محامي صدام يكشف خفايا
فشل مخططا لخطف صدام ونقله حيا الى ايران
القاهرة - فراس برس -
كشف رئيس هيئة الدفاع عن صدام المحامي خليل الدليمي عن مخطط لاختطاف الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد أن سلمته القوات الامريكية الي حكومة المالكي ونقله الي ايران.
وقال الدليمي في أول مقابلة صحافيه مطولة له بعد تنفيذ عملية اعدام الرئيس الراحل صدام حسين كانت النية مبيتة لاختطافه والذهاب به حيا الي إيران، لكن القوات الأمريكية تنبهت بعد ان لاحظت احاطة المبني ببعض الاشخاص .
هل تم بالفعل حل هيئة الدفاع؟
لم يتم حل الهيئة وانما تم حل فريق الدفاع وهناك فرق بينهما، فهيئة الدفاع تضم اكثر من 1750 محاميا من العراق تم تأسيسها داخل العراق بعلم صدام حسين وتم اختياري رئيسا لها.
ولا أملك أنا ولا اي من زملائي حلها وستبقي تعمل في ذات الجهد والعطاء الذي قامت به مع الرئيس في الدفاع عن اكثر من 55 معتقلا عراقيا
في السجون الامريكية في العراق وهم بحاجة الي عمل متواصل ليتم فضح عمل المحكمة والمخالفات التي ترتكبها لابسط معايير حقوق الانسان والمحاكمة العادلة.
أنت تتحدث عن الصفات الرمزية والاعتبارية والتاريخية للوكالات ولا تتحدث عنها بصفاتها القانونية اليوم؟
بالتأكيد، سنعتز بها وسيعتز بها من بعدنا اولادنا وأحفادنا، وكل العشائر والجنسيات التي ننتمي لها.
بالنسبة الي المعتقلين الاخرين فان قضية طه ياسين رمضان تصبح اليوم في المقدمة فالي اين تذهب هذه القضية؟
كما تعلم ويعلم الجميع فاننا واثناء عملنا في قضية الاعتقالات وعلي رأسهم صدام فقد كانت لنا اهداف اساسية وعلي رأسها محاولة جر هذه المحكمة غير الشرعية وغير الدستورية وتصحيح مسارها الا انها مصممة بصورة هزلية علي الالتزام بالجانب السياسي ولا علاقة لها بالقانون
وبهذا فقد تحول واجبنا كمحامين الي مستويين وهما بعلم صدام والاتفاق معه، اما المستوي الاول فهو فضح المحكمة من داخلها فالمحامي لا يستطيع ان يتعرض ويتعرف علي مخالفات المحكمة ومن ثم يعرف العالم من بعده ذلك الا من داخل قاعة المحكمة وقد نجحنا في ذلك.
صدام كان يعلم منذ اليوم الاول لاعتقاله ان اعداءه يتقدمون نحو اعدامه وابلغ المحامين انه لو كان هناك اشد من عقوبة الاعدام
لمارسوها علي وكان مدركا لهذه الحقيقة طوال الوقت وقد قال لنا قبيل النطق بالحكم: أرجو ان تكونوا رابطي الجأش
وارجو ان تتفهموا ان الحكم لا يمكن ان يكون اقل من الاعدام، وهذا ما اشار اليه للقاضي في احدي الجلسات عندما خاطبه بالقول:
إذا ما أردتم إعدامي فأنا رجل عسكري وأريد أن أعدم رميا بالرصاص .
ما هي المعلومات التي لديكم حول إعدام صدام حسين؟
في يوم 26 /12 اتصل بي ضابط الارتباط الامريكي وابلغني بضرورة تخويل احد المحامين لتسلم اغراض ومقتنيات الرئيس
وقد طلب مني ذلك بالهاتف وبرسالة الكترونية، وبدوري اوعزت لزملاء لي عندما كانوا في زيارة الي الرئيس بان يبلغوا الرئيس بهذا الطلب، واوعزت لاحد المحامين بان يقوم بتسلم هذه الحاجيات والمقتنيات وايصالها الي عائلته.
وطلبت ايضا من المحامين بان يزوروه في يوم 28 /12 ايضا وذلك لان الجانب الامريكي رفع عني الغطاء القانوني وقيل لي صراحة انهم لا يريدون ان اقوم بزيارة الرئيس وانهم سيوفرون لي الحماية الامنية
ولكنهم وفق تعبيرهم لن يتمكنوا من توفير الحماية القانونية لي. وهي إشارة واضحة بان حياتي في حال ذهبت الي بغداد في خطر، وتوقعت في حينها ان الامريكيين اوعزوا الي وزارة الداخلية العراقية وقاموا بترتيب شيء ما ضدي لا اعلم ما هو. ولكن الرسالة كانت واضحة!
وقد فوجئنا بسرعة التصديق علي قرار الحكم وليس في الحكم ذاته، فقد كنا نعرف ما الذي يتم ترتيبه لصدام. فاللائحة التمييزية لم تقرأ وسلمت قبل سبعة ايام من تنفيذ الحكم، وكذلك عندما اتخذوا قرار الاعدام يوم الاربعاء، ومن المعروف طبيعة اعمال يوم الخميس وخصوصا في العراق فيما اليوم التالي هو الجمعة يوم عطلة وهم في يوم السبت قاموا بتنفيذ الحكم، اي انهم حرموا هيئة الدفاع
من حق قانوني وهو طلب تصحيح قرار التمييز، حيث لم يتسن لنا تسليم اللائحة التي يشترط تسليمها باليد. عندما ابلغنا الرئيس لم يتفاجأ واوصي بوصيته المعروفة وقال بالحرف الواحد انني لم اساوم علي نفسي لأحد وثقتي بالعراقيين والشعوب العربية والاسلامية كبيرة، واعلم علم اليقين ان العراقيين سيقومون في نهاية المطاف بطرد المحتلين
وانه اذا ما استمر الامريكان في غيهم فإنهم سوف لن يتمكنوا من سحب قواتهم من العراق بكامل عدتها وعتادها كما فعلوا في فيتنام ، وفي يوم الاعدام ابلغه جنرال امريكي في المطار حيث طلب من الحراس الامريكان الانصراف
وبقي معه في غرفته وقال له انك ستعدم بعد ساعات فسأله عما يريد فتوضأ الرئيس وقرأ بعض الايات القرآنية
وبعد ان تناول الطعام اخذوه الي مكان الاعدام في الكاظمية
وسلم الي الجانب العراقي، وتم الاعتداء عليه جسديا واستفزازه من قبل المجموعة التي كانت متواجدة في المكان، وكانت النية اختطافه والذهاب به حيا الي ايران، لكن القوات الامريكية تنبهت واحبطت المحاولة قبل التنفيذ.
