الأسرار الخفية لـ''أمازون'' الجزائر..... الحظيرة الوطنية للشريعة بالبليدة
تمتد الحظيرة الوطنية للشريعة على مسافة تصل إلى 27 ألف هكتارا، تتوزع على ثلاث ولايات هي البليدة، المدية وعين الدلفى، على أن القسم الأكبر من هذه المساحة تقع داخل حدود ولاية البليدة، وتقع في دائرة استقطابها كتلة بشرية تتجاوز سبعة ملايين نسمة، أي ما يزيد على 20 بالمائة من التعداد العام لسكان الجزائر· وعندما نتحدث عن حظيرة الشريعة، فإننا لا نتحدث عن بلدية الشريعة الصغيرة ذات الخمسمائة نسمة المعلقة في أعالي مدينة البليدة، وإنما نتحدث عن ثروات غابية وحيوانية ومائية هائلة تتوزع على قمم وسفوح سلسلة الأطلس البليدي من حمام ملوان شرقا إلى الحدود الشرقية لولاية عين الدفلى ومن الحدود الجنوبية لمدينة البليدة إلى مداخل مدينة المدية، وهو امتداد هائل ومتنوع من الناحية الجيولوجية والبيولوجية والإيكولوجية·
يقول السيد طواهرية، مدير الحظيرة أنه يمكن تمييز ثلاثة أقطاب رئيسية في حظيرة الشريعة، وهي قطب حمام ملوان وقطب الشريعة وقطب تمزفيدة· ولكل قطب من هذه الأقطاب ما يميّزه عن غيره من حيث نمط المعيشة و التضاريس والثروات النباتية والحيوانية، فحمام ملوان هو قطب سياحي يجذب إليه كثيرا من السياح على مدار فصول السنة بفضل تواجد محطة المياه المعدنية هناك وتوفر بعض المنتجات الزراعية من فواكه وخضر طبيعية وعسل وأجبان تشتهيها أنفس السياح، وهو ما يخلق ديناميكية اقتصادية مهمة تلعب دورا في تنمية المنطقة وتشجع السكان المحليين على البقاء في مناطقهم والمحافظة على الطابع الريفي التقليدي لأنشطتهم· أما قطب الشريعة فهو منطقة شبه رطبة تتوفر على غطاء نباتي هام وتمثّل نقطة جذب للطيور المهاجرة من أمريكا وأوروبا ومناطق أخرى، وتعيش بها أصناف حيوانية مختلفة، وهي نقطة استقطاب سياحي في الصيف كما في الشتاء، ويساعد ارتفاعها على توفير الهواء النقي الذي يسعى من أجله المصابون بالأمراض التنفسية· ودرجة الحرارة هناك تنخفض بنحو ست درجات عن تلك السائدة في مدينة البليدة صيفا، كما أن هذا الارتفاع يمنع صعود الرياح الساخنة إليها ويبقيها في درجة حرارة منعشة· وإذا كانت هذه المنطقة هبة من هبات الله للإنسان، فإنه أولى لهذا الإنسان أن يخصها بالحماية والرعاية، ذلك أن السلوكات التي تصدر عن بعض السياح غير لائقة ومضرة بمستقبل هذه الحظيرة، حيث يعمد البعض إلى إتلاف الكراسي والطاولات التي نصبها أعوان الحظيرة لراحة الناس، ومنهم من يسرق بعض هذه المعدات، ناهيك عن رمي الفضلات في الأرض على الرغم من وجود أماكن مخصصة لذلك، وهو ما دعا القائمين على شؤون الحظيرة إلى مناشدة المواطنين بأهمية المساعدة للحفاظ على هذه الثروة التي وهبها الخالق لهؤلاء الناس· وإلى الجهة الغربية يقع القطب الثالث وهو منطقة تمزفيدة، التي تشتهر بارتفاعاتها وثلوجها شتاء