالرحيل ليستلم مقاليد هذه الرئاسة التي كان فاتح ولاتها ، فلم يلقب أحد قبله بها.[/font]
[font="]دخل بربروس اسطنبول على رأس جيش عظيم ، ولما سمع الوزير الأعظم بمدينة حلب بقدوم هذا الأخير ، وقد سمع عن انتصاراته العظيمة ، وسمع بشخصيته التي أرهبت العدو ، بعث رسالة إلى سليم الأول يطلب منه أن يبعث بخير الدين عنده ليتبرك لرؤيته ، فأرسل خير الدين خادما إلى خير الدين يقول له : « إن خادمنا بحلب سأل منك الاجتماع بك هناك ، فهل لك غرض في هذا أم لا » ، فأجابه خير الدين قائلا : « حيثما بعثني سيدي السلطان أتوجه لأني عبد من عبيده » .[/font]
[font="]جهز السلطان لسفر خير الدين وكل ما يحتاجه من سلاح و رجال لخدمته وحراسته ، واستقبل بعدها في حلب استقبالا حارا ، وله منح منصب وزير من وزراء السلطان ، والبس خلعة الوزراء من طرف الديوان ، وركب على متن جواد بسرج مرصع بالياقوت و الذهب الخالص ، وبعد مدة استأذن بالرجوع إلى اسطنبول حيث استقبله السلطان سليم الأول ، ومسح على رأسه وجعل في عمامته سرهوجا من الذهب ، وأهم عمل قام به خير الدين أن سار على رأس جيش قوامه أربعة وثمانون سفينة واستولى به على قلعة من قلاع الروم وهي " أرتيلية " وعاث فيها خرابا و حرقا .[/font]
[font="]2- التهديدات الإسبانية ورد خير الدين[/font]
[font="]كان رد هزيمة النصارى في المغرب الأوسط ، ونعني بها مدينة شرشال أن احتلوا هنين وانتزعوها من مملكة تلمسان التي كان على رأسها الملك الذي كان ميالا إلى الأتراك ، وقد جهز الإسبان لهذه الحملة سفينة محملة بمؤونة شهرين وانظم إليها مائتان وخمسين جندي من حامية وهران ، اتجهت القوة العسكرية إلى هنين بقيادة ألفاروا دي بارزان.[/font]
[font="]وقد زاد أسقف طليطلة من قيمة هنين حتى كبرت في نظر شارلكان و قالوا : « إن لمدينة هنين ومرساها أهمية بالغة ، فهي بادة محصنة ذات أصوار عالية منيعة ولها قلعة عظيمة ، ولا تبعد عن تلمسان إلا بـ اثنا عشر كلمترا ، وامتلاكها يساعدنا على إبقاء ملك تلمسان تحت أيدينا » ، لكن رغم دخول النصارى مرسى هنين ، إلا أنهم لم يستطيعوا التوغل صوب الداخل و اضطروا لإخلاء المدينة سنة 1534 م ، بعد تخريبها ولإفساد معالمها ، وظنوا أن غياب خير الدين عن الجزائر سوف يسهل عليهم احتلال أي موقع من البلاد .[/font]
[font="]لقد دام بقاؤهم في المدينة لمدة أربع سنوات برفقة سبعة وعشرين قطعة مدفعية ، حامية مقدرة بسبع مائة رجل وظلت تلمسان تحت الصراع الذي سوف يلحق ذكره لمدة من الزمن بين الإخوة الأعداء .[/font]
[font="]ولما استوثق حكم خير الدين رجع إلى الجزائر وعزم على رد الاعتبار لشارلكان ، وأهم ما قام به في طريقه فقد حرر تونس وقام بتحرير عنابة وإخراج منها المركيس مندفار عامل شارل ، وكان بها من الجند حوالي ست مائة وخرجوا منها مدحورين ، وأخذ خير الدين بتأسيس مدينة البليدة قرب عاصمة سهل متيجة قزرونة ، وكان ذلك بإعانة من أهلها ومساعدات الجالية الأندلسية المهاجرة إليها ، وكان أول ما وضعه بها خير الدين هو أن أسس بها مسجدا جامعا عام 1535م ، وحماما وفرنا ، وبنى الناس حول ذلك مساكنهم ودورهم الجميلة التي تمتاز بطابعها الأندلسي ، العريق ذو الأبعاد الإسلامية ، وأنشأوا حولها المزارع و البساتين .[/font]
[font="]ونشير أن ملك تلمسان عيد الله كان دائما مع الترك الأمر الذي سهل على الإسبان التحالف مع أخيه أبي محمد وجده ، وكان قد قطع الضريبة عن النصارى ، الأمر الذي شجع على شن حملة عسكرية انتهت بمعاهدة سبق ذكرها .[/font]
[font="] [/font]
[font="]عاد خير الدين إلى البلاد واستقر أول الأمر بمدينة قسنطينة ، ومن هناك بدأ يستعد لاستئناف الجهاد ضد الإسبان ، وكان لزاما عليه و هو الرجل الذي أسندت له مهمة قبطان باشا للأسطول العثماني أن يشعر شارلكان بوجوده ، وأن يرد له ضربة تونس بضربة مثلها .[/font]
[font="]لقد عاد الرجل إلى الجزائر بعد سنوات مرار قضاها في تونس ، وفرح الجزائريون بعودته في مختلف المناطق ، ففرض نفوذه على بعض المناطق الساحلية ، لم يعد خير الدين من تونس إلى الجزائر مباشرة فقد قصد بعض الجزر الإسبانية التي هاجمها ومن بينها البليار، وكان خروج الحفصيين من لواء آل عثمان صدمة قوية للدولة عامة ولشمال إفريقيا خاصة ، خاصة بعد قبول الحسن الحفصي دخوله تحت حماية الإسبان .[/font]
[font="]إن أهم ما قام به بربروس هو أن أغار على جزيرتي ميورقة ومدينة ماهون، فاحتلهما واستولى على من فيها من خيرات وأموال دون سفكه الدماء وهذا تعبير منه على أخلاق المسلمين ، وأسر ما يزيد عن ستة آلاف شخص وقسم الغنائم بين المجاهدين ، وسلم الخمس منها لبيت المال ، ووصلت أنباء هذه الحملة إلى أصقاع أوربا لا سيما روما التي اعتقدت أن خير الدين قد انتهى ، ولكن الرجل خسر معركة ولم يخسر الحرب ، وهكذا علم شارلكان و العالم شرقا وغربا أن هذا الصراع بين الصليبية والإسلام لم تنطفئ ناره بعد .[/font]
[font="]من ناحية أخرى دخلت الدولة العثمانية في تحالف رسمي مع فرنسا عام 1535م ، ويعتبر ذلك هو رد الفعل على الهجوم المضاد الذي قام به النصارى فيما قبل على تونس ، وبدا كأن الإمبراطورية الرومانية قد طوقت من قبل خصومها الفرنسيين و العثمانيين ، مما أدى إلى استئناف الحرب بينهم من جديد ، كما صارت أهداف إسبانيا وحليفتها البرتغال تسعيان إلى هدف واحد وهو احتلال أكبر مساحة ممكنة في بلاد المغرب ، بالإضافة إلى تخوفهم من تقدم آل عثمان داخل شبه الجزيرة الإبيـبيرية .[/font]