كيف تلقيت خبر اعدامه.. أين كنت وقتها وماذا فعلت وماذا تقول في طريقة تعاطي صدام حسين مع العملية؟
أولا أنا لم أر الرئيس قبل اعتقاله وكنت اسمع من الذين يعرفونه كم هو شجاع ومتواضع وكريم، ولكن كل الكلام الذي سمعته في هذا الموضوع لا يساوي شيئا من الحقيقة..
إنه رجل استثنائي بكل ما للكلمة من معني.
لقد كان شخصا استثنائيا عندما كان رئيسا وكان شخصا استثنائيا عندما كان معتقلا وكان شخصا استثنائيا عندما وقف امام حبل اغتياله..
وأذكر كيف أننا وطوال الوقت كنا كمحامين نستمد جرأتنا وقوتنا منه ومن كلماته.. وهو ما فعله ايضا مع رفاقه لقد شحنهم وشجعهم وخصوصا في الشدائد..
صدام حسين صعد الي حبل المشنقة وهو يقود جميع من في الغرفة..
ألم تر الابتسامة التي اظهرها قبل أقل من دقيقة من اعدامه ..
عاش بطلا واستشهد بطلا!
وأنا لم أتلق الخبر فجر اعدامه رحمه الله، وانما قبل ذلك بايام وكما قلت لك فقد طلب مني الجانب الامريكي ان اتسلم مقتنياته واغراضه الشخصية
وهو ما كلفت به احد الزملاء بعد منعي من القدوم الي بغداد وتهديدي في حال جئت.
وقد توقعت ان يتم وقف تنفيذ الاعدام عبر المؤسسات الدولية
ولكن ذلك لم يحدث..
وربما تعرف انني في ليلة وقفة العيد كنت حتي منتصف الليل في استديوهات الفضائيات التي كانت تتحدث عن توقعاتها حول ما سيجري.
واضطررت في اللحظة الاخيرة ان اناشد جميع المؤسسات العالمية والدولية
لوقف تنفيذ الاعدام، لأني كنت اخشي علي بلدي وامن المنطقة واستقرارها خاصة بعد احتلال ايران للعراق وتهديدها للامن القومي العربي والاسلامي.
وذلك علي عكس ما طلبه مني الرئيس الذي قال لي بعد النطق بحكم الاعدام انه لا يريد من محاميه التماس اي طلب من اي جهة كانت لوقف عملية تنفيذ الاعدام.
وفي تلك الليلة بقيت انا وعائلتي حتي الصباح أمام شاشات الفضائيات ..
وأول ما تأكد حدوث الاعدام تملكني الشعور بالغضب الشديد..
بصورة لم أعهدها من قبل..
واتذكر أنني قاطعت الصحافة وكان اول تصريحاتي بعد اكثر من اربعين يوما علي الاعدام وهذه المقابلة هي الاولي بعد عملية تنفيذ الإعدام.
ماذا عن مقتنيات صدام حسين؟ وما هي طبيعتها؟
جميع مقتنيات الرئيس تم تسليمها الي العائلة.
وهي عبارة عن ساعته وكتبه وبعض اشعاره وهكذا.
وماذا عن المعطف الأسود التي كان يلبسه أثناء عملية الاعدام؟
حسب علمي، فانه وبعد أن تم دفنه رحمه الله، تم تسليمه الي شيخ العشيرة الذي سلمه بدوره وكامل الملابس التي كان يرتديها الرئيس لحظة اغتياله الي عائلته.
يبدو أنها ستستغرق وقتا طويلا.. ولكن هل بدأت بها؟
حتي الآن لم أبدأ بها وهي خارج الأردن وبعضها في العراق
والبعض الاخر في مكان آخر.
وهي مذكرات ستسرد قصة صدام حسين منذ العام 1989 وحتي لحظة اغتياله .. استنادا الي ما تحدث به هو نفسه في هذا الموضوع.
حيث كنت أول شخص يلتقيه من خارج اطر سلطات الاحتلال بعد اعتقاله وبقيت له النافذة الوحيدة التي يثق بها عاما كاملا قبل ان يبدأ بلقاء باقي فريق هيئة الدفاع.
رغم قرار وتنفيذ عملية الاعدام
الا ان هيئة الدفاع نجحت في معركتها الاعلامية ولكن هناك اتهام لكم بانكم كنت تشتغلون بالسياسة ايضا في مقابل الجانب الاعلامي ..
ماذا تقول في هذا الصدد؟
منذ أول مقابلة للرئيس قال لي يا ولدي
عليك بثلاثة محاور:
المحور الاول قانوني وهو اضعف المحاور لان المحكمة سياسية والمحور الثاني اعلامي والثالث سياسي.
يعلم الجميع ان المحكمة سياسية صرفة
وهي مقصود ان تكون محكمة انتقام ولكن كان علينا بعد ان يئسنا من توجيه المحكمة الي الوجهة القانونية
ان نقوم بفضحها، وقد نجحنا والحمد الله وايدتنا كافة المنظمات القانونية والحقوقية ومنها منظمة هيومن رايتس ووتش واتحاد المحامين العرب
الذي كان له دور جيد وكان لنقابة المحامين الاردنيين وبطلها الاستاذ صالح العرموطي دور طليعي.
نحن لم نمارس السياسة بل ولم نكن راغبين بجرنا الي الجانب السياسي
ولكنا قمنا بفضح ما يجري من انتهاكات قانونية وقضائية، ولأن المحكمة سياسية ومركبة، واستنادا الي هذا الجانب ظهر وكأننا نتحدث بالسياسة.
الاتهام ليس للدفاع بتناوله الجانب السياسي
وانما للمحكمة باسرها انها بتركيبتها وادائها كانت سياسية ولا تمتّ باي صلة للجانب القانوني.
شابَ المحكمة طوال فترة عمرها إرباك وتخبط حتي استقال عدد من قضاتها او اقيلوا ومنهم القاضي رزكار أمين.
هذا القاضي وبعد ان استحال عليه اكمال الدور وبعد ان علم ان المحاكمة ذاهبة الي الاعدام وانه لو حكم بما لديه من معطيات فانه سيقوم بتبرئة صدام حسين من التهم المنسوبة اليه قدم استقالته..
