كانت تلبس سروالا أسودا ضيقا وقميصا أبيضا يظهران كل مفاتنها </span>
وشعرها جميل مسدول على ظهرها عيناها تشعان نباهة تمشي بخفة وتتلوى في مشيتها مزهوة بجمالها وتلتفت يمنة ويسرة كأنها تقول للمارة أنظروا أنا الأجمل ، وبعد لحظة وجيزة جاءت سيارة فاخرة سوداء فزادت الفتاة تبخترا كالطاووس ونظرت إلى السائق الذي نظر إليها بإعجاب وقال لها بعينيه وحاجبيه إنك رائعة وناداه وأوقف سيارته بجانبها وفتح الباب فهرولت إليه بسرعة ودخلتها كالبرق وأغلقت الباب وراءها وهي تمشط شعرها بأصابعها ، ومر السائق قرب صديقاتها في الدراسة وهي تنظر لهم بعينها </span>البراقتين وتقول لهن إني دائما الأحسن مع أنها خانت </span>الأمانة التي وضعها والديها لذيها وراحت مع غريب للمجهول ،و ذهبت النعجة مع الذئب وتعددت المرات وأصبحت تغيب عن دروسها وأهملت دراستها أمام الكلام المعسول إلى أن جاءت النتيجة الدراسية </span>التي كانت ستعري المكنون لكن إهمال الوالدين وعدم متابعتهما لها جعله مرة أخرى مكنون وراحت الفتاة المسكينة تلهو هنا وهناك إلى أن خرجت للشارع ونسيها الحبيب المزور الذي رماها وعند زواجه راح يفتش على البنت المصونة وهي ذبلت وخسرت كل شيء شرفها وجمالها ودراستها وراحت تصبغ وجهها وشفتيها وعينيها وتغازل كل من وجدته في طريقها وتنظر لصديقاتها وقد شغلن مناصب هامة أو تزوجن وأنجبن أطفالا وتتحصر هي بمرارة </span>على ما فاتها </span>من فرص الزواج أو العمل......</span>