وبحيرتها المعتبرة التي تصل مساحتها إلى ثمانية هكتارات، بالإضافة إلى قطب جديد تنوي الحظيرة الوطنية للشريعة إنشاءه، حسب السيد طواهرية، وهو منطقة عين الرمانة، ذات المناظر الطبيعية الساحرة الممتدة على مرمى البصر والتي تختلف عن ما يشاهده الزائر في حمام ملوان أو الشريعة· وفيما يخص الإمكانات المختلفة التي تتوفر عليها الحظيرة الوطنية للشريعة، فإنها تمثل عيّنة صغيرة لكل الأنواع البيولوجية الموجودة في الأطلس البليدي، فما تم إحصاءه من قبل مصالح الحظيرة يشير إلى وجود 1358 نوع حي نباتي وحيواني، وهذا يمثل نسبة عالية من مجموع ما تضمه الحظائر الوطنية الأخرى، ومن بين هذه الأنواع يوجد 722 نوع نباتي و 564 نوع حيواني· ومن بين الأنواع النباتية· هناك 15 نوعا مصنّفا في قائمة النباتات المحمية كالأرز الأطلسي والطقسوس والغبيراء و8 أنواع نباتية تزيينية من السحلبيات وهناك أنواع ذات تصنيف جهوي أو وطني· تتوزع هذه الأنواع النباتية على 88 عائلة، وهي تمثل 23 بالمائة من إجمالي الثروة النباتية الوطنية، بعض الأنواع الأصلية المحلية وجدت مع التكوينات الجيولوجية والمناخية الأولى، والبعض الآخر وافد انتقل إلى الحظيرة عبر طرق مختلفة مثل الصنوبر الأسود والصنوبر الكناري والكاليبتوس، كما تعتبر منطقة بني علي منطقة مشجرة، أي منتجة للأشجار· أما الأنواع الحيوانية الموجودة بحظيرة الشريعة، فتمثل 20 بالمائة من مجموع الثروة الحيوانية في الجزائر وتتوزع على ست عائلات أكبرها الحشرات التي تضم 375 نوع، ثم الطيور التي تضم 121 نوع، ثم الثدييات بـ25 نوعا، ثم الزواحف بـ9 أنواع، ثم البرمائيات بـ8 أنواع و الأسماك بـ 5 أنواع· وتعيش هذه الحيوانات في عموم الحظيرة ومن أشهرها القرد المغاربي وطيور الباز التي يوجد منها 50 نوعا محميا واللقلق والصغرة والحسون و غيرها· وتعتبر جبال الشريعة التي يمتد ارتفاعها إلى 1600 متر خزان ماء دائم للسكان الذين يعيشون في محيطها بفضل تساقط الأمطار، التي يصل معدلها إلى 1400 مم سنويا وتراكم الثلوج على قممها ثم ذوبانها في الوديان أو المياه الجوفية· ومن خصوصيات حظيرة الشريعة أنها تقع داخل مناطق مأهولة بالسكان يمارسون أنشطة مختلفة وهو ما يمثل رهانا حقيقيا في حمايتها· ومن أجل ذلك أوجدت برامج خاصة بهؤلاء السكان بتمويل من الدولة تشجعهم على الأنشطة التي لا تؤثر على الناحية الايكولوجية وتجعلهم شركاء في عملية الحماية· وتساهم الجامعة الجزائرية حاليا بقسط وإن كان متواضعا في اكتشاف أسرار الحظيرة بتشجيع من مديريتها، حيث يتوافد الطلبة والباحثون عليها من مختلف جامعات الوطن لإجراء أبحاث حول بعض الأصناف التي تقل الدراسات حولها، على أن الحظيرة لا تزال تنام على أسرار كبيرة تختبئ في المنطقة الجنوبية من الشريعة، وهي المنطقة العذراء التي لم تستطع يد الإنسان والباحث أن تصل إليها إلى اليوم، حيث يجهل ما بها من أنواع نباتية وحيوانية·