وهو يعرف لو انه لو استمر في المحاكمة وحكم باعدامه كما يراد فانه سيشوه تاريخه الشخصي وهو ما رفضه.
القاضي رزكار قاض مهني ورغم بعض الاخفاقات والشدة التي تعامل بها مع المحامين، الا انه من عائلة عراقية كردية عريقة ومحترمة.
وفي لقاء سابق نشرت جريدة العرب الاردنية في29/1/2005 لقاء مع المحامي العراقي الاستاذ خليل الدليمي عضو هيئة الاسناد في الدفاع عن الرئيس الاسير المجاهد صدام حسين وجميع الاسرى العراقيين والعرب في سجون الاحتلال, سلط فيها الضوء على نقاط جديدة في مقابلته للرئيس المجاهد الاسير صدام حسين, فيما ياتي نص ما نشرته الجريدة:
لم يكن عضو هيئة الاسناد في الدفاع عن الرئيس العراقى صدام حسين ورفاقه وكافة الاسرى والمعتقلين في العراق خليل الدليمي يصدق ما يسمع، لقد ابلغته نقابة المحامين العراقيين ان المحكمة الخاصة سمحت له اخيرا لقاء الرئيس الاسير صدام حسين، ورغم خشيته من ان يكون هذا الموعد كسابقه
"مطلع كانون الاول الماضي"
الذي اجلته سلطات الاحتلال في ربع الساعة الاخيرة له دون ابداء الاسباب، ولأنه احتلال لم يكن بيد الدليمي الا الانتظار مرة اخرى واجراء المحاولة تلو الاخرى من اجل لقاء الرئيس الاسير.
فلم تفلح كافة الجهود السابقة التي قام بها الدليمي من اجل لقاء صدام حسين منذ اليوم التالي لاعتقاله.
ورغم ذلك، يقول الدليمي، انه كان يتوقع اجراء اللقاء في النهاية، فالاحتلال يريد رسم وجها ديمقراطيا وحضاريا للمحكمة.
وما ان ابلغته نقابة المحامين العراقية بموعد اللقاء حتى بدأ يعد العدة للموعد التاريخي كيف لا وهو الذي سيلتقي بالسيد الرئيس.
"العرب اليوم" التقت المحامي العراقي خليلي الدليمي الذي تعرض للتهديد ومحاولات الاغتيال من عدد من الجهات في العراق منها "فيلق بدر" وحاورته في "الاربع ساعات ونصف التاريخية" تلك التي جلس فيها مع الرئيس.
يقول الدليمي:
بعد اسبوعين من يوم اللقاء المؤجل مطلع شهر كانون الثاني هاتفني ممثل نقابة المحامين ليبلغني عن الموعد الجديد فذهبت وفي خاطري انه سيتم تأجيله كما حصل في الموعد السابق الا ان طريقة التعاطي معي منذ بداية اللقاء جعلتني اتأكد ان الامر جاد واني سالتقي بالرئيس.
* ماذا تقصد بطريقة التعاطي معي؟
- في اللقاء المؤجل الاول ولدى وصولي الى المكان المحدد لي ابلغت فورا ان على العودة لان اللقاء تم تأجيله، الا ان هذه المرة سمح لي بالدخول من حاجز عسكري كان يقف عليه جنود عراقيون لاصل بعدها الى حاجز من الجنود الامريكان.وهناك صعدت بعربة امريكية مظللة معها اربع سيارات حماية وانطلقنا.
* كم كانت الساعة حينذاك وكم استغرقت عملية الوصول الى المكان المحدد؟
- كانت الساعة حوالي التاسعة صباحا، وبعد ما يقارب من الخمسين دقيقة بسرعة لا تتجاوز 60 كم وصلنا.
* وصلت الى المعسكر الذي يعتقل فيه الرئيس؟
- لا ادري ان كان معسكرا او غير ذلك، فقد تم انزالي من العربة الى انبوب يشبه الى حد بعيد الانبوب الذي ينتقل فيه ركاب الطائرة الى قاعة المطار.
حيث ادخلت في صالة كبيرة كان يوجد فيها عدد من الجنود الامريكان وهناك اتفقنا على جملة اجراءات منها ان مدة اللقاء أربع ساعات ونصف، ومنها ايضا الجانب البروتوكولي، حيث رفضت المطلب الامريكي ان اسلم عليه يدا بيد فقط، وقلت لهم ان هذا رئيس العراق وعلى ان اؤدي له السلام
وفق ما تقتضيه الشروط البروتوكولية.فانا قبل ان اكون محاميا للرئيس انا اولا مواطن عراقي سيلتقي برئيس البلاد.اما الوضعية التي فيها صدام حسين الان فهذا الامر لا يعني انه تم افقاده صفته كرئيس شرعي للبلاد.
اما الجانب الاخر من المناقشة التي دارت بيني وبينهم فهي الجانب الامني بمعنى اشترطوا علي بقاء جندي امريكي معنا طوال الوقت حيث يتم تغييره كل نصف ساعة حيث منعت من اعطاء الرئيس اي شيء بيدي بل اعطيه للجندي الذي يقوم هو بدوره باعطائه للرئيس، كما اكدوا على انهم لن يقوموا بالدخول علينا كجماعة
فقلت لهم اني لا اعترض على هذا المطلب، ولكن واثناء دخول الرئيس الى القاعة التي كنت اتواجد فيها دخل عدد كبير من الجنود وكنت ساعتها اجلس وراء طاولة عليها جهاز حاسوب فقمت واديت له التحية.
* قبل ذلك كيف كانت هيئة الرئيس حينها وما هي مشاعرك لدى دخوله عليك؟
- كيف تعتقد ان تكون مشاعري، لقد ارتطمت ساقي بالطاولة عدة مرات وكدت اقع وانا اخرج من خلف الطاولة مسرعا لتحيته، فابتسم لي تلك الابتسامة الجميلة.
* هل التقيته سابقا بشكل شخصي؟
- ابدا، لم اره الا على التلفاز.ولم اتشرف بلقائه مطلقا ولكن الا يكفي ان يكون رئيسي لافعل ذلك.
* عذرا اكمل..
- اديت لسيادته التحية العسكرية بالكامل، ثم ما هي الا ثانية، بل اقل، حتى هجمت عليه أعانقه، فربت على ظهري عدة مرات محاولا التخفيف عني.
