بسم الله الرحمن الرحيم
غزوة حنين
أخب فيها وأضع
أقود وطفاء الزمع
كأنها شاة صدع </SPAN>
غزوة حنين
قال ابن إسحاق : لما سمعت هوازن بالفتح جمعها مالك بن عوف النصري مع هوازن ثقيف كلها .
فلما أجمع مالك السير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ساق مع الناس أموالهم ونساءهم وذراريهم . فلما نزل بأوطاس اجتمعوا إليه . وفيهم دريد بن الصمة الجشمي وهو شيخ كبير ليس فيه إلا رأيه وكان شجاعا مجربا .
فقال بأي واد أنتم ؟ قالو : بأوطاس . قال نعم مجال الجيل لا حزن ضرس ولا سهل دهس . ما لي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير وبكاء الصغير . ويعار الشاء ؟ قالوا : ساق مالك مع الناس أبناءهم ونساءهم وأموالهم .
قال أين مالك ؟ فدعي له فقال إنك أصبحت رئيس قومك . وإن هذا يوم له ما بعده من الأيام . فلم فعلت هذا ؟ قال أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم . قال راعي ضأن والله وهل يرد المنهزم شيء ؟ إنها إن كانت لك : لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه . وإن كانت عليك : فضحت في أهلك ومالك . ثم قال ما فعلت كعب وكلاب ؟ قالوا : لم يشهدها منهم أحد . قال غاب الحد والجد ، لو كان يوم علاء ورفعة لم يغيبوا . ولوددت أنكم فعلتم ما فعلت كعب وكلاب . فمن شهدها ؟ قالوا عمرو بن عامر ، وعوف بن عامر . قال ذانك الجذعان من عامر لا ينفعان ولا يضران . يا مالك إنك لم تصنع بتقديم البيضة - بيضة هوازن - إلى نحور الخيل شيئا . ارفعهم إلى ممتنع بلادهم وعلياء قومهم . ثم ألق الصبا على متون الجيل . فإن كانت لك : لحق بك من وراءك . وإن كانت عليك : ألقاك ذاك وقد أحرزت أهلك ومالك .
قال والله لا أفعل إنك قد كبرت وكبر عقلك ، والله لتطيعني يا معشر هوازن ، أو لأتكئن على هذا السيف حتى يخرج من ظهري ، وكره أن يكون لدريد فيها ذكر أو رأي .
قالوا : أطعناك . فقال دريد هذا يوم لم أشهده ولم يفتني .
يا ليتني فيها جذع فلما أجمع مالك السير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ساق مع الناس أموالهم ونساءهم وذراريهم . فلما نزل بأوطاس اجتمعوا إليه . وفيهم دريد بن الصمة الجشمي وهو شيخ كبير ليس فيه إلا رأيه وكان شجاعا مجربا .
فقال بأي واد أنتم ؟ قالو : بأوطاس . قال نعم مجال الجيل لا حزن ضرس ولا سهل دهس . ما لي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير وبكاء الصغير . ويعار الشاء ؟ قالوا : ساق مالك مع الناس أبناءهم ونساءهم وأموالهم .
قال أين مالك ؟ فدعي له فقال إنك أصبحت رئيس قومك . وإن هذا يوم له ما بعده من الأيام . فلم فعلت هذا ؟ قال أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم . قال راعي ضأن والله وهل يرد المنهزم شيء ؟ إنها إن كانت لك : لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه . وإن كانت عليك : فضحت في أهلك ومالك . ثم قال ما فعلت كعب وكلاب ؟ قالوا : لم يشهدها منهم أحد . قال غاب الحد والجد ، لو كان يوم علاء ورفعة لم يغيبوا . ولوددت أنكم فعلتم ما فعلت كعب وكلاب . فمن شهدها ؟ قالوا عمرو بن عامر ، وعوف بن عامر . قال ذانك الجذعان من عامر لا ينفعان ولا يضران . يا مالك إنك لم تصنع بتقديم البيضة - بيضة هوازن - إلى نحور الخيل شيئا . ارفعهم إلى ممتنع بلادهم وعلياء قومهم . ثم ألق الصبا على متون الجيل . فإن كانت لك : لحق بك من وراءك . وإن كانت عليك : ألقاك ذاك وقد أحرزت أهلك ومالك .