تمتد الحظيرة الوطنية للشريعة على مسافة تصل إلى 27 ألف هكتارا، تتوزع على ثلاث ولايات هي البليدة، المدية وعين الدلفى، على أن القسم الأكبر من هذه المساحة تقع داخل حدود ولاية البليدة، وتقع في دائرة استقطابها كتلة بشرية تتجاوز سبعة ملايين نسمة، أي ما يزيد على 20 بالمائة من التعداد العام لسكان الجزائر· وعندما نتحدث عن حظيرة الشريعة، فإننا لا نتحدث عن بلدية الشريعة الصغيرة ذات الخمسمائة نسمة المعلقة في أعالي مدينة البليدة، وإنما نتحدث عن ثروات غابية وحيوانية ومائية هائلة تتوزع على قمم وسفوح سلسلة الأطلس البليدي من حمام ملوان شرقا إلى الحدود الشرقية لولاية عين الدفلى ومن الحدود الجنوبية لمدينة البليدة إلى مداخل مدينة المدية، وهو امتداد هائل ومتنوع من الناحية الجيولوجية والبيولوجية والإيكولوجية·
يقول السيد طواهرية، مدير الحظيرة أنه يمكن تمييز ثلاثة أقطاب رئيسية في حظيرة الشريعة، وهي قطب حمام ملوان وقطب الشريعة وقطب تمزفيدة· ولكل قطب من هذه الأقطاب ما يميّزه عن غيره من حيث نمط المعيشة و التضاريس والثروات النباتية والحيوانية، فحمام ملوان هو قطب سياحي يجذب إليه كثيرا من السياح على مدار فصول السنة بفضل تواجد محطة المياه المعدنية هناك وتوفر بعض المنتجات الزراعية من فواكه وخضر طبيعية وعسل وأجبان تشتهيها أنفس السياح، وهو ما يخلق ديناميكية اقتصادية مهمة تلعب دورا في تنمية المنطقة وتشجع السكان المحليين على البقاء في مناطقهم والمحافظة على الطابع الريفي التقليدي لأنشطتهم· أما قطب الشريعة فهو منطقة شبه رطبة تتوفر على غطاء نباتي هام وتمثّل نقطة جذب للطيور المهاجرة من أمريكا وأوروبا ومناطق أخرى، وتعيش بها أصناف حيوانية مختلفة، وهي نقطة استقطاب سياحي في الصيف كما في الشتاء، ويساعد ارتفاعها على توفير الهواء النقي الذي يسعى من أجله المصابون بالأمراض التنفسية· ودرجة الحرارة هناك تنخفض بنحو ست درجات عن تلك السائدة في مدينة البليدة صيفا، كما أن هذا الارتفاع يمنع صعود الرياح الساخنة إليها ويبقيها في درجة حرارة منعشة· وإذا كانت هذه المنطقة هبة من هبات الله للإنسان، فإنه أولى لهذا الإنسان أن يخصها بالحماية والرعاية، ذلك أن السلوكات التي تصدر عن بعض السياح غير لائقة ومضرة بمستقبل هذه الحظيرة، حيث يعمد البعض إلى إتلاف الكراسي والطاولات التي نصبها أعوان الحظيرة لراحة الناس، ومنهم من يسرق بعض هذه المعدات، ناهيك عن رمي الفضلات في الأرض على الرغم من وجود أماكن مخصصة لذلك، وهو ما دعا القائمين على شؤون الحظيرة إلى مناشدة المواطنين بأهمية المساعدة للحفاظ على هذه الثروة التي وهبها الخالق لهؤلاء الناس· وإلى الجهة الغربية يقع القطب الثالث وهو منطقة تمزفيدة، التي تشتهر بارتفاعاتها وثلوجها شتاء وبحيرتها المعتبرة التي تصل مساحتها إلى