* ماذا كان يرتدي؟
- سترة سوداء وقميصاً ابيض دون ربطة وبنطالا اسود، وكان يحمل معطفا اسود على يده اليمنى.كما كان شعره طويلا ولحيته كذلك.
* تقصد على الهيئة التي صورها الامريكان للعالم؟
- لا، لا ليست تماما كان شعره اقصر..
وفي الحقيقة اتينا على هذا الموضوع في اللقاء فوعدته ان أطلب من سلطات الاحتلال توفير ما يلزم له في هذا الجانب.
* ماذا عن جسمه؟
- كان افضل حالا مما ظهر عليه في جلسة المحكمة.
* في تلك اللحظة كان عدد كبير من الجنود الامريكان موجودين كما قلت ؟
- نعم، ارادوا حمايته مني كما قيل لي اثناء حواري معهم - قالها الدليمي ساخرا - ولكنهم بعد ان رأوا عناقنا خرجوا جميعا، بل ان احد الجنود علق على هذا المشهد بالقول:
ما الذي يجري هنا؟
ولم يبق بعد ذلك منهم في القاعة سوى جندي واحد.
* من بدأ الحديث منكم قبل الاخر وماذا قال؟
- بعد ان عانقته وهدأ من انفعالي قليلا، طلب مني الجلوس وجلس هو واضعا معطفه على الطاولة، وهو يقول:
لقد احضرت لك شعرا نظمته بنفسي اريد ان اسمعك اياه.
فقلت له اتشرف بذلك سيادة الرئيس وقرأ لي قصيدة كان قد كتبها في ورقة صفراء كانت معه.
* ما هي القصيدة ؟
- للأسف لم احفظ منها سوى بيت واحد من الشعر الا انني طلبت منه مرارا اعادة قراءتها لقد كانت جميلة بحق.
* لم تحفظ من القصيدة اي بيت؟
- هو بيت وحيد عرف قلته سابقا وهو (إن لم تكن رأسآ فلا تكن آخره فليس الآخر سوى الذنب).
ثم وبعد ان انتهى من القصيدة قال لي:
الان ماذا لديك؟ فقلت له: سيدي , بالنسبة لي قبل ان اكون محامياً انا مواطن عربي احمل لك تحيات الشعب العربي والعراقيين، وانا تلميذ وانت المعلم وانا جاهز لتوجيهات سيادتك.
فقال لي: بارك الله فيك ولكني اريد ان اسمع منك.
فتحدثت معه طويلا عن هيئة الدفاع عن الرئيس وتأسيسها واخبرته انني رئيس الهيئة في العراق، وان الهيئة العامة في عمان بلغ عدد اعضائها 1500 محامٍ عربي واجنبي، بالاضافة الى المحامين العراقيين الذين يبلغون 200 محامٍ.وان هناك هيئة مصغرة تضم معظم دول العالم سواء من امريكا او من فرنسا او من انجلترا او مصر ولبنان وليبيا وبالتأكيد الاردن وكافة الدول العربية.
واخبرته انضمام وزير العدل الامريكي السابق رامزي كلارك الى الهيئة ففرح اشد الفرح بذلك.
وابلغته ان الناطق الرسمي للهيئة هو الاستاذ زياد الخصاونة، فاثنى على الاستاذ زياد واطمأن على وضع الهيئة وابدى توجيهاته بان يستبدل مسمى زياد الخصاونة في الهيئة من الناطق الرسمي الى رئيس الهيئة
وتغيير اسمها من هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي صدام حسين الى هيئة الاسناد للدفاع عن الرئيس العراقى صدام حسين ورفاقه وكافة الاسرى والمعتقلين في العراق، كما اوصاني بالسلام عليه وعلى عائلته ولكل اعضاء الهيئة.
وبعد ان تطرقت في حديثي الى الجوانب القانونية وتحدثت له عن اعمال الهيئة ودفوعنا "شكلية وقانونية" والطعن في الهيئة بارك جهودنا وقال ان الجانب القانوني سيقع على عاتق الهيئة وانا عندي ثقة مطلقة بها.
* حسنا وبعد ذلك بأي المواضيع تحدثتم؟
- بعد إن اطمأن على تحركات الهيئة قال لي مباشرة "شلون الشعب الفلسطيني..شلون الانتفاضة..سلم لي على الشعب الفلسطيني؟
فاجبته انهم ما زالوا يقاومون على حالهم التي يعرفها، الا انني لم اتطرق الا وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات فيكفي الرئيس ما الم به
ولا اريد ان اطلعه على ما من شأنه ان يعكر صفوه.
الا ان الرئيس بدأ يستشهد بآيات القران الكريم في الجهاد والمصابرة.
وقلت له من جهتي ان الشعب الفلسطيني ما زال مصمما على انتزاع حقوقه من البحر الى النهر وانه يجاهد في سبيل الله ودفاعا عن امته العربية تجاه العدوان الصهيوني.
* ما هي القضية التي أتى على ذكرها الرئيس بعد القضية الفلسطينية، غير ما يجري للعراق من احتلال؟
- بعد ان اطمأن على احوال الشعب الفلسطيني
سأل بشكل عام عن احوال الشعب العربي وبدأ يسألني كيف هي احوال الشعب الاردني؟
محملا تحياته لجلالة الملك وشكره لرعايته بعائلته بعد ان اخبرته
ان جلالة الملك عبد الله الثاني امر باستضافة عائلة الرئيس في المملكة، مشيرا الى انه ليس غريبا هذا الكرم الهاشمي، ومستذكرا العلاقة الوطيدة التي كانت تجمعه بالملك الراحل الحسين بن طلال.
كما سأل عن احوال الشعب المصري؟
وهكذا كما انه اخذ يسألني عن مواقف الدول العربية حكومات وشعوب تجاه احتلال العراق يسمي كل دولة على حدة وانا اجيب.
ولكنه لم يكن يتفاجأ عندما اخبره.
* اعلم انكما تطرقتما حول موقف الدول الاجنبية من احتلال العراق؟
- نعم تحدثت له عن الموقف الفرنسي والالماني
فسر من ذلك سرورا كبيرا، كما اخبرته عن سقوط ازنار في الانتخابات الاسبانية وانسحاب القوات الاسبانية من العراق.
كما اشرت له الى تصريح الامين العام للامم المتحدة حول عدم شرعية الحرب فسر من ذلك وطلب توثيق هذا التصريح.
كما اشرت له حول تصريح بوش عن ان قبور صدام الجماعية قصة مختلقة وقول بوش : لم نتحسب لما بعد الحرب وقد اخطأنا النتائج.
فشل مخططا لخطف صدام ونقله حيا الى ايران
القاهرة - فراس برس -
كشف رئيس هيئة الدفاع عن صدام المحامي خليل الدليمي عن مخطط لاختطاف الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد أن سلمته القوات الامريكية الي حكومة المالكي ونقله الي ايران.
وقال الدليمي في أول مقابلة صحافيه مطولة له بعد تنفيذ عملية اعدام الرئيس الراحل صدام حسين كانت النية مبيتة لاختطافه والذهاب به حيا الي إيران، لكن القوات الأمريكية تنبهت بعد ان لاحظت احاطة المبني ببعض الاشخاص .
هل تم بالفعل حل هيئة الدفاع؟
لم يتم حل الهيئة وانما تم حل فريق الدفاع وهناك فرق بينهما، فهيئة الدفاع تضم اكثر من 1750 محاميا من العراق تم تأسيسها داخل العراق بعلم صدام حسين وتم اختياري رئيسا لها.
ولا أملك أنا ولا اي من زملائي حلها وستبقي تعمل في ذات الجهد والعطاء الذي قامت به مع الرئيس في الدفاع عن اكثر من 55 معتقلا عراقيا
في السجون الامريكية في العراق وهم بحاجة الي عمل متواصل ليتم فضح عمل المحكمة والمخالفات التي ترتكبها لابسط معايير حقوق الانسان والمحاكمة العادلة.
أنت تتحدث عن الصفات الرمزية والاعتبارية والتاريخية للوكالات ولا تتحدث عنها بصفاتها القانونية اليوم؟
بالتأكيد، سنعتز بها وسيعتز بها من بعدنا اولادنا وأحفادنا، وكل العشائر والجنسيات التي ننتمي لها.
بالنسبة الي المعتقلين الاخرين فان قضية طه ياسين رمضان تصبح اليوم في المقدمة فالي اين تذهب هذه القضية؟
كما تعلم ويعلم الجميع فاننا واثناء عملنا في قضية الاعتقالات وعلي رأسهم صدام فقد كانت لنا اهداف اساسية وعلي رأسها محاولة جر هذه المحكمة غير الشرعية وغير الدستورية وتصحيح مسارها الا انها مصممة بصورة هزلية علي الالتزام بالجانب السياسي ولا علاقة لها بالقانون
وبهذا فقد تحول واجبنا كمحامين الي مستويين وهما بعلم صدام والاتفاق معه، اما المستوي الاول فهو فضح المحكمة من داخلها فالمحامي لا يستطيع ان يتعرض ويتعرف علي مخالفات المحكمة ومن ثم يعرف العالم من بعده ذلك الا من داخل قاعة المحكمة وقد نجحنا في ذلك.
صدام كان يعلم منذ اليوم الاول لاعتقاله ان اعداءه يتقدمون نحو اعدامه وابلغ المحامين انه لو كان هناك اشد من عقوبة الاعدام
لمارسوها علي وكان مدركا لهذه الحقيقة طوال الوقت وقد قال لنا قبيل النطق بالحكم: أرجو ان تكونوا رابطي الجأش
وارجو ان تتفهموا ان الحكم لا يمكن ان يكون اقل من الاعدام، وهذا ما اشار اليه للقاضي في احدي الجلسات عندما خاطبه بالقول:
إذا ما أردتم إعدامي فأنا رجل عسكري وأريد أن أعدم رميا بالرصاص .
ما هي المعلومات التي لديكم حول إعدام صدام حسين؟
في يوم 26 /12 اتصل بي ضابط الارتباط الامريكي وابلغني بضرورة تخويل احد المحامين لتسلم اغراض ومقتنيات الرئيس
وقد طلب مني ذلك بالهاتف وبرسالة الكترونية، وبدوري اوعزت لزملاء لي عندما كانوا في زيارة الي الرئيس بان يبلغوا الرئيس بهذا الطلب، واوعزت لاحد المحامين بان يقوم بتسلم هذه الحاجيات والمقتنيات وايصالها الي عائلته.
وطلبت ايضا من المحامين بان يزوروه في يوم 28 /12 ايضا وذلك لان الجانب الامريكي رفع عني الغطاء القانوني وقيل لي صراحة انهم لا يريدون ان اقوم بزيارة الرئيس وانهم سيوفرون لي الحماية الامنية
ولكنهم وفق تعبيرهم لن يتمكنوا من توفير الحماية القانونية لي. وهي إشارة واضحة بان حياتي في حال ذهبت الي بغداد في خطر، وتوقعت في حينها ان الامريكيين اوعزوا الي وزارة الداخلية العراقية وقاموا بترتيب شيء ما ضدي لا اعلم ما هو. ولكن الرسالة كانت واضحة!
وقد فوجئنا بسرعة التصديق علي قرار الحكم وليس في الحكم ذاته، فقد كنا نعرف ما الذي يتم ترتيبه لصدام. فاللائحة التمييزية لم تقرأ وسلمت قبل سبعة ايام من تنفيذ الحكم، وكذلك عندما اتخذوا قرار الاعدام يوم الاربعاء، ومن المعروف طبيعة اعمال يوم الخميس وخصوصا في العراق فيما اليوم التالي هو الجمعة يوم عطلة وهم في يوم السبت قاموا بتنفيذ الحكم، اي انهم حرموا هيئة الدفاع
من حق قانوني وهو طلب تصحيح قرار التمييز، حيث لم يتسن لنا تسليم اللائحة التي يشترط تسليمها باليد. عندما ابلغنا الرئيس لم يتفاجأ واوصي بوصيته المعروفة وقال بالحرف الواحد انني لم اساوم علي نفسي لأحد وثقتي بالعراقيين والشعوب العربية والاسلامية كبيرة، واعلم علم اليقين ان العراقيين سيقومون في نهاية المطاف بطرد المحتلين
وانه اذا ما استمر الامريكان في غيهم فإنهم سوف لن يتمكنوا من سحب قواتهم من العراق بكامل عدتها وعتادها كما فعلوا في فيتنام ، وفي يوم الاعدام ابلغه جنرال امريكي في المطار حيث طلب من الحراس الامريكان الانصراف
وبقي معه في غرفته وقال له انك ستعدم بعد ساعات فسأله عما يريد فتوضأ الرئيس وقرأ بعض الايات القرآنية
وبعد ان تناول الطعام اخذوه الي مكان الاعدام في الكاظمية
وسلم الي الجانب العراقي، وتم الاعتداء عليه جسديا واستفزازه من قبل المجموعة التي كانت متواجدة في المكان، وكانت النية اختطافه والذهاب به حيا الي ايران، لكن القوات الامريكية تنبهت واحبطت المحاولة قبل التنفيذ.