قال والله لا أفعل إنك قد كبرت وكبر عقلك ، والله لتطيعني يا معشر هوازن ، أو لأتكئن على هذا السيف حتى يخرج من ظهري ، وكره أن يكون لدريد فيها ذكر أو رأي .
قالوا : أطعناك . فقال دريد هذا يوم لم أشهده ولم يفتني .
أخب فيها وأضع
أقود وطفاء الزمع
كأنها شاة صدع </SPAN>
ثم قال مالك إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم ثم شدوا شدة رجل واحد .
ثم بعث عيونا من رجاله فأتوه وقد تفرقت أوصالهم من الرعب والهلع . فقال لهم ويلكم ما شأنكم ؟ قالوا : رأينا رجالا بيضا على خيل بلق . والله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى . فوالله ما رده ذلك عن وجهه أن مضى على ما يريد .
ولما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليهم عبد الله بن حدرد الأسلمي . وأمره أن يداخلهم حتى يعلم علمهم . فانطلق . فداخلهم حتى علم ما هم عليه . فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر .
فلما أراد المسير ذكر له أن عند صفوان بن أمية أدراعا وسلاحا - وهو يومئذ مشرك - فقال له
يا أبا أمية أعرنا سلاحك هذا ، نلق فيه عدونا غدا " فقال أغضبا يا محمد ؟ قال " بل عارية مضمونة ، حتى نؤديها إليك
فأعطاه مائة درع بما يكفيها السلاح . فخرج صلى الله عليه وسلم . ومعه ألفان من أهل مكة ، وعشرة آلاف من أصحابه الذين فتح الله بهم مكة . فكانوا اثني عشر ألفا . واستعمل عتاب بن أسيد على مكة .
فلما استقبلوا وادي حنين ، انحدروا في واد من أودية تهامة أجوف في عماية الصبح . قال جابر وكانوا قد سبقونا إليه فكمنوا في شعابه ومضايقه . قد تهيئوا . فوالله ما راعنا إلا الكتائب قد شدوا علينا شدة رجل واحد فانشمر الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد . وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين ثم قال
يا أيها الناس هلموا إلي أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله
وبقي معه نفر من المهاجرين وأهل بيته فاجتلد الناس . فوالله ما رجعت الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكانوا حين رأوا كثرتهم قالوا " لن نغلب اليوم عن قلة " فوقع بهم ما وقع ابتلاء من الله لقولهم ذلك .
ثم بعث عيونا من رجاله فأتوه وقد تفرقت أوصالهم من الرعب والهلع . فقال لهم ويلكم ما شأنكم ؟ قالوا : رأينا رجالا بيضا على خيل بلق . والله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى . فوالله ما رده ذلك عن وجهه أن مضى على ما يريد .
ولما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليهم عبد الله بن حدرد الأسلمي . وأمره أن يداخلهم حتى يعلم علمهم . فانطلق . فداخلهم حتى علم ما هم عليه . فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر .
فلما أراد المسير ذكر له أن عند صفوان بن أمية أدراعا وسلاحا - وهو يومئذ مشرك - فقال له
فلما استقبلوا وادي حنين ، انحدروا في واد من أودية تهامة أجوف في عماية الصبح . قال جابر وكانوا قد سبقونا إليه فكمنوا في شعابه ومضايقه . قد تهيئوا . فوالله ما راعنا إلا الكتائب قد شدوا علينا شدة رجل واحد فانشمر الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد . وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين ثم قال
وبقي معه نفر من المهاجرين وأهل بيته فاجتلد الناس . فوالله ما رجعت الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكانوا حين رأوا كثرتهم قالوا " لن نغلب اليوم عن قلة " فوقع بهم ما وقع ابتلاء من الله لقولهم ذلك .