ثمانية هكتارات، بالإضافة إلى قطب جديد تنوي الحظيرة الوطنية للشريعة إنشاءه، حسب السيد طواهرية، وهو منطقة عين الرمانة، ذات المناظر الطبيعية الساحرة الممتدة على مرمى البصر والتي تختلف عن ما يشاهده الزائر في حمام ملوان أو الشريعة· وفيما يخص الإمكانات المختلفة التي تتوفر عليها الحظيرة الوطنية للشريعة، فإنها تمثل عيّنة صغيرة لكل الأنواع البيولوجية الموجودة في الأطلس البليدي، فما تم إحصاءه من قبل مصالح الحظيرة يشير إلى وجود 1358 نوع حي نباتي وحيواني، وهذا يمثل نسبة عالية من مجموع ما تضمه الحظائر الوطنية الأخرى، ومن بين هذه الأنواع يوجد 722 نوع نباتي و 564 نوع حيواني· ومن بين الأنواع النباتية· هناك 15 نوعا مصنّفا في قائمة النباتات المحمية كالأرز الأطلسي والطقسوس والغبيراء و8 أنواع نباتية تزيينية من السحلبيات وهناك أنواع ذات تصنيف جهوي أو وطني· تتوزع هذه الأنواع النباتية على 88 عائلة، وهي تمثل 23 بالمائة من إجمالي الثروة النباتية الوطنية، بعض الأنواع الأصلية المحلية وجدت مع التكوينات الجيولوجية والمناخية الأولى، والبعض الآخر وافد انتقل إلى الحظيرة عبر طرق مختلفة مثل الصنوبر الأسود والصنوبر الكناري والكاليبتوس، كما تعتبر منطقة بني علي منطقة مشجرة، أي منتجة للأشجار· أما الأنواع الحيوانية الموجودة بحظيرة الشريعة، فتمثل 20 بالمائة من مجموع الثروة الحيوانية في الجزائر وتتوزع على ست عائلات أكبرها الحشرات التي تضم 375 نوع، ثم الطيور التي تضم 121 نوع، ثم الثدييات بـ25 نوعا، ثم الزواحف بـ9 أنواع، ثم البرمائيات بـ8 أنواع و الأسماك بـ 5 أنواع· وتعيش هذه الحيوانات في عموم الحظيرة ومن أشهرها القرد المغاربي وطيور الباز التي يوجد منها 50 نوعا محميا واللقلق والصغرة والحسون و غيرها· وتعتبر جبال الشريعة التي يمتد ارتفاعها إلى 1600 متر خزان ماء دائم للسكان الذين يعيشون في محيطها بفضل تساقط الأمطار، التي يصل معدلها إلى 1400 مم سنويا وتراكم الثلوج على قممها ثم ذوبانها في الوديان أو المياه الجوفية· ومن خصوصيات حظيرة الشريعة أنها تقع داخل مناطق مأهولة بالسكان يمارسون أنشطة مختلفة وهو ما يمثل رهانا حقيقيا في حمايتها· ومن أجل ذلك أوجدت برامج خاصة بهؤلاء السكان بتمويل من الدولة تشجعهم على الأنشطة التي لا تؤثر على الناحية الايكولوجية وتجعلهم شركاء في عملية الحماية· وتساهم الجامعة الجزائرية حاليا بقسط وإن كان متواضعا في اكتشاف أسرار الحظيرة بتشجيع من مديريتها، حيث يتوافد الطلبة والباحثون عليها من مختلف جامعات الوطن لإجراء أبحاث حول بعض الأصناف التي تقل الدراسات حولها، على أن الحظيرة لا تزال تنام على أسرار كبيرة تختبئ في المنطقة الجنوبية من الشريعة، وهي المنطقة العذراء التي لم تستطع يد الإنسان والباحث أن تصل إليها إلى اليوم، حيث يجهل ما بها من أنواع نباتية وحيوانية·