كيف تلقيت خبر اعدامه.. أين كنت وقتها وماذا فعلت وماذا تقول في طريقة تعاطي صدام حسين مع العملية؟
أولا أنا لم أر الرئيس قبل اعتقاله وكنت اسمع من الذين يعرفونه كم هو شجاع ومتواضع وكريم، ولكن كل الكلام الذي سمعته في هذا الموضوع لا يساوي شيئا من الحقيقة..
إنه رجل استثنائي بكل ما للكلمة من معني.
لقد كان شخصا استثنائيا عندما كان رئيسا وكان شخصا استثنائيا عندما كان معتقلا وكان شخصا استثنائيا عندما وقف امام حبل اغتياله..
وأذكر كيف أننا وطوال الوقت كنا كمحامين نستمد جرأتنا وقوتنا منه ومن كلماته.. وهو ما فعله ايضا مع رفاقه لقد شحنهم وشجعهم وخصوصا في الشدائد..
صدام حسين صعد الي حبل المشنقة وهو يقود جميع من في الغرفة..
ألم تر الابتسامة التي اظهرها قبل أقل من دقيقة من اعدامه ..
عاش بطلا واستشهد بطلا!
وأنا لم أتلق الخبر فجر اعدامه رحمه الله، وانما قبل ذلك بايام وكما قلت لك فقد طلب مني الجانب الامريكي ان اتسلم مقتنياته واغراضه الشخصية
وهو ما كلفت به احد الزملاء بعد منعي من القدوم الي بغداد وتهديدي في حال جئت.
وقد توقعت ان يتم وقف تنفيذ الاعدام عبر المؤسسات الدولية
ولكن ذلك لم يحدث..
وربما تعرف انني في ليلة وقفة العيد كنت حتي منتصف الليل في استديوهات الفضائيات التي كانت تتحدث عن توقعاتها حول ما سيجري.
واضطررت في اللحظة الاخيرة ان اناشد جميع المؤسسات العالمية والدولية
لوقف تنفيذ الاعدام، لأني كنت اخشي علي بلدي وامن المنطقة واستقرارها خاصة بعد احتلال ايران للعراق وتهديدها للامن القومي العربي والاسلامي.
وذلك علي عكس ما طلبه مني الرئيس الذي قال لي بعد النطق بحكم الاعدام انه لا يريد من محاميه التماس اي طلب من اي جهة كانت لوقف عملية تنفيذ الاعدام.
وفي تلك الليلة بقيت انا وعائلتي حتي الصباح أمام شاشات الفضائيات ..
وأول ما تأكد حدوث الاعدام تملكني الشعور بالغضب الشديد..
بصورة لم أعهدها من قبل..
واتذكر أنني قاطعت الصحافة وكان اول تصريحاتي بعد اكثر من اربعين يوما علي الاعدام وهذه المقابلة هي الاولي بعد عملية تنفيذ الإعدام.
ماذا عن مقتنيات صدام حسين؟ وما هي طبيعتها؟
جميع مقتنيات الرئيس تم تسليمها الي العائلة.
وهي عبارة عن ساعته وكتبه وبعض اشعاره وهكذا.
وماذا عن المعطف الأسود التي كان يلبسه أثناء عملية الاعدام؟
حسب علمي، فانه وبعد أن تم دفنه رحمه الله، تم تسليمه الي شيخ العشيرة الذي سلمه بدوره وكامل الملابس التي كان يرتديها الرئيس لحظة اغتياله الي عائلته.
يبدو أنها ستستغرق وقتا طويلا.. ولكن هل بدأت بها؟
حتي الآن لم أبدأ بها وهي خارج الأردن وبعضها في العراق
والبعض الاخر في مكان آخر.
وهي مذكرات ستسرد قصة صدام حسين منذ العام 1989 وحتي لحظة اغتياله .. استنادا الي ما تحدث به هو نفسه في هذا الموضوع.
حيث كنت أول شخص يلتقيه من خارج اطر سلطات الاحتلال بعد اعتقاله وبقيت له النافذة الوحيدة التي يثق بها عاما كاملا قبل ان يبدأ بلقاء باقي فريق هيئة الدفاع.
رغم قرار وتنفيذ عملية الاعدام
الا ان هيئة الدفاع نجحت في معركتها الاعلامية ولكن هناك اتهام لكم بانكم كنت تشتغلون بالسياسة ايضا في مقابل الجانب الاعلامي ..
ماذا تقول في هذا الصدد؟
منذ أول مقابلة للرئيس قال لي يا ولدي
عليك بثلاثة محاور:
المحور الاول قانوني وهو اضعف المحاور لان المحكمة سياسية والمحور الثاني اعلامي والثالث سياسي.
يعلم الجميع ان المحكمة سياسية صرفة
وهي مقصود ان تكون محكمة انتقام ولكن كان علينا بعد ان يئسنا من توجيه المحكمة الي الوجهة القانونية
ان نقوم بفضحها، وقد نجحنا والحمد الله وايدتنا كافة المنظمات القانونية والحقوقية ومنها منظمة هيومن رايتس ووتش واتحاد المحامين العرب
الذي كان له دور جيد وكان لنقابة المحامين الاردنيين وبطلها الاستاذ صالح العرموطي دور طليعي.
نحن لم نمارس السياسة بل ولم نكن راغبين بجرنا الي الجانب السياسي
ولكنا قمنا بفضح ما يجري من انتهاكات قانونية وقضائية، ولأن المحكمة سياسية ومركبة، واستنادا الي هذا الجانب ظهر وكأننا نتحدث بالسياسة.
الاتهام ليس للدفاع بتناوله الجانب السياسي
وانما للمحكمة باسرها انها بتركيبتها وادائها كانت سياسية ولا تمتّ باي صلة للجانب القانوني.
شابَ المحكمة طوال فترة عمرها إرباك وتخبط حتي استقال عدد من قضاتها او اقيلوا ومنهم القاضي رزكار أمين.
هذا القاضي وبعد ان استحال عليه اكمال الدور وبعد ان علم ان المحاكمة ذاهبة الي الاعدام وانه لو حكم بما لديه من معطيات فانه سيقوم بتبرئة صدام حسين من التهم المنسوبة اليه قدم استقالته..
وهو يعرف لو انه لو استمر في المحاكمة وحكم باعدامه كما يراد فانه سيشوه تاريخه الشخصي وهو ما رفضه.
القاضي رزكار قاض مهني ورغم بعض الاخفاقات والشدة التي تعامل بها مع المحامين، الا انه من عائلة عراقية كردية عريقة ومحترمة.
وفي لقاء سابق نشرت جريدة العرب الاردنية في29/1/2005 لقاء مع المحامي العراقي الاستاذ خليل الدليمي عضو هيئة الاسناد في الدفاع عن الرئيس الاسير المجاهد صدام حسين وجميع الاسرى العراقيين والعرب في سجون الاحتلال, سلط فيها الضوء على نقاط جديدة في مقابلته للرئيس المجاهد الاسير صدام حسين, فيما ياتي نص ما نشرته الجريدة:
لم يكن عضو هيئة الاسناد في الدفاع عن الرئيس العراقى صدام حسين ورفاقه وكافة الاسرى والمعتقلين في العراق خليل الدليمي يصدق ما يسمع، لقد ابلغته نقابة المحامين العراقيين ان المحكمة الخاصة سمحت له اخيرا لقاء الرئيس الاسير صدام حسين، ورغم خشيته من ان يكون هذا الموعد كسابقه
"مطلع كانون الاول الماضي"
الذي اجلته سلطات الاحتلال في ربع الساعة الاخيرة له دون ابداء الاسباب، ولأنه احتلال لم يكن بيد الدليمي الا الانتظار مرة اخرى واجراء المحاولة تلو الاخرى من اجل لقاء الرئيس الاسير.
فلم تفلح كافة الجهود السابقة التي قام بها الدليمي من اجل لقاء صدام حسين منذ اليوم التالي لاعتقاله.
ورغم ذلك، يقول الدليمي، انه كان يتوقع اجراء اللقاء في النهاية، فالاحتلال يريد رسم وجها ديمقراطيا وحضاريا للمحكمة.
وما ان ابلغته نقابة المحامين العراقية بموعد اللقاء حتى بدأ يعد العدة للموعد التاريخي كيف لا وهو الذي سيلتقي بالسيد الرئيس.
"العرب اليوم" التقت المحامي العراقي خليلي الدليمي الذي تعرض للتهديد ومحاولات الاغتيال من عدد من الجهات في العراق منها "فيلق بدر" وحاورته في "الاربع ساعات ونصف التاريخية" تلك التي جلس فيها مع الرئيس.
يقول الدليمي:
بعد اسبوعين من يوم اللقاء المؤجل مطلع شهر كانون الثاني هاتفني ممثل نقابة المحامين ليبلغني عن الموعد الجديد فذهبت وفي خاطري انه سيتم تأجيله كما حصل في الموعد السابق الا ان طريقة التعاطي معي منذ بداية اللقاء جعلتني اتأكد ان الامر جاد واني سالتقي بالرئيس.
* ماذا تقصد بطريقة التعاطي معي؟
- في اللقاء المؤجل الاول ولدى وصولي الى المكان المحدد لي ابلغت فورا ان على العودة لان اللقاء تم تأجيله، الا ان هذه المرة سمح لي بالدخول من حاجز عسكري كان يقف عليه جنود عراقيون لاصل بعدها الى حاجز من الجنود الامريكان.وهناك صعدت بعربة امريكية مظللة معها اربع سيارات حماية وانطلقنا.
* كم كانت الساعة حينذاك وكم استغرقت عملية الوصول الى المكان المحدد؟
- كانت الساعة حوالي التاسعة صباحا، وبعد ما يقارب من الخمسين دقيقة بسرعة لا تتجاوز 60 كم وصلنا.
* وصلت الى المعسكر الذي يعتقل فيه الرئيس؟
- لا ادري ان كان معسكرا او غير ذلك، فقد تم انزالي من العربة الى انبوب يشبه الى حد بعيد الانبوب الذي ينتقل فيه ركاب الطائرة الى قاعة المطار.
حيث ادخلت في صالة كبيرة كان يوجد فيها عدد من الجنود الامريكان وهناك اتفقنا على جملة اجراءات منها ان مدة اللقاء أربع ساعات ونصف، ومنها ايضا الجانب البروتوكولي، حيث رفضت المطلب الامريكي ان اسلم عليه يدا بيد فقط، وقلت لهم ان هذا رئيس العراق وعلى ان اؤدي له السلام
وفق ما تقتضيه الشروط البروتوكولية.فانا قبل ان اكون محاميا للرئيس انا اولا مواطن عراقي سيلتقي برئيس البلاد.اما الوضعية التي فيها صدام حسين الان فهذا الامر لا يعني انه تم افقاده صفته كرئيس شرعي للبلاد.
اما الجانب الاخر من المناقشة التي دارت بيني وبينهم فهي الجانب الامني بمعنى اشترطوا علي بقاء جندي امريكي معنا طوال الوقت حيث يتم تغييره كل نصف ساعة حيث منعت من اعطاء الرئيس اي شيء بيدي بل اعطيه للجندي الذي يقوم هو بدوره باعطائه للرئيس، كما اكدوا على انهم لن يقوموا بالدخول علينا كجماعة
فقلت لهم اني لا اعترض على هذا المطلب، ولكن واثناء دخول الرئيس الى القاعة التي كنت اتواجد فيها دخل عدد كبير من الجنود وكنت ساعتها اجلس وراء طاولة عليها جهاز حاسوب فقمت واديت له التحية.
* قبل ذلك كيف كانت هيئة الرئيس حينها وما هي مشاعرك لدى دخوله عليك؟
- كيف تعتقد ان تكون مشاعري، لقد ارتطمت ساقي بالطاولة عدة مرات وكدت اقع وانا اخرج من خلف الطاولة مسرعا لتحيته، فابتسم لي تلك الابتسامة الجميلة.
* هل التقيته سابقا بشكل شخصي؟
- ابدا، لم اره الا على التلفاز.ولم اتشرف بلقائه مطلقا ولكن الا يكفي ان يكون رئيسي لافعل ذلك.
* عذرا اكمل..
- اديت لسيادته التحية العسكرية بالكامل، ثم ما هي الا ثانية، بل اقل، حتى هجمت عليه أعانقه، فربت على ظهري عدة مرات محاولا التخفيف عني.
* ماذا كان يرتدي؟
- سترة سوداء وقميصاً ابيض دون ربطة وبنطالا اسود، وكان يحمل معطفا اسود على يده اليمنى.كما كان شعره طويلا ولحيته كذلك.
* تقصد على الهيئة التي صورها الامريكان للعالم؟
- لا، لا ليست تماما كان شعره اقصر..
وفي الحقيقة اتينا على هذا الموضوع في اللقاء فوعدته ان أطلب من سلطات الاحتلال توفير ما يلزم له في هذا الجانب.
* ماذا عن جسمه؟
- كان افضل حالا مما ظهر عليه في جلسة المحكمة.
* في تلك اللحظة كان عدد كبير من الجنود الامريكان موجودين كما قلت ؟
- نعم، ارادوا حمايته مني كما قيل لي اثناء حواري معهم - قالها الدليمي ساخرا - ولكنهم بعد ان رأوا عناقنا خرجوا جميعا، بل ان احد الجنود علق على هذا المشهد بالقول:
ما الذي يجري هنا؟
ولم يبق بعد ذلك منهم في القاعة سوى جندي واحد.
* من بدأ الحديث منكم قبل الاخر وماذا قال؟
- بعد ان عانقته وهدأ من انفعالي قليلا، طلب مني الجلوس وجلس هو واضعا معطفه على الطاولة، وهو يقول:
لقد احضرت لك شعرا نظمته بنفسي اريد ان اسمعك اياه.
فقلت له اتشرف بذلك سيادة الرئيس وقرأ لي قصيدة كان قد كتبها في ورقة صفراء كانت معه.
* ما هي القصيدة ؟
- للأسف لم احفظ منها سوى بيت واحد من الشعر الا انني طلبت منه مرارا اعادة قراءتها لقد كانت جميلة بحق.
* لم تحفظ من القصيدة اي بيت؟
- هو بيت وحيد عرف قلته سابقا وهو (إن لم تكن رأسآ فلا تكن آخره فليس الآخر سوى الذنب).
ثم وبعد ان انتهى من القصيدة قال لي:
الان ماذا لديك؟ فقلت له: سيدي , بالنسبة لي قبل ان اكون محامياً انا مواطن عربي احمل لك تحيات الشعب العربي والعراقيين، وانا تلميذ وانت المعلم وانا جاهز لتوجيهات سيادتك.
فقال لي: بارك الله فيك ولكني اريد ان اسمع منك.
فتحدثت معه طويلا عن هيئة الدفاع عن الرئيس وتأسيسها واخبرته انني رئيس الهيئة في العراق، وان الهيئة العامة في عمان بلغ عدد اعضائها 1500 محامٍ عربي واجنبي، بالاضافة الى المحامين العراقيين الذين يبلغون 200 محامٍ.وان هناك هيئة مصغرة تضم معظم دول العالم سواء من امريكا او من فرنسا او من انجلترا او مصر ولبنان وليبيا وبالتأكيد الاردن وكافة الدول العربية.
واخبرته انضمام وزير العدل الامريكي السابق رامزي كلارك الى الهيئة ففرح اشد الفرح بذلك.
وابلغته ان الناطق الرسمي للهيئة هو الاستاذ زياد الخصاونة، فاثنى على الاستاذ زياد واطمأن على وضع الهيئة وابدى توجيهاته بان يستبدل مسمى زياد الخصاونة في الهيئة من الناطق الرسمي الى رئيس الهيئة
وتغيير اسمها من هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي صدام حسين الى هيئة الاسناد للدفاع عن الرئيس العراقى صدام حسين ورفاقه وكافة الاسرى والمعتقلين في العراق، كما اوصاني بالسلام عليه وعلى عائلته ولكل اعضاء الهيئة.
وبعد ان تطرقت في حديثي الى الجوانب القانونية وتحدثت له عن اعمال الهيئة ودفوعنا "شكلية وقانونية" والطعن في الهيئة بارك جهودنا وقال ان الجانب القانوني سيقع على عاتق الهيئة وانا عندي ثقة مطلقة بها.
* حسنا وبعد ذلك بأي المواضيع تحدثتم؟
- بعد إن اطمأن على تحركات الهيئة قال لي مباشرة "شلون الشعب الفلسطيني..شلون الانتفاضة..سلم لي على الشعب الفلسطيني؟
فاجبته انهم ما زالوا يقاومون على حالهم التي يعرفها، الا انني لم اتطرق الا وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات فيكفي الرئيس ما الم به
ولا اريد ان اطلعه على ما من شأنه ان يعكر صفوه.
الا ان الرئيس بدأ يستشهد بآيات القران الكريم في الجهاد والمصابرة.
وقلت له من جهتي ان الشعب الفلسطيني ما زال مصمما على انتزاع حقوقه من البحر الى النهر وانه يجاهد في سبيل الله ودفاعا عن امته العربية تجاه العدوان الصهيوني.
* ما هي القضية التي أتى على ذكرها الرئيس بعد القضية الفلسطينية، غير ما يجري للعراق من احتلال؟
- بعد ان اطمأن على احوال الشعب الفلسطيني
سأل بشكل عام عن احوال الشعب العربي وبدأ يسألني كيف هي احوال الشعب الاردني؟
محملا تحياته لجلالة الملك وشكره لرعايته بعائلته بعد ان اخبرته
ان جلالة الملك عبد الله الثاني امر باستضافة عائلة الرئيس في المملكة، مشيرا الى انه ليس غريبا هذا الكرم الهاشمي، ومستذكرا العلاقة الوطيدة التي كانت تجمعه بالملك الراحل الحسين بن طلال.
كما سأل عن احوال الشعب المصري؟
وهكذا كما انه اخذ يسألني عن مواقف الدول العربية حكومات وشعوب تجاه احتلال العراق يسمي كل دولة على حدة وانا اجيب.
ولكنه لم يكن يتفاجأ عندما اخبره.
* اعلم انكما تطرقتما حول موقف الدول الاجنبية من احتلال العراق؟
- نعم تحدثت له عن الموقف الفرنسي والالماني
فسر من ذلك سرورا كبيرا، كما اخبرته عن سقوط ازنار في الانتخابات الاسبانية وانسحاب القوات الاسبانية من العراق.
كما اشرت له الى تصريح الامين العام للامم المتحدة حول عدم شرعية الحرب فسر من ذلك وطلب توثيق هذا التصريح.
كما اشرت له حول تصريح بوش عن ان قبور صدام الجماعية قصة مختلقة وقول بوش : لم نتحسب لما بعد الحرب وقد اخطأنا